هل ما يسمى أدباء الكلدان في نوبة هذيان؟

بقلم آشور بيث شليمون
هل ما يسمى أدباء الكلدان في نوبة هذيان؟!

03/ 03 / 2011
http://nala4u.com

سبحانك يارب مدبر الأعمال ومغير الأحوال، وبعد سبات طويل وإذ نحن وفي بلاد آشور / ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ نفاجأ بما يسمى الكلدان. علما أن كاسديين ( 1 ) الكلدان كانوا في قديم الزمان أحد الشعوب العديدة من سكان الجنوب ووطنهم على الأغلب في منطقة المستنقات، ( الأهوار ) جنوب بابل كما تعرف اليوم في العراق وبيوتهم عادة من البردي، وهذا مستند تاريخيا و موثق وجودهم من قبل الملك الآشوري سنحريب ( A.D.704-681 ).

ولكن العجيب، كيف اختفوا في الجنوب واليوم ليظهروا في بلاد آشور على غفلة وبجرة قلم، حيث جمهرة مليئة بالغطرسة وتشويه وتزييف التاريخ وبدون خجل يعملون على بعث الكسدية /الكلدانية المنقرضة، بل حتى وأبعد من ذلك إلى محو الأمة الآشورية العتيدة وفي عقر دارها .

من المؤسف أن الغالبية منهم والذين يطلقون على أنفسهم اليوم ” أدباء الكلدان ” لا يجد المرء شيئا من آدابهم إلا باللغة العربية، في وقت يشنفون ويزعقون الآذان عن لغتهم الكلدانية التي لم يذكر المستشرقين عنها. والأنكى من ذلك يريدون أن يحولوا الشعب واللغة والجغرافيا الآشورية بتسمية كلدانية جديدة التي تنكرها الآثار والحقائق على أرض الواقع. أليست نكتة القرن ؟!
والغريب في الأمر، أنهم يروجون تهمة وعلى لساننا التي لا وجود لها البتة، وعلى حد قولهم بأننا نحاول طرد ما يسمى ” الكلدان ” والتي عندنا هي طائفة آشورية، وهل هذا معقول ؟ كيف نطرد إخوتنا وهم من لحمنا ودمنا أليسوا أولئك الذين كما ذكر مرة الأخ العزيز فاروق كيواركيس مستشهدنا على لسان الأخ المهندس حبيب حنونا، كيف هرع الجنرال آغا بطرس لنصرة بني جلدته عندما كان هناك في الأفق تهديدا من قبل البدو العرب للبلدة الآشورية تل كيف وضاحية العاصمة الآشورية نينوى؟
كل ما قلناه في هذا المجال يا صاح، والكلام موجه إلى أمثالك لا غير وكل الذين يعادون الأمة الأمة الآشورية في أي مناسبة أو بدونها ! لذلك من فضلك لا تشوه كلامي، كما تشوهون التاريخ .

إن كل من يزور المتاحف العالمية في الغرب وأمريكا، على سبيل المثال : لندن، باريس، نيويورك، برلين وشيكاغو، ما يجده المرء في هذه المتاحف غالبا هو الآثار الآشورية، وفي بعض الأحيان كما هو الحال في مدينة شيكاغو حتى هناك جناح مستقل عن بلاد الرافدين – رغم أن كل الدراسات عن بلاد ميزوبوتاميا – بيث نهرين هي مشمولة في علم الآشوريات Assyriology ولكن تجد هناك جناح آشوري خاص لوحده، وليس هذا، بل وأفضل وأوسع قاموس لغوي من جامعة شيكاغو هو القاموس الآشوري Assyrian Dictionary وبدون ذكر الكلدان وما يحزنون!

أما اليوم وإذ نحن مع هذه الشرذمة التي تسبح في أحلامها الخيالية الوهمية لتجد نفسها ممثلة للأمة الكلدانية الوحيدة في بلاد الرافدين شعبا ولغة وإنجازا! فهذا كلدان الأهوار والبحار وذاك كلدان السهول وآخر كلدان الجبال الخ …. إنها حقا نكتة !

ومن الغرابة أن البعض منهم يصدق هذا النوع من الهلوسة . لا بل يدفعها قدما بنبش الكتب لما جاء في خلد بعض الكتاب في قديم الزمان والتي هي مستندة غالبا على الكتاب المقدس الذي للأسف تناولته الأيدي الصهيونية الخبيثة بإدخال وحشو الكتاب بأساطير لا وجود لها أو حتى إذا ما وجدت ولكن حرفتها من حقيقتها والقراء دون شك يدركون جيدا بأن ذكرت كثيرا من الأمثلة شخصيا في كتاباتي السابقة وهنا للتذكير فقط أقول بأن الخطأ الفادح إذا صحت نظرية الأنساب، إن ” عيلام ” ليس الإبن البكر لسام بن نوح، بل ” آشور ” هو الأبن البكر لسام لأن عيلام ليس ساميا بالمرة، كما ليس هناك لا كلدو ولا الكلدانية ولا ما يحزنون مما تأتي به شرذمة من المتكلدنين هذه الأيام وخاصة بعد عام 2003 لأن قبل ذلك لم يجرؤ منهم التخطي الخطوط الحمراء بل وهم عادة في تعداد العروبيين في غالب الأحيان يحسبون.

وهنا أقول، سواء استندنا إلى التاريخ الذي انكشف من خلال الحوليات الآشورية ( لأنها السائدة ) لا في بلاد الرافدين، بل حتى في الهلال الخصيب برمته ، تبرهن على السيادة الآشورية الفريدة ولا لغيرها، والطامة الكبرى حتى هؤلاء الأدباء العمالقة الذين يسمون أنفسهم بالكلدان، ترى بعد جعلهم المنطقة كلدانية شعبا ولغة في هذه الأيام، فإنهم لا يزالون يستشهدون بالحوليات الآشورية في كتاباتهم عادة ، لماذا ؟ وذلك الجواب بسيط جدا لأن ما يسمى الكلدان لم يكونوا إلا على الهامش من تاريخ المنطقة وإلا ، لماذا لا يستندون إلى كلدانهم الذين هم سكان بيث نهرين ولا غيرهم من الجنوب ألى الشمال؟!
في تاريخ منطقة الهلال الخصيب وبيث نهرين خاصة، لا تجد آجر واحد باللغة الكلدانية؟ وكل الدارسين والمستشرقين، كل ما يقولونه هو عن اللغة الأكادية / البابلية والآشورية لأنهم شعب واحد والكلدان ممن نزحوا إلى المنطقة في الألفية الاولى قبل الميلاد، بينما البابليون والآشوريون وجدوا هناك بآلاف السنين.
ويجدر الإشارة في سياق هذ الكلام حتى الملك البابلي نبونيدس الذي حكم بابل 60 سنة وبعد سقوط نينوى يرجع أصوله إلى الأمة الآشورية كونه من آخر عاصمة آشورية وهي حران. ( 2 )

ومن الغريب العجيب، أن هؤلاء اليوم كلما يذكرون بابل، يلصقون الكلدانية بها وهذا تزييف وتشويه التاريخ بحد ذاته، لأن الذين حكموا بابل في مطلع القرن السابع قبل الميلاد كانت عبارة عن أسرة كلدانية ولمدة قصيرة جدا، بينما السيادة الآشورية كانت طويلة جدا وإن تخللتها انتكاسات ولكن العصور الآشورية الذهبية تسود بملوكها الذين هم 117 ملكا في الوقت الذي فيه ليس هناك أحد غيرهم كان له هذا القدر من السلطة في كل الهلال الخصيب.
إن ما يسمى الكلدان والآراميين، كما يصفهم المؤرخ الإنكليزي Arnold J. Toynbee في كتابه A Study of History بما يلي:

“ In the decade of eighth century B.C. Probably Tiglath Pileser justified his action on the ground that the anarchy into Babylonia had since fallen was spreading to the Assyrian side of the border; and, after marching in, he appears to have received some kind of mandate from the citizens of Babylon, who saw in this sovereign of neighboring sedentary kingdom of kindred culture a possible protector of civic life in Babylonia against the rising tide of
local Aramaean and Chaldaean Nomadism. “ Volume 4, page 477

” بما معناه هذه الشعوب البدوية أي الآراميون والكلدان، حيث استشرت الفوضى بسسببهم في البلاد
حتى كان لها آثارها في بلاد آشور نفسها، مما دفع الملك تغلات بلاصر أن يأخذ بزمام الأمور بعد الحصول على إنتدابه على بابل وبرضاها بتحريك الآلية العسكرية ضد هؤلاء البدو الذين عاثوا في البلاد من فوضى واضطراب كي يغدو المدافع و المحامي للثقافة والحياة المدنية في بابل.”

والجدير بالذكر، أن أفضل وصف للحالة هذه جاءت على لسان ، مؤلف كتاب اللغات السامية حيث قال ما يدعم مقولة المؤرخ البريطاني Toynbee بما يلي:

” لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا أن يتدخلوا في شؤون بابل ويبسطوا نفوذهم عليها شيئا فشيئا.
والحق أن بابل كانت – كما يدل لفظها العبري والعربي – خليطا من أمم مختلفة متبلبلة الألسن متباينة النزعات والميول .” من تاريخ اللغات السامية لمؤلفه أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب ) مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية – من منشورات دار القلم ، صفحة 33
والخلاصة، في هذه الأيام من حين لآخر تظهر لنا شخصية تدعي بالكلدانية، ، والواقعة جنوب بابل على الخليج . وهذه المرة طلع علينا المدعو ” منصور توما ياقو ” لكي يثقفنا لغويا، في وقت كل الذين يدورون مثله والمعادون للقومية الآشورية من الإكليروس الكلداني، وهم بالطبع أقلية، بينما هناك أشاوس في شعبنا الذين لا ينكرون هويتهم الأصلية، واجمل ما قرات كان، حيث احد من هؤلاء المناوئين خاطبه لكونه من الطائفة الكلدانية، ولكن الأخ العزيز قال بكل فخر، لا فأنا لست من أسرى الكلدان!
والسيد ياقو، يريد أن أكون ” كلدانيا ” لأن الكلدان على حد زعمه استخدموا التسميات ( بيث وملك ) وكون اسمي يحمل التسمية العائلية (بيث ) ناسيا أنها مستخدمة في كل اللغات السامية وليست حصرا في كلدانيته كما يدعي، وإلا فإن ملكي السعودية والأردن وجب إعتبارهم كلدانا باستخدامهم مفردة ” الملك ” بناء لمقولة اللغوي السيد منصور توما ياقو، وهنا بوسعنا القول أن السيد منصور توما ياقو، عربي الهوية لكون اسمه ” منصور ” وهي الصيغة العربية !

قبل أن تدخل في مثل هذه المتاهات يا أخينا الفاضل، التي من المؤكد ستقودك الى ما لا تريد عقباه، اذهب وثقف نفسك وإكليروسك وبالأخص مع احترامي الذين يعادون الأمة الاشورية حيث اللغة الكلامية والطقسية عندهم هي اللغة العربية يا صاح !
يؤسفنا جدا عندما نقرأ كتابات هؤلاء الاشخاص، الذين لم نرتكب أي جريمة ضدهم، كي نجدهم يدعمون ما يروجه الاعداء وخاصة العروبيين ضدنا، من شاكلة الصهيوني أحمد سوسة ، والعروبي عبد الرزاق الحسني، والكردي الحيدري وغيرهم في وقت نشهد اليوم كثيرا من إخوتنا العراقيين الذين يدافعون عنا اكثر منهم، إنها مأساة حقا ولا أحب ان أدخل في هذه الدهاليز المعتمة لأنها مؤلمة، نعم مؤلمة للغاية!

إنها ظاهرة عامة بأنكم تجدون معظم كتاب الأجانب وحتى من شعبنا العراقي، يذكر الشعب الآشوري في حين قلما يكتبون عما يسمى بالكلدان. ومثال على ذلك فهناك السيد عبد المجيد حسيب القيسي، صاحب كتاب ” الآثوريون ، هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث – من منشورات مركز الموسوعات العالمية – لندن 1999 أو مثلا كتاب باللغة الإنكليزية ” حرب الخليج ” لمؤلفه ماجد خدوري والمطبوع من قبل جامعة أكسفورد عام 1988 حيث يتحدث كيف أن العراق الحالي كان له حضارة عريقة والتي قامت على سواعد البابليين الآشوريين وهناك العديد من كتب أخرى التي لا حصر لها في هذا الموضوع.

( 1 ) هناك تسمية أخرى يعرف بها ” الكلدان ” وهي ” الكاسديون/ Kasdean ” للمزيد أضغط على الرابط التالي:

2Herodotus VII 63

http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:dvAfe8pddCEJ:www.blavatsky.net/magazine/theosophy/ww/additional/christianity/TheTrinity.html+WHO+ARE+THE+KASDEAN%3F&cd=4&hl=en&ct=clnk&gl=us

آشور بيث شليمون


تنويه; موقع http://nala4u.com يتبنى التسمية الاشورية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.