وشهد شاهدًٍ من أهلها !.

بقلم د.ابراهيم افرام
الموضوع;
 وشهد شاهدًٍ من أهلها !.

10 / 04 / 2024
http://nala4u.com

التطرف القومي وهاجس الغاء الشعوب : (افتراءات لايارد) للمزوري . . يمحو تاريخ الآشوريين لتكريدهم : بقلم فرسد روزبياني / باحث كردي عراقي مقيم ببرلين (افتراءات لايارد) للمزوري . . يمحو تاريخ الآشوريين لتكريدهم !.

لقد صدر عن مجلة (هافيبون) للدراسات الكردية في برلين كتاب يحمل عنوان (افتراءات لايارد) لمؤلفه الشاعر الكردي (عبد الرحمن مزوري) وهي في الاصل محاضرة كان قد القاها السيد مزوري في مركز (آوداني) ببرلين.

حقائق تاريخية

في هذا الكتيب، يشرع المزوري بالهجوم على كل من له صلة بالكتاب . . من مؤلف وناشر ومترجم، فهو من جهة يتهم ناشر الكتاب بأنه قد نشر كتاباً يغمط حق الاكرد ويعدهم دخلاء على ارض كردستان، ومن جهة ثانية يفند تلك الآراء التي تشير الى اشتراك الكرد وقيادييه في قتل اي مسيحي أو آثوري او ارمني، مع انه لو راجع ماكتبه (كيوموكرياني) في كتابه (ميثرووى ميراني سوران – تاريخ الامارة السورانية)، لوجد كيف ان (محمد باشا الرواندزي) قد قتل ونهب واسر اليزيديين لانه كان يفكر تفكيراً دينياً ضيقاً، حيث عد اليزيدية كفراً من اجل تبرير مافعله . . وهل ننكر ايضاً قتل (سمكو آغا الشكاك) لـ (مار شمعون) ؟!! انها احداث تاريخية حصلت بالفعل ولا يمكننا نكران ذلك لمجرد ترسب تلك النزعة القومية المتطرفة التي عانينا منها نحن الكرد اكثر من اي شعب آخر، فكيف نسمح لانفسنا ان نجابه الاقوام والشعوب الاخرى بالسلاح ذاته، حينما اراد البعث محونا وسحقنا من ذون ذنب لاننا نتكلم لغة اخرى، نريد ان نحمل هوية اخرى خاصة بنا.

ففي زمن العولمة والتطور الحضاري الذي نعايشه علينا ان نوجه تفكيرنا ايضاً الى تفكير اكثر حضارة وديمقراطية، لا ان نفعل أسوأ مما فعل اسلافنا واعداؤنا كما توجه اليه الاستاذ المزوري حين شطب الأمة الآشورية كلها بجرة قلم في كتيب صغير كهذا..؟؟.

ان الاستاذ المزوري يهجم من جهة اخرى على المترجم الدكتور (ميخائيل عبدالله) وينتقص منه مشيراً بأنه مهندس للمواد الغذائية ليس له علاقة بالترجمة وفي التاريخ والآثار الا معرفته باللغة البولونية كما ورد ذلك في الكتيب (ص 3 و4) .. واستغرب كيف ان الاستاذ المزوري لا يطيق ان ينشر المترجم كلمة مع الكتاب اذ نجده يقول: ” لقد اضيف وبدون حق الى الترجمة، عدا مقدمة المترجم، كلمة للناشر، وخاتمة للمترجم .. واخيراً وليس آخراً (كلمة اخيرة) للمترجم يقول عنها، انها لابد منها …؟؟ ( ص 4 وماذا في ذلك يا استاذ مزوري، فما المانع ان يترجم مهندس كتاباً في التاريخ مادام لديه الالمام بذلك، ولماذا تريد كمٌ افواه الناس، دعهم يكتبون، وينشرون مايريدون ولنكن ديمقراطيين ونسمح للناس بالكتابة والتعبير والحوار، فالزمن كفيل بأن يظهر القوي والرديء، وحتى وان لم نسمح للناس بالكتابة، فإنهم سيكتبون ان شئنا أم أبينا لأن هذا حقهم.

من الواضح ان الاستاذ المزوري قد وقع تحت تأثير اجواء هيئة اعادة كتابة التاريخ، بل انه ينافسهم في جعل الاشوريين اكراداً، وهم يجعلونهم عرباً قدماء، فاذا كان المبشرون والآثاريون الانكليز قد ارجعوا اصل الآثوريين الى الآشوريين، فما هو هدف الاستاذ المزوري في جعلهم اكراداً، ان مسألة ارجاع اصل القوميات الحالية الى اصولهم العرقية القديمة هي عملية غاية في الصعوبة وتحتاج الى جهود هائلة من العلماء الآثاريين والمتخصصين في اللغات القديمة والاثنوغرافيا وعدم التعصب القومي من اجل البت فيها. وهنا أسأل الاستاذ المزوري: كيف عرفت ان الكرد يرجع اصلهم الى الشعب الميدي ولا يرجع اصل الشعب الآثوري الى الآشوريين ؟ اليس القائل بان الكرد يرجع اصلهم الى (الماد) قد جاء من قبل المستشرقين السوفيت، فلماذا نقبل بهذا الرأي ونرفض الرأي القائل بأن الاثوريين ترجع اصولهم الى الاشوريين .

ان الجزم في مثل هذه الآراء يحتاج من الباحث الى الالمام العميق بالتاريخ القديم والآثار وليس بايراد الاساطير وماكتبه المؤرخون الاسلاميون عن الشعوب فانها تدخل في عداد الاساطير والفلكلور لايمت لعلم التاريخ بصلة .

لقد بدأ الاستاذ المزوري بالتاريخ المسيحي اي بعد ولادة المسيح ليثبت بأن الاشوريين هم اكراد، وهذا خطأ منهجي وتأريخي على حد سواء، لأن الاشوريين عاشوا الفي سنة قبل الميلاد على الاقل، ودليل الاستاذ المزوري على ان الاثوريين اكراد، هو ان الشعب الكردي كان قبل الاسلام مسيحياً ويشرح كيف ان المسيحية كانت منتشرة في كردستان وكانت لها ابريشيات واسقفيات متعددة (ص 31 – 34 )، ويحاول تحريراسماء اسقفيات واشخاص متتعدة وتكريدها في مثل قوله: “كالقس شيريا الذي كان مطراناً لاربيل في القرن الثالث الميلادي والمتوفي في 316 م ، فالاسماء شيرو شيره وشيرو وشيريا وشيركو… كردية تعني (الاسد)، لاحظ التحوير؟ ويقول ايضاً “والقس آبريز المتكون من اللفظتين الكرديتين آب – آف بمعنى (الماء) وريز – ريز يعني (السكب والافراغ) فيكون معنى الاسم (المسيل) – ينظر ص 33 – ومن لديه ادنى المام باللغة الفارسية يعرف بان الكلمة آبريز فارسية، فلماذا هذا التحوير؟!!

ويبحث في مصادر التاريخ الاسلامي لعله يعثر على ذكر للمسيحيين فمثلاً يورد المسعودي وحديثه عن طوائف من الكرد النصارى ويقول بان المسيحيين المقصود بهم عن (ابن الاثير الجزري) هم ساكنو خوزستان واصفهان – ينظر ص 35 -، فأين اصفهان من كردستان ؟!

نظرة شوفونية

ويستغرب الاستاذ المزوري من ان: “لا نجد اليوم في كردستان كلها او خارجها طائفة او عشيرة او فئة او حتى فرداً واحداً مسيحياً يقول بانتمائه القومي الى الكرد، عكس الايزيدية واليهود والمسلمين الكرد” – (ص 35 ــ 36 )، ولماذ تستغرب ياسيدي انهم ببساطة ليسوا كرداً لهم لغتهم ولهم كتاباتهم الخاصة بهم ولهم تاريخهم الذي يضرب بجذوره عمق ارض العراق، وبالمناسبة ليس كل يهودي او يزيدي عاش في كردستان اقر بكرديته ؟

ولنقرأ للاستاذ المزوري وهو يفصل لنا كيف ان الآثوريين ليس لهم علاقة بالآشوريين القدماء:

– ص 36 : يقول سي . جي: ادموندز ان المسيحيين النساطرة في اقليم هكاري يعرفون في انكلترا باسم (الآثورين) .

– ص 36: يقول المؤرخ (عبد الرزاق الحسني) ان الانكليز هم الذين كانوا يطلقون على النساطرة لفظ (الآثوريين) بينما كان الاهالي يسمونهم (التيارية).

– ص 36 و 37 : ان الدكتور (مصطفى المسلاتي) في كتابه (الاستشراق السياسي) يقول بان: (المستشرقين وعلماء الآثار الغربيين يبحثون عن قوميات سبق ان بادت وانتهى دورها في التاريخ ) – لاحظ قوله انتهى دورها ليبدأ دور قوميات وشعوب اخرى كالعرب والكرد مثلاً، انها الشوفينية بعينها ؟ ويواصل قوله: يشجعون نموها من جديد، كالفرعونية (في مصر) والفينيقية (في الشام) والآشورية (في العراق) .. كل ذلك من اجل ترسيخ الدور الجديد ؟ الذي يريدونه منها.

– ص 37: ان الدكتور (احمد سوسة) يجد ان الانكيز هم الذين ابدعوا مسألة العلاقة بين الآثوريين والآشوريين.

– ص 37: ويعد الدكتور (احمد سوسة) ظهور الادب الآثوري في الاربعينات من القرن العشرين هو دليل على ان الشعب الاثوري اخترعه الانكيز ولكن يناقض نفسه في الصفحة ( 31 ) من الكتاب عندما يتحدث عن الاسقف (مشيحا زخا) الذي كتب كرونولوجيا تاريخ اربيل في السنوات الستمائة الاولى من التاريخ الميلادي. فهل ياترى كتب هذ الكتاب باللغة الكردية ام باللغة الآرامية اي اللغة التي يتحدث بها الاثوريون اليوم او لغة مطورة عنها .

– ص 37 : “يقول الدكتور (عبد الفتاح علي البوتاني) استاذ التاريخ في جامعة دهوك والباحث – النشط في مجال اختصاصه، بأن وثائق الحكومات العراقية المتعاقبة كأدلة العراق للسنوات 1936 ــ 1960 واقسام التاريخ والاثار في جامعات العراق كافة، لا تعد الآثوريين آشوريين؟؟.

عراق الجميع

وأسال الاستاذ المزوري: اليس الدكتور عبد الفتاح البوتاني مختص بالتاريخ الحديث والمعاصر، وهل ان الدليل العراقي يعد وثيقة تاريخية في البت بموضوع اصل شعب وجزء اصيل من الشعب العراقي؟ وكيف تسنى للاستاذ البوتاني الجزم في موضوع غاية في التعقيد في التاريخ القديم الذي هو ليس من اختصاصه؟ وهل نسيت ان الدولة العراقية تعتبر بان العراق متكون من العرب، والكرد والاقليات الاخرى، وجاء حزب البعث ليجعل من الاقليات الاخرى هذه ايضاً عرباً قسراً، بل وانه حاول ان يجعل الايزيدية عربا اقحاح من نسل معاوية بن ابي سفيان؟ فكيف تننتظر من الدولة العراقية ان تقول بان الاثوريين اشوريون، انها تريدها عربية سنية خالصة لها، وطبيعي ان لاتقر بحوث اقسام التاريخ بذلك: لأن كل شيء يخضع للاساتذة الذين هم حراس هيئة اعادة التاريخ وكتابته.

– 37 و38 : يقول المزوري: “ان اشهر علماء الآثار والعاديات والاشوريات والانثروبولوجيا .. في العراق كالدكتور (طه باقر) والدكتور (فاضل عبد الواحد ذنون) ود. وليد الجادر ود. فاروق ناصر ود. علي ياسين الجبوري ود. سامي سعيد الاحمد ود. عامر سليمان .. وجميعهم اساتذة مختصون وخريجو الجامعات الاوروبية، لايرجحون دعوى الأثوريين على انهم من بقايا الآشوريين القدماء” .

وهذا شيء منتظر ليس بغريب من اعضاء هيئة اعادة كتابة التاريخ القديم ومن الايديولوجيا البعثية، فالاساتذة الذين ذكرهم الاستاذ المزوري هم اساتذة افاضل في التاريخ القديم ولكن هم ايضاً خاضعون او ان البعض منهم مؤمنون باعادة كتابة هذا التاريخ القديم (ماعدا طه باقر)، اذ لايشفع لهم انهم خريجوا الجامعات الاوروبية (من درسهم التاريخ اليسوا من المستشرقين الذين يكرههم الاستاذ المزوري ..؟ )، وأحد هولاء درس كاتب هذا المقال اقصد به (د. علي ياسين الجبوري) الذي كان يشرح لنا كيف ان ساكني العراق القدماء من آشوريين وكلدان وبابليين كلهم عرب قدماء على حد سواء .

– ص 39: يقول الاستاذ المزوري: “من هذه المصادر التاريخية الملموسة ظهر لنا بان المسيحيين النساطرة واليعاقبة الساكنين في جبال كردستان، هم اكراد نصارى، اتخذوا من لغة الكنيسة – الآرامية – لغة لهم، وان اسم (الآثوريين) استحدثه المبشرون والمستشرقون والآثاريون”.

اقول للاستاذ المزوري ماذا يستفيد الشعب الكردي اذا ما جعل الآثوريين اكراداً بالقسر، وكيف ستكون صورتنا عند الشعوب العراقية حينما نجعل شعباً جزءاً منٌا وهم لايريدون ذلك ؟؟ هل ان عددنا قليل الى هذا الحد ام ماذا ؟!

واقول ايضاً ان اهم صفة من صفات تكوين او وجود اي شعب هي اللغة والكتابة وللآثوريون لغة خاصة بهم وكتابة خاصة بهم، واتساءل عما اذا كان لنا ككرد كتابة خاصة بنا، فنحن ولحد الآن نستخدم الحروف العربية اواللاتينية في كتاباتنا.

واخيراً .. هل تحدثنا عن (لايارد) ام نسيناه ؟!! ان كتاب الاستاذ المزوري يتحدث بصفحات قليلة عن لايارد بعكس العنوان المطروق، اذ ان كل هم الاستاذ المزوري، كان في الكتاب هو اثبات عدم الصلة بين الشعب الاثوري اليوم والشعب الاشوري الذي عاش في العراق قبل اكثر من الفي عام .

واستسمح الاستاذ المزوري واطلب ان يشرح لنا في كتاب ثانٍ له عن الموضوع ذاته كيف ان الآثاريين الانكليز قالوا ان هنالك علاقة بين الشعب الآثوري اليوم والشعب الآشوري القديم لانه في هذا الكتاب اورد كل المصادر التي تنفي ذلك فاذا لم بفعل فسنفعل ذلك في مقال مستقل ونرى هل ان الانكليز كانوا على حق ام لا. موقع بوابةنركال .

تنويه (nala4u); الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية , تاريخ ولغة وغير ملزم ما تسمى بكردستان .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.