من أكيتو الى نوروز

لنستذكر تاريخ الماضي والحاضر ولنتعظ منه كدروس وعبر نحو المستقبل الافضل لبلد يسوده الامن والاستقرار والازدهار
القناة ترحب بكم للادلاء بشهاداتكم وبارائكم المحترمة مباشرة او بارسال البصمات الصوتية وغيرها من المشاركات للقناة والتي تهم الجميع.
لطفا..للاشتراك في القناة; انقر على خاصية الاشتراك و( لايك + تعليق ) ليصلكم كل ماهو قيم من شهادات واحداث.
BILADI
@BILADIMEDIA
https://www.facebook.com/profile.php?id=100091079495573
https://twitter.com/Nala4uTv

Kindly..to subscribe to the channel; Just click on the
subscription feature

بقلم سليمان يوسف
الموضوع; من أكيتو الى نوروز
shuosin@gmail.com

06 / 04 / 2023
https://nala4u.com

إخراج عيد النوروز(عيد الربيع) من سياقه التاريخي و وربطه بحكايات وروايات شعبية لا واقعية ” كاوى الحداد “والاحتفال به على أنه “ثورة كردية ضد ملك آشوري” و ” ذكرى إسقاط الأكراد للدولة الآشورية” ، فيه كثير من المغالطات التاريخية والسياسية و تضخيم لـ”الذات الكردية” واصطناع بطولات وانتصارات تاريخية لا وجود لها في التاريخ الكردي ، ناهيك أن تسييس وأدلجة لعيد الربيع “عيد النوروز” بطريقة مثيرة للأحقاد والكراهية العرقية يسيء كثيراً للعلاقة (الآشورية – الكردية)…..
في كل عام ، مع حلول أعياد (نوروز) و (أكيتو ) يتجدد السجال حول “الجذور التاريخية” لهذه الأعياد الربيعية الشعبية القديمة ، المرتبطة بـ( تجدد دورة الحياة والخصب في الطبيعة مع حلول فصل الربيع) . في هذا المقال المتواضع سأتناول العيدين من وجهة نظر تاريخية ، ودوافع القوميين الكرد من تسييس و تكريد “عيد النوروز” .
فيما يخص ” عيد الأكيتو – عيد رأس السنة الأكادية البابلية الآشورية ” يعد أبرز الأعياد القومية والشعبية لدى (السريان الآشوريين) ، طبعاً معهم أبناء (الكنيسة الكلدانية)، فهم أحد المكونات الأساسية لـ(الأمة البابلية الآشورية)، يحتفلون به في الأول من نيسان من كل عام . التقويم البابلي الآشوري بلغ مع الأول من نيسان الحالي ( 6773 )، هذا يعني بأن ” عيد الأكيتو” هو أقدم عيد عرفته البشرية ، أنه العيد العابر للتاريخ والجغرافيا السياسية. من مدينة (أور)، عاصمة (الدولة السومرية) مركز أقدم الحضارات، كانت الانطلاقة الأولى للاحتفال بالعام الجديد ” عيد الأكيتو ” . من أور انتقلت الاحتفالات بهذا العيد إلى بابل و آشور ونينوى ونمرود وأريدو وأربيل وباقي مدن بلاد الآشوريين. لا حقاً انتقلت الاحتفالات بـ(عيد الأكيتو – عيد رأس السنة البابلية الآشورية) إلى معظم شعوب وأقوام الإمبراطورية (البابلية – الآشورية) التي توسعت شرقاً وغرباً.. في الساحل السوري يحتفلون به باسم ” عيد القوزلي” و ” عيد الرابع من نيسان”. المصريين يحتفلون به باسم” عيد شم النسيم “.. سقوط الدولة (الآشورية – البابلية – 539 ق. م ) و خضوع (بلاد ما بين النهرين) للإحتلال الفارسي، المحتلين الفرس اقتبسوا بل سرقوا الكثير من الحضارة البابلية الآشورية ، مثل (التقويم البابلي الآشوري). (عيد الأكيتو) ، سموه بلغتهم الفارسية ” النوروز أو النيروز” وهو يعني” اليوم الجديد” ، يعتبر ” عيد رأس السنة الفارسية”، الاحتفال به 21 آذار يوم الاعتدال الربيعي . وفق كتاب ( إيران في عهد الساسانيين) للمؤرخ (آرثر كريستنسن)، من الفرس انتقل (عيد الأكيتو ) باسم” نوروز” إلى مختلف الأقوام والأعراق الفارسية الإيرانية ، بينهم الكرد، والى الشعوب الآرية في آسيا الوسطى وغرب آسيا .. (سليم مطر) يقول في كتابه (الذات الجريحة): ” الإيرانيون وحتى قبل احتلالهم للعراق – بلاد ما بين النهرين- ظلوا يقتبسون الحضارة العراقية من كِتابة ولغة وفنون وعلوم وأفكار دينية، ومن جملة الأمور التي إقتبسها الإيرانيون كان التقويم البابلي وتقسيم السنة، وعيد السنة العراقية ، وأطلق الإيرانيون على هذا العيد العراقي تسمية نيروز “..
القوميون الكرد لم يكتفوا بتقليد الفرس باقتباس (عيد الأكيتو) البابلي الآشوري، والاحتفال به باسم ” عيد النوروز “، وإنما سيسوه ، روجوا له على أنه ” عيد كردي” ، ألفوا حوله روايات وحكايات شعبية بوقائع هي من نسج خيالهم . مجلة (مزكين) العدد (78) 5 آذار 2018 ، وهي مجلة كردية للأطفال تصدر بالعربية عن ( مؤسسة روناهي في شمال سوريا)، نشرت مقالاً بعنوان ” كاوى الحداد .. إشراقة يوم جديد “، جاء فيه ” كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ يسَمّى (الضحاك). هذا الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه… حتى الشمس رَفضتْ الشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ نبات… وكان كاوى الحداد قد أخذ على عاتقه إنزال الضربةَ القاتلةَ بالملكِ الشريّر الضحاك . وكانت إشارة البدء بالثورة هي إضرام النار في قمة الجبل، ذلك الصباح بدأت الشمس بالشروق ثانية وأزهرت النباتات من جديد وبات ذلك اليوم هو يوم عيد النوروز…”.. المثير أيضاً في موضوع احتفالات الأكراد بـ”عيد النوروز”، أن القوميين الكرد أخذوا من تاريخ (سقوط نينوى) على يد الميديين الفرس (عام 612 قبل الميلاد) بداية تقويمهم الخاص” الروزنامة الكردية”. ( 21 آذار الماضي بلغ التقويم الكردي 2635 ). زاعمين بأن أسلافهم “الميديين” هم من أسقطوا(الدولة الآشورية).. هنا نتسائل: إذا كان الأكراد ” شعباً بذاته”، أسقطوا الدولة الآشورية قبل 2635 عام، فلماذا لم يقيموا (دولة كردية) على أنقاض (الدولة الآشورية) ؟؟؟ . إخراج عيد النوروز(عيد الربيع) من سياقه التاريخي و وربطه بحكايات وروايات شعبية لا واقعية ” كاوى الحداد “والاحتفال به على أنه “ثورة كردية ضد ملك آشوري” و ” ذكرى إسقاط الأكراد للدولة الآشورية” ، فيه كثير من المغالطات التاريخية والسياسية و تضخيم لـ”الذات الكردية” واصطناع بطولات وانتصارات تاريخية لا وجود لها في التاريخ الكردي ، ناهيك أن تسييس وأدلجة لعيد الربيع “عيد النوروز” بطريقة مثيرة للأحقاد والكراهية العرقية يسيء كثيراً للعلاقة (الآشورية – الكردية). فبدلاً من أن يكون” عيد النوروز” مناسبة لمد جسور التواصل وتعزيز العلاقة بين السريان الآشوريين والأكراد والعمل معاً لما فيه خير ومصلحة الشعبين وجميع شعوب المنطقة، غلاة القوميين الكرد جعلوا من “عيد النوروز ” (اسفيناً) بين (الشعب الآشوري) و(الشعب الكردي) . كيف للسريان الآشوريين مشاركة الأكراد احتفالاتهم بسقوط (الدولة الآشورية) ؟؟.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.