القوميون الكرد على خطى القوميين العرب: …

بقلم سليمان يوسف
الموضوع;
القوميون الكرد على خطى القوميين العرب: …

07 / 01 / 2023
http://nala4u.com

القوميون الكرد على خطى القوميين العرب: … القوميون العرب، سعوا وعملوا ومازالوا يعملون على طمس هويات وثقافات ،شعوب أصيلة متجذرة في تاريخ المنطقة ، منهم (الآشوريون.. السوريون.. الأقباط الفراعنة.. الأمازيغ)، استوطنت فيها القبائل العربية القادمة من بادية العرب إبان الحروب والغزوات العربية الإسلامية . حتى غالبية الدول المسماة(عربية) هي بأسماء غير عربية ، تحمل أسم شعبها الأصيل ( سوريا الكبرى.. مصر .. العراق.. الجزائر.. ليبيا) . (القوميون العرب)، بدوافع ونزعات (عنصرية) فرضوا (العروبة ) كهوية وانتماء على جميع المكونات والقوميات الغير عربية الخاضعة لسيطرتهم . القوميون العرب، حكموا ومازالوا يحكمون وفق”عقلية الغازي المحتل”. تعاطوا مع الدول التي أقامها لهم (المستعمر الأوربي) على أنها “كيانات قطرية” مؤقتة عابرة ستذوب في دولة ” الأمة العربية الواحدة” المنشودة.. (حزب البعث العربي الاشتراكي) الحاكم لسوريا منذ انقلابه على السلطة عام 1963 ، لم يرد اسم سوريا في “دستوره القومي” ولو لمرة واحدة. دستور البعث يتحدث فقط عن شعب عربي وأمة عربية.. القوميون العرب، أخفقوا ليس فقط في جمع وتوحيد( القبائل العربية) ” من المحيط الهادري الى الخليج الثائري” في (دولة عربية واحدة)، بل هم أخفقوا وفشلوا في تحصين أمن وحماية ووحدة (الكيانات العربية) القائمة، وأثبتوا بأنهم ليسوا أصحاب ” رسالة خالدة “. على خطى ونهج القوميين العرب يسير القوميون الكرد. بدوافع ونزعات عنصرية، القوميون الكرد انتهجوا سياسة (تكريد) المناطق التاريخية لشعوب عريقة أصيلة متجذرة في هذه الأرض ( آشوريون .. ارمن .. سوريون) ، استوطنت فيها القبائل الكردية القادمة من جبال زغروس في بلاد فارس(ايران)، إبان الحروب والغزوات الاسلامية. القوميون الكرد يسعون لإقامة دولة كردية على ما تسمى بـ” كردستان الكبرى”. مثلما سقط المشروع القومي العربي، سيسقط المشروع القومي الكردي أمام تحديات وعقبات الواقع و لافتقاره إلى المشروعية التاريخية . الكاتب العراقي الكردي (نزار آغري ) في مقال له بعنوان ( الأكراد يقلدون العرب في القومية): يقول” الكرد، مثل العرب، لم يكونوا يوماً جماعة واحدة. لم يمزقهم الاستعمار «وأذنابه» بل هم كانوا، مثل العرب، قبائل وإمارات وكيانات غالباً ما كانت تتناحر. لم تقم قط دولة كردية موحدة بالقدر الذي لم تكن هناك دولة عربية موحدة طوال التاريخ”.. يضيف ( آغري) ” هناك رغبة شبه صوفية لدى القوميين الكرد في تجاهل الوقائع على الأرض والقفز فوق التفاصيل سعياً وراء ذات منتفخة ورسم صورة وردية عن الكرد بوصفهم أمة واحدة (ذات رسالة خالدة )”.

طبعاً، جميع الدول القائمة على أسس ( عرقية ودينية ) ، ستزول عن الخريطة السياسية للعالم . حتى (الدولة التركية) ، رغم ما هي عليه اليوم من قوة ومكانة ، مصيرها التفكك والزوال ، لأنها قامت وتأسست على جماجم ملايين البشر من ،( الأرمن والآشوريين و السوريون واليونان) ، أبادتهم (دولة الخلافة الإسلامية العثمانية) وطمست حضارتهم ومحت هويتهم .. لا مستقبل إلا لـ(الدولة الوطنية المدنية العلمانية)، بهوية وطنية جامعة شاملة لكل القوميات والهويات الفرعية للمكونات التي تتعايش على أرضها.

********************

https://www.youtube.com/@Nala4uTv

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.