اضمحلال الشعوب السامية في الهلال الخصيب ما عدا الأمة الآشورية!

بقلم آشور بيث شليمون
اضمحلال الشعوب السامية في الهلال الخصيب ما عدا الأمة الآشورية!

15/ 01 / 2015
http://nala4u.com
    الكاتب/ة : آشور بيث شليمون
    تصنيف المقال :أبحاث تاريخية
    تاريخ المقال : 2014-05-10

توطئة:

تواجه الأمة الآشورية مع الأسف الشديد في هذه الأيام هجمة شرسة من البعض، نعم البعض الذين مؤخرا وبعد سقوط الحكم البعثي في العراق كي يروا أنفسهم كلدانا او آراميين.
وليكن واضحا، وضوح الشمس في رابعة النهار أننا لسنا ضد آرام ولا كلدو اطلاقا. ولكن ما يزعجنا ويؤسفنا أن لهؤلاء لم يكن أي نشاط قومي يذكر، بل والأنكى من ذلك بالأمس كانوا عربا في اللسان واللباس!
كما في الوقت نفسه ليس هناك كلداني أو آرامي واحد في أرض الكلدانيين ( جنوب العراق ) أو آرامي واحد في جنوبي سوريا اليوم ( منطقة دمشق ) يقف بافتخار معلنا قوميته الآرامية.
ستكون فرحتنا الكبرى فيما إذا تقدموا الى الأمام كنعانيو الساحل مع إيبليو وعموريو شمال سوريا ( حلب ) وآراميو دمشق وكذلك كلدانيو جنوب العراق معلنين عن هويتهم الحقيقية.
ولكن وا أسفاه، الجميع نسوا أو إذا صح التعبير نكروا أصلهم وفصلهم وغدوا عروبيين بامتياز ما عدا بعض الأفراد بين حين واخرى أعلنوا هويتهم الحقيقية بغرض ذر الرماد في العيون ليس إلا أو لإجحاض الحركة القومية الآشورية بأمر ووصاية البعث الفاشستي المقيت.
في المقابل هناك الأكثرية الغالبة نكرت أصلها وفصلها تماما الى درجة حيث يقف اليوم بطريرك الروم الأرثوذكس مع غيره من المذاهب المسيحية كي يلقب نفسه ببطريرك العرب مما دعا مؤلفو كتاب سوريا من قبل جمهرة من الكتاب الأميركان وهي دراسة أصدرتها الحكومة الأميركية ( وزارة الدفاع ) عن سوريا:

Syria, a country study
Federal Research Division, Edited by Thomas Collelo
Copyright 1988 United States Government as represented by the Secretary of the Army

في هذا الكتاب المؤلفون يتطرقون عن السكان والمسيحيين منهم ودورهم حيث جاؤوا بما يلي :
With the exception of the Armenians and Assyrians, most Christians are Arabs, sharing the pride of Muslims in the Islamic-Arabic tradition and in Syria’s special role in that tradition. (Page 99 )

بما معناه :
باستثناء الأرمن والآشوريين معظم المسيحيين يرون أنفسهم عربا مشتركين بالفخر مع المسلمين في التقليد العربي الإسلامي ودور سوريا الخاص في هكذا تقليد!


السيد كلدنايا ( كما يلقب نفسه ) كتب في موقع عنكاوا ما يلي:


السيد اشور المحترم لم تجاوب على سؤالي مطلقا فلا تتحذلق بتعابير لا
دخل لها بالسؤال ارجو لك ان تتوفق في المرة القادمة ؟؟؟

الكلدان هم والميديون من اسقط الدولة الاشورية عن بكرت ابيها وحلت مكانها
الدولة الكلدانية وهي اخر حضارة حكمت وادي الرافدين .” انتهى الإقتباس
آشور بيث شليمون يرد:
صحيح أن الميديين والكلدان أسقطوا الأمبراطورية الآشورية، ولكن الدولة الآشورية استمرت تحت ربقة الفرس والرومان أحيانا أخرى، بينما الكلدان انقرضوا عن بكرة أبيهم منذ سقوط امبراطوريتهم على يد الفرس ومن دون رجعة.
إن الميديين والكلدان صحيح تقاسموا الأمبراطورية الآشورية، في حين بقيت بلاد آشورProper Assyria تحت الإنتداب الميدي ومن ثم الروماني والفارسي حتى الغزو العربي في مطلع القرن السابع الميلادي.
بعد الغزو العربي وقبيل نهاية القرن الحادي عشر كل سكان جنوب العراق، أي جنوب بغداد ومن ضمنهم الكلدان انصهروا في البوتقة الإسلامية والعربية بدون أن يتركوا أي اثر يذكر.
وبنفس الوتيرة حصل انصهار الشعوب ( الكنعانية، العمورية، الإيبلية والآرامية ) فيما يسمى في بلاد الشام.
أما وجود ما يسمى الكلدان في بلاد آشور اليوم، ليس إلا نتيجة دخول شعبنا الآشوري النسطوري الى المذهب الكاثوليكي حيث البابا ( يوجين الرابع 1443 ميلادية ) أطلق عليهم التسمية الكلدانية واليوم أنت واحد منهم، كما أن الكنيسة النسطورية لم تعرف تاريخيا بكنيسة الكلدان أبدا .
إن الآشوريين استمروا منذ ذلك الحين بدون انقطاع والروابط ادناه دليل على بقاء الدولة الآشورية:

وهذه بلاد أشور في العهد الأخميني :

http://en.wikipedia.org/wiki/Achaemenid_Assyria

وهذه بلاد آشور في العهد الروماني :

http://en.wikipedia.org/wiki/Assyria_%28Roman_province%29

وهذه بلاد آشور في العهد الفارسي:
http://encyclopedia.thefreedictionary.com/Assyria+%28Persian+province%29



وختاما، دولتك الكلدانية لم تكن إلا سحابة ربيع بالمقارنة مع الأمبراطورية الآشورية كما جاءت في كتابات المؤرخين من امثال المؤرخ الإيطالي Sabatino Moscati ساباتينو موسكاتي في كتابه – وجه المشرق القديم / The Face Of The Ancient Orient, page 68:
“The crises of ASSYRIA is followed by the renascence of Babylonia under the
Chaldean dynasty, a brief meteoric episode. “
ومن الرابط يمكنك الحصول على خارطة الدولة الآشورية، شيئا لا تستطيع الحصول على خارطة الدولة الكلدانية نظرا لأفولها وسقوطها الى الأبد!
تنويه: يرجى أن يكون خطابك أكثر حضارية مما هو عليه وشكرا.

آشور بيث شليمون
___________________

تنويه هام:
الى قرائنا الأحبة، الشعب الآشوري شعب محب، شعب يفتخر بنفسه وشعب يتعاون مع إخوته في الهلال الخصيب كي يعود الى جذوره الأصيلة. ولكن ما يزعجنا ويرثى له، البعض من صغار النفوس مع احترامنا الكبير ونتيجة الحسد والحقد لإنجازاته القومية يريد أن يجعل منه شعبا عدوا فاشستيا في صهر الآخرين في بوتقته، وهي بحد ذاتها كذبة كبيرة، بل العكس هم من يحاول ذلك .
إن – الآشورية، طبعا في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ شمال بلاد الرافدين – نقولها بافتخار ضمت بين جناحيها من مختلف الطوائف المسيحية مما يسمى اليوم بالسريان والكلدان حتى البعض من القوميين يعتبر كل من البروفيسور آشور يوسف من خربوط ( تركيا اليوم ) ويوسف مالك من أباء هذه الأمة، في وقت الأول هو من الطائفة الشقيقة الأرثوذكسية والثاني من الطائفة الكلدانية الكاثوليكية.
وليكن معلوما، إن الآشوريين قوميا وكمسيحيين دينيا، لا نرى عدونا غير الذي غزانا من العرب المسلمين الذين فرضوا علينا اسلامهم وعروبتهم مع غيرهم من مختلف القوميات الإسلامية في المنطقة سواء كانت تركية، كردية وإيرانية.
والمؤسف جدا، أن هناك من بعض ذوي النفوس المريضة مع احترامي يروا في الشعب الآشوري العدو اللدود الأوحد، بينما يتوددون لكل من كان سببا في اضمحلالنا، وذوباننا واليوم في قتلنا وتشردنا !

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.