———- رواية مالك لوكو التخومي حول حركة 1933 المشؤومة (الجزء الثاني)——— (part,2. Article in three languages)

بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
سرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو ودماء سميل (مذكرات مالك لوكو شليمون التخومي) / الجزء الثاني

09 / 08 / 2013
http://nala4u.com

مالك لوكو مالك شليمون التخومي

اقتبس من كلام مالك لوكو :
واخيرا وصلنا جواب المندوب السامي الفرنسي من بيروت بان المارشمعون لم يكن لديه اي اتصال مع الفرنسيين وانه صديق الانكليز لذا فانه لا يعلم اي شيء عن قضيتنا وعلينا ان نسلم اسلحتنا الى السلطات الفرنسية . وهكذا تم تجريدنا من بنادقنا وبقينا في ذلك الوادي نعاني من الجوع والعطش وحر الشمس بينما كانت المفاوضات جارية بين السلطات الفرنسية والحكومة العراقية بصددنا . وعلى اثر ذلك حدثت بلبلة شديدة وتذمر بين صفوف الوافدين متهميننا باننا قد خدعناهم واخذوا يستفسرون عن الارزاق والمساعدات المالية التي كنا والمارشمعون قد وعدناهم بها عندما كانوا في العراق . ثم ازداد هياجهم وعلت صيحاتهم وصرخاتهم ضدنا وخاصة من عشيرة تياري العليا التابعين لمالك ياقو والذين قالوا له بانهم سيعودون الى قراهم وعوائلهم في العراق لان لهم امل كبير من ان ملك خوشابا ذلك الرجل المخلص والحكيم سوف يستحصل موافقة الحكومة العراقية على السماح لهم بالعيش بسلام في العراق كما كانوا سابقا .

مالك خوشابا مالك يوسف

لذا جاءني مالك ياقو مع اخوته وبعض اقربائه وهو في حالة ياس شديد طالبا مني القيام بتهدئة اتباعه وعدم السماح لهم في العودة الى العراق . فاجبته بصعوبة تلبية طلبه لانهم اذا كانوا لا يطيعونه وهو رئيسهم؟
فكيف يطيعوني وانا غريب عنهم ؟
ولما اخبر هؤلاء الراغبين في العودة المسؤول الفرنسي بذلك قام الفرنسيون باعادة بنادقهم اليهم بينما كان ياقو مع بعض من الرجال من اقربائه يطلقون بعض عيارات التنديد بهم قائلين بانهم سيلونون ماء نهر دجلة بدم كل من يحاول عبوره للعودة الى العراق . الا انه لم يمضي سوى وقت قصيرحتى طلب الاشخاص الذين كانوا مع ياقو يطلقون التهديدات ببنادقهم ايضا والبالغ عددهم حوالي اثنا عشر شخصا بعبور النهر مع العائدين وكانت الساعة تقترب من الثانية من بعد الظهر من يوم 5 آب سنة 1933 . وقبل وصول مقدمة العابرين الى شاطيء النهر الايسر داخل الحدود العراقية حيث كانت بعض القوات العراقية قد اتخذت مواضع لها فيها فقام مالك ياقو وبعض من اقربائه بفتح النار على القوات العراقية التي كانت تنتظر عبور الاثوريين بسلام حسبما كان قد تم الاتفاق عليه فيما بينها وبين السلطات الفرنسية , وعلى اثر ذلك بدا الجيش العراقي بالرد بالمثل وهكذا بدا القتال بين الطرفين دون ان يعلم اي طرف من هو الباديء بالرغم من ان الجيش العراقي كان قد بلغ من قبل مكي بك الشربتي قائمقام دهوك والمستشار السياسي المفاوض مع السلطات الفرنسية بهذا الخصوص بان الاثوريون سيعودون ويسلمون سلاحهم كما كان الاثوريين على علم بذلك . الا ان مالك ياقو لم يرق له ذلك فاشعل نار الفتنة ولو كان ذلك على حساب ابناء عشيرته الذين كانوا قد وثقوا به بانه كان يعمل من اجل مصلحتهم فتبعوه الى سوريا . ولما بدات المعركة اضطررنا نحن ابناء عشيرة تخوما الباقين في المؤخرة على استلام بنادقنا من الفرنسيين وقمنا بعبور النهر لمساعدة هؤلاء المساكين الذين اوقعهم ياقو في ورطة وكان الظلام قد بدا يخيم والقتال مستمر بين الطرفين على ربايا الجيش العراقي المحيطة بالمعسكر في ديربون حتى الفجر . وبعد ان اصبت بجراح في يدي نتيجة لقصف الطائرات العراقية وبعد ان تكبدنا بعض الخسائر من القتلى والجرحى انسحبنا ثانية عبر نهر دجلة الى الاراضي السورية . اما ملك ياقو فبعد ان اشعل نار الفتنة لجا مع بعض اقربائه المقربين الى داخل نهر الهيزل داخل الحدود التركية واختبئوا في غابة من القصب . ومن ثم التحقوا بنا حيث صرخ به الضابط الفرنسي الموجود هناك قائلا له ;
(اين كنت ؟ انت الذي اشعلت نار الفتنة ثم هربت واختفيت . فانت المسؤول عن كل هذه المصائب التي حلت بهؤلاء المساكين )..
فلم يجب ملك ياقو ولو بكلمة بل ظل صامتا مطاطا الراس … انتهى الاقتباس …

مالك ياقو مالك اسماعيل

ايها القراء الاعزاء ;
هذه افادة مالك لوكو شليمون التخومي الذي قضى جزء مهم من حياته في تنفيذ كل ما كان يطلب منه تنفيذه من قبل العائلة المارشمعونية ايمانا منه بان هذه العائلة تعمل لخدمة الامة الى ان اكتشف وبالتعامل المباشر معهم بانه كان على خطا ولكونه رجلا وقائدا مخلصا لقومه ولديانته ولشجاعته التي يشهد لها به كل صاحب ضمير حي بان شجاعته يجب ان لا تقتصر على ساحات القتال بل يجب ان يثبتها في ساحات قول الحقيقة لارضاء الضمير وانا شخصيا سمعت منه الكثير الكثير حول كثير من المواقف التي مرت به حين كنت متواجدا في لبنان عام 1968 ومن مآثره الشجاعة انه حين اوعزا كل من سرمة خانم والمرحوم المطران مار يوسف خنانيشو له ولمالك ياقو بان يقودا رجالهم المسلحين الى قمم الجبال لم يجازف بالقاء قومه في التهلكة بل دعاهم الى البقاء في اماكنهم لحين ذهابه الى سوريا والتاكد من السلطات الفرنسية حول قضية قبولهم ومن ثم يقوم بارسال بلاغ لجماعته بالعبور الى سوريا وكذلك اثبت شجاعته ووفائه لامته حين عبر النهر لنجدة الذين عبروا ولم ينسحب من المعركة الا بعد جرحه ولو تتبعنا ما ورد في اعترافات هذا القائد الشجاع لوجدنا كيف كانت تسير الامور بتوريط الابرياء وخداعهم بوعود لا تمت للحقيقة بصلة فلقد نقل ملك ياقو لملك لوكو الوعود الوهمية التي سمعها من سرمة خانم بان الفرنسيين سوف يرحبون بهم وفق اتفاق معقود بين قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون والسلطات الفرنسية وتبين من رسالة المندوب السامي الفرنسي بان هذا الكلام لم يكن سوى اوهام لتوريط هاتين العشيرتين اللتان ضحيتا بخيرة شبابها من اجل تنفيذ رغبات هذه العائلة …

مثلث الرحمة مار ايشاي شمعون

رب سائل يفول ;
لماذا تقوم هذه العائلة بتوريطهما في الوقت الذي هما من المخلصين لهم ؟ ان اهداف هذه العائلة ومنذ اغتيال قداسة الشهيد مار بنيامين اصبحت حب التسلط والحفاظ على العلاقات المتميزة مع الانكليز حتى اخر لحضة ولو على حساب دماء الابرياء ….
من هم غالبية من استشهدوا في سميل ؟
ان غالبيتهم كانوا من اللذين رفضوا فكرة ترك ارض آبائهم واجدادهم فاصبحوا ضحية تهور ولا مبالاة القائمين بهذا العمل بدماء من سيقعون تحت رحمة اناس متوحشين قساة سواء كانوا من الجيش او من العشائر المحيطة بهم ….

نياحة المطران مار يوسف خنانيشو

وهنالك سؤال اخر يطرح نفسه ;
هل كان قداسة البطريرك وهو في بغداد على علم بهذا الاجراء او القرار (نصف ساعة فقط) الذي اتخذاه كل من سرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو ؟
لا اعتقد ذلك ولكن قداسته كان مسير غير مخير من قبل عمته سرمة خانم
عندما علمت سرمة خانم بخطة مالك لوكو خافت ان يكتشف امر الوعود الوهمية بعد اتصاله بالفرنسيين وتفشل خطتها في عبور العشيرتين الى الجانب السوري والتي اعتقدت بانها ستكون ورقة ضغط على الانكليز والحكومة العراقية لتنفيذ مطلب قداسة البطريرك في السلطة الزمنية فارسلت شليمون مالك اسماعيل لينشر خبر ان الجيش العراقي قادم اليهم لابادتهم وعندما عبر هؤلاء المساكين الى الجانب الفرنسي خلافا للتعليمات التي اوصى بها مالك لوكو جماعته بها فوجئوا بان كل ما سمعوه كان اوهاما في اوهام ….

سرمة بيث مار شمعون

لماذا لم تصدر سرمة خانم اوامرها التي اصدرتها الى مالك لوكو ومالك ياقو لشقيقها داؤد قائد قوات الليفي علما ان قوات الليفي كانت آنذاك معسكرة في سر عمادية كما جرت العادة في تعسكرها الصيفي هناك لاغراض التدريب علما ان المسؤول الانكليزي عن هذه القوات طلب منهم ان يستولوا على السلاح ويذهبوا لمساعدة اخوانهم في القتال متحملا مسؤولية كبيرة في ذلك ولكن ضباط الليفي رفضوا ذالك مدعين بانهم لن يتحركوا الا بعد ان ياتيهم الامر من قداسة البطريرك ؟
هذا الامر الذي لم ياتي لان سرمة خانم لم تكن تريد قطع الجسور مع الانكليز وكذلك عدم تعريض شقيقها داؤد للمسؤولية التي تترتب على ذالك اما الدماء التي اريقت في سميل وديربون والقرى الاخرى فهي هدية بسيطة يقدمها هذا الشعب المسكين للعائلة المقدسة وان هذا الشعب متعود على تقديم الاضاحي كما حدث في خوي وفي اورميا وفي الطريق الى همدان ….. عدا عن وفيات صخرة بهستون ومخيم بعقوبة وغيرها الكثير من الدماء المنسية ….

داود بيث مار شمعون

والى اللذين يلقون اللوم على الانكليز اسالهم :
هل هناك وثيقة او اثبات بان الانكليز قد قطعوا وعدا لهم بان يمنحوننا كيانا مستقلا باي صيغة كانت ؟
الجواب طبعا هو لا.. لان الانكليز وقفوا ضد هذا المشروع صراحة في مؤتمر السلام وقالها المندوب السامي البريطاني صراحة لقداسة البطريرك ..فاين هو وجه الخيانة ؟
فهل كان التشبث بذيل الانكليز وخدمة مصالحهم وجعل شعبنا مكروها من العرب والاكراد والذي تقرر فيه مصيرنا بالعيش معهم لان العراق اصبح مذوانا الاخير ؟
اما ما يردده البعض من جماعة (تبرير الاخطاء) بان النقيب الفلاني قال كذا والملازم الفلاني قال كذا وكأن هؤلاء كانوا هم اللذين يديرون دفة سياسة بريطانيا العظمى …

تنويه (nala4u); لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

لمتابعة الجزء الاول ; انقر على الرابط ادناه

http://nala4u.com/2023/08/28/in-arabicenglish-p1/

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.