الأشورية,قومية المقاومة الوحيدة في العراق والهلال الخصيب

بقلم آشور بيث شليمون
الأشورية، قومية المقاومة الوحيدة لا في العراق، بل في كل الهلال الخصيب أيضا!

07/11 / 2013
http://nala4u.com

في البداية كشعب مؤمن بالآشورية، ديدنا الأوحد هو بعث القوميات كلها التي استعربت وأسلمت  في الهلال الخصيب، وهنا على سبيل المثال: الكنعانيون والفينيقيون على الساحل السوري، العموريون والابلويون شمال ووسط سوريا ( منطقة حلب ) والآراميون جنوب سوريا حول دمشق، والاشوريون والبابليون في وسط وشمال العراق، والسومريون والكلديون في جنوب العراق.

من المؤسف، قوله أنه في الآونة الأخيرة ظهرت قوميات لم تكن موجودة قبلا غير أنها كانت تمثل الشعوب البدوية او نصف بدوية مثل الآراميين والكلديين والتي قبل القرن الحادي عشر الميلادي استعربت وأسلمت معظمها   إلا بعضا منها حيث حافظ على ديانته المسيحية فقط ،  لكي تنافسنا وفي عقر دارنا لا تاركين وطنهم للأعراب فحسب، بل ، حتى لحذف وجودنا الآشوري.

يقال إن كل الاحصائيات والبيانات في مطلع القرن الماضي في الهلال الخصيب، تدل أن الشعب المسيحي كان يشكل 25% من مجموع السكان. وأن الشعب الآشوري كان الشعب الوحيد الذي حافظ على لغته والإعتزاز بها في شمال بيث نهرين/ العراق، بينما الباقون كما قلنا معظمهم انصهروا واندثروا في المجتمع الإسلامي لغة وتراثا، إلا البعض منهم الذي حافظ على ديانته المسيحية في جيوب هنا وهناك، وهي الحالة في ما يسمى بلاد الشام.

واليوم بعد مرور  أكثر من مائة عام على تلك الاحصائيات، وسؤالنا الآن هو : ما حققته هذه الجماعات في بعث قوميتها حيث اليوم يبدو قد أصابتهم الحمى القومية؟!

كما يقال بالعربي الفصيح، لم يعملوا شيئا على الإطلاق  سوى أنهم كانوا القوة الدافعة لبعث العروبة و اللغة العربية التي كانت على شفير الهاوية على حساب طمس لغاتهم الأصلية/   واللغة الارامية مثالا،  التي يفتخرون بها  اليوم .
والطامة الكبرى انهم قبلوا العروبة كقومية بكل رحابة صدر وبدون  أي منازع! والمؤسف قوله أن دعاة وغلاة القومية العربية كان جلهم منهم ( المسيحيون ) من أمثال: جرجي زيدان،  ميشيل عفلق، نجيب عزوري، قسطنطين زريق، ،أدمون رباط، خليل الكلاس، ايليا حريق، انستاز ماري الكرملي،  خليل القبرصي الذي حتى دعا الى دخول الإسلام!

أخي القارئ، هل تعلم أن حكومة لبنان كان بوسعها يومذاك جعل اللغة ” السريانية ” او الآرامية كما يحلو البعض تسميتها لغة رسمية في البلاد! ولكن لم تفعل، بل زحفت على بطنها وقبلت كي تكون عضوة في الجامعة العربية من اليوم الأول والى اليوم.
وهل تعلم، ان دعاة وغلاة القومية الكلدية في العراق اليوم في كتاباتهم يتبجحون بالوطنية العراقية، هذه الوطنية التي ركيزتها العروبة والإسلامّ؟ّ!
وهل تعلم، بأن هؤلاء والذين يعدون – ادباء الكلدان – في معظم الاحيان يعتبرون شريحة بسيطة من شعبنا من سكان منطقة – حكاري – بانهم وافدون الى ما يسمى العراق، هذا الوطن الذي الإستعمار ومعاهدة سايكس بيكو رسمت وحددت حدوده رغم انه كان يؤلف بلاد بيث نهرين او Mesopotamia  من كل – الموصل / نينوى ، بغداد / بابل و البصرة وأجزاء كبيرة ألحقت بتركيا وسوريا؟!
وهل تعلم، أن  الكنائس المسماة الكلدانية والسريانية لو تضافرت جهودهما مع الكنيسة المشرقية في بعث قوميتها ولغتها منذ بدء الحركة القومية الآشورية، لكان بوسعنا انجاز الكثير في شمال العراق/ بلاد آشور- ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ الى درجة إيجاد الكيان القومي الآشوري حيث كل الشروط كانت متاحة والتي تفتقرها الشعوب الأخرى في الهلال الخصيب مثل الكنعانيين والفينيقيين، العموريين والإبلويين والآراميين والكلديين!
دون أدنى شك أن صحوة القومية الآشورية تعد الأولى والأنجع القوميات المحلية في الهلال الخصيب، والتي جمعت معظم الأطياف المذهبية المسيحية ، إذ كان في صفوفها ولا يزال حضور كبير من باقي إخوتنا المنتمون الى الطوائف وعلى سبيل المثال – الكلدان والسريان، وهناك حتى رجالات عمالقة من هاتين الطائفتين قد لعبوا دورا هاما ورئيسيا وعلى سبيل المثال،  يوسف ملك، فريد الياس نزها، نعوم فائق، يوحانون قشيشو، شكري تشرموكلي، حنا سلمان والقائمة طويلة …
والمؤسف قوله، الى جانب ما ذكرناه كان هناك ولا يزال جمهرة أخرى ضربت عرض الحائط لا على لغتها والتي تعدها لغة مقدسة ، بل على قوميتها وإثنيتها الحقيقية كي تركض وراء سراب القوميات التي ليس لها أي نشاط قومي يذكر، كي ترمي العصي في عجلة القومية الآشورية اليوم وتقوم في خدمة الصهيونية والعروبة الذين يعادون ويزورون التاريخ عالمين أن هذه الأصوات النشاز لن يكونوا حجر عثرة لهم بل سندا قويا في اتمام مشروعهم الهدام والرامي في طرد ما تبقى من شعبنا بعد كل المجازر والقتل والسلب  الذي عانينا  منهم وبدون انقطاع منذ دخولنا المسيحية.
وكما ذكرنا ما قام به إخوتنا في كل من سوريا ولبنان في دفع ودعم العروبة، هكذا ايضا حصل نفس الشيء مع معظم شعبنا من الطوائف المذكورة من كاثوليكية وأرثوذكسية في العراق، حيث لا تجد مجلة أو صحيفة واحدة بلغة الأم، بل كلها كانت باللغة العربية ومعظم كتابها كانوا من ابناء شعبنا إذ قاموا في خدمة اللغة العربية والعروبة على آخر رمق، حتى  وبإفتخارهم  الى درجة أن  احدهم وهو أنستاز الكرملي افتخر بعروبته التي تعود جذورها الى اليمن!

اليوم أيها الاخوة هل تعرفون ما يحصل في لبنان وعلى سبيل المثال؟ كما تعلمون في السابق أن رئيس الجمهورية كان رئيسا فعليا بينما اليوم وكنتيجة لهذه التنازلات أصبح لا شيء، لأن رئيس الوزارة هو كل شيء، وليت شعري يبقى ذلك،بل انتظر بضع سنوات والمسيحيون سيفقدون كل شيء وحتى رئاسة الجمهورية الاسمية لهرولتهم العروبية ونكران ذاتهم.
والسيناريو ذاته يجري في العراق، حيث وفي هذه الأيام ما عدا ما يعانيه شعبنا من اضطهاد وتنكيل وتشريد وتهجير والقوة التي وراءها معروفة هويتها.
ولكن من المؤسف قوله، أن دعاة وغلاة الكلدية والآرامية، التي فاقت توا من السبات في وطننا لترى العدو اللدود الوحيد لها هي القومية الآشورية، القومية الوحيدة التي تملك كل البراهين لصدقها ووحدتها التاريخية والجغرافية والثقافية .
وسوف أضع الرابط أدناه، كيف يحاول البعض احياء القومية الآرامية أو الكلدية بأحلام يقظة التي يحلمون بها ليل نهار والتي هي بعيدة عن الواقع بعد الثرى من الثريا، وهم لا يكتفون بذلك بل حتى كل ما يعملونه ليس إلا ذر الرماد في العيون.
http://www.kaldaya.net

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm

ونصيحتي الأخيرة لشعبنا في العراق – مات آشور، هي عدم التنصت الى هؤلاء الذين يحاولون طمس قوميتنا الآشورية في دارنا، وأعلموا جيدا بأن الحركة الآشورية ليست بحركة حديثة العهد، بل ربما هي قبل ولادة الحركة العربية، لذلك حذاري من ذلك وكونوا فطنين ويقظين بألا تقعوا في شبكتهم الانهزامية المفلسة وإذا تريدون مستقبلا لامتنا فهو من خلال القومية الآشورية، حيث تملك كل المقومات الأساسية والتي تفتقر وربما لا توجد بالكامل في غيرها من هلوسات سفسطائية مقيتة لأناس مع احترامي يتأسدون علينا فقط !!!
تنويه: إن كلامي أعلاه موجه كما قلت واقولها على الدوام الى  البعض ، نعم البعض من شعبنا الضال مع احترامي في متاهاتهم الطائفية والعنصرية، كما اننا نترك الباب لهم مفتوحا في اختيار قوميتهم المنشودة كما يريدون وليس لنا غضاضة في ذلك، ولكن نحن لهم بالمرصاد ولم ولن نسمح لهم القيام في تزوير وتحوير أو طمس وإلغاء وجودنا وتاريخنا الناصع وفي عقر دارنا وشكرا܀

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.