نصوصها تتمرد على الواقع…الشاعرة المغتربة سعاد نعيم

بواسطة الدكتور رياض السندي
By Dr. Riadh Alsindy
دكتوراه في القانون الدولي، محام، أستاذ جامعي، دبلوماسي سابق، كاتب
الموضوع; .الشاعرة المغتربة سعاد نعيم

نصوصها تتمرد على الواقع
الشاعرة المغتربة سعاد نعيم:
الشعر بالنسبة لي حالة جنون أهذي به لتخرج نصوص مخفية
حوار أجراه: بهنام عطا الله
شاعرة عراقية ترسل حروفها وكلماتها وتراتيلها على وتر الشعر وقيثارة الحب السومري، ولدت في بغداد ورحلت الى فرنسا منذ وقت مبكر ومازالت تقيم هناك ..التقيناها فدار بيننا هذا الحوار الجميل .

  • في مفتتح الحوار لابدَّ من أن نعرف بإيجاز شيئاً عن سيرتك الذاتية والإبداعية؟
  • بدأت الكتابة منذ المرحلة الثانوية في بغداد، حيث كنت أعشق الكتابة والقراءة وخاصة قراءة وحفظ الشعر لشعراء عرب مثل: عمر بن أبي ربيعة والمتنبي وأبي نوأس وغيرهم ومن الشعراء المعاصرين: الرصافي ونزار القباني وبدر شاكر السياب والبياتي وسعدي يوسف وغيرهم.
  • للطفولة مذاقها الخاص، هل لك ان تحدثي القارئ ماذا تركت هذه المرحلة الندية عليك وعلى بدايات حياتك في بغداد ؟
  • كانت طفولتي في بغداد جميلة جداً تمثلت بعلاقات مع صديقاتي ومع عائلتي وإخوتي ووالدي وجميع الأحباء وخاصة زميلاتي اللواتي إحتلن ذاكرتي إلى الآن ومن المستحيل أن يمحوها الزمان والمكان والمسافة.
  • بغداد وكل أمكنتها الجميلة علامات فارقة في حياة الشاعرة سعاد نعيم، ما هي بغداد بالنسبة لك، وخاصة وأنت ودعت بغداد في وقت مبكر من حياتك، وهل تتوقين وتتمنين الرجوع إليها الآن؟
  • بغداد هي كل كتاباتي، لها عشقي وعشق الطفولة، والحب الأول والنخيل وأجدادي الذين أعشقهم، وأتمنى أن أرجع أعيش فيها في يوم من الأيام بسلام وأمان.
  • الشاعر دائما يفتخر بكتاباته الأولى ما هي ذكرياتك حولها وعن ماذا كانت تدور محتواها؟
  • كنت أكتب في مواضيع مختلفة حياتية وذاتية وعن الوطن، وكنت أهديها الى أصدقائي وصديقاتي وإلى الآن يحتفظون بها، كما كنت أساعد زميلاتي في الثانوية في درس اللغة العربية على كتابة النص المطلوب منهم في دروس الإنشاء والتعبير أو النشرات الجدارية أو التهيئة للامتحان.
  • أجرت مجلة ألف باء معك مقابلة ، فهل لنا أن نعرف محور هذا اللقاء؟
  • حدث ذلك عندما جاءت مراسلة مجلة الف باء الى ثانوية المنصور وطلبت مني إجراء لقاء لصالح المجلة أتحدث فيه عن فيلم مشهور آنذاك إسمه (أريد حلاً) حيث كان وقتها يعرض في دور السينما في بغداد، حيث كنت مهتمة جداً بمشاهدة بالأفلام ومتابعتها كما كنت أقرأ لكتاب كثيرين وخاصة كتب الكاتبة الكبيرة نوال السعداوي.
    كما يجب أن أذكر أنه كان لي لقاء خاص مع إذاعة مونتي كارلو الدولية كان في نفس الوقت وكان لقاءً ناجحاً أيضاً ، ومن التجارب المبكرة التي أسعدتني إلى الآن.
  • ماذا يعني الشعر عندك ؟
  • الشعر بالنسبة لي هو حالة جنون أهذي به لتخرج مع افكاري نصوص مخفية في داخلي، أعبر فيها عن ألم أو حب أو فراق أو حياة وهي حالة أخفف فيها عن نفسي من الضغوط والحياة اليومية.
  • كتبت الشعر في وقت مبكر وفي المرحلة الثانوية، ولكن صدور مجموعتك الشعرية الأولى (نصوص على ضفاف السين) صدر مؤخراً، ماذا سبب ذلك؟
  • وذلك بسبب إنشغالي بحياتي الخاصة ومسؤولياتي في بداية وصولي الى باريس، حيث بدأت بالدراسة والعمل معاً وهذه كانت مسؤولية كبيرة وثقيلة جداً علي، إلى أن جاء الوقت المناسب لأصدر مجموعتي الشعرية الأولى هذه.
  • تتسم أغلب نصوصك بالجرأة في طرح المواضيع والأفكار المغايرة وغير المألوف، فضلاً عن انزياحاتها الباذخة المثيرة، والتي تتعلق بجسد المرأة والرجل معا، فمن أين أتيت بهذه الجرأة وهل هناك أسباب معينة لذلك ؟
  • حدث هذا في حياتي منذ صغري وأنا أعيش في مجتمع محافظ ومقيد بتعاليم وشروط تكاد تكون شديدة جداً، من خلال ذلك ومن شدة خجلي أحيانا كنت أطلق هذا التمرد، ومع خروجي من هذا المجتمع الى عالم أرحب ومفتوح حيث مازلت أعبر بجراة قوية أو أحياناً أتمرد على الواقع لأنني أعشق التمرد بكل أشكاله.. أتمرد على كل شي يقلقني فتأتي نصوصي وكأنها حالة من التمرد مغلفة بالجرأة والمغايرة في الطرح.
  • في باريس شاركت في أفلام فرنسية، هل لك أن تحدثي المتلقي عن ذلك، وماذا كان وقع الجمهور على تجربتك تلك آنذاك؟
  • اختارني المخرج الفرنسي من بين مجموعة عندما كنا نتحدث عن الفن والمسرح بصورة عامة، فرشحني لأداء أدوار تمثيلية في أفلام ومسرحيات فرنسية تدور حول أحداث تاريخية وحياتية آنية، فكانت تلك التجربة جديدة بالنسبة لي بجانب كتابة الشعر كان للجمهور دور كبير في التشجيع والدعم.
  • (نصوص على ضفاف السين) مجموعتك الشعرية الأولى ماذا تريدين ان تقولي فيها وتقول فيك، وهل نجحت في اختراق قلوب القراء ؟
  • بالنسبة لمجموعتي الشعرية هذه والتي تعد أول مجموعة شعرية تصدر لي في بغداد، نعم أنا فخورة بها لأنها صدرت بطبعتين خلال قصيرة وكتبت الصحف عنها والنقاد كثيرا بالتحليل والبحث والتقصي.
  • حالياً كما عرفنا أنك تعملين على إصدار مجموعك الشعرية الثانية، ما عنوانها، وعن ماذا تتحدث؟
  • المجموعة الشعرية الثانية اسمها (ربما) فيها نصوص عن الوطن وعن كل مدينة عراقية زرتها وتتحدث عموما عن الحب والعلاقات الإنسانية.
  • بعد رحيلك من بغداد الى باريس ما زالت بغداد تسكن قلبك، ما هو وجه المقارنة بين بغداد الطفولة وباريس المنفى والغربة، وما هي طقوس سعاد نعيم الشاعرة في كتابة الشعر؟
  • تبقى الدمعة راكنة في جفوني وبين عيوني الى بغداد الحبيبة بغداد الأمل، حيث نفيت منها مبكراً إلى بلاد الغربة لتستقبلني باريس وتحضنني بكل مودة واحترام.
    إنَّ الكتابة عندي ليس لها وقت محدد فمن الممكن أن اكتب نصا من خلال مشاهدتي لقطة من فيلم حيث أكتب سطورها الاولى لتصبح فيما بعد قصيدة جميلة. أو عند مشاهداتي اليومية العابرة، أو عندما أختلي مع نفسي وذاتي تولد المشاعر والأحاسيس.
  • كيف رأيت تجربتك الشعرية والكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهل أنصف النقاد الشاعرة سعاد نعيم وكتبوا عن تجربتها الشعرية التي تستحق فعلا القراءة النقد والتحليل؟
  • بفضل التواصل الاجتماعي بدأت أنشر وتعرفت على الكثير من الأدباء والكتاب العراقيين والعرب من خلال المنتديات الأدبية والثقافية ومنها إنطلقت نحو عالم أرحب.
    نعم لقد أنصف النقاد والكتاب والمتابعون على مواقع التواصل الإجتماعي تجربتي الشعرية وكتبوا عنها في الصحافة فلهم كل الشكر والتقدير.
  • بعد أن تعددت مواقع التواصل الاجتماعي أصبح الكِتابُ متاحا أمام القارئ وبسهولة، هل تؤيدين ترويج الكتاب عن هذا الطريق أم أن يكون متاحا ورقياً أفضل ولماذا؟
  • هوعمل جميل جداً وسريع في الترويج أن يكون الكتاب متوفراً على مواقع التواصل الإجتماعي، ولكن دائما تكون لذة قراءة مجموعة شعرية او رواية أو قصة في كتاب ورقي أفضل.
  • تألقت على شاشات بعض القنوات الفضائية، في حوارات ماتعة، ماذا أضافت لك ولتجربتك الشعرية وهل تساهم هذه في الإرتقاء بنجومية الشاعر في عالم الشعر الجميل والحياة؟
  • نعم أجريت معي العديد من الحوارات واللقاءات على القنوات الفضائية مثل قناتي الرشيد والعربية وغيرهما، حيث كانت فرصة ليتعرف علىَّ الجمهور وليتم تسليط الضوء على تجربتي الشعرية وكذلك عرفتني الى جمهور أوسع في العراق والوطن العربي والعالم.
  • نرجو أن تختاري للقارئ نصاً شعرياً تعتزين به دائماً ويشكل لك أهمية كبيرة.
    سأختار قصيدة بعنوان (بغداد) من القصائد التي أعتز بها وأهديها الى القراء الأعزاء.
  • بغداد
    حلمٌ أنت أو بعضُ خطوٍ من منامْ
    وكبوذيةٍ أزاول اللاشيء فيك بانعزال
    وحدي أتجرع حكمة التجربة المتأخرة
    أضيق بمسارات حنين
    بزهوٍ إنتصار نبضاتي فيك
    بغداد…
    صوتكِ يأتيني من بعيد
    يعبث في سنيني المغادرة
    ويثقل خطاياي!!
    كل شي تركته يناديك
    ويعذبني صداك !!
    أبحث عنك
    أراك في عيون الفجر
    أسمعك في مآذن وكنائس
    الصباح والمساء
    وعندما يلوح عطرك
    مع عطري
    يقلقني الفراقْ
    ويزداد إليك حنيني
    لأقطف ثمارْ
    أتأمل بعينيك غدي
    ورائحة قهوتي
    تشتاق إلى شفتيك
    غربتي طالت ورماد سكائري
    يتطاير مع الذكريات
    أكتب إشتياقي
    وأحدق في مساحة نهضتك
    لتبقين يا بغداد أنت
    ويزدهر فجرك في الشرق والغرب
    لأحلم بلقاء جديد
  • هل من كلمة أخيرة نختتم بها هذا الحوار؟
  • شكرا لهيئة تحرير جريدة اوروك الغراء وتحيتي لجمهوري وكل من يتابعني ولمحبي الشعر الجميل، والشكر موصول للشاعر بهنام
  • عطا الله لإعداده هذا الحوار الجميل.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, ثقافة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.