البطريرك الشهيد (مار بنيامين شمعون) رمز التضحية والفداء

بقلم سليمان يوسف
الموضوع;
 البطريرك الشهيد (مار بنيامين شمعون) رمز التضحية والفداء
shuosin@gmail.com

09 / 03 / 2024
http://nala4u.com

البطريرك الشهيد (مار بنيامين شمعون) رمز التضحية والفداء : 3 آذار ،ذكرى أليمة ويوم أسود في تاريخ الشعب الآشوري .. في مثل هذا اليوم من عام 1918 اغتيل غدراً البطريرك (مار بنيامين شمعون) من قبل الآغا الكردي (سيمكو الشيكاكي).. (سيمكو) كان قد أرسل دعوة للبطريرك لزيارته في منزله للتفاوض معه لأجل إنهاء النزاع (الآشوري – الكردي) وعقد اتفاقية” صلح وسلام “بين الآشوريين والأكراد. الدعوة كانت “فخاً” للبطريرك، حيث قام سيمكو بإطلاق النار على البطريرك ومرافقيه وهم في ضيافته . اغتياله شكل انتكاسة كبيرة لحركة التحرر الآشورية المعاصرة التي كان يتزعمها الراحل الكبير في مرحلة صعبة ومصيرية بالنسبة للشعب الآشوري. لهذا، جريمة الغدر بالبطريرك الآشوري مازالت تلقي بظلالها الثقيلة على العلاقة ( الآشورية – الكردية) لما كان يمثله البطريرك الشهيد من زعامة قومية وروحية للشعب الآشوري ولما كان له من مكانة رفيعة في المجتمع الآشوري . نتساءل: كيف يستقيم الحديث عن العيش المشترك والتآخي بين الآشوريين والأكراد في الوقت الذي تمجد القوى والأحزاب الكردية سفاحاً مجرماً مثل (سيمكو) وتعتبره أحد رموز (حركة التحرر الكردية) وحكومة البرزاني أدرجت (سيمكو) “بطلاً قومياً كردياً” ضمن المناهج الدراسية في الإقليم ؟؟؟. تصحيح العلاقة (الآشورية – الكردية) يتطلب تحريرها من رواسب الماضي وهذه مسؤولية كردية . المطلوب والمنتظر من القوى والأحزاب الكردية أن تقر وتعترف بجريمة اغتيال البطريرك الشهيد ( مار بنيامين شمعون) وبغيرها من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الآشوري(سرياني كلداني) وكان للأكراد دور ومشاركة فيها، مثل المذابح التي ارتكبها (بدرخان) في اربعينات القرن التاسع عشر والتي اغتيل فيها بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (مار اغناطيوس الياس الثاني) عام 1847 و جريمة (الإبادة الآشورية) عام 1915 التي نفذها العثمانيون وشاركت فيها الكثير من العشائر الكردية. نعم ، ثمة “مسؤولية أخلاقية” للأكراد عن هذه الجرائم، على القوى والأحزاب الكردية تحملها من خلال الاعتراف بها وإدانتها والاعتذار للشعب الآشوري ، هذا إذا كانت القوى والأحزاب الكردية يهمها طي صفحات الماضي السلبي وتصحيح العلاقة (الآشورية -الكردية) وتعزيزها لما فيه خير الشعبين.

البطريرك الشهيد رمز للتضحية والفداء ونكران الذات : يوم 10 / اب / 1915 تسلم البطريرك (مار بنيامين شمعون) رسالة من ( الوالي العثماني) على الموصل ( حيدر بك ) يقول فيها ” اخوك هرمز في يدي واذا لم توعز لرجالك بالكف عن القتال فسيكون مصير اخوك الإعدام “… البطريرك ناقش قضية اختطاف أخيه مع مستشاريه ، وخرج بقرار الإستمرار في مقاومة الإحتلال العثماني لبلاد آشور وكتب له قائلاً: ” اني قائد امتي وابناءها كاولادي كثيرون .. هرمز هو أخي ولكنه واحد منهم فقط … فلتكن حياته قربانا لامته … “. العثمانيون أرادوا أن يساوموا البطريرك على حياة أخيه، الذي خطفوه وهو طالباً في جامعة أسطنبول. البطريرك رفض اية مساومة على حقوق شعبه وأمته مقابل حياة أخيه. انتقاماً من البطريرك ، العثمانيون القتلة نفذوا حكم الإعدام بأخيه (هرمز) . المجد والخلود لروح الشهيدين ولرح جميع شهداء الأمة الآشورية. الخزي والعار لقتلة البطريرك مار بنيامين شمعون ولقتلة أخيه هرمز.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.