هيئة التنسيق لمؤتمر آشور العالمي:المبادئ الأساسية في الفكر القومي الآشوري

بواسطة سامي هاويل
هيئة التنسيق لمؤتمر آشور العالمي: المبادئ الأساسية في الفكر القومي الآشوري

25/ 11 / 2015
http://nala4u.com

  الحديث عن الوحدة والقيادة لم يتوقف منذ الأنطلاقة الأولى للحركة القومية الآشورية في العصر الحديث، والمحاولات لتحقيقها لم تهدأ الى يومنا هذا، مما يدل على أن جميع تلك المحاولات بائت بالفشل، لأسباب مذهبية وعشائرية وحزبية وغيرها، وعلى ما يبدو فإن الإشكالية الكبرى التي يعاني منها شعبنا الآشوري هي إشكالية فكرية، سببتها الظروف التي عصفت به، فمنذ سقوط دولته توالت على حكمه شعوب عديدة ذات ثقافات مختلفة أدت به الى ما يمكن تسميته بالأنفصام الفكري، الذي نرى اليوم بأنه السبب الرئيسي في تنافر تياراتنا بعضها عن بعض، وعدم توافقها رغم تقارب أهدافها.

  نحن في هيئة التنسيق لمؤتمر آشور العالمي نرى بأن الحل يجب أن يكون فكري، فإذا أستحال علينا لحد هذا اليوم أيجاد من يجمعنا تحت مظلة واحدة، يوحدنا ويقودنا الى بر الأمان للأسباب التي تم ذكرها، فلنجعل من الفكر مظلة تظلل مؤسساتنا أياً كانت مشاربها، وعليه نرى بأن وضع اللبنة الأساسية في هذا الفكر يكمن في سبعة مباديء كمرحلة أولى، ومنها سوف يتم أستنباط بروتوكولات آشور السبعة أثناء أنعقاد مؤتمر آشور العالمي الأول، والتي ستكون الأساس في بناء البيت الآشوري، والعمود الفقري لجسد أمتنا العظيمة. وعليه ورغبة منا في هيئة التنسيق ننشر هذه المباديء التي نراها القاعدة الأساسية لبناء الفكر القومي الآشوري، وعلى أساسها سيتم صياغة الخطاب القومي الآشوري الذي يعتبر الحل الأمثل لتحقيق الوحدة القومية الشاملة. لذا ننشر هذه المباديء السبعة ليتسنى لأبناء شعبنا الآشوري الأطلاع عليها وقرائتها بدقة، ومن ثم رفدها بكل ما يروه مناسباً لكي نحقق النجاح في وضع البروتوكولات المنشودة، ومن الرب التوفيق.

هيئة التنسيق لمؤتمر آشور العالمي
25/11/2015
assyriaconference@yahoo.com

المبادئ الأساسية في الفكر القومي الآشوري
هيئة التنسيق لمؤتمر آشور العالمي

مقدمة:
     إن بلاد آشور هي الموطن الأصلي والتاريخي للشعب الآشوري. وهي مهد حضارته التي أستوطن فيها في عصور ما قبل التاريخ، في حدود الألف الخامسة قبل الميلاد. وفوق تلك الأرض تدرّج الكيان السياسي والعمراني للآشوريين حتى تمكنوا من تأسيس أول دولة واضحة المعالم سياسياً وحضارياً، ذات حكومة مركزية مسيطرة كلياً وفعلياً على جميع مناطق وادي الرافدين وطابعة إياها بالطابع الآشوري.

   أهم ما تميزت به حضارة الآشوريين في وادي الرافدين هو أنها ذات طابع أصيل، وأستمراري عبر العصور التأريخية وذلك بخلاف الحضارات الأخرى التي سادت ثم بادت، وأنتهت بأنتهاء عهدها القديم، حيث تلاشى طابعها القومي من الوجود.  وبقيت حضارة الآشوريين مستمرة على ذات الأرض التي ولدت عليها أول مرة ولم تنتقل إلى مكان آخر. وبفعل أبنائها وبمساعدة القوى الخيرة في المجتمع الدولي ستبعث ثانية في الزمن القادم في أرض مولدها. والتاريخ سيعيد نفسه لامحالة أمام الإرادة الصلبة للشعب الآشوري. ، فعلى أرض بلاد مابين النهرين ولد الشعب الآشوري، . نما وتطور وجوده القومي والإنساني عبر علاقة لا أنفصام ولا أنقطاع فيها بين الأرض والتاريخ. وبالثبات الملحمي، في المكان والزمان، صاغ الآشوريون هويتهم الوطنية، وأرتقوا بصمودهم في الدفاع عنها إلى مستوى المعجزات. وإن ديمومة التصاق الشعب الآشوري بالأرض على أمتداد الأزمان والعصور، هي التي منحت الأرض هويتها، ونفحت في الشعب روح الوطن.

    أستمر الشعب الاشوري يزخر بالحياة والطموح حتى بعد سقوط كيانه السياسي كأمبراطورية بسقوط عاصمتهم نينوى عام 612 ق.م، حين أجتاحها الفرس الميديون بالتآمر مع حلفائهم الكلديين. وتؤكد جميع المصادر والوثائق التأريخية بأن الآشوريين هم من أوائل الشعوب التي أعتنقت المسيحية التي بدأت أولى ملامحها بالظهور في بلاد آشور بعد منتصف القرن الأول الميلادي على يد الرسولين مار أدّاي (تدّاوس) ومار ماري. ولهم اليد الطولى في وضع أسس اللاهوت القويم، على يد لاهوتييه الذين تطول قائمة أسمائهم. وإن سبب تقبل الشعب الاشوري للمسيحية والتحول اليها من معتقدات ابائهم، هو كونها لم تختلف كثيراً عن أيمانهم القديم (الديانة الآشورية قبل الميلاد). فقبل مجيء السيد المسيح نشر الآشوريون فكرة الإله الأوحد في مرتبته، وآمنوا به بأسم (آشور)، كما آمنوا بموته وقيامته بعد ثلاثة أيام وهذه كانت معاني أحتفالات رأس السنة الآشورية التي تصادف في الأول من شهر نيسان، من كل عام.

   فمسيحيتنا رداء تزهو به آشوريتنا، كما أن أمتنا الآشورية هي فخر للمسيحية كما وصفها يسوع المسيح “رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا” (متى 12/41). ومن هذا المنطلق يحق لنا كآشوريين أن نفتخر بكنيستنا المشرقية بفروعها، وهي إرث حي وأمانة مقدسة من الآباء والأجداد، بات الحفاظ عليها واجبا ملحا يقع على عاتقنا.

لذا نحن في هيئة التنسيق لمؤتمر آشور العالمي، نؤمن بأن أمتنا الآشورية المجيدة المباركة ولدت وستبعث على ارض مولدها، بنضال أجيالها مهما طال الزمن. أخذنا على عاتقنا العمل الدؤوب لإنعاش المشروع القومي الآشوري، وهذا المشروع الكبير لن يكتب له النجاح إلا بالعمل على تنشئة أجيال تؤمن أيمانا قاطعا بالهوية والآرض الاشورية المسلوبة، لذا وجدناه أمرا ضروريا لطرح هذه المبادئ التي سوف تساعد مؤسساتنا القومية وتوحد جهودها في تنشئة تلك الأجيال.

1-   المبدأ الاول
“الشعب الآشوري له كل مقومات الأمة الحية”
الشعب الآشوري سليل الأمبراطورية الآشورية العظيمة ووريثها الشرعي، مر ولازال يمر بمحن كثيرة أدّت الى تشتته في جميع بقاع الأرض هرباً من الأضطهاد وطلباً للأمان، إن الشعب الآشوري ليس مجرد شريحة بشرية تتصف بصفات عرقية محددة، بل يمتلك كل مقومات الأمة الحية التي تمتاز بخصوصيتها عن بقية الأمم، وإن تشتت أجياله في المهاجر لا يُسقِط عنهم أنتمائهم القومي، ولا حقهم في أرضهم. لذا بات ملزماً علينا أن نرسخ هذه الحقيقة في أذهان أجيالنا ليتحملوا مسؤوليتهم في إبراز هذه الحقيقة أمام المجتمع الدولي.

2-   المبدأ الثاني
“الفكر القومي الآشوري والمسألة الأيمانية”
 ساد الأعتقاد والأيمان في أوساط الشعب الآشوري لإلاف السنين بأن ملوكهم يمثلون اللـه على الأرض، ومنه يستمدون سلطانهم، ويرى الأستاذ والباحث المعاصر في الشأن الاشوري سيمو باربولا بأن العقيدة الايمانية المسيحية عند الآشوريين هي أمتداد للعقيدة الآيمانية الآشورية القديمة، لذا كان الآشوريون من أوائل الأمم التي تقبلت المسيحية، وسرت تعاليمها بينهم، وسادت بفترة قصيرة من الزمن، وتمازجت معها بعض المعتقدات القديمة، حيث كان الملوك الآشوريين يمسكون بالسلطة الدينية والمدنية، وأنتقل هذا التقليد الى آباء كنيسة المشرق المقدسة حيث كان البطريرك يعتبر الرئيس الأعلى لكلتا السلطتين الدينية والمدنية الى ما قبل عقود قليلة ، وعليه يمكن أعتبار أن الاشورية لا تكتمل إلا بالمسيحية، كما لا تكتمل المسيحية إلا بالمعمودية، بشرط تجريدنا الإنسان الآشوري من خصائصه القومية التي تشمل التاريخ والجغرافية والثقافة الشعبية المجتمعية التي يشترك بها حتى الآشوري غير المسيحي.


3
–   المبدأ الثالث
“بناء الإنسان الآشوري (تأجيج جذوة الشعور القومي في وجدان الإنسان الآشوري)”[/b]
 بات مؤكداً للمهتمين بالقضية القومية بأن شخصية الإنسان الآشوري قد أنهكتها وأنتهكتها كثرة الحروب والأضطهادات المستمرة من قبل جيرانه، ولا نغالي إذا قلنا بأن بناء الإنسان الآشوري له الأولوية قبل بناء الوطن، لذا أصبح لزاماً علينا البحث عن السبل الكفيلة لإعادة بناء الشخصية الآشورية وصقلها، لإسقاط كل ما تعلق بها من شوائب على مر الزمن، وأستثمار طاقات أبناء أمتنا من المختصين في هذا المجال للبحث ووضع الدراسات الكفيلة التي تضمن بعث الطاقات الكامنة في الشخصية الآشورية وتحفيزها للبحث عن أستكمال شروط الهوية القومية. ونرى بأن الوصول الى هذه الأهداف سوف يتأتى من خلال أيجاد مؤسسات قومية من المختصين في شتى مجال العلوم الإنسانية للبحث وأيجاد الحلول الناجعة في بناء الشخصية الآشورية.

4-   المبدأ الرابع
“مسؤولية الإنسان الآشوري في دعم المشروع القومي الآشوري”

للعامل الإقتصادي دورٌ حاسمٌ في حياة وتطوّر الشعوب ورسم آفاق مصيرها ومستقبلها. كما له دورٌ في تركيبة البنية الأجتماعية والسياسية. وفي ظل الرخاء الأقتصادي للمجتمع تتوسّع الخيارات أمام أفراده للتمتع بالحياة، وتتعزز مقومات العيش الكريم التي تشمل الحق في البقاء والصحة والتغذية والتعلٌم والحماية من الأذى والأستغلال والتمييز.

    وليس بخافٍ على أحد أن المسألة المادية تلعب دوراً محورياً في إنجاح أية فعالية، أو نشاط أجتماعي إن كان على مستوى الفرد أو الجماعة. ومن المحال أن تتحقق أية مطامح قومية من دون الأعتماد على العامل الأقتصادي. لذا، فإنها مسؤولية كل آشوري تتملكه الغيرة والنخوة القومية أن يبادر إلى المساهمة في إنشاء صندوق مالي يقوم بتغطية جميع النفقات للناشطين القوميين الذين يعملون في إيصال القضية الآشورية إلى المحافل الدولية المؤثرة في سبيل الاعتراف بحقوقنا القومية والسياسية المشروعة على أرض آشور.

5-   المبدأ الخامس
“نشر الثقافة القومية في ضمير الأجيال الجديدة”
   إن تثقيف الأجيال هو مهمة ملحة لرفد المسيرة القومية بالطاقات الشابة الواعية، ولعل التاريخ  الآشوري بنجاحاته ونكساته، أن يكون ملهما للإنسان الآشوري المعاصر، لأن الآشوريين ومنذ آلاف السنين كان للثقافة العامة موقع متميز في تراثهم، وخير دليل لريادة الشعب الآشوري في مجال الثقافة هو مكتبة آشور بانيبال الشهيرة.

   في مقدمة الثقافة تاتي الثقافة القومية والتي يمكن تأمينها للأجيال بفتح مدارس خاصة للجاليات الآشورية في بلدان الشتات تتكفل بتعليم اللغة الآشورية والتاريخ والجغرافيا الآشورية والتراث الآشوري لترسيخ الهوية الآشورية في نفوس الشبيبة الآشورية وحثها لرفد المسيرة القومية.

6-   المبدأ السادس
“توظيف الإعلام في خدمة القضية الآشورية”
   في عالم اليوم أصبح الإعلام متاحا للجميع بفعل التكنولوجيا المتطورة التي ربطت جميع سكان المعمورة للتواصل بسهولة، وصار لكل فرد مساحة من الحرية للتعبير عن آرائه وأيصالها الى الآخرين حول العالم ، وخاصة في العالم المتطور الديمقراطي حيث يعيش اليوم الغالبية العظمى من شعبنا الآشوري. ولما كان الإعلام يشكل أحد الأركان الأساسية في نشر القضية الآشورية، لذا فإن تسخير هذا التطور التكنولوجي في وسائل الأتصال بطرق حكيمة  يعتبر من الضروريات، وهنا لابد من الإشارة الى أهمية الجهود الفردية في التعريف بالقضية القومية في دول المهجر، وندعو كل فرد آشوري أن يكون رسولاً للقضية القومية في مجتمعه، بين جيرانه، في عمله، وفي الشارع ، ولعلنا مخطئين لو أفترضنا بأن جميع المجتمعات التي نعيش بينها تعرف عن القضية الآشورية والشعب الآشوري، فالإعلان عن هويتنا الآشورية، وأرضنا الآشورية المحتلة في هذه المجتمعات هو أساس العمل القومي الآشوري .

7-   المبدأ السابع
“العمل على تحقيق كيان جغرافي آشوري”
الآشوريون اليوم شعب بلا وطن رغم أمتلاكنا جميع المقومات التي تمتلكها الأمم الحية التي يتشكل منها المجتمع الدولي، نحن شعب لنا ميراث حضاري عظيم خدم البشرية على مر العصور، ولنا ميراث في أرض آبائنا وأجدادنا، أرض آشور المعروفة للجميع. وهذا الميراث يحتل الأكراد اليوم معظم أجزائه، ولازالت محاولاتهم مستمرة الى يومنا هذا للأستيلاء على ماتبقى لنا من أرض، أما الجزء الآخر من أرض آشور فهي تحت وصاية العرب التي لم تنصفنا يوماً.

لقد آن الأوان لكي يكون لنا كياننا الخاص بنا كما لبقية الشعوب التي نمتاز بمزاياها وأكثر، وعليه، سوف نعمل جاهدين من أجل تحقيق هذا الكيان، وبالطرق التي نراها مناسبة، وفقا للشرائع الدولية التي بدأت تلوح في الافاق لحماية وإنصاف الشعوب الأصيلة.  مع حرصنا الشديد على روح الأخاء مع كل من يقاسمنا العيش في هذا الكيان من غير الآشوريين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاخبار والتقارير, الارشيف. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.