حتى لا ننسى; معركة نهر برندوز (القوات الاثورية تدمر فيلقا تركيا)

بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
حتى لا ننسى ;معركة نهر برندوز (القوات الاثورية تدمر فيلقا تركيا)

10 / 12 / 2012
http://nala4u.com

الرفيقان التوأمان اغا بطرس ومالك خوشابا يتوسطهما اغا مرزا

تعتبر معركة نهر برندوز من اشهر المعارك التي وقعت بين القوات النظامية التركية والتي كانت تساندها قسم من القوات الايرانية وعدد من العشائر الكردية وبين القوات الاثورية حيث تمكن الاثوريون من الانتصار فيها على الفيلق التركي والذي كان بقيادة خيري بك واسر وقتل عددا كبيرا من قواته المعززة ببطاريات المدفعية . .
فبعد ان تمكن الاثوريون من تدمير القوة التركية في معركة قاسملو في 13 نيسان 1918 عادت القوات الاثورية مباشرة الى شمال مدينة اورميا حيث كان يكمن الخطر التركي الاكبر ولم يتوقع الاثوريون تقدم قوات تركية من غرب مدينة اورميا لان مسالك الحدود الغربية من ايران كانت عبارة عن وديان مفتوحة لا تصلح الا لمرور قطاع الطرق . وعليه كانت القيادة الاثورية تتوقع عبور العشائر الكردية الرحالة فقط من تلك المسالك ولم تعتبر ذلك مصدر خطر عليها . واستغل الاتراك هذه الميزة فقامت قواتهم بالعبور من تلك المسالك الوعرة بين الجبال العالية لمباغتة الاثوريين . ولما كان موقف الاثوريين حرجا و ظنه الاتراك ضعيفا كتب خيري بك قائد الفيلق التركي رسالة الى اغا بطرس مشيرا الى انتصارات الدولة العثمانية وحلفائها في جميع جبهات القتال وطالبا من الاثوريين الاستسلام مقابل تامين الحكومة التركية سلامة حياتهم واعادتهم الى مناطقهم الاصلية في تركيا ولغرض كسب الوقت لتعزيز مواقع القوات الاثورية اجاب اغا بطرس على رسالة خيري بك قائلا بان الاثوريين يوافقون على تسليم اسلحتهم فقط بشرطين :

1 .ان يتم ضم مقاطعة اذربيجان الايرانية الى تركيا حيث يسكنها عدد كبير من الاثوريين
2 . ان يتم تزويد الاثوريين بالمواد الغذائية لمدة ثلاثة اشهر حتى يكونوا قادرين على العودة الى مناطق سكناهم الاصلية في تركيا…الا ان خيري بك اجابه قائلا;
بان هناك شرطا واحدا فقط وهو الاستسلام دون قيد او شرط . استغل الاثوريون فترة المفاوضات هذه لمعرفة وتثبيت خطوط تقدم الارتال التركية ولتعزيز قواتهم ووضع خطتهم الهجومية على القوات التركية المتقدمة مع منحنيات نهر برندوز الجاري نحو بحيرة اورميا وحددت القيادة الاثورية منطقة نهر برندوز لتكون منطقة القتال النهائية مع القوات التركية لذا ارسلت قوة صغيرة لسحب القوات التركية الى هذه المنطقة بينما تقوم القوات الاثورية الرئيسية بقيادة اغا بطرس ومالك خوشابا بحركة التفافية واسعة النطاق على مواقع وخطوط مواصلات القوات التركية الخلفية .
وفي الصباح الباكر من يوم 23 نيسان 1918 كانت القوات الاثورية قد اكملت خطتها بتطويق القوات التركية ليلا . فتحت القوات التركية نيران مدافعها واسلحتها الخفيفة فامطرت المواقع الاثورية الامامية واثقتا من نفسها بانها سوف تتناول طعام الغذاء في مدينة اورميا ظهر ذلك اليوم . الا انه خاب ظنها وتبددت آمالها عندما فوجئت بالقوات الاثورية تخترق مواضعها من كل اتجاه بهجمات جريئة وبمختلف صنوفها الراكبة والراجلة فتمزقت قواتها وتكبدت خسائر فادحة في السلاح والارواح في احراش وصخور وادي نهر برندوز الوعر . لم يبقى امام ما تبقى من القوات التركية خيارا غير سحب مدافعها وافرادها التي تمكنت من التخلص من الطوق هاربتا عن طريق حيدر اباد نحو منطقة سولدوز . فقامت القوات الاثورية بمطاردة القوات التركية المهزومة وقتلت منها حوالي ألف جندي ومثلهم من الجرحى واسرت قائد احدى الفرق مع اربعة وعشرون ضابطا واربعة اطباء واكثر من خمسمائة جندي واستولت على كمية كبيرة من الاسلحة الخفيفة بينما بلغت خسائر القوات الاثورية خمسة واربعين شهيدا وخمسين جريحا فقط .
واشترك في هذه المعركة الحاسمة التي كان يقودها كل من اغا بطرس ومالك خوشابا عدد من الابطال الاثوريين الذين قادوا قطعاتهم واظهروا شجاعة فائقة في بلوغ اهدافهم العسكرية المرسومة لهم وهم كل من;
اغا ايزريا من ايل
اغا مرزا ايليا البازي
اووه شموئيل خان من تركاور
دنخا بن مالك اسماعيل من عشيرة تياري العليا .
ويقول القس شموئيل في ص 205 من كتابه ( تاريخ اثور كلدو ) بانه تم تحقيق ذلك النصر العظيم بفضل خطط اغا بطرس المحكمة وشجاعة وسرعة حركة مالك خوشابا الخارقتين وكذلك قال يوناتان بيت سليمان ص 134 في كتابه ( الاثوريين في عهد المسيحية ) .
وبعد هذا الانتصار الباهر عادت القوات الاثورية الى مدينة اورميا مستصحبة معها الاسرى الاتراك فاستقبلت استقبالا منقطع النظير عندما دخلت شوارع المدينة يتقدمها الجوق الموسيقي من قبل جميع الاثوريين حيث اخذ الجميع يهتفون بحياة تلك القوات وبحياة قائديها اغا بطرس ومالك خوشابا واطلقوا تسمية ( جيش المانيا الصغرى ) على تلك القوات تيمنا بقوة الجيش الالماني .
تم نقل الاسرى الاتراك من الضباط والمراتب الى احدى الخانات الكبيرة وتم تزويدهم بالفراش والطعام الجيد حيث اشرف مالك خوشابا بنفسه على الاعتناء بهم ويقول السيد شموئيل يلدا في مذكراته بان هؤلاء الاسرى شكروا مالك خوشابا على انسانيته كما يقول مالك خوشابا في مذكراته;
بانه قام بزيارة الضباط الاتراك الاسرى في وقت تناولهم طعام الغذاء وشاهد القائد وضباطه في حالة حزن كبير ومنكسي رؤسهم فقال للقائد التركي باللغة التركية;
( يا حضرة القائد اني اعلم لماذا استولى عليكم الحزن . حتما تفكرون كيف وقعتم اليوم اسرى بيد من كانوا بالامس تحت حكمكم ومن رعاياكم . انا ايضا اوافقكم على ذلك ولكن دعوني اوضح لكم حقيقة الامر كما يلي : ارادت الحكومة التركية ان تهشم رؤوسنا بالقاء صخرة كبيرة علينا ونحن بدورنا اردنا تفادي تلك الصخرة بايدينا محافظة على سلامة رؤوسنا…) وبعد هذه الكلمات بدت على القائد وضباطه علامات الارتياح واخذوا يتناولون طعامهم باطمئنان …..

تنويه (nala4u) ; لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.