تنصيب البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان) بطريركا جديدا للكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم.. والأمة الآشورية تتطلع منه توحيد صف الكنيسة وإيصال مطالبها إلى دولة العراق والمحافل الدولية

  لنستذكر تاريخ الماضي والحاضر ولنتعظ منه كدروس وعبر نحو المستقبل الافضل لبلد يسوده الامن والاستقرار والازدهار
القناة ترحب بكم للادلاء بشهاداتكم وبارائكم المحترمة مباشرة او بارسال البصمات الصوتية وغيرها من المشاركات للقناة والتي تهم الجميع.
لطفا..للاشتراك في القناة; انقر على خاصية الاشتراك و( لايك + تعليق ) ليصلكم كل ماهو قيم من شهادات واحداث.
https://www.youtube.com/channel/UC49bG5CL9sD0YN_Pj51qX3Q
https://www.facebook.com/profile.php?…
https://twitter.com/Nala4uTv
Kindly..to subscribe to the channel; Just click on the subscription feature

بقلم ; فواد الكنجي 
الموضوع;
تنصيب البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان) بطريركا جديدا للكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم.. والأمة الآشورية تتطلع منه توحيد صف الكنيسة وإيصال مطالبها إلى دولة العراق والمحافل الدولية

 15 / 06 / 2023
http://nala4u.com

في (بغداد) وعلى الأرض (العراق) المباركة؛ تم رسميا تنصيب في التاسع من حزيران من عام 2023 والمصادف جمعة الذهب بحسب التقويم (اليولياني)؛ نيافة المطران (مار كيوركيس يونان) مطران (الكنيسة الشرقية القديمة) الذي كان يشغل منصب أسقف مدينة (شيكاغو– الأمريكية) وابارشة شرق (الولايات المتحدة) وكل (أوربا) وسكرتير المجمع المقدس؛ بطريركا جديدا للكنيسة (الشرقية القديمة) في (العراق والعالم)، ليكون الجاثليق البطريرك الـ(110) للكنيسة باسم قداسة البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان)، حيث تمت مراسم التنصيب في كاتدرائية (مريم العذراء للكنيسة الشرقية القديمة) في (بغداد – العراق) بحضور جميع أباء الكنيسة وممثلي الكنائس الشقيقة ومسئولين في حكومة (العراق) حيث تقدم ممثل السيد (رئيس الوزراء العراقي – نوفل بهاء)  مستشار رئيس الوزراء لشؤون المكونات؛ إلى جانب ممثلي الأحزاب السياسية وعسكريين وحضور ديني يمثل كنائس (العراق)؛ كما وشهدت المراسيم تغطية واسعة من جانب قنوات ووسائل الأعلام وجمع خفير من أبناء شعبنا (الأشوري) في (العراق) ومن الذين حضروا من مختلف دول العالم للمشاركة في هذا الحدث .

الكنيسة الشرقية القديمة تضطر لانتخاب بطريركا لها بعد فشل جهود توحيد صفوف الكنسية بين الشرقية والمشرق الآشورية

اجتمع المجمع (السينودوسي للكنيسة الشرقية القديمة) في 12 من تشرين الثاني من عام  2022  في كنيسة (مار عوديشو الطوباوي) المتواجدة في مدينة (شيكاغو – ولاية الينيوي الأمريكية) لانتخاب الجاثليق البطريرك المقبل الـ(110) للكنيسة باسم (مار كيوركيس الثالث يونان)؛ وذلك خلفا لمثلث الرحمات قداسة البطريرك (مار أدى الثاني) الذي رحل عن عالما في (11 من شهر شباط من عام 2022 عن عمر ناهز 74 عام)، عقب خدمة بطريركية امتدت لخمسين سنة، وجاء هذا الانتخاب بعد إن تم اختتام أعمال (المجمع السينودوسي للكنيسة الشرقية القديمة)؛ هذا المجمع الذي كان منعقدا أساسا في مدينة (شيكاغو – بولاية إيلينوي الأميركية) لتباحث مع أساقفة كنيسة (المشرق الآشورية) عن سبل إقامة الوحدة بعد انشقاقهما ما بين عام 1964 وعام 1968؛ ورغم عدم تحقيق الوحدة؛ ودون أن تسفر الاجتماعات التي عقدت بين طرفي الكنيسة إلى نتائج  ايجابية ملموسة بسبب بعض النقاط الخلافية التي تعمقت خلال (ستين سنة) الماضية من انشقاقهما؛ والتي يتعين حلها بشكل جذري من أجل إعادة التوحيد الكامل بين الكنسيتين، لان الوفود المجتمعين لم يتمكنوا من إيجاد حلا وسطيا بشأن تعريف التقويم الطقسي المشترك وبشأن القضايا المتعلقة بتكوين التسلسلات الهرمية في هيئة أسقفية واحدة .

 وهنا لابد إن نشير لأهم الأسباب الخلافية بين الكنيستين (كنيسة الشرقية القديمة ) و(كنيسة المشرق الآشورية)؛ لتكون منطلق رئيسيا إمام مهام البطريرك الجديد للكنيسة (الشرقية القديمة) مواصلة العمل بجد وجهد لتمام الوحدة بين الأشقاء؛ وهذه الأسباب التي أوضحها آنذاك الأسقف (مار كيوركيس يونان) الذي كان أسقف مدينة (شيكاغو للكنيسة الشرقية القديمة) قبل إن يصبح اليوم بطريركا للكنيسة (الشرقية القديمة)؛ حيث وضح الأسباب التي دفعت بعدم تحقيق الوحدة بين الكنيستين (المشرق الآشورية والشرقية القديمة) على نحو الأتي :

((..أولا.. عدم الاتفاق على تغيير اسم الكنيسة.

ثانيا.. عدم الاتفاق على تحديد (شخص وموقع) الوكيل العام للبطريرك.

ثالثا.. عدم الاتفاق على تقويم شرقي موحد.

رابعا.. آلية تعامل كنيسة (المشرق الآشورية) مع بقية الكنائس وعلى رأسها الكنيسة (الرومانية الكاثوليكية) ومطالبتها بإيقاف التعامل واتفاقية الوحدة الكاملة التي عقدها مع هذه الكنيسة.

خامسا.. عدم موافقة كنيسة (المشرق الآشورية) برفع الرتبة الدينية لأي رجل دين من (الكنيسة الشرقية القديمة) بعد الوحدة.. )) .

فهذه الأسباب التي ذكرت في عدم الاتفاق عليها بعد اختتام الاجتماعات؛ وهي أسباب يمكن تجاوزها عبر حوارات بناءة وبنيات صادقة؛ خاصة إن طرفي الكنيسة اتفقنا على مواصلة العمل من اجل الوحدة المنشودة .

ويعود تاريخ انشقاق الكنيستين (الشرقية القديمة) و(المشرق الآشورية) ما بين عام 1964 وعام 1968 كما ذكرنا سابقا، كرد فعل على بعض الإصلاحات (الليتورجية) التي أدخلها رئيس كنيسة (المشرق الآشورية) قداسة البطريرك (مار شمعون الثاني والعشرون)، في الوقت الذي كان البطريرك يعيش في المنفى بعد أن تم نفيه من (العراق) عام 1933  من قبل (الحكومة العراقية) آنذاك إلى (الولايات المتحدة)، وكان لقرار البطريرك قد أثار حفيظة بعض قساوسة (العراق) اثر إقراره بجملة من قرارات حول هذا الموضوع .. ونذكر منها :

أولا..  تقصير فترة صيام بالنسبة إلى صيام الذي يصومه المؤمنين قبيل (عيد الميلاد) وصيام الذي يصومه المؤمنين قبيل (عيد الفصح) .

ثانيا.. اعتماد التقويم (الغريغوري) للاحتفال بالمناسبات الليتورجية الرئيسية.

 وهذه التعديلات خلفت ردود فعل سلبية لدى أبناء  الأمة (الآشورية) ورجال الدين هذه الأمة في (العراق) وعلى المستوى الكنسي؛ ليتم طعن أيضا في ممارسة الخلافة الأبوية الوراثية للكنيسة التي كانت سارية آنذاك، وهذا ما أدى  إلى دخول بعض من رجال الدين في صراع مع البطريرك (مار شمعون الثاني والعشرون)،  فانشق المطران (توما درمو) (*) من سلطته، ليكرس نفسه كبطريرك في عام 1969 مؤسسا مقره في (بغداد) وبدأ في قيادة هيكل لكنيسة جديدة، والتي سميت لاحقا باسم (الكنيسة الشرقية القديمة)، وبعد وفاة البطريرك (توما درمو) في عام 1970 انتخب البطريرك (مار أدي الثاني) خلفا له، وكان يشغل الكرسي ألبطريركي في (بغداد)؛ وبقى كرسي البطريركية لـ(كنيسة الشرقية القديمة) في (بغداد)  حتى وفاته.

 فبعد رفع اجتماعات التي كانت منعقدة أساسا في مدينة (شيكاغو – بولاية إيلينوي الأميركية) لتباحث في سبل الوحدة بين الكنيستين (الشرقية القديمة) و(المشرق الآشورية)؛  وجدوا أساقفة (كنيسة الشرقية القديمة) ضرورة انتخاب بطريركا للكنيسة (الشرقية القديمة) بعد رحيل مثلث الرحمات (مار أدي الثاني) لكون الكنيسة بحاجة ماسة إلى بطريرك؛  لان بغياب تواجد بطريرك فان الأساقفة يواجهون صعوبات إدارية وفنية تخص شؤون الكنيسة والرعية؛ ومن الواجب معالجتها دون تأخير، لذلك وجدوا – وهم  أساسا كانوا متواجدين في مدينة (شيكاغو –  بولاية إيلينوي الأميركية) إلى ضرورة عقد اجتماعا طارئا لانتخاب بطريرك للكنيسة،  ففي (الثلاثين من أيار) الماضي في كنيسة (مار عوديشو) في ذات المدينة وفي مساء من يوم الخميس 2 حزيران 2022 تم الإعلان عن انتخاب قداسة البطريرك الجديد (مار كيوركيس الثالث يونان)؛ ليكون الجاثليق البطريرك بالتسلسل 110 على كرسي (ساليق قطيسفون للكنيسة الشرقية القديمة) .

من هو المطران (يعقوب دانيل) الذي انتخب من قبل مجمع أساقفة كنيسة المشرق القديمة لتولى مهام البطريركية ولكن بعد حين قدم استقالته

علما  بان للفترة ما بين 30 أيار والأول من حزيران من عام 2022 ؛ كان مجمع سينودس أساقفة كنيسة (المشرق القديمة) الذي كان ينعقد في كنيسة (سان أوديشو-  في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة) لانتخاب بطريركا للكنيسة الشرقية القديمة؛ قد انتخب رسميا المطران (يعقوب دانيل) مطران (الكنيسة الشرقية القديمة) الذي كان يشغل منصب راعي أبرشية (استراليا) و(نيوزيلندا)؛ بطريركا جديدا للكنيسة (الشرقية القديمة) باسم قداسة البطريرك (مار يعقوب الثالث دانيال) بطريركا جديدا لـ(الكنيسة الشرقية القديمة) في العالم بعد حصوله على غالبية الأصوات المجتمعين؛ باسم (قداسة مار يعقوب الثالث دانيال)؛ وذلك خلفا لمثلث الرحمات قداسة البطريرك (مار أدى الثاني – الذي رحل عن عالما في 11  شباط من عام 2022).

 وجاء هذا الانتخاب بعد إن تم اختتام أعمال (المجمع السينودوسي للكنيسة الشرقية القديمة)؛ هذا المجمع الذي كان منعقدا أساسا في مدينة (شيكاغو – بولاية إيلينوي الأميركية) عن سبل إقامة الوحدة بين كنيستين (الشرقية القديمة) وكنيسة (المشرق الآشورية) والتي (سبق ذكرها في هذا المقال)، ولكن بعد فترة قصير فوجئ مجتمعنا (الآشوري) بقرار من غبطة المطران (يعقوب دانيل) الذي كان قد ترشح لتنصيبه بطريركا جديدا لـ(الكنيسة الشرقية القديمة) في العالم؛ بتقديم (استقالته) واعتذاره من تولي هذا المهام؛ لأسباب شخصية وصحية لم يتطرق إلى تفاصيلها، فأحيل أمر استقالته إلى المجمع (السينودوسي للكنيسة الشرقية القديمة) فانعقد المجلس وتباحث في أمر الاستقالة فتم قبولها؛ وبعدها تم ترشيح المطران (مار كيوركيس يونان) مطران مدينة (شيكاغو – ولاية الينيوي الأمريكية – للكنيسة الشرقية القديم) لانتخابه بطريركا جديدا للكنيسة خلفا لمثلث الرحمات قداسة البطريرك (مار أدى الثاني) .

وهنا لابد إن نقف قليلا لتسليط الضوء عن غبطة المطران (يعقوب دانيال) لان الرجل كان يتمتع بمكانه مرموقة في مجتمعنا لجهوده الكنسية ولخدمته الطويلة؛ وما قدمه لأبناء الكنيسة، فالمطران كان قد ولد  في 1964 الشهر الرابع 28  في قرية (كرنجوك) التابعة لناحية (القوش)  محافظة (نينوى – العراق)، و والده هو السيد (هرمز بولص) ووالدته هي (خاوه اوراها)، درس مبادئ التعليم المسيحي واللغة (الآشورية) منذ طفولته، ثم واكب تعليمه في ألاهوت المسيحي على رجال الدين وشمامسة الكنيسة؛ حتى رسم شماسا انجيليا للكنيسة (مار كوركيس) على يد قداسة مثلث الرحمة (مار أدي الثاني) في قريته بتاريخ  6 – 10 – 1983 .

تتميز السيرة الشخصية لمطران (مار يعقوب دانيال) بحد ذاتها بأنه عاش في فترة مخاض الذي حصل بانشقاق بين الكنيستين (الشرقية القديمة والمشرق الآشورية) حتى عام 1985، حيث كان آنذاك الأسقف (يعقوب دانيل) في الواقع أسقف في مدينة (كركوك – العراق) لكنيسة (المشرق الآشورية)؛  وفي ذلك العام تم نقله إلى كنيسة (الشرقية القديمة)،  ليتدرج في علومه الدينية ليرسم بعد ذلك كاهنا للكنيسة (مار يوسف) في (تلكيف) على يد غبطة (مار توما ايرما) مطران في مدينة (نينوى) و(دهوك) في 14– 11– 1987، واستمر في تقديم خدمته في (تلكيف) و(الشيخان) والقرى التابعة لناحية (القوش)، ليتم بعد ذلك اختياره أسقفا معاونا لقداسة البطريرك الراحل (مار أدي الثاني) وذلك في مجمع ألبطريركي عام 1990، وبعده رسم أسقفا في الدولة (سوريا) في تموز عام 1992، وهناك أقام علاقات واسعة مع جميع أشقائه من رجال الدين للكنائس الشقيقة، حيث أسس (مطبعة المبشر) واصدر (نشرة المبشر) لمدة عشر سنوات؛ وطبع العديد من الكتب الدينية؛ كما وأسس مدرسة لتعليم المسيحي و(اللغة الآشورية)؛ وألف كتب للمراحل الأربع  لتعليم اللغة (الآشورية) .

وبعد خدمته في (سوريا) نقل إلى (استراليا) لحاجة (الكنيسة الشرقية القديمة) لأسقف نشط لإدارة الابريشية هناك، وهناك اهتم بالجانب التعليمي.. والتربوي.. والتوعوي؛ وأقام العديد من دورات التعليمية ومحاضرات ورسم العديد من الكهنة والشمامشة لمساعدة وتطوير إدارة الابريشية؛ كما اشرف على إصدار مجلة إيمانية شهرية وطبع العديد من الكتب الدينية ومنها كتاب (خوذرا) الطبعة الثانية؛  بينما كانت الطبعة الأولى قد صدرت عام 1961 قي (الهند)،  كما وطبع كتاب (الإنجيل المقدس) وكتاب (ملحق القداس) وكتاب (صلات الباعوثا) ونظم (سيرة حياة القديس (مار زيا) بأسلوب الشعر المرسل؛ كما وألف كتاب الأول لـ(تفسير الذبيحة الإلهية) والكتاب الثاني (أناشيد روحية)،  كما وله العديد من المقالات في ألاهوت، وهو من مؤسس (مجلس الكنائس الرسولية الشرق الأوسطية) في (استراليا)، كما مثل الكنيسة في العديد من دورات (مؤسسة برواورينتي) في (النمسا) وقد قدم  قداسته العديد من المحاضرات في كل مدن العالم لزيادة الوعي بمرحلة التي تمر على الأمة (الآشورية) .

وهناك الكثير من المواقف المشرفة سجلت إيجابا في مسيرته وهو الأمر الذي دفع بقداسة مثلث الرحمة البطريرك (مار ادي الثاني) عند مرض توكيله شؤون إدارة (الكنيسة الشرقية القديمة)، وعند وفاته اختير من قبل أساقفة كنيسة (الشرقية القديمة) ليكون قائم مقام البطريرك لحين إن تم ترشيحه من قبل مجمع الأساقفة في اجتماعاتهم في مدينة (شيكاغو – الأمريكية) بتاريخ 30– أيار– 2022  لانتخابه البطريرك العاشر بعد المائة على كرس (ساليق وقطيسفون للكنيسة الشرقية القديمة) ولكنه – وكما ذكرنا – قدم استقالته بعد ترشيحه ليتولى مهام  البطريركية رسميا.

وهناك الكثير من المواقف الايجابية المشرفة سجلت في مسيرة المطران (مار يعقوب دانيال) لتطلعاته الإيمانية وحبه لقوميته (الآشورية) والى أبناء الأمة؛ وبما عرف عنه مناصر ومدافعا عن تطلعاتهم في الحرية وحق تقرير المصير على أراضي الأمة (الآشورية) في (وادي الرافدين – العراق)، لذلك فهو اخذ لنفسه خطا مستقيما مدافعا عن الحقوق القومية والتمسك بالثوابت التاريخية للأمة (الآشورية) كما سارت البطريركية (الآشورية) عبر تاريخها .

انتخاب البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان) لحظة تاريخية بكون موقعة الديني والقومي يحمله مسؤولية إضافية لدفاع عن مقدسات الأمة وتاريخها وحضارتها العريقة الحضارة الآشورية

واليوم إذ يحتفي أبناء امتنا بصورة عامه وابنا الكنيسة (الشرقي القديمة) تحديدا بانتخاب قداسة البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان)، بطريركا  جديدا للكنيسة (الشرقية القديمة)؛  فان أبناء امتنا في كل بقاء المعمورة بصورة عامة و(الآشوريين) في الداخل بصورة خاصة يتطلعون بان يكون انتخابه بطريركا على (الكنيسة الشرقية القديمة) لحظة تاريخية؛ بكون موقعة الديني والقومي يحمله مسؤولية إضافية لدفاع عن مقدسات الأمة وتاريخها وحضارتها العريقة (الحضارة الآشورية)؛ بالعمل الجاد لان جسامة المهام الملقاة على عاتقه يحمله أعباءا إضافية بخصوص أهمية استكمال والعمل من اجل وحدة الكنيستين (الشرقية) و(المشرقية)، وهذا لا يأتي ما لم يباشر قداسته صناعة (الوعي القومي) في ضمير ووجدان كهنة الكنيسة قبل أبناء الأمة (الآشورية) لإيقاظ الوعي بما يدور حولهم ولمعرفة الدور الذي يجب القيام به من قبل كل كاهن وفرد من أبناء الأمة (الآشورية) لتغيير واقع الأمة و واقع الكنيسة بشقيها (الشرقية) و(المشرقية) نحو الأفضل؛ لان (الوحدة) هي (صناعة)؛ وعلى غبطته إن يجيد هذه الصناعة لصالح الأمة ولصالح مستقبلها؛ ليتم الحفاظ على كيان الأمة بما يترتب من صناعة الوعي بتعليم الأبناء وتربية الأجيال القادمة لغة الأم (الآشورية) باعتبار (اللغة الآشورية) هي هوية الأمة القومية ومسؤولية الكنيسة هي توعية أبناء الأمة بأهميتها والاحتفاظ بإرثها،علما بان البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان)

السيرة الذاتية للبطريرك الجديد وأنشطته

ولد قداسة البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان) في 15 من شهر تموز  من عام 1980 في مدينة (بغداد – العراق)، وبعد أربعين يوما من ولادته هاجرت أسرته من (العراق) إلى دولة (يونان)؛ وبعد مكوثه مع أفراد أسرته  عامين في (اليونان) تم قبول لجوئهم إلى (الولايات المتحدة الأمريكية) فاستقروا في مدينة (شيكاغو – الأمريكية) .

وفي مدينة (شيكاغو) ومنذ صغره واكب تعليمة لتعليم (اللغة الآشورية) وطقوس الديانة المسيحية بطقوس (الكنيسة الشرقية القديمة)؛ وذلك في كنيسة (مار اوديشو) المتواجدة في مدية (شيكاغو) على يد القس (اويقم بثيو)، وحين وصل عمره أثنى عشر عام رسم (شماسا للكنيسة) في عام 1992 على يد المطران (مار نرسي توما)، المطران الذي تولى بعد رجوعه إلى (العراق) إدارة شؤون الكنيسة (الشرقية القديمة) في (كركوك) كنيسة (مار يوختا معمدان) في منطقة (عرفه) والذي اشرف شخصيا على بنائها؛ وواصل الخدمة فيها ولفترة طويل لحين وفاته في 29 – اب – 2014 ،  وبعد تلقيه دروس الكهنوت وطقوس الكنيسة على يد المطران (مار نرسي توما) والقس (اويقم بثيو)، وبعد خمسة سنوات رسم (شماسا إنجيليا) على يد البطريرك الراحل (مار أدي الثاني) في كنيسة (مار اوديشو) في (شيكاغو– الأمريكية)، وفي 11 –  من آذار عام  2012  رسم كـ(كاهنا) في الكنيسة على يد المطران ( مار زيا خوشابا)، وفي عام 2014 رفع إلى رتبة (اسقف) على يد البطريرك (مار أدي الثاني) لمدينة (شيكاغو) في كنيسة (مار اوديشو)،  وفي هذه المرحلة ومنذ عام 2004 وصال دراسته الجامعية في مدينة (شيكاغو– الأمريكية) ليتخرج منها ويحصل شهادة (بكالوريوس) ومن ثم حصل على شهادة (ماجستير) عام  2018 ، وبعدها تم توكيله رسميا  في عام 2021 رعاة شؤون (الكنيسة الشرقية القديمة) لعموم (ولايات المتحدة الأمريكية) وكل دول (الأوربية)، وحين رحل البطريرك (مار أدي الثاني) اجتمع (مجمع سينودس أساقفة كنيسة المشرق القديمة) في كنيسة (مار أوديشو –  في ولاية شيكاغو –  الولايات المتحدة) لانتخاب (بطريركا للكنيسة الشرقية القديمة)؛ فانتخب المطران (مار كيوركيس يونان) لتولي مهام البطريركية للكنيسة (الشرقية القديمة) ليكون الجاثليق البطريرك الـ (110) للكنيسة باسم قداسة البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان)، حيث تمت مراسم التنصيب في كاتدرائية (مريم العذراء للكنيسة الشرقية القديمة) في (بغداد – العراق) بتاريخ التاسع من حزيران عام 2023 ، بعد إن كان قد انتخب لهذا المهام رسميا المطران (يعقوب دانيل) ولكنه بعد حين قدم الأخير استقالته .

ومن خلال سيرة حياته قداسة البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان)؛ وجدنا بأنه كرس جل حياته في النشاط الكهنوتي مربيا وواعظا بالقيم الأخلاقية النبيلة لتعزيز الوعي وفي توعية أبناء الأمة؛ وهذه الخدمة التي كان يقدمها لم تأخذ شكل (التعليم) أو التلقين لمجرد نقل المعلومات وإنما اتخذت شكل (التربية) بمعناها الشامل، لان السلوك الإيماني بالمسيحية عنده اتخذ شكل الفكر المسيحي والفكر القومي (الآشوري) بكلياتها وجزئياتها، فكان قداسته حلال فتره الكهنوتية ينقلها نقلا حقيقيا وبالمعنى الحقيقي لهما؛ نقل المعلم إلى تلاميذه، لأنه كان يحيا معهم حياة الإيمان وحياة المحبة ويشرك تلامذته خبرته بالمعرفة؛ لأنه باشر التعليم بروح الإيمان المسيحية لغرزها في روح الأبناء وتعزيز قيمها الأخلاقية في ذات الفرد (الأشوري) مع توعية أبناء الأمة (الآشورية) أهمية الحفاظ بروح (الهوية القومية للأمة الآشورية) والمحافظة على ارثها وتراثها وفكرها لإيقاظ الوعي بما يدور حولهم؛ ولمعرفة الدور الذي يجب القيام به من قبل كل فرد من أفراد الأمة (الآشورية) لتغيير واقع الأمة نحو الأفضل، وهذا هو الأساس الصحيح للتربية القومية والمسيحية؛ بان يكون (المعلم الروحي) مثالا للآخرين بالتمسك بحقائق الإيمان والسلوك وبالفكر القومي (الآشوري) ونقل هذا كله إلى التلميذ بالقدوة بالمعلم، لان (التربية) في إطار (الانتماء القومي) ماطرة بتميزها في دائرة اللغة (الآشورية) لغة الأمة (الآشورية) وتميزها هو تميز قومي في دائرة الانتماء للمحيط المسيحي .

 فـ(القومية الآشورية) بكل معطياتها الفكرية لم تكن منطلقها عرقيا ولا عنصريا بقدر ما جاءت بمنطلقات فكرية وثقافية لمواجهة الخطر الذي كان يهدد الأمة من الذوبان والإقصاء؛ لان المستعمر حاول بشتى الوسائل القمعية استئصال فكر الأمة وقيمها ولغتها من المنطقة الشرقية؛ وهذا ما استنفر رجال الدين والمفكرين والمناضلين الأمة (الآشورية) لمواجهة ما كانت ترمي إليه دوائر الأعداء المحيطين بجغرافية الأمة (الآشورية) الذين حاولوا أن يطمسوا ويقللوا من شان الأمة (الآشورية) تاريخها.. ولغتها.. وقوميتها؛ واللذين عملوا على تهجين (اللغة الآشورية) الجامعة للأمة (الآشورية) بلهجات محلية كبديل عنها لأهداف طمس ومحو تاريخ هذه الأمة وتشتيتها وخلق انقسامات،  وللأسف فقد انجرف بعض أبناء الأمة (الآشورية) إلى هذه التيارات التي نشاهدها اليوم تتكالب في (حرب التسميات) وخلق كيانات قومية هزلية لتفتيت وحدة الأمة (الآشورية) ليتم استهدافها استهدافا منظما؛ وللأسف –  نقولها ثانية – الكثير من انجرفوا في هذا التيارات المعادية للوحدة الأمة (الآشورية) لا يعوا مخاطر أفعالهم لأنهم اندفعوا اندفاع الأعمى نحو مصالح أنية .

الأمة الآشورية تتطلع من البطريرك بذل جهود لتوحيد صف الكنيسة الشرقية والمشرق الآشورية والعمل لإيصال مطالب الأمة المشروعة إلى دولة العراق والى المحافل ومنظمات الدولية

ولهذا فان قداسة البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان)  انتبه لمخاطر المرحلة وما ينوي الأعداء فعله لتفتيت وحدة الأمة؛ فحرص وهو يتدرج على سلم الكهنوت الأولى على توعية أبناء الأمة من خلال كتباته ومواعظه الدينية أيام الآحاد؛ بل إن قداسته حرص إن يشارك شخصيا في (محاورات الوحدة) التي جرت مواخر في مدينة (شيكاغو– الأمريكية) ليعمل بكل جد  وجهد لتقارب في وجهات النظر وتذليل الصعوبات القائمة في طريق الوحدة، واضن انه سيسعى من خلال تواجده على رأس للكنيسة (الشرقية القديمة) تذليل الصعوبات لحين تحقيق الوحدة بين الكنيسة (الشرقية القديمة) والكنيسة (المشرق الآشورية)، لان (الوحدة) بين الطرفين –  والطرفيين هم أساسا منتميين إلى قومية واحدة.. ولغة واحدة.. وتاريخ واحد – لان للوحدة معاني عميقة في ضمير (الإنسان الآشوري)؛ لأنها تعني استنهاض للهمم واليقظة لتحقق أهداف الأمة في الحرية وحق تقرير المصير، للخروج من الواقع المتردي الذي تعيشه الأمة تحت أجواء الاستهداف المنظم في الوطن (العراق) وحملات التهجير ألقسري والتهميش والإقصاء المتعمد التي للأسف تمارسها الدولة بحق أبناء امتنا (الآشورية) في (العراق)؛ لتكريس التخلف وتدمير مقومات الوجود لامتنا على ارض الإباء والأجداد، لذلك فان مهام الملقي على عاتق قداسة البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان) باعتباره رجلا مناضلا وقوميا قبل كونه رجل الدين؛ وعلية مهام العمل مع مؤسساتنا القومية والحزبية إيصال مطالبهم المشروعة إلى كل مؤسسات دولة (العراق) والى المحافل ومنظمات الدولية؛ بل إن البطريرك مطالب بالعمل على الوحدة الوطنية والعيش المشترك؛ وان يشارك في كتابة (القوانين العراقية) وإصدار مواقفه بما يحفظ حقوق الأمة (الآشورية) في (العراق)، وليتم أخذ استحقاقات الأمة (الآشورية) والعمل على نهضتها، لان الأمة رغم كل ظروف التي عاشتها منذ سقوط دولتهم (الآشورية) عام 612 قبل الميلاد والى يومنا هذا حافظت على نفسها من الانصهار والضياع وحققت وجودها الفعلي كأمة –  وان لم تحقق أهدافها –  ولكنها تناضل من اجل تحقيقها على ارض الواقع وتحقيق حلم أبناء الأمة (الآشورية) من النازحين والمهجرين قسرا بالعودة إلى الوطن معززين مكرمين دون تهميش أو إقصاء وبكل ما أتى لهم من قوة.. وصمود.. ونضال؛ وقدمت الكثير من الشهداء في سبيل تحقيق حلم الأمة في الحرية وحق تقرير المصير .

وعلى قداسة البطريرك (مار كيوركيس الثالث يونان) العمل مع الجهات الحكومية للحفاظ على الوحدة الوطنية وفي العيش المشترك دون تميز وتصنف المواطنين وفق درجات ووفق أسس دينية وقومية وطائفية مقيتة؛ والعمل بجد وجهد من اجل أحلال السلام والأمان في (العراق) والشرق الأوسط والعالم بأسره، وهذا ما يتطلب من غبطة البطريرك في هذه المرحلة إن لا يهمش نفسه باعتبار ذلك تدخلا في الشؤون (السياسة)؛ كلا نحن أيضا لا نريده إن يتدخل في (السياسة)؛ لان لنا أحزاب (آشورية) رصينة تتطلع وتعمل بهذا المقام بكل جهد وجد؛ ولكن من واجب قداسته إن يكون حاضرا ومرشدا لما هو خير للأمة (الآشورية)؛ لان قوة (الأحزاب الآشورية) تتقوى أكثر وأكثر حين يكون حاضر ومساندا لهم؛ وهي تضعف بحالة تقوقعه وانزوائه، لان الكل معا سيكملون الطريق بالعمل الجاد و بالأفكار والثوابت والمبادئ السامية لقوة الأمة وبنائها بناءا سليما لكي تستطيع الأمة إن تصل بأفضل ما يكون إلى شاطئ الأمان والسلام .

………………………..

 (*)….. في عام 1968 نشب نزاع آخر حول وراثة الخلافة لمنصب البطريرك، وذلك بسبب قرار البطريرك بإتباع التقويم الجديد في الكنيسة وتغيير (التقويم اليولياني) الى (تقويم الغريغوري)،  ولهذا السبب تم بتاريخ 28 آذار 1964، إعلان (مار توما درمو –متروبوليت أسقف كنيسة الهند التابعة لكنيسة المشرق القديمة) الانفصال عن الكنيسة الأصلية ووقف واجباته فيها، وعين بطريركا على كرسي (سلوقية – قطيسفون لكنيسة المشرق القديمة في بغداد باسم البطريرك توما درمو)، بعد خلافات كبيرة مع البطريرك (مار إيشاي شمعون) الذي كان آنذاك منفيا إلى خارج الوطن من قبل الحكومة العراقية آنذاك؛ والمقيم في مدينة (سان فرانسيسكو – الأمريكية) .

ويعود السبب الرئيسي لهذا الانشقاق الثاني، بعد الانشقاق الأول لـ(يوحنا سولاقا) عام 1553 وذلك اثر خبر نشرته إحدى المجلات (البريطانية) عن ترشيح طفل عمره يوم واحد لوراثة المنصب ألبطريركي، وتفصيل ذلك كما نشره موقع ا(لكنيسة الشرقية القديمة) المنشقة.. كما يلي :

في اب من عام 1955 كان البطريرك (مار إيشاي شمعون) في زيارة إلى (لندن) لتفقد عائلة أخيه (سركون باشا) تضع مولودها البكر؛ وهناك اجري الصحفي (كانون دوغلس ) وهو بريطاني الجنسية مقابلة مع البطريرك ونشرت المقابلة في مجلة (جيرج تايمس البريطانية) وجاء على لسان البطريرك في هذه ألمقابله والتي نشرت في يوم 17 آب 1955:

((.. بأنه هنا في لندن ينتظر زوجة أخيه (سركون باشا) لتضع مولودها البكر لكي يعمده ويضع عليه اليد ليكون البطريرك المقبل لهذه الكنيسة حسب الموروث، لأن البطريركية في كنيسة (المشرق النسطورية) قد أصبحت وراثية في عائلة المار شمعون لقرون خلت..))، ولكن زوجة أخ البطريرك وضعت مولودها البكر( أنثى وليس ذكرا) كما كان متوقعا.

وهنا يذكر بان احد أبناء امتنا من القيمين في (لندن) اخذ نسخة من هذا العدد المنشور ووضعه في ظرف رسالة وقام بإرسالها إلى مار (توما درمو) مطران (الهند)، وصلت المجلة في يوم 26 آب 1955 ولدى قراءتها انفعل المطران غاضبا وكتب مقالة ضد رسامة طفل عمره يوم واحد ليكون بطريركاً للكنيسة تحت عنوان (بطريرك من بطن أمه)  ومرة أخرى قام احد أبناء امتنا بإرسال نسخة من المجلة مرفقة مع رد المطران (مار توما درمو) الذي قال في رده  ما يلي:

((..هل تعتقد قداستكم بأن كنيسة المشرق تسمح رسامة طفل عمره يوم واحد بطريركاً لها……….؟

وهل هناك قانون يسمح بهذا الإجراء…………؟

كلا، لا يوجد هكذا قانون ولن تسمح الكنيسة به أبدا، وخاصة نحن نعيش في القرن العشرين الميلادي..)) .

وصلت نسخة من المجلة مع رد المطران (مار توما درمو) إلى يد البطريرك (مار إيشاي شمعون)  يوم 5 أيار 1960 وشعر البطريرك بأن هذا الرد هو إهانة كبرى له واستمرت الحرب الإعلامية بين المطران والبطريرك، مما  قرر البطريرك مفاتحة مؤمني كنيسة في (الهند) بجميع هذه المراسلات، واثر ذلك وبتفاقم الخلافات بين المطران والبطريرك  أعلن المطران (مار توما درمو) بطريركا وقد جرت رسامته في 10 أكتوبر 1968 باسم البطريرك (مار توما درمو)، وعاش سنة واحدة فقط بعد الرسامة؛ حيث توفي في 7 أيلول 1969. وبقي الكرسي ألبطريركي شاغراً لمدة سنتين، إلى أن تم انتخاب (مطران بغداد –  مار أدي) والذي رُسم بطريركا  رسميا في يوم 20 شباط 1970، باسم (البطريرك مار أدي الثاني) .

فقد عاش البطريرك (مار توما درمو) خمسة وستون عام؛ ويمكن تقسيم مراحل حياته على نحو الأتي:

 ما بين 1904– 1920 وهي فترة التي عاش فيها في (تركيا) ومخيم اللاجئين في (بعقوبه – العراق) .

و بين 1920 – 1936 وهي الفترة التي عاش في مدينة (الموصل – العراق) .

والفترة ما بين 1936– 1952 وهي فترة التي عاش في (سوريا) .

 و ما بين 1952 –  1968 عاش في (الهند) .

 وفي عام 1969 وهي السنة الأخيرة التي عاشها في (العراق) لحين وفاته في 7 أيلول 1969  .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, دين, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.