ابو طبر … جدتي والتحدي !!!!

بقلم جان يلدا خوشابا
الموضوع; ابو طبر … جدتي والتحدي !!!!

23 / 08 / 2022
http://nala4u.com

تحياتي مقدماً 
من منا لم يسمع عن أبو طبر ذلك الاسم  وتلك الشخصية التي أدخلت الهلع والخوف في قلوب وبيوت البغداديين في ‏ اوائل   السبيعنيات 
لستُ هنا كي أتناقش او أكتب عن قصة وحقيقة ابو طبر  ومن يكون رغم ان الحكومة قالت وقتها ان اسمه حاتم كاظم وهو من محافظة بابل  او من كان يقوم بتلك الجرائم  من جهاز المخابرات  فقد سمعنا عنها وعلمنا اموراً كانت غائبة عنا  بعد ان كبرنا وتعلمنا وحللنا ولاسيما ان تلك الاحداث حصلت بعد سيطرت حزب البعث على مقاليد السلطة وكان من ضحايا ابو طبر بعض المعارضين لحزب البعث 

الا ما يهمني هو موقف جدتي وقتها واليوم هي ذكرى رحيلها فرغبت مشاركتكم  بعض الاحداث 
  ولكم القصة 
كانت بغداد في تلك الفترة تمر بفترة حقاً مخفية ومرعبة   وكنا شباب صغار  نحب اللعب والذهاب عصراً الى الساحات الرياضية وبعدها نعود لبيوتنا نرتاح نستحم ونعود الى شوارع منطقتنا الجميلة مع بقية الاصدقاء نمشي في تلك الشوارع نتناقش ، نتهامس نتحاور  حتى تقريباً الساعة العاشرة ليلاً  فعلينا العودة للديار  
لكن فجاءة تغير كل شي  في عهد ابو طبر  فلا خروج بعد الساعة السادسة ولا  البقاء وحيداً  دون  احد في البيت  ولا المشي دون أصدقاء من الملعب او النادي دون اربعة او خمسة أصدقاء ولا القيام بزيارة للاهل في حي الكرادة الشرقية  او حي الدورة او حي الميكانيك او كرادة مريم او دور السينما اووواوووو او 
فقد توقف وتجمدت كل النشاطات وتجمدت حركتنا واصبحت منطقتنا منطقة مهجورة  لا حس ولا نفس بعد السادسة  ……. الا جدتي 
جدتي وأسمها خنا يوخنا  تربت  وعاشت وهي صغيرة وشابة في شمال وقرى العراق  وفي   ( نالا)  
وكانت لها خبرة في ‏المواجهات والمشاكل والقتال والأحداث  التي كانت تجري مع جيراننا في شمالنا العزيز  وتعلمت من جدي  خوشابا يوخنا أستعمال السلاح 
كانت قوية جداً وتجيد استخدام الخنجر والسكين بروعة متناهية 
أتذكر وقوفها امام  دارنا الساعة السادسة  كي  تتأكد من وصولنا ودخولنا وبعدها تقف لمدة عشر دقائق لوحدها في الشارع تتمشي امام بيتا وبيت الجيران يسارا ويميناً وعلى خاصرتها سكيناً طويلاً بلا خوف ولا تردد وكانها ضابط 👮‍♀️ عسكري في حالة استعداد للقتال والمواجهة  وهي بعملها هذا كانت ترسل اشارة أنني حاضرة والتقرب من داري  خطر مميت .
وبعد ان تتاكد من خلو الشارع من المارة تدخل وتسد الباب  وتضع كرسي خلفة وتحصره كي تكون واعية ومستعده لاي حركة اي  لو أحدٍ يحاول كسر الباب  
ثم تصعد للدور الثالث في بيتا اي سطح الدار  وتتاكد من ان الباب مغلق  وبقفل كبير جداً وتضع كرسي ثاني وبعد الحاجيات الثقيلة وثم تعود وتتاكد من ان شبابيك المنزل  امينة  
وتجلس في وسط البيت حول مدفأة علاء الدين والتي تضع عليها إبريق الشاي والذي  كانت تعشقه (ولعل عشقي للشاي كان بسببها  ) 
وتطلب منا النوم بعد تناول العشاء  والنوم في الغرفة  القريبة من وسط الدار وامام الكرسي ‏المواجه  للغرفة  وتغلق الباب علينا  وتبقى هي تحرس البيت حتى الصباح دون خوفاً او تردد 
واتذكر يوماً سالناها 
سوتي ات لي  زادت من  ابو طبر  وترجمتها  …. جدتي انت  لا تخافين  ابو طبر 
فاجابت بصوت عالي 
ان او ايلى ابو طبر انا ايون يمت طبر وترجمتها …. ان كان هو ابو طبر فانا ام طبر 

هذا قصة قصيرة عن المرحومة جدتي خنا خوشابا التي حقاً كانت امرأة قوية كانت بقبضة يدها تكسر فك اي رجل يقترب منها فقد كانت يدها وساعدها قوية وكانهما لوح خشب  هكذا علموها اهلها كما حكت لنا كي تعيش وتبقى لانها عاشت وعانت المشاكل من اجل البقاء والصراع   في نالا وغيرها 

ربتنا جدتي وتحملت المسوولية بعزم وتصميم في غياب أمي التي رحلت قبل تلك الأحداث وتواجد  إبي في الفلوجة  للعمل  رحمة الرب على روح جدتي وروح كل عزيز عليكم 
تحياتي  للجميع . 
والبقية تأتي

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.