حزب تحرير آشور والمشروع القومي الآشوري

بقلم الدكتور جميل حنا
الموضوع; حزب تحرير آشور والمشروع القومي الآشوري

10 / 11 / 2023
http://nala4u.com

كان تأسيس حزب تحرير آشور قبل أكثرمن عقدين ونصف حدثاً قومياً وسياسياً هاماً بين آوساط شعبنا بدون تمييز,وخاصة المهتمين منهم بالقضية القومية الآشورية.وأتى تأسيس الحزب في عام  1995في 15 حزيران,ليأكد على استمرارية الالتزام بثوابت الانتماء إلى هوية الأمة الآشورية,والتزام بالحق المشروع للشعب الآشوري بأرضه التاريخية.وإقامة كيانه الوطني والقومي المستقل كإستراتيجية بعيدة المدى,مرتبطة بالظروف والواقع الفعلي الداخلي والإقليمي والعالمي.التي تتيح تحقيق ذلك وكحد أدنى قيام إقليم آشورعلى جزء من أرضه التاريخية والحالية في شمال العراق . 

 لقد عقد حزب تحرير آشور أربعة مؤتمرات خلال 27 عاماً منذ تأسيسه.وكان المؤتمر الرابع المنعقد بين 11-13-2023 هوالأخير.والذي تميزعن بقية المؤتمرات بأصدار ثلاثة وثائق 1- البرنامج السياسي الجديد,الذي تضمن أهداف الحزب الرئيسية هو تأسيس بلاد آشورحر ومستقل على أرضنا التاريخية والحالية, وإقليم آشوركحد أدنى,والعمل مع كافة التنظيمات الحزبية والحركات السياسية والمؤسسات الثقافية والشخصيات الفاعلة على الساحة القومية للأنخراط والمشاركة العملية والوحدة من أجل تحقيق المشروع القومي الآشوري على أرض آشور.ولكن البرنامج السياسي الجديد يختلف بأمورأخرى حيث كان البرنامج القديم الذي صغناه في ذلك الوقت كان 40% منه عن الوضع العالمي,وما يرد حول هذه النقطة فهوفي الإطارالعام او تحت بند آخر.وهو يتألف من المقدمة,الوضع في آشور,المشروع او المشاريع القومية الآشورية التي طرحت منذ عام 1917 وحتى بعد مذبحة سميل 1933,أهداف حزب تحرير آشور,مذابح إبادة الآشوريين,المرأة الآشورية,الشبيبة الآشورية,المالية,وسائل الاعلام ,التضامن العالمي مع القضية الآشورية,الخاتمة. 

– أما الوثيقة الثانية هي عبارة عن توضيح صادرعن المؤتمر كما هو وارد أدناه: 2 

((توضيح هام من حزب تحرير آشور! 

توضيح صادر من المؤتمر الرابع لحزب تحرير آشورالمنعقد بتاريخ 11-13 تشرين الثاني 2022 

حزب تحريرآشورينشرهذا التوضيح لجميع مؤسسات شعبنا الحزبية السياسية والثقافية والأفراد,من أجل معرفة الحقيقة.والتي يحاول البعض نشرأمور تنافي الحقيقة وغيرصحيحة مطلقاً فيما يخص حزبنا. نطلب من الجميع وبكل مودة  توخي الدقة في نشرالمعلومة الصحيحة فيما يخص شعبنا. والقضية القومية تخص كلنا وليست مختصرة على جهة بحد ذاتها والتزييف يضرالجميع.لقد تأسس حزب تحرير آشور في15 حزيران عام  1995وعلى مدى سبعة وعشرون عاما لم ينتخب أو يعين حزبنا رئيس او مسؤول للحزب او المكتب السياسي او سكرتير اللجنة المركزية بتاتاً.وأنما كان موقفنا منذ البدأ وحتى الآن بأن إدارة وعمل الحزب يتم بواسطة لجنة قيادية تقوم بجميع المهام الحزبية.ولا ندعي بأن هذا الشكل التنظيمي هو الصح وبقية الأشكال التنظيمية الأخرى هي خطأ. بل نحن رتبنا آمورنا على هذا النحو.ولذا نطالب من جميع الجهات المذكوره أعلاه, بعدم نشر أخبارغير صحيحة وخاصة على وسائل التواصل الإجتماعي اوغيرها, بأن فلان من الناس هو رئيس حزب تحرير آشور أو أي صفة أخرى ربما عن عدم الدراية بالحقيقة او ربما بقصد.وأن إعادة النشرللخبرالغيرالصحيح من قبل من يعرف الحقيقة من داخل حزبنا يعد خرقاً في كل المعاييرالتنظيمية والأخلاقية.كل من يدعي بأنه يناضل من أجل القضية القومية لشعبه عليه الإلتزام بالأخلاق القومية والصدق والتضحية وعدم إستغلال الفرص المتاحة للمصلحة الشخصية المادية والمعنوية. 

عاش حزب تحرير آشور 

ميلادية , 6772 آشورية2022-11- 13 )) 

3- أما الوثيقة الثالثة فكان البيان الختامي عن أعمال المؤتر: 

حيث ناقش المندوبون أوضاع أبناء الأمة الآشورية في بلاد آشور,العراق وسوريا وتركيا وأيران. ووضع الحركة القومية على الساحة والوضع المأساوي الذي يعاني منه شعبنا في بلداننا.وكان علينا أن نواجه الحقائق بكل جرئة ونقد ذاتي بما أعترض مسيرة تطورنا, وعدم تمكننا من الإرتقاء إلى حجم المأسي الفظيعة التي يمر بها شعبنا بكل تسمياتهم وكنائسهم,وما تعاني منه الحركة القومية الآشورية بشكل عام من هذه المعضلة, بكافة تنظيماتها وبدرجات مختلفة بين هذا الحزب وذاك.وهنا هذه الفقرة كما ورد في البيان الختامي. 

((كما تمت مناقشات مطولة عن وضع حزبنا والمشاكل التي أعترضت مسيرته منذ التأسيس وحتى وقتنا الحاضر.لم تكن مسيرة الحزب منذ التأسيس وحتى غاية إنعقاد المؤتمرالحالي خالي من الإنتهاكات التنظيمية والمالية, والدخول في العزلة منذ زمن,(أعقب فترة الصعود والنشاطات والإنتشار بين أبناء شعبنا بفضل العمل المتفاني),والتقوقع على الذات بما ينسجم مع المصالح الذاتية للبعض.وترك مبدأ غياب المحاسبة الجدية للأخطاء الفظيعة أثراً بالغاً على تطورالحزب بين أبناء الأمة الآشورية.كما أكد المندوبون على العمل الحثيث والصادق من أجل تحقيق تجديد حقيقي في الحياة التنظيمية للحزب, وكذلك تفعيل دورالحزب كما كان سابقاً بين أبناء الأمة الآشورية, والمشاركة في ساحة النضال العام مع كافة أحزابنا وبقية القوى الوطنية في بلداننا)) 

وبالرغم من ذلك نؤكد على أن تأسيس حزب تحرير آشوركان إستجابة موضوعية على الإرهاصات التي كانت تمربها الحركة القومية الآشورية متمثلة بكافة مؤسساتها وتنظيماتها وأحزابها العاملة في صفوف شعبنا.غياب المشروع القومي الآشوري من البرامج السياسية للغالبية الساحقة من الأحزاب العاملة في الساحة القومية.ونعني به المشروع القومي لقادة الأمة الآشورية أمثال فريدون آتورايا وجنرال الأمة آغا بطرس وآشور يوسف ومار بنيامن شمعون ونعوم فائق وغيرهم من قادة الأمة العظماء,وقادة ثورة سميل 1933,الذين كان هدفهم إقامة دولة آشورالحر,وكحد أدنى إقليم آشور.أي ربط وجود واستمرارية أبناء الأمة الآشورية بقيام كيان لهم على أرض آشور.وكما يتضح من الوثائق ومطالب بعض وفود شعبنا إلى مؤتمر السلام المنعقد في باريس 1919,وكما قدمه الجنرال أغا بطرس في مؤتمرلوزان 1923,وأيضاً كما كان مطروحا في بيان أورمية للشهيد فريدون آتورايا ورفاقه في عام 1917. 

وكان تأسيس حزب تحرير آشوردعوة قومية صادقة لجميع أحزاب شعبنا وحثها على تبني المشروع القومي الآشوري.والعمل والنضال المشترك والوحدة في إطار جبهة قومية عريضة تحقق طموحات وأهداف وحقوق شعبنا بالعيش بسلام على أرضه بلاد آشور. 

لم يكن تأسيس حزب تحريرآشوربأي شكل من الأشكال هو بهدف محاربة تنظيماتنا القومية والسياسية التي كان غائباً عن برامجها السياسية مشروع إقامة إقليم آشور.بل كان تركيزنا يتم على نشر الوعي القومي,وحث جميع أبناء الأمة الآشورية ومؤسساتهم الثقافية,وكافة تنظيمات وأحزاب شعبنا السياسية,بتبني المشروع القومي الآشوري على أرضنا التاريخية بلاد آشور.ولم يكن مشروعنا يستهدف النيل من أي تنظيم من تنظيمات حزبنا.بل كنا وعلى مدى سنوات طويلة ومن خلال لقاءاتنا مع الجميع نأكد على أهمية التمسك والالتزام بالمشروع القومي الآشوري.لأنها قضية مصيرية, قضية استمرارية وجودنا على أرضنا, هي قضية بقاء أو فناء .وهذه حقيقة لا يمكن غض الطرف عنها وأقولها كمبادر وأحد المؤسسين لحزب تحرير آشور,هذا كان الموقف الرسمي الحزبي.ولا أجزم بأن جميع أعضاء الحزب ألتزم بهذا الموقف,ومن لم يلتزم بهذا الموقف,لم يكن  بالأصل موقفه يعود إلى أسباب قومية او المشروع القومي, بل لأسباب شخصية, لم ترتقي إلى مستوى الطرح القومي والفهم السياسي لحزب تحرير آشور.كنا نبذل جهداً كبيراً على تحقيق مشروعنا القومي. وذلك برص الصفوف على مستوى التنظيمات وعلى المستوى الشعبي,لأن تحقيق مشروع الأمة يجب أن يكون من أهداف الجميع.وتوحيد قوانا جميعاً وبدون إستثناء أحداً لتشكيل قوة مؤثرة وفاعلة,على الساحة الوطنية والعالمية من أجل تحقيق أهدافنا القومية المشروعة.والتي بدونها يصعب تحقيق أهدافنا القومية.لا أن تهدر طاقاتنا في الجدالات الداخلية.وتنحرف البوصلة عن المشروع والأهداف المقدسة لأمتنا بقيام كياننا الحرعلى أرض آشور.نعم كنا نحث تنظيماتنا السياسية وأبناء شعبنا على تبني المشروع القومي الآشوري,وما زلنا, وبناء جبهتنا الداخلية والعمل المشترك.وأن يكون تعاوننا ونضالنا موحداً مع بعضنا البعض.وأن تكون آيادينا ممدودة لبعضنا البعض قبل أن تكون ممدودة ومفتوحة بسخاء لمن يستهدف وجودنا القومي على أرضنا التاريخية أرض آشور. 

وكنا دائماً ننظر بروح إيجابية لمى هو في مصلحة قضيتنا المشتركة, ونعتبر ما قامت به بعض تنظيمات شعبنا على المستوى الثقافي واللغوي وبث الروح القومية بين آوساط شعبنا من المنجزات والأعمال التي تستحق كل التقديروالأحترام.(والكلام هذا يدورعن زمن تأسيس الحزب في عام 1995) ولكن المشكلة في هذا التوجه بالرغم من أهميته البالغة ,لم تستطع هذه التنظيمات الخروج من حالة الجمود ومواكبة التطورات الحاصلة في بلداننا في العراق وسوريا وخاصة على أرض آشور.واستمرت الطروحات السياسية والقومية دون مستوى المشروع القومي الآشوري وتحقيق أهدافنا القومية.بأستثناء المطالبة ببعض الحقوق الثقافية واللغوية والعادات والتقاليد على الرغم من أهميتها.بدون أن يكون هناك مطالب وأهداف قومية مصيرية, وأكرر كما طرحها قادة الأمة في بدايات الثلث الأول من القرن العشرين.ولذا كنا نطرح بعض الأفكار,والتي كنا نرى فيها أهمية بالغة من أجل الحفاظ على كيان شعبنا بمختلف تسمياتهم.لأننا جميعاً بغض النظرعن قناعات البعض منا بأشوريته أو كلدانيته أو سريانيته,أو بقية التسميات المتداولة في صفوفنا.تعرضنا جميعاً للإبادات والاضطهاد الديني والقومي على يد القوى الغازية والمحتلة من العرب والترك والكرد والفرس لبلاد ما بين النهرين وخاصة على أرض آشور.ولم يميزأي منهم بيننا, بل أستهدفونا للقضاء على كياننا ووجودنا على أرضنا.وهذه أهم الطروحات القومية والسياسية التي وجدنا فيها حلاً لمآسينا القومية, ووضع حد للإبادات المستمرة والإضطهاد بكل أشكاله: 

– توحيد الخطاب السياسي للأحزاب الآشورية ووضع استراتيجية قومية شاملة تنطلق من المشروع القومي الذي وضعة قادة الأمة في بداية القرن العشرين. 

– أستقلالية القرارالسياسي الآشوري. 

– بناء جبهة قومية عريضة بين مختلف المؤسسات السياسية والمدنية الملتزمة بالثوابت القومية. 

– العمل على زيادة الوعي القومي المبني على الحقائق التاريخية والحالية والمنطق العلمي الصحيح, والفهم الصحيح للمواثيق والمعاهدات الدولية بما يخص حق تقرير المصير والاعلان العالمي لحقوق الإنسان,وميثاق الشعوب الأصيلة. 

– العمل على التحرر والتخلص من الخوف والتبعية للقوى المستبدة الظالمة سواء كانت حكومات اومجموعات مسيطرة.  

– وضع مصلحة الأمة فوق المصلحة الشخصية,والكفاح والتفاني والتضحية الفعلية من أجل تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه, وليس العكس من ذلك بأستخدام الأمة اوالحزب او المؤسسة الثقافية اوغيرها من أجل المنفعة المادية والمعنوية. 

وبكل أسف شديد لم تستطع جميع الأحزاب السياسية التي تتبنى الهوية الآشورية كلياً أو جزئياً من جعل القضية الآشورية قضية ذات أهتمام سياسي عالمي في المحافل الدولية ولا كقضية إنسانية لدى المنظمات العالمية. 

ولا حتى الأحزاب والمؤسسات الثقافية والكنسية مجتمعة بكل التسميات المستعملة بين آوساط شعبنا من الآشورية والكلدانية والسريانية,وبكل إرثها الحضاري اللغوي والثقافي وعقيدة الإيمان المسيحي,وهوية الإنتماء والعادات والتقاليد المشتركة المنبثقة من حضارة بلاد ما بين النهرين بلورة موقف موحد من هذه القضايا المصيرية.ولذا لم يتمكنوا من خلق قضية شعب تعرض للإضطهاد والإبادات والتهجيرالقسري ويتعرض حتى وقتنا الحالي.لا على الصعيد المحافل السياسة العالمية ولا الصعيد الإنساني ولا على الصعيد العقائدي الكنسي العالمي ولا في وسائل الاعلام العالمية ولا حتى لدى الرأي العام العالمي, ولا لدى المؤسسات والمحاكم الدولية وحقوق الإنسان .بالرغم  من إرتكاب مذابح فظيعة ضد الجميع من قبل المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا والأنظمة والسلطات السياسية الحاكمة,خلال العقدين الأخيرين ومنذ سقوط نظام صدام في العراق.حيث تعرض شعبنا إلى اضطهاد سياسي وقومي وديني ممنهج من قبل السلطات الحاكمة وتواطئها مع المنظمات الإرهابية, ومثال على ذلك غزوة داعش على نينوى 2014 وكذلك غزوتهم على الآشوريين في سوريا,على قرى الخابور2015.وفرض تهجير قسري بقوة السلاح وتغيير الديمغرافي,قتل وجرائم ترتكب بحق أفراد أومجموعة من أبناء شعبنا, وكان آخرها مآساة بغديدا ” الحمدانية”.هنا لا نتحدث عن مذابح الإبادات الكثيرة وخاصة في عام 1915 وكذلك مذبحة سميل 1933, بل فقط عن ما يتعرض وتعرض له شعبنا خلال العقدين الآخيرين. ومع ذلك لم نحقق أي نتائج تذكرفي المحافل الدولية من أجل لفت أنظارالعالم إلى المآسي والجرائم الفظيعة المرتكبة على أسس التطهيرالعرقي والديني.كل هذه الفظائع الرهيبة التي ترتكب بحقنا بدون إستثناء,لا تجعلنا أن نستيقظ,ونحس بأننا نواجه مصيرنا المحتوم عليه بالفناء.إذا كانت كل هذه المآسي لا تجعلنا أن نتحكم إلى المنطق العقلي فما الذي سيجعلنا أن نخرج من هذا التقوقع ,والتمسك بالتشرزم لا بالوحدة,بالتعصب لا بالتسامح,بالكراهية لا بالمحبة ,بتزييف الحقائق التاريخية لا بالحقائق الثابتة,متى سنتحرر من الأفكاروالمواقف التي تجعل من جلادينا,بأنهم حلفائنا,من الذين أستهدفوا ويستهدفون كياننا القومي والديني ووجدودنا على أرضنا.متى سنضع المصلحة القومية الحقيقة فوق المصلحة السياسية بتحالفنا مع من يستهدف بالأصل وجودنا وكياننا القومي. 

وفي الخامس عشر من حزيران 1995كان الإعلان عن تأسيس حزب تحرير آشور ردا بالدرجة الأولى,على من راهن القضاء على هذا الشعب, وإنهاء قضيته القومية من القوى القومية العنصرية التركية والعربية والكردية.وكذلك كان ردا على تحطيم أسوارالخوف المزروعة في نفوس أبناء شعبنا وفك العزلة والتقوقع الذي أحاط بها شعبنا نفسه بها. وإعلان للرأي العام العالمي بأن أبناء الأمة الآشورية ما زالوا صامدين على أرضهم التاريخية التي يقيمون عليها منذ أكثر من سبعة آلاف عام.وهم يقدمون لأوطانهم كل التضحيات الجسيمة من أجل تقدمها وتطورها لبناء مجتمعات ديمقراطية مدنية علمانية, وأنظمة حكم يحقق المساواة بين كافة مكوناتها بدون تمييز ديني أوعرقي, ودساتير عصرية تقر بالهوية الآشورية كمكون أصيل في النسيج الوطني,وله كافة الحقوق المتساوية بدون تمييز عنصري ديني أو قومي.وكان الإعلان عن تأسيس الحزب بذات المشروع القومي الذي طرحه عظماء الأمة, فجرّغضب القوى الإقلييمية في بلاد ما بين النهرين وعلى أرض آشور,التي كانت تدعي بزوال هذا الشعب والذي لم يعد له أي وجود ولم تقم له القيامة,وكحد أقصى أعتبر جالية مسيحية  تركية أوعربية او كردية او فارسية, وعملوا على إلغاء هوية الإنتماء للشعب للآشوري في أوطانهم. 

حزب تحرير آشور لم تكن مسيرته النضالية خالية من الأخطاء وأعني أخطاء أعضاءه ومنها أخطاء جسيمة اعاقت تطوروتقدم الحزب.وأن يستمرعلى الزخم النضالي الذي كان قائما كما في السنوات الخمس الأولى من تأسيسه.حيث بذل العدد القليل من المؤسسين وبتضحيات وجهد كبيربأن يكون المشروع القومي الآشوري حياً أولاً- أن إعادة إحياء المشروع القومي لقادة الأمة وإقامة أقليم آشور بعد ستة- سبعة عقود من الزمن منذ سميل 1933 يعتبر عملاً جباراً.وان كنا كمؤسسين قد تفرقنا عن بعضنا البعض,ولكن هذه حقيقة لا بد من ذكرها.وهذا المشروع الذي أصبح يردده ويطالب به أبناء شعبنا في الوطن وفي دول المهجر,نتيجة طبيعية لإعادة نشروإحياء المشروع القومي الذي بدونه سوف لن يكون لنا استمرارية وجود كشعب وكأمة حرة في بلاد آشور. 

ثانياً- مسألة مذابح التطهيرالعرقي(سيفو) جعلناها قضية يسمع صداها في كل العالم بعدما كانت محبوسة بين الجدران الأربعة,وأيضاً بالجهد والتضحية والعمل المتواصل والقيام بفعاليات مؤثرة على الساحة الداخلية والعالمية. 

ثالثا- الإعلام :حزب تحرير آشور أدرك منذ اللحظة الأولى من تأسيسه أهمية وسائل الإعلام في حياة الشعوب.ومن أجل ذلك بُذلت الجهود الكثيرة,وقدم أعضاء الحزب بشكل عام ومآزريه تضحيات وكل حسب الإمكانات الشخصية من أجل فتح قناة فضائية تلفزيونية خاصة لأبناء شعبنا. وكما سابقاتها من المشاريع والأهداف التي طرحها الحزب تعرضنا إلى حملة دعائية سلبية من بين أوساط شعبنا,وعدائية أيضا من قوى خارجية عديدة.ولكن الحزب بقي مقتنعا بأن ما سينجزه هو مشروع قومي لا بد من تحقيقه. 

وحصل ذلك بالجهود المخلصة لأبناء شعبنا وذلك في 11آذارعام 2000حيث بدأ البث  ,القناة الفضائية الأولى                   ASSYRIATV المباشر لقناة  آسيريا تف في تاريخ لشعبنا.              

  ولكن بألم شديد لم نستطع الاستمرارفي البث أكثرمن ثمانية أشهر وذلك بسبب الكلفة الباهظة آنذاك,وتم إغلاق القناة لأسباب مادية, وبسبب أخطائنا وعدم توفرالخبرة في الإدارة والإعلام وإنسجام المواقف ضمن الحزب,ومواقف سلبية من بعض الجهات في الساحة الداخلية لأبناء شعبنا.وكذلك المواقف العدائية للقوى الخارجية التي عملت, لئلا يرى ويسمع  هذا الصوت الحرالجرئ بمشروعه القومي الذي يبث الوعي القومي ويكشف الحقائق, ومعانات شعبنا. وكل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى أغلاق قناة آسيريا الفضائية الأولى في تاريخ  أبناء الأمة الآشورية.ولكن هذا الإنجاز حرك المشاعر لدى الكثيرين وبيّن 

أهمية أن يكون لنا وسائل إعلام متقدمة.والآن هناك العديد من وسائل الأعلام الفضائية لأبناء شعبنا,وهي قد لا ترتقي إلى مستوى طموحاتنا القومية,إلا أنها تعمل في ساحة شعبنا حسب الأهداف والخطط والحدود المرسومة لها. 

وما قمنا به في السنوات اللاحقة من نشاطات سياسية وقومية ووطنية كثيرة هامة بين أبناء شعبنا ومشاركتنا مع بقية الأحزاب والمؤسسات كان استمراراً والسيرعلى المبادئ الثلاث المذكورة أعلاه.وما تحقق هو بفضل الجهود الجماعية المبذولة من قبل أعضاء الحزب منذ التأسيس ولغاية آخرالنشاطات التي شاركنا فيها,وكذلك بفضل الدعم من أبناء شعبنا بصفة شخصية ومن مختلف الإتجاهات السياسية الحزبية والثقافية والكنسية

2023-11-09 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.