مهمة مالك خوشابا للاتصال بالحلفاء ودور الكنيسة الكلدانية في مساعدته / الجزء الاول

بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
مهمة مالك خوشابا للاتصال بالحلفاء ودور الكنيسة الكلدانية في مساعدته / الجزء الاول

19 / 11 / 2013
http://nala4u.com

الرفيقان التوأمان اغا بطرس ومالك خوشابا يتوسطهما اغا مرزا

ايها القراء الاعزاء كنت قد تعمدت عدم كتابة هذا الموضوع المهم حتى لا اتهم بانني اتوخى من كتاباتي سرد الاحداث التي تمجد بمالك خوشابا دون غيره من الرؤساء وبالرغم من انني سبق وان نشرت مقتطفات من جريدة (كخوا ) اي النجم الصادرة في اورميا سنة 1917 والتي تمجد فيها باغا بطرس ومالك خوشابا وتصفهما بصفات قل ما وصف بها قادة الا ان الاخوان الكوبلزيين اللذين حاولوا ويحاولون جاهدين بتشويه التاريخ ومنها تشويه هذا الحدث من البطولات النادرة لكي يبرروا هزيمة العائلة المارشمعونية من اورميا وترك المقاتلين بدون قيادة مما ادى الى مقتل اكثر من خمسة عشر الف آثوري مدعين بان غياب مالك خوشابا واغا بطرس عن المعركة كان السبب في هذه النكبة وهذا اعتراف صريح منهم بان الامة والقوات ألآثورية لم يكن هنالك من يستطيع حمايتها وقيادتها بجراة وحكمة في حال غياب هذين القائدين …..

البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون

بعد اغتيال قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين غدرا تم رسامة شقيقه مار بولص بطريركا بدلا عنه ولقد كان اغا بطرس ومالك خوشابا اكثر المتحمسين والمؤيدين لهذه الرسامة لسبب عدم ترك الفراغ في هذا الموقع لكي تتفرغ العشائر للعمل من اجل الدفاع عن الشعب بدلا من الانشغال بتنصيب البطريرك الجديد …

نياحة البطريرك مار بولص شمعون

لم يكن لمار بولص البطريرك الجديد اي رغبة في اشغال هذا الكرسي بل كان يريد ان يعيش حياة اعتيادية ولكن الضغوطات التي مورست عليه من قبل عائلته والتاييد الذي تلقاه من قبل العشائر جعله يرضخ للامرالواقع ولقد كان قداسته ضعيفا الى درجة انه كان ياتمر باوامر شقيقته سرمة خانم وقد لاحظ قناصل دول الحلفاء هذه الصفة فيه ولذا قرروا تشكيل مجلس يضم ممثلين عن آثوريي اورميا وآثوريي هكاري ويتراس هذا المجلس الدكتر شيت القنصل الامريكي ويتكون المجلس من :

آثوريي اورميا : القس (يوا ايشو)
(الاستاذ بيرة امريخس)
(بطرس خان وكيل اللجنة في الحكومة)
(القس اسحاق م يونان)
(الاستاذ بنيامين موشاباد)
(دكتور دانيال ابراهيم)
(الاستاذ ابرم اوشان)
(الدكتور بابا فرهاد) …..

آثوريي حكاري :
(مالك خوشابا يوسف)
(مالك اسماعيل ياقو)
(اغا بطرس ايليا)
(الدكتور مرزا خامس)
(القس كورييل)
(الكسندروس)
(الاستاذ منصور)………

سرمة خانم دبيث مار شمعون

بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بالقوات الاثورية في معركة سيري وقرب نفاذ عتادها فكان لا بد من ايجاد مخرج لهذا الموقف فاجتمع المجلس المذكور برئاسة دكتر شيت لمناقشة الموقف المتازم وتوصل المجتمعون بضرورة الاتصال بالحلفاء وطلب النجدة منهم باسرع وقت ممكن وكان المنفذ الوحيد هو الوصول الى القوات الانكليزية المتقدمة من بغداد الى الموصل ووقع الاختيار على اغا بطرس للقيام بهذه المهمة ولكن اغا بطرس اعتذر لانه ليس له معرفة يطبيعة المنطقة حيث انه تركها منذ ان طردته عشيرته مع عائلته بسبب قضية مقتل ابن عمه على يد شقيقه سهوا وكذلك لعدم مهرفته بالعشائر الكردية المتواجدة في المنطقة ولذلك اقترح اغا بطرس على المؤتمرين ان يكلف مالك خوشابا بهذه المهمة لتوفر كل ما سبق فيه ولذا قرر المؤتمرون بان يقوم مالك خوشابا بتنفيذ هذه المهمة على ان يصتصحب معه قو صغيرة لاجل حمايته لان واجبه يتطلب منه شق طريقه في صفوف الاعداء للوصول الى القوات الانكليزية وتم تزويده بالكتاب التالي :
يسر اللجنة المركزية الاثورية ان تعرف المحترم مالك خوشابا يوسف قائد قوات لفرقتين نظامية ومتطوعين من ابناء عشيرته ومن ابناء امته بانه الشخص الذي قدم خدمات كبيرة لمصلحة الحلفاء وانه حقق انتصارات باهرة على الاعداء وانه شخص شريف وشجاع وصادق وموقع ثقة .
ونحن كلجنة وكامة لنا مطلق الثقة بهذه الشخصية المحترمة لذا نوصي كافة الضباط والمراتب الانكليز المحترمين الذين سيلتقون بحامل هذه المذكرة ان يعطوا له كل ما يسهل مهمته وهو في طريقه الى بغداد علما انه عضو بارز في هذه اللجنة …..
عن اللجنة القس يوا ايشو اورميا / ايران

اسماء المشتركين في هذه المهمة :
مالك خوشابا
داود ملك خوشابا
يلدا سلمو
الاستاذ شموئيل يلدا
لازار اوشانا
ماما خوشابا
برجم خوشابا
باكوس اوديشو منيانش
شماس طليا
اسخريا شمعون
شماس كندلو بثيو
توما كوركيس
كينا كوركيس ……

تحرك مالك خوشابا ورفاقه المذكورين ليلة 14 حزيران 1918 مسلحين وسالكين طريقا وعرا عبر جبال كردستان التركية الشرقية متجهين نحو الموصل للاتصال بالقوات الانكليزية المتقدمة نحوها طلبا للنجدة الممكنة تقديمها للاثوريين المحاصرين في اورميا .
وفي اليوم الاول وصلوا قلعة قاشا اونر ومكثوا في احد كهوفها لان القوات التركية كانت تتحرك بكثرة على جميع الطرق متجهة نحو اورميا . ومن هنالك ارسل مالك خوشابا اربعة اشخاص الى اورميا لياتوا بالمعلومات اللازمة عن الموقف فيها ليؤجل سفره ويعود اليها اذا دعت الحاجة الى ذلك . ولم يعود من هؤلاء الاشخاص الا شماس اسرائيل تورخان الذي ظل الطريق ولم يتمكن من العثور عليهم الا انهم شاهدوا الاشارة المتفق عليها والتي كان قد وضعها في ماربيشو .
وفي اليوم الرابع وصلوا الحدود الايرانية التركية وكانوا يسيرون ليلا ويختفون نهارا وهكذا واصلوا سيرهم في جبال هكاري الوعرة والوديان العميقة حيث جابهتهم مشقات عديدة ومصائب جمة خاصة من ندرة المواد الغذائية في تلك المناطق فاتخذوا من لحمل الوعل غذاء لهم و الذي كانوا يصطادونه بصعوبة خوفا من كشف امرهم من قبل الاعداء بسبب اصوات بنادقهم حتى وصلوا منطقة برواري بالا حيث اخذوا يقطفون سنابل الحنطة من حقول بعض القرى الكردية ويجرشون حباتها بين الاحجار ثم يعجنون طحينها ويخبزونه على الصخور . وعبروا نهر الزاب من جسر بلبل في برواري بالا ثم صعدوا جبل سرعمادية وكان فيه كثير من الاكراد المهاجرين من الشمال ونزلوا من هذا الجبل حتى وصلوا قرية اينشكي حيث اتصلوا باهلها الاشوريين المسيحيين سرا واللذين زودوهم بقليل من الطعام المتيسر ومن هناك توجهوا الى القوش عن طريق سوارة توكا / زاويتة / اينوت / جبل كمكة / دوستكة / القوش واثناء السير في هذا الطريق تنبه لوجودهم الاكراد الا انهم لم يتمكنوا من التعرف على هويتهم الى ان وصلوا القوش وفيها تعرفوا على المطران فرنسيس الذي كان مبعدا من ارادن من قبل السلطات التركية فقسمهم المطران الى قسمين بحيث تسكن جماعة منهم في دير ربان هرمز والجماعة الاخرى في احد الكهوف والجماعة الثالثة ارسلها مالك خوشابا الى تلكيف لتستطلع الاخبار عن القوات الانكليزية المتقدمة نحو الموصل وكان مالك خوشابا ضمن الجماعة التي اختبات في الكهف لكي لا يتعرف احد عليه اذ كان قد اخفى هويته وسمى نفسه بالشماس اوديشو لان اسمه الحقيقي كان معروفا في كل مكان ولما علموا من المطران فرنسيس بان قوات تركية كبيرة قد توجهت نحو اورميا غير مالك خوشابا رايه في الانتظار للاتصال بالقوات الانكليزية خوفا من ان ذلك قد يتطلب وقتا طويلا فاراد العودة الى اورميا باسرع وقت ممكن ليكون مع القوات الاثورية لمقابلة القوات التركية المهاجمة لذا قرر الذهاب الى تلكيف بنفسه ومعه الاستاذ شموئيل يلدا ليعيد الاشخاص اللذين ارسلهم اليها ليتاكد بنفسه من المعلومات المتوفرة عن موقف القوات البريطانية في الشرقاط . فسافرا ليلا الى تلكيف متنكرين بالملابس الكردية وكان الموسم صيفا …
ووصلا في الصباح الباكر الى منزل السيد منصور سيسي الشخصية المعروفة في تلكيف ورئيسها والذي كان صديقا لوالد مالك خوشابا وكان يعرف مالك خوشابا جيدا فاستقبله السيد منصور سيسي بحرارة..
قائلا يا للقدر كيف يدخل مالك خوشابا بيتي وانا عاجز عن نحر الذبيحة امام قدميه؟
ثم جمع رؤساء تلكيف بصورة سرية لان مدير الناحية التركي وعائلته كانوا يسكنون في الطابق الثاني من داره . ومع ذلك جلب خروفا وذبحه امام ارجل مالك خوشابا في الطابق الاسفل من داره حيث كان رفاقه الاربعة الذين ارسل معهم رسالته الى بطريرك الكلدان المار عمانوئيل في الموصل وجاءه رد البطريرك…
بان الانكليز لا يزالون في الشرقاط وان القوات التركية لا تزال تقاوم تقدمهم وان نهر دجلة ملغوم في اكثر من محل وان الكثير من الارمن قد حاولوا الوصول الى القوات الانكليزية الا ان القوات التركية قد القت القبض عليهم ….
عاد مالك خوشابا مع رفاقه الى القوش بعد ان مكث ليلة واحدة في دار السيد منصور سيسي في تلكيف ثم سافر مع رفاقه من القوش الى اورميا سالكين طريق القوش / كورة كافان / سوارة توكا / بيناثا / اينشكي / سرعمادية / هييز / بيت طنورة / سرزر / زرني في تياري السفلى / ماثا دقصرى في تياري السفلى / بيت زيزو / جبل سيف / جبل بارشنا / ابرك / جبال ديز / بحيرة ماربيشو / قلعة قاشا اونر / اورميا وكانوا يشترون طعامهم اثناء عودتهم من بعض القرى الاشورية و المسيحية في منطقة العمادية او بقطف سنابل الحنطة من الحقول حتى وصولهم الى اورميا وعند وصولهم الى جبال هكاري ,ارسل مالك خوشابا شخصين من جماعته للحصول على المعلومات عن مصير الاثوريين في اورميا من اكراد المنطقة اللذين رافقوا القوات التركية الى اورميا وعادوا الى بيوتهم فاستغرقت رحلتهما اثني عشر يوما وعندم وصولهما الى برواري بالا وجال علما بان جميع العشائر في اورميا قد رحلت الى جهة مجهولة ولم يبقى فيها الا بعض الاسرى من اثوريي اورميا فقط .
يتبع في الجزء الثاني :

المصادر :
مذكرات الاستاذ شموئيل يلدا الذي كان مشاركا في هذه المهمة
من كتاب القس يوئيل وردة الامة الاثورية لن تموت
مذكرات الشماس داود الاشوتي
تاريخ اشور كلدو للقس شموئيل داود

بولص يوسف مالك خوشابا

تنويه (nala4u) ; الموقع غير ملزم ما يسمى بكردستان ولأهمية المادة, لذا اعيد نشرها مع التقدير

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.