الجزيرة السورية: من جديد المدارس (السريانية – الأرمنية) في مرمى نيران “الأجندة الكردية “

بقلم سليمان يوسف
الموضوع;
الجزيرة السورية: من جديد المدارس (السريانية – الأرمنية) في مرمى نيران “الأجندة الكردية “

13 / 10 / 2022
http://nala4u.com

بعد أن أغلقت “سلطة الأمر الواقع الكردية” ممثلة بما تسمى بـ” الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” التي يحكمها ويديرها (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي، آلاف المدارس الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها ، أغلقت المدارس والمعاهد الخاصة التي تعلم مناهج الدولة السورية في القامشلي وباقي مدن وبلدات محافظة الحسكة. قبل أيام أنذر القائمون على هذه الإدارة رؤساء الكنائس في القامشلي بضرورة اعتماد مدارسهم المناهج الخاصة بالإدارة بدلاً من مناهج الدولة السورية، أو فصل(طرد) الطلاب الأكراد والعرب من المدارس الخاصة بالكنائس، وإلا ستغلق مدارسهم . مؤكد أن رؤساء الكنائس سيرفضون قرار الإدارة الكردية مثلما رفضوا القرارات السابقة المتعلقة بالمدارس الخاصة بالكنائس . المجالس الكنسية في الجزيرة والفرات، كانت قد أصدرت بيان في 18 آب 2018، أكدت فيه على رفضها لما وصفته بـ ” التدخل والتعدي على حقوق المسيحيين” ، بما فيها، “رفض أي نوع من محاولات فرض تراخيص أو مناهج على المدارس الكنسية” . معتبرين أن ” إغلاق المدارس الخاصة بالكنائس ، يمثل رسالة بالغة الخطورة تمس الوجود المسيحي في المنطقة“. كما هو معلوم، الحكومة السورية ستسحب اعترافها بالمدارس التي تتخلى عن تعليم مناهج الدولة وتعلم مناهج أخرى. والأهالي لن يرسلوا أبنائهم لمدارس تعلم مناهج غير معترف بها وتحرمهم من استكمال تعليمهم الجامعي وضمان مستقبلهم. لأسباب أخلاقية وإنسانية وحرصاً على مفاهيم وقيم العيش المشترك بين مختلف مكونات المجتمع السوري وحفاظاً على الدور الوطني الذي تميزت بها الكنائس، لن يقوم رؤساء الكنائس بطرد الطلاب الأكراد والعرب من مدارسهم(كما طلب منهم).جدير بالذكر، أن المدارس الخاصة بالكنائس في الجزيرة السورية ، عمرها من عمر الدولة السورية . هذه المدارس تحتضن اليوم أكثر من 5000 طالب وطالبة في مختلف المراحل التعليم ( ابتدائي. تعليم أساسي. ثانوي) ، نسبة جيدة منهم من المسلمين( أكراد وعرب) . هذه المدارس تُعلم (منهاج الدولة السورية)، بالإضافة الى 4 حصص اسبوعية لغة سريانية /ارمنية، سمحت بها الدولة باعتبارها لغات طقس كنسي. هذا الحق يندرج ضمن الحقوق الدينية للمسيحيين ، وليس ضمن (حقوق قومية أو ثقافية) للآشوريين والأرمن ، كما يظن ويعتقد البعض. الكنائس هي التي بنت وأسست مدارسها الخاصة من مال وتبرعات المؤمنين. والكنائس تتحمل جميع الأعباء المادية ، من نفقات وصرف رواتب المعلمين والإداريين والعاملين فيها. اعتمادها الأساسي على “القسط الدراسي”، الذي يدفعه الطالب والطالبة. الحكومة السورية لا تقدم لها أي دعم مادي. لا بل طلبة مدارس الأرمن والآشوريين(سرياناً كلداناً) يدفعون لوزارة التربية السورية في كل عام دراسي مبلغاً مالياً يعرف بـ”التعاون والنشاط”. آلاف الطلاب والطالبات ،من مختلف الشرائح والقوميات والديانات، وجدوا في المدارس الخاصة(رغم أعبائها المالية الباهظة) السبيل الوحيد لضمان استكمال تعليمهم الجامعي وتأمين مستقبلهم ، بعد أن حرموا من التعليم المجاني في المدارس الحكومية التي أغلقتها سلطة الأمر الواقع الكردية.. للأسف يبدو أن مستقبل آلاف الطلاب والطالبات غير مهم للقائمين على ( حزب الاتحاد الديمقراطي). المهم والأهم لهم ( الأجندات السياسية) للحزب. حرصاً على مستقبل الأجيال واحتراماً لمفاهيم وقيم الديمقراطية ولحقوق الإنسان التي يتغنى بها (حزب الاتحاد الديمقراطي) الحاكم الفعلي لما تسمى بـ ” الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، نتمنى على الحزب أن يراجع سياساته ومواقفه من مناهج التعليم للدولة السورية وترك للطلاب والطالبات حرية اختيار المناهج التي يرغبون بتعلمها. إذا، ليس من الديمقراطية والعدالة أن يفرض الحزب على الطلاب مناهج لا يرغبون بتعلمها ولا مصلحة لهم في مناهج غير معترف بها من قبل اية جهة محلية أو خارجية . أخيراً: كيف يمكن لدعاة “أخوة الشعوب والأمم الديمقراطية” أن يحققوا مشروعهم وهم يقتلون حلم الأجيال .

تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ولغة, وغير ملزم ما تسمى بكردستان

*************************************************

https://www.youtube.com/channel/UC49bG5CL9sD0YN_Pj51qX3Q

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.