سوريا : مناهج التعليم و(سموم الطائفية) !!!

بقلم سليمان يوسف
الموضوع;
 سوريا : مناهج التعليم و(سموم الطائفية) !!!
shuosin@gmail.com

13 / 10 / 2023
https://nala4u.com

قبل انتشار القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي على شبكة النت، الكثير من السوريين لم يكن يعلمون بوجود قوميات واثنيات غير العرب ولا حتى لغات غير العربية في سوريا.. طبعاً هذا الجهل بظاهرة (التعددية والتنوع)، التي يتصف بها المجتمع السوري، يعود بالدرجة الأولى الى (مناهج التعليم) الحكومية. مناهج تخلو من ذكر القوميات والأثنيات الغير عربية الموجودة في سوريا ، علماً أنها تشكل نحو نصف سكان سوريا ( سوريون من أصول آرامية .. آشوريون – أكراد- ارمن- شيشان- تركمان- شركس)، وجود بعضها في سوريا أقدم من الوجود العربي الإسلامي بقرون طويلة، مثل السوريين الآراميين والسريان الآشوريين أصحاب حضارة عريقة وعظيمة ، عنهم سوريا أخذت اسمها وهويتها. حقيقة، مناهج التاريخ التي تعلم في المدارس والجامعات السورية لا تمت بصلة إلى علم التاريخ وهي لا تعلم تاريخ وحضارة سوريا ، التي تعود إلى أكثر من 7000 عام ، وإنما هي تعلم تاريخ (الإسلام والغزوات العربية الإسلامية)، و تكرس “سياسة الغازي المحتل” القائمة على طمس هوية وثقافة و لغات السكان الأصليين للبلاد. .لهذا ، ربما لا يلام الرئيس (بشار الأسد) على طعنه بـ(الهوية السريانية)لسوريا التاريخية. لأنه (بشار) يجهل التاريخ الحقيقي لسوريا وحضارتها ،المغيبان عن مناهج التعليم في المدارس الحكومية التي تعلم فيها وتخرج منها. مناهج التعليم هي الأساس في تنشئة الأجيال وبناء الأوطان . المناهج المؤدلجة، (المشبعة بسموم الطائفية) ، والبعيدة عن القيم والمفاهيم الوطنية، كما هو حال مناهج الدولة السورية، لا يمكن لها أن تنشئ أجيالاً وطنية أو تؤسس لدولة مدنية حديثة (دولة مواطنة) لكل أبنائها. طبعاً ، مناهج تحقن الأجيال بسموم الطائفية هي المسؤولة عن ظهور داعش وغيرها من التنظيمات الإسلامية الإرهابية.. عملاً بسياسة “الغازي المحتل) ، أصدر الأسد ، المرسوم التشريعي رقم (16 لعام 2018) الخاص بوزارة الأوقاف .جاء في المرسوم، بند (مرتكزات الخطاب الديني): ” العروبة والإسلام هوية لا يمكن التنازل عنها ” . وإن جاء المرسوم منسجماً ومتوافقاً ، نصاً وروحاً، مع الدستور الطائفي للبلاد، الذي ينتقص من (حقوق المواطنة والمكانة الوطنية) للمسيحيين، سكان سوريا الأوائل، ولغير المسلمين عموماً، هو يحمل أكثر من رسالة سياسية وفي أكثر من اتجاه . بشار ، أراد القول: لا لدولة مدنية ديمقراطية علمانية .. لا لشطب صفة ” العربية ” من اسم الدولة السورية . نعم لأسلمة الدولة والمجتمع … بشار ، المأزوم ، أراد من هذا المرسوم إرضاء (الإسلام السني التقليدي) واستمالته إلى جانبه في معركة (الصراع على السلطة) الدائرة في سوريا منذ 2011 . ولذات الهدف، بشار الأسد اختار الطعن بالهوية السريانية لسوريا التاريخية من منبر (وزارة الأوقاف ) الإسلامية ، التي تعاظم دورها ونفوذها بشكل لافت في مختلف مفاصل الدولة والمجتمع في عهد الأسد الابن . (ما قلناه عن مناهج التعليم في سوريا ينطبق على مناهج التعليم في جميع الدول العربية والإسلامية)..

تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية , تاريخ ولغة .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.