حول ظاهرة (التجاوزات والسطو على أملاك آشوريي ومسيحيي الجزيرة السورية)

بقلم سليمان يوسف
الموضوع;
 حول ظاهرة (التجاوزات والسطو على أملاك آشوريي ومسيحيي الجزيرة السورية)
shuosin@gmail.com

18 / 10 / 2023
https://nala4u.com

حول ظاهرة (التجاوزات والسطو على أملاك آشوريي ومسيحيي الجزيرة السورية ): بيننا من يظن بأن (النظام السوري) مهتم بوضعنا كآشوريين ( سرياناً كلداناً) و كمسيحيين في الجزيرة السورية ، وبأن هذا النظام حريص على بقائنا في هذا الجزء السوري من (بلاد ما بين النهرين- بلاد آشور) . لكن الحقيقة، هذا النظام لم يكن يوماً صادقاً مع مسيحيي الجزيرة ، ولم يكن جاداً في مسألة الحرص على بقائهم وحمايتهم. حتى حين كان النظام في أوج قوته وسطوته ، ممسكاً بالمجتمع بـ”قبضة من حديد” ، حصلت الكثير من التعديات والمظالم و حالات سطو، بقوة السلاح والتهديد بالقتل ،على (اراضي زراعية) لملاكين وفلاحين سريان آشوريين وأرمن في ريف القامشلي والحسكة والمالكية وراس العين. (قُتل رجل سرياني على أرضه في ريف الدرباسية ) . السلطات السورية لم تنصف السريان الآشوريين والمسيحيين، ولم تتخذ أية “إجراءات عقابية” رادعة بحق المعتدين عليهم، لا بل غالباً ما كانت (السلطات المحلية)، من أفرع أمنية وقيادات بعثية وسلطات قضائية، تقف إلى جانب المعتدي .. حتى القرارات الصادرة عن المحاكم والتي تقضي بإعادة الأراضي إلى أصحابها الحقيقيين لم تنفذ، كما هو الحال في (ثلاث قضايا تعدٍ وسطو ) تخص أهالي قرية (الوطوطية) القريبة من القامشلي. صدر قرار قطعي عن ( محكمة الاستئناف المدني بالحسكة ) يقضي بإعادة الارض لأصحابها وهم من السريان الآشوريين والأرمن، (القرار رقم 124/ أساس الدعوة 234/تاريخ 4- 15-1995 ، لكن القرار بقي حبر على ورق من غير تنفيذ ، لأن الجماعات المارقة والبلطجية يحتمون بالجهات الأمنية. بعد خيبات الأمل واليأس من السلطات المحلية، فلاحي الوطوطية رفعوا رسالة، بل رسائل، الى الرئيس (بشار الأسد) عام 2007 شاكين له وضعهم ،واضعين قضايهم بين يديه، لكن الى تاريخيه لا من مجيب( صورة عن الرسالة مرفقة مع المقال). استمرار التعديات والمظالم على مسيحيي الجزيرة من آشوريين(سرياناً كلداناً) وأرمن، دفع بالكثير منهم للهجرة خارج سوريا.كل هذه المظالم وهناك من يزعم ويروج، بسوء نية، بأن السريان الآشوريين والمسيحيين في الجزيرة كانوا يعيشون بنعيم في ظل حكم البعث..

مع تفجر (الحرب السورية) الراهنة ( آذار 2011)وتراخي سلطة الدولة في المناطق التي بقيت تحت سيطرتها و(الفوضى الأمنية) في المناطق التي خرجت عن سيطرتها، كثرت وبشكل خطير حالات التعدي والتجاوزات والسطو على أملاك مسيحيي الجزيرة، من خلال التهديد بقوة السلاح وتزوير الوثائق وسندات الملكية ، مستفيدين من (آفة الفساد) التي تنخر بنيان الدولة السورية. في السنوات الأولى للحرب(2013) تشكلت (الهيئة الزراعية للقرى السريانية الهيئة السريانية للقرى الزراعية) لتوثيق الانتهاكات وعمليات السطو على الأراضي الزراعية العائدة للمسيحيين في منطقة الجزيرة . وفق تقارير الهيئة عشرات التجاوزات وحالات السطو على مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية و أملاك عقارية من مزارع ومنازل ومحال تجارية ، ناهيك عن مصادرة مواسم(منتوج) الحبوب وسرقة الكثير من الآليات والمعدات الزراعية وخطف شخصيات مسيحية بقصد الحصول على فدية مالية، الخسائر تقدر بمليارات الليرات السورية .هذه التعديات حصلت نهاراً جهاراً بقوة السلاح والتهديد بقتل أصحابها المسيحيين، أن اعترضوا- رجل سرياني أصيب بجروح بليغة جراء محاولة أغتياله في منزله بقرية الطاش- ،كما لو أنها “غنائم حرب”، من غير أن تحرك (السلطات المحلية) ساكناً، لا بل هي تحمي الجماعات المارقة والبلطجية، لضمان حصتها من “الغنائم”. وفق تقارير (الهيئة الزراعية السريانية)،غالبية التجاوزات والتعديات وعمليات السطو والخطف ، حصلت وتحصل ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة (قوات النظام السوري)، والبقية حصلت في المناطق الخاضعة لـ”سلطة الأمر الواقع الكردية”.. كما لو أن هناك توافق أو اتفاق غير معلن بين القوى الممسكة بالأرض لتهجير آشوريي ومسيحيي الجزيرة من مناطقهم التاريخية. ما يعزز هذا الاعتقاد، ترك الآشوريين في منطقة نهر الخابور “لقمة سائغة “لعصابات داعش (شباط 2015) من غير أن تبادر أية جهة وقوى مسلحة، متواجدة في المنطقة، لحمايتهم والدفاع عنهم. أخيراً: ثمة سبب (ثقافي أخلاقي اجتماعي) لظاهرة التعديات و السطو على أملاك المسيحيين . العنصر المسلم ،أكان عربياً أو كردياً، كثيراً ما يلجأ للتهديد بالسلاح والقتل ليس في انتزاع حقه فحسب وإنما أيضاً للتعدي على حقوق الآخرين. أما الإنسان المسيحي، يحتمي بالقانون ويلجأ للقضاء لاسترداد حقوقه وأملاكه المسلوبة والقصاص من الجناة . طبعاً، حين نقول” المسلم” لا نقصد كل مسلم ، وإنما المسلم الخارج عن القانون وعديم الضمير والأخلاق ،الذي يجد في أخلاق الإنسان المسيحي وسلوكه الحضاري (نقطة ضعف) ، يستغلها للتعدي عليه والسطو على أملاكه.

تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية , تاريخ ولغة .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.