اضراب الليفي ومؤتمر سر عمادية ومن سبب فشله / الجزء الثاني

بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
اضراب الليفي ومؤتمر سر عمادية ومن سبب فشله /
قداسة البطريرك وسرمة خانم ومار يوسف خنانيشو.. (التفرد بالقرار) / الجزء الثاني

05 / 09 / 2013
http://nala4u.com

مالك خوشابا مالك يوسف

لقد ذكرنا في الجزء الاول بان ملك خوشابا وضع شرطين للموافقة على حضوره المؤتمر;
(نوجزها بألآتي : عدم الاجتماع سرا باي شخص او جهة اجنبية … ان يقطع الاثوريون حالا علاقاتهم مع الجهات والحكومات الاجنبية) ولقد وافق كافة المؤتمرين على ذلك وبعد ان انفض الاجتماع على هذا الاتفاق اجتمع كل من قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون وسرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو سرا بالكابتن (هولت) المرسل من قبل المندوب السامي البريطاني بدون علم اللجنة المنتخبة من قبل المؤتمر والتي تالفت من :
1) قداسة البطريرك مار ايشا شمعون
2) المطران مار يوسف خنانيشو
3) الاسقف مار زيا سركيس
4) الاسقف مار يوآلا
5) مالك خوشابا مالك يوسف
6) مالك زيا مالك شمزدين
7) مالك ياقو مالك اسماعيل
8) مالك خنانو التخومي
9) صادق المارشمعوني

واما مطالبهم فلقد كانت كما يلي :
1) الاعتراف بألآثوريين كقومية ساكنة في العراق وليس كطائفة دينية
2) وجوب اعادة مناطق سكنى الاثوريين التي نزحوا منها اليهم.
3) اذا كان المطلب الثاني غير ممكن التحقيق يجب ايجاد سكن مفتوح لجميع الاثوريين داخل وخارج العراق يكون مركزه في نوهدرا (( دهوك )) على ان يكون تحت ادارة متصرف عربي يساعده مستشار بريطاني مع تشكيل لجنة لايجاد اراضي اميرية خصبة لتسجيلها باسم الاثوريين وتخصيص المبالغ اللازمة لاستثمارها على شرط عدم المس بالاراضي العائدة للاكراد لوجود اراضي كافية غيرها واعطاء الاسبقية في التوظيف للاثوريين في تلك المناطق
4) منح المار شمعون وساما رفيعا من قبل الحكومة العراقية والاعتراف له بالسلطتين الزمنية والدينية على الاثوريين
5) تعيين مندوب عن الاثوريين في مجلس النواب العراقي
6) تخصيص اوقاف لرؤساء الدين
7) فتح مدارس باللغة الاثورية في تلك المناطق مع تدريس اللغة العربية فيها
8) انشاء مستشفى في دهوك ومستوصفات في القرى الاخرى
9) عدم مصادرة بنادق الاثوريين
وختموا مطالبهم هذه بانه فيما اذا تم قبولها سيقوم افراد جيش الليفي بسحب استقالتهم التي سبق وان قدموها الى السلطات البريطانية :

قداسة البطريرك مار ايشا شمعون

إلا ان الذي حدث هو نقض قداسة البطريرك وسرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو الشروط التي اجمع المؤتمرين عليها وقاموا بالاجتماع بالكابتن هولت سرا.. لذا اجتمع مالك خوشابا بممثلي عشيرته وهم كل من خيو اوديشو الاشوتي ,عوديشو لواندو بني كبة وشمعون برخيشو بني ماثا الذين كانوا حاضرين في سر عمادية وقال لهم بان قداسة البطريرك قد نقض عهده بعدم الاجتماع على انفراد مع اي شخص كان في الامور التي تخص الاثوريين دون علم المؤتمرين وانه (اي مالك خوشابا) منسحبا من المؤتمر وعليهم ان ينتخبوا شخصا آخرا ليحل محله . الا ان هؤلاء الممثلين رفضوا انتخاب غيره واعربوا له عن موافقتهم على قراره من الانسحاب من المؤتمر وعدم تعيين شخص آخر محله .

نياحة المطران ماريوسف خنانيشو

وفي الجلسة الثانية للمؤتمر نهض مالك خوشابا وقال لقداسة البطريرك وعمته سرمة خانم بحضور جميع المؤتمرين;
بانه قد انسحب من المؤتمر وابرز لهما رسالة عشيرته بالموافقة على ذلك . فاظهر قداسة البطريرك وسرمة خانم وجميع المؤتمرين عدم الرضا على قراره وحاولوا بجميع الطرق حمله على العدول عنه ولكن دون جدوى . فرجوه ان يبقى في المؤتمر ولو اسميا دون ان يكلف باي شيء او يتحمل اي مسؤولية ضد رغبته الا انه رفض طلبهم معلنا بانه غير قادر على التعاون مع قداسة البطريرك وسرمة خاتون في امور غامضة لانه لا يمكنه ان يوليهما ثقته بعد ان خرقا شروط المؤتمر منذ البداية .

سرمة خانم بيث مار شمعون

وعلى اثر ذلك اعترف كل من قداسة البطريرك وسرمة خانم عن اتصالاتهما السرية مع الضابط الانكليزي موضحين بعض الاعذار لعدم تمكنهم من اطلاع المؤتمرين على ذلك في حينه . فاجابهما مالك خوشابا بانه مع شديد الاسف لم يقتنع بتلك الاعذار وانه يراهما يحركان الاثوريين في غير صالحهم بل من اجل مصالحهما الخاصة مما قد يسبب لهم كارثة خطيرة اسوأ من كل الكوارث التي المت بهم في السابق لذا فانه لن يتدخل في امور تجلب الخراب والدمار للاثوريين وانه يحذر الاثوريين من تلك النتائج منذ الان .

نياحة الاسقف مار زيا سركيس

لقد اثبتت نتائج ذلك الاجتماع السري الذي جرى مع الضابط الانكليزي صحة ما قاله مالك خوشابا للمؤتمرين وايده فيه ستة من الاعضاء حيث قام قداسته بارسال رسالة مع الضابط الانكليزي الى ضباط الليفي وعلى راسهم والده داؤد يطلب فيها منهم انهاء الاضراب دون انتظار رد المندوب السامي البريطاني على المطاليب المقدمة من قبل المؤتمرين . وهكذا تم اسقاط ورقة الضغط المتبقية للاثوريين على الانكليز ….. وكان قد ايد موقف مالك خوشابا اكثر من نصف المؤتمرين وعلى راسهم كل من الاسقف مار زيا سركيس والاسقف مار يوآلاها ومالك زيا شمزدين .. ولقاء هذا التنازل الذي قدمه قداسته للمندوب السامي البريطاني برسالته التي ارسلها الى ضباط الليفي بانهاء اضرابهم كانت ثمراته ابقاء داؤد والد البطريرك في منصب (رب خيلا) ووضع شروط مهينة على المضربين والتي ادرجها كألآتي :
1) ان يستمروا بالخدمة باخلاص حتى وقت تسريحهم
2) ان لا يقدموا استقالاتهم مجتمعين
3) يوافقون على تسريحهم على وجبات في فترات متتالية
4) ان يتعهدوا بعدم التدخل في الشؤون السياسية لامتهم
5) كما اشترطوا على قداسته وبقية الرؤساء ان يتعهدوا بعدم التدخل في شؤون الليفي

جواب المندوب السامي البريطاني على مطاليب قداسة البطريرك والرؤساء.
ارسل المندوب السامي البريطاني جوابه على مطاليب قداسته ورؤساء الاثوريين بواسطة سكرتيره الكابتن هولت الذي جاء الى سر عمادية واجتمع بقداسته ورؤساء الاثوريين الذين كانوا معه حاملا جواب المندوب السامي البريطاني اليهم ..
رفض المندوب السامي تحمل مسؤلية تلك المطاليب وادعى بانها من اختصاص عصبة الامم وليست من اختصاصه ولا من اختصاص حكومته ومع ذلك وعد بانه سيحاول استخدام نفوذه لدى الحكومة العراقية لحملها على الموافقة على تنفيذ المطاليب المعقولة منها بقدر ما تسمح به القوانين العراقية مثل اسكان الاثوريين في الاراضي الاميرية الخالية وفتح المدارس لهم ومنحهم الجنسية العراقية … اما مسالة ضم مناطق سكناهم الاصلية في منطقة هكاري بتركيا الى العراق ومنح السلطة الزمنية للبطريرك فتلك امور تخص عصبة الامم …..

مالك زيا مالك شمزدين

ايها القراء الاعزاء;
لو قارنا هذه الرسالة بامعان والتي تمثل سياسة الحكومة البريطانية اتجاه العراق والاثوريين لوجدنا ان بريطانيا العظمى المهيمنة على السياسة الدولية آنذاك وكذلك المهيمنة على توجيه قرارات عصبة الامم لم تكن مستعدة لمنح او السماح بمنح قداسة البطريرك السلطة الزمنية وان ما وافق عليه المندوب السامي البريطاني وافق على اكثر منه الملك فيصل الاول في مؤتمر سولاف وان كل ما قيل ويقال على عدم صلاحية الاراضي التي منحت للاثورين لم تكن سوى حجج واهية لانصيب لها من الواقع ..
فالآثوريين وقبل قبول العراق في عصبة الامم قد تم توزيعهم على اقضية دهوك وزاخو والعمادية وعقرة وكلها متاخمة لبعضها ولم يعترض قداسته على ذلك التوزيع والامرمن كل ذلك ان غبطة المطران مار يوسف خنانيشو لم يعترض على اسكان رعيته (نوجيا ) في منطقة راوندوز البعيدة لان هذا التوزيع كان بارادة الانكليز..
ومن الامور التي يجب ان تذكر ان منطقة نهلة التي سكنتها عشيرة تياري السفلى في التقسيم الذي كان بارادة الانكليز لم يعترض عليه قداسته لا بل قام بزيارة المنطقة ولكن عندما اخفق في نيل مطلبه في منحه السلطة الزمنية من قبل عصبة الامم اصبحت المناطق التي يسكنها الاثوريين غير ملائمة وانها تخالف توصيات عصبة الامم ؟؟؟
علما ان منطقة نهلة التي ادرجت في قاموسهم كمنطقة موبوءة بالملاريا لا تزال اكثر المناطق الاثورية كثافة بسكانها وقراها العامرة وارضها المعطاة وسعادة اهلها وجمال طبيعتها التي يؤمها الآلاف من ابناء اهلنا من سهل نينوى صيفا..

لمتابعة الجزء الاول ; انقر على الرابط ادناه

http://nala4u.com/2020/08/13/%d8%a7%d8%b6%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d9%88%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%b3%d8%b1-%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d9%81/2/

تنويه (nala4u); لأهمية هذه الاحداث التاريخية والوثائق..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.