الوثيقتين المهمتين اللتان تظهران مدى استغلال قداسة مار ايشاي شمعون لمأسات آشوريي خابور

بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
الوثيقتين المهمتين اللتان تظهران مدى استغلال قداسة مار ايشاي شمعون لمأسات آشوريي خابور

29 / 09 / 2013
http://nala4u.com

قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون

انشر لكم هاتين الرسالتين المهمتين اللتان ارسلهما قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون الى اهالي خابور الاولى يعلمهم فيها عن محاولاته في عصبة الامم لايجاد مأوى آخر لهم بديلا عن سوريا التي كان قد صورها لهم كالجنة عندما كانوا في العراق ساكنين في قراهم الجميلة ألآمنة …

والرسالة الثانية ارسلها عام 1948 والتي تناقض الرسالة الاولى في طرحها حيث يحاول فيها اقناعهم بعدم ترك خابور وتخويفهم باسلوب ساذج من الهجرة الى الدول الكبرى مخافة ان يتعرضوا للهجوم النووي

مالك لوكو شليمون التخومي,
مالك دانيال ابن مالك اسماعيل
يوسف مالك التلكيفي

انظر اخي القاريء كيف كان يتعامل مع اتبائعه باهانة عقولهم والاستخفاف بمعيشة عوائلهم وكانهم سلعة يبيعها ويشتريها كما تقتضي مصلحته الشخصية :
الا ان من تبعوه باخلاص الى سوريا كشفوا هذه الامور وندموا على ثقتهم به وانتفض من بينهم قادة ومفكرين شجعان امثال مالك لوكو شليمون التخومي, مالك دانيال ابن مالك اسماعيل ويوسف مالك التلكيفي خاصة بعد الاستحواذ على (450 ) الف دولار المساعدات المرسلة من محسني اميركا الى اهالي الخابور التي لم تصلهم منها سوى 1500 دولار وهذه الرسالتين نقلتها نصا من كتاب (النضال ألآشوري من اجل البقاء لمؤلفه مالك لوكو شليمون ) …….
اقتباس :
الرسالة البطريركية التي حملت الاخبار الطيبة الى الاشوريين حول البرازيل في 1934
بينما كنا ما نزال في دمشق، بانتظار ان يتم نقلنا الى ميناء بيروت من اجل رحلة ابعد الى مكان في ما وراء البحار، للوصول الوشيك الى وجهتنا النهائية، وصلت الرسالة الاولى للإخبار الطيبة بتوقيع وختم البطريرك، مار ايشاي شمعون، مؤرخة في الثامن عشر من اذار 1934.
وخلاصة ما كتبه في تلك الرسالة هو الآتي (لرؤية النص الكامل للرسالة انظر الملحق رقم 6):
يمكن ايجاز نتيجة عملنا ( في عصبة الامم المتحدة) فيما يتعلق بنقل شعبنا الى بلد مناسب من اجل التوطين كالأتي:
1- كتب مجلس (عصبة الامم) رسمياً الى حكومات الدول التي تمتلك مستعمرات او تلك التي تستطيع توفير مستوطنة للمهاجرين في بلدانها ، لكي ترى فيما اذا كان ممكناً نقل الاشوريين الى هناك. لم تبد اي دولة اخرى من الدول التي تمت مفاتحتها اي اهتمام بالموضوع باستثناء البرازيل.
2- كانت حكومة البرازيل راغبة بقبول جميع الاشوريين.
3- كان برنامج نقل شعبنا مبنياً على نقل 500 عائلة/اسرة شهرياً.
4- نوعية المناخ والأمور الاخرى الخاصة بهذه المنطقة من البرازيل التي تم اختيارها للتوطين، هي كما يلي:
أ‌- تقع هذه المنطقة في جنوب البرازيل وتسمى پارانا ويمر بها نهر بنفس الاسم.
ب‌- يبلغ ارتفاع هذه المنطقة (2000) قدم فوق مستوى البحر ودرجة الحرارة القصوى في الصيف تصل الى 100 درجة (حوالي 37.7 مئوية)
ج‌- تتوفر في المنطقة مياه غزيرة من الانهار والينابيع وليس هناك ملاريا.
د‌- كل عائلة/اسرة مكونة من خمسة افراد سيتم تزويدها بأرض بمساحة عشرة (10000) آلاف متر مربع.
ه‌- المنطقة عبارة عن غابة، لذلك فأن الارض المخصصة لكل عائلة/اسرة سيتم تنظيفها مسبقاً.
و‌- بعض المحاصيل التي يمكن زراعتها في هذه المنطقة تتضمن: الرز (مزروع بطريقة زراعة الارض اليابسة) والقطن والقهوة وحنطة دمشق او مكة ومحاصيل وفواكه حقلية متنوعة اخرى. الارض صالحة ايضاً لتربية الماشية.

كتب مار شمعون في الصفحة الثامنة من رسالته/خطابه:
نحن نشعر بالحزن عندما نفكر في ترك وطننا الام حيث التاريخ الرائع لأجدادنا العظام روحياً وزمنياً ، ولكننا في ذات الوقت ننظر الى ماضٍ مليء بالذكريات المريرة لأبناء شعبنا، والذين يوماً بعد يوم، وفي كل منعطف وتطور، يتفرقون في كل بقاع العالم. نحن في تساءل حول إدراك مشيئة الخالق، لذا فقد توصلنا الى هذا الاستنتاج: فأن كانت مشيئته لنا هي الموت او العيش بمرارة في وطننا الأم، فلن تستطيع اي قوة بشرية ان تخرجنا من هناك، اما اذا كانت مشيئته لنا هي الرحيل فأن ذلك ما سيتم حتماً.
وهذا ما كتبه في الصفحة التاسعة من رسالته/خطابه:
من الواضح لكل من له بعد نظر بأن بلاد النهرين (ميسوبوتاميا/ العراق) اصبحت وستستمر بكونها على وجه الخصوص مركزاً للسياسات الشريرة ، وبسبب الموقع الذي يشغله شعبنا في مثل هذه التركيبة، فأنه سيتم التضحية به، كما حدث له في العام المنصرم (1933) طالما كان ذلك نافعاً من الناحية السياسية.
مرة اخرى في الصفحة التاسعة من نفس الرسالة/الخطاب، استرسل البطريرك في القول:
ان هولاء الاشخاص الذين يخونون شعبهم من اجل الكسب الشخصي ، هولاء الخونة سيطلق عليهم اسم (اليهوذيون) (نسبة الى يهوذا الاسخريوطي). (في هذا الوقت، هذه النعوت “الخونة” و “اليهوذيون” قد اطلقت على المناوئين من بينهم ;
مالك خوشابا من تياري السفلى
الأسقف مار سركيس من جيلو
الاسقف مار يوالاها من برور
القس يوسف قليتا
لكن فيما بعد تم نعت اشخاص اخرين بها كما سنرى)، وإذا كان في قلبهم خوف الله، فان كل واحد منهم سيفكر في الفقرات اعلاه وسيتذكر عظة يوحنا المعمذان وهو يقول:
“ها إن الفأس أيضًا قد وضعت على أصل الشجر:
فكل شجرة لا تثمر ثمرًا جيدًا تقطع وتطرح في النار” (لوقا 3:9)
( للإطلاع على رسالة مار شمعون المشار اليها انظر الملحق رقم 6، الفقرة الاخيرة)
في عام 1941، نحن، القادة الاشوريين العلمانيين والدينيين في منطقة الخابور، قدمنا عريضة الى الكولونيل ديشبورن، المسئول السياسي البريطاني في ديرزور ، نسأله السماح لمار شمعون، بناء على نصيحته، بالقدوم الى سوريا لأداء اعماله الدينية الضرورية (انظر الملحق رقم 12)، وقبل ذلك فعلنا الامر ذاته مع والد مار شمعون، داوود الشمعوني، وتم رفض كلتا العريضتين.

مالك خوشابا من تياري السفلى
الأسقف مار سركيس من جيلو
القس يوسف قليتا

الرسالة الثانية لمار شمعون الى الاشوريين في خابور يعارض فيها موقفه حول البرازيل سنة 1948
شيكاغو، الينوي
12 تشرين الثاني 1948
إن البطريرك مار شمعون في هذه الرسالة/الخطاب يصف البرازيل بكونها مكاناً مريعاً للعيش. حيث يقول، وأنا هنا اقتبس بعض المقاطع:
منذ سنوات، ذهبت بعض العوائل الاشورية من اورميا الى البرازيل بهدف التوطين في ذلك البلد ولكنهم لم يستطيعوا البقاء في المنطقة التي سكنوا فيها بسبب البعوض والحمى والأفاعي والمخلوقات السامة الاخرى الموجودة بكثرة في ذلك البلد. يخبرنا وينصحنا ايضاً في رسالته/خطابه قائلا:
ان تطوير القنبلة النووية قد غير تاريخ العالم جذرياً وبشكل كامل. الدول الخطرة على حياة الانسان هي تلك الكبيرة والناجحة اقتصادياً مثل امريكا. ليس هناك من شك بأن القنابل سيتم اسقاطها عليها وليس على الصحاري العربية او جبال كردستان، ومن المعروف ان قنبلتين من هذه القنابل الجديدة ستدمران هذا البلد. (من اجل السجل التاريخي، هناك نسخة مصورة من رسالة مار شمعون المؤرخة في 12 تشرين الثاني 1948 (بالتقويم الغربي) موجودة في الملحق رقم 50).

اولا; ان القارئ المدقق للتاريخ سيلاحظ بدون شك وجود تناقضات مهمة في هاتين الرسالتين/الخطابين لمار شمعون، بضمنها النصيحة الشفوقة التي قدمها لشعبه لما يجب ان يفعلوه تجنباً للتدمير الذاتي. يا له من تصريح غريب !!
فعندما كتب حول احتمالية الهجرة الى البرازيل، كما في رسالته/خطابه المؤرخة في 18 آذار 1934، كانت البرازيل تعتبر جنة، ولا يوجد اي ذكر للأمراض او الآفات الحشرية او الزواحف السامة، كما لو كانت في ذلك الوقت مسجونة في اقفاص ولم تك تشكل أي تهديد على حياة الانسان. ولكن حينما اشترك اشخاص اخرين في جهود تنظيم هجرة شعبهم الى البرازيل، انفتحت ابواب الجحيم وأطُلقت جميع الزواحف السامة من اقفاصها لأفتراس الاشوريين المساكين الذين لم يحاولوا إلا انقاذ أنفسهم، ومنذ البداية، من اضطهاد اعدائهم ومن الجوع والفقر.

ثانياً; انه يخبرنا بعدم الرحيل عن صحاري عربستان (المنطقة العربية) وجبال كردستان والذهاب الى امريكا لأن القنابل النووية سيتم إسقاطها، بحسب ما قاله، على البلدان الكبيرة والناجحة. لقد دُعي الاشوريين الى التصديق بأن قلبه كان ينزف من اجلنا وخوفاً من هلاكنا بالقنابل النووية في البرازيل. من جهة أخرى وبموجب هذا ألافتراض ابدى عدم اهتمام كامل تجاه عائلته الخاصة، لأنه في الوقت الذي كان ينصح بعدم الذهاب الى أمريكا كان يعمل بكل حماس للذهاب بعائلته جميعها الى امريكا (للإطلاع على رسالة مار شمعون التي تتضمن ذكره للقنابل النووية، انظر الملحق رقم 50)
ماذا كان المتوقع منا ان نصدق؟
هل كان مار شمعون سادياً وقاسي القلب لكي يُحضِر عائلته الى الولايات المتحدة، فيتم ابادتها بالقنابل النووية التي قال انها سيتم اسقاطها على الدول الكبيرة والناجحة؟
ام انه كان يلمح الى انه كان مكتوباً علينا الهلاك في عربستان؟
أي من هاتين الرسالتين كان علينا ان نصدق؟
ففي رسالته/خطابه في 1934 كان ينصح الشعب بمغادرة العراق لكونه جحيماً لا يُعاش فيه، والرحيل الى البرازيل التي هي جنة على الارض. وفي رسالته/خطابه عام 1948، كان يخبرنا (الاشوريين في خابور ولبنان) بالعودة الى العراق للالتحاق وبأشقائنا- نفس الاشقاء الذين في رسالته في عام 1934، كان قد وصفهم بأنهم يهوذيون وخونه لأبناء شعبهم- لأنه هناك، في العراق، سنكون في مأمن عن تهديد القنابل النووية، طبقاً لما قاله. (انتهى الاقتباس) …….

ايها القراء الاعزاء;
منذ ان قررت كتابة التاريخ الحديث لشعبنا لازالة غبار التحريف الذي غمره لفترة طويلة كنت اعلم بانني ساواجه شلة من المنحرفين فكريا واخلاقيا وسلوكيا اضافة الى المرتزقة الغرباء المدفوعي الثمن وهذا لم ولن يثنيني عن اظهار الحقائق التي تم طمسها لعدة عقود وان لجوء البعض من هؤلاء المنحرفين الى خلق قصص تسيء الى سمعة عائلة مالك خوشابا ما هي الا محاولة بائسة يرتكبها المفلسون ومن حسن حظ الحقيقة ان اعدائها هم من هذه النوعيات المنحطة وكما يقول المثل (اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بانني كامل ) …
وبما ان اخلاقي التي تربيت عليها تمنعني من ذكر كثير من الحقائق الموثقة من قبل مصادر معروفة والتي تخص المسائل الاخلاقية للبعض فانني اكتفي بتقديم النصيحة الى من يريد الاطلاع على هكذا مواضيع مراجعة ارشيف كنيسة الكانتربري ليقرا الرسائل المتبادلة بين المستر براون ورئاسة الكنيسة حول موضوع سرمة خانم ؟؟؟

تنويه (nala4u) ; الموقع غير ملزم ما يسمى بكردستان... ولأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.