يخدعون أنفسهم بتشويه صورة الله في الأنسان

بقلم مسعود هرمز النوفلي
يخدعون أنفسهم بتشويه صورة الله في الأنسان

22 / 02 / 2012
www.nala4u.com

بدون مُقدّمات يتهجّم البعض على الأخرين بكلمات غير لائقة لأخوَتِهم في الأنسانية، وينسون بأنهم لا يتكلمون على الأنسان فقط، وإنما يتكلمون على الله. من باطن القلب ينبع الخير والشر ومنه ينطق الأنسان بكلمات نقيّة صافية لخدمة المبادئ الأنسانية والقريب، أو أن تكون عكسها شريرة وقاسية على القريب وضده. لا يجوز تشويه صورة الأنسان الذي خلق الله فيه كل المبادئ الروحية السامية العظيمة.

الأنسان هو قمّة الخلق، وأعطاهُ الله كل الصلاحيات في إدارة الكون والسيطرة على جميع انواع المخلوقات الأدنى منه عقلياً، وجعله مسؤولاً عن كل تصرفٍ يقوم بهِ، الأنسان هو كل الجوهر الخاص بالخليقة، وكأنه الوزير الأول في دولة الله، له كيانه وإحترامه إن شئنا أم أبينا، أنه نظير الى الله تماماً، ولهذا علينا إحترامه وتبجيله وليس إهانته وتحقيره ووضعه في خانة الحيوانات أو ذبحه بالسكين أو الخنجر. الله محبة وبالتالي سيكون الأنسان محبة أيضاً. الأنسان في أعماقهِ أفكار ومشاعر وأفراح مخزونة من ذكرياتٍ وعلم وتاريخ وتربية وغيرها الكثير. فلماذا يقوم رجُل الدين أو العلماني بإلصاق صفات أو أسماء حيوانية وغير إخلاقية على هذا الأنسان؟ ولكي يعلم بعض إخوَتنا مثل هذه الحقائق التي رُبّما خافية عليهم أكتب هذه الأمثلة.

شخصيات من الواقع المؤلم:

1- مسؤول مركز اعلامي في أبرشيةٍ ما، قام بوصف كُل المُخالفين الى رأيهِ بالقطط (قطواثا)، هذا الأخ ينسى بأنه يقول الى الله (حاشاه) قطة أو (قطوُثا)، والسبب لأن الأنسان من صُنع الخالق وعلى صورتهِ، وهذا ما يؤكدّه سفر التكوين 1 : 26 بالقول”

وقال الله:لنصنع الأنسان على صورتِنا كمثالنا، وليتسلّط على سمكِ البحر وطير السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وكُلّ ما يدُب على الأرض”.

المسؤول عن مركز اعلامي، عليه أن يتميّز بصفات نادرة لا توجد رُبما عند الكثيرين ورُبما تكون هذه إحدى الصفات الفذّة التي يتصف بها! فكيف يسمح لنفسهِ بأن يقول الى الله هكذا؟ وهل مسؤول الأبرشية يفرح ويُهلهل عندما يقرأ أو يسمع خطاب هذا الأخ؟ كما نعلم بأن المسؤول عن هكذا موقع يجب أن يكون قلبه مملوء من المحبة والرقة وكل تفكيره عن الأبداع في توصيل رسالة الرب بهدوء وبدون غموض أو مُضايقة أحد وخدش مشاعر شعبهِ، أقول له أيها االأخ محبّتك للناس يجب أن تكون أقوى من عندنا، وقلبك الرحوم أشفق من الآخرين. فهل بكلماتك وفلسفتك وبتسميتك ووصفك الآخرين أوصلتَ ما يريده منك الرب في تلمذة العالم ونشر البُشرى؟

للأسف هذا هو الواقع، والسؤال: هل أن هذا الأخ يقوم بترويج هذه البضاعة بين الشعب عندما يقوم بالكرازة أو الأرشاد في مكانٍ ما حول الموضوع؟ لأن هذه الكلمات تمُس آلاف البشر من شعبهِ الذين يُخالفون رأيه وغير مُقتنعين بما قاله. وسؤالي اليه هو: ألا تتوقع بأنك تُشجع جهة من أبناء شعبك لتكتب مثلك وأقوى ضد الجهة الأخرى وهذا الذي حصل فعلاً؟ هل هذه صفة حسنة يرتضيها المسؤول عن المركز الأعلامي الأبرشي وهو يرى أبناء رعيته يتراشقون السهام فيما بينهم؟

وصل الامر بأن تنشر في مركزك الأعلامي مقالات باسماء ورموز وهمية كانت أخيراً بإسم كلداني بابلي الذي يتحدث عن الجحوش كصاحبهِ الآخر الذي سأذكره بعد قليل! مع الأسف أن تصل الأمور الى هذا الوضع التعيس. أين نحن من العقل الصافي والروح النقية وخدمة شعبنا؟

2- أحد الأخوة تتكرر في كتاباته وكلماته انواع مُغزية ومُهينة للبشر مثل: الجحوش والفئران والحشرات والمبيدات، وهذا الكاتب ينسى مثل أخيه الآخر بأنه يقول هذه الكلمات الى الله وليس الى المُخالف له بالرأي فقط. العجيب أن مثل هذه الكتابات تجد مكانها للنشر وكأن شيئاً لم يكُن. لو نفرض أن الموقع العلماني لا يهتم بالله أو من المُحتمل لا يعترف بالله، وهو مُندمج بالعلمانية، فكيف يسمح الموقع الأبرشي الخاص بنشر الأيمان والتعليمات الروحية ومسؤولين عن إدارته كهنة، وفي واجهته مثل هذه النشرات التي كُلّها طعون بالآخرين وتحقيرهم والأستخفاف بهم، وتأتي منها ريحة الكُره الواضح لِمَنْ يُخالفهم الرأي، أو لا يمشي في نفس الطريق الذي هم يؤمنون بهِ؟ علماً، ولكي يعرف القراء الأعزاء بأن هذا الموقع لا يسمح بالرأي المقابل أو الدفاع عن النفس مهما كانت الأسباب، فكيف وأين هي عدالة رجل الدين الذي يُدير الموقع؟ أين الحكمة والتواضع والأدب الرفيع لتعليم الشعب وقيادته نحو الأفضل؟

3- الأخ الآخر إن كان كلداني أو سرياني وهو يعرف نفسه، بدأ في مقالاته وعناوينها كُلّها عن العدو والكذب والأنتقاص والتجريح من فلان وفلان، هذا الأخ رُبّما ليس من محبتهِ الى الطرف الذي يُدافع عن حقوقه أبداً، وإنما من أجل زيادة الفراق وبذر الكلمات السيئة هنا وهناك وبدون هدف، وكأنّ واجبه هو زرع الفتنة وليس المحبة، فإذا يعتبر أخيه في المعمودية عدوّهِ، عندها يتحتّم عليه محبتهِ وتطبيق كلام رب المجد بذلك، أما إذا كان واجبه زرع الشقاق وتكبير الفجوات بين الشعب فعندها لا لومَ عليهِ، لأنه يعلم جيداً ما في دواخلهِ. العجب كل العجب من مواقع أيمانية وابرشية مُعيّنة أن تنشر وتتلذّذ في هكذا تخرّصات. هل انكم تفتحون المواقع لتنهشون لحوم البشر، أين البطريركية ودورها في السماح لمثل هكذا مقالات حتى في موقعها مع الأسف؟ أهكذا يُعلّمنا المعلم العظيم بالسماح للتفريق بين الأخوة والطعن بهم؟ أين انتم؟ وهناك مئات الآيات في الكتاب المقدس تُخالفونها؟ هل مواقعكم أصبحت علمانية أكثر من الأخرى المدنية؟ تعجبتُ عندما رأيت وقرأت وأنا غير مُصدق، ماهذه السياسة والى أين نحن سائرون؟ ألا نستحق غضب الله والعقوبة أيها القُراء الكرام والأحبة؟

وفي الختام أقول:

التشويهات بحق الله وصورته أصبحت مؤلمة في المُجتمع ويُؤسف لها، وخاصة إذا كانت صادرة من وسيلة إعلام مسيحية ومن رجل مسيحي علماني أو ديني، فبدلاً من أن ينقل الخبر السار ينقل العار، وبدلاً من أن ينقل البُشرى الحقيقية ينقل الزائفة والمُزوّرة، وبدلاً من أن تكون واجهة الموقع محبة وتآخي وسلام ورياضة روحية حقيقية أصبحت مزرعة للشقاق والتناحر والنيل من الآخرين وتشويه سمعتهم. للأسف أقول أنتم تُدمرون صورة الرب لأنكم لا تشعرون بالراحة والأطمئنان في دواخلكم، وعلاقاتكم مع الخالق مُشوّهة وتُثير القلق، لا تخدعون أنفسكم بتشويه صورة الله بالأنسان، أين أنتم من صفات الرب الذي هو الراعي الصالح والمُخلّص والمُعين والمُساعد والمُستشار والمُعزّي؟ أين أنتم وتعاليم السماء؟

وهنا أرغب أن أشكر الأخت الفاضلة سهى بطرس هرمز لمقالتها الأخيرة الرائعة التي قرأتها اليوم في المواقع بعنوان “ثقافة الاعتذار.. هل تُجيدها؟

وأنا أقول لها أختنا المُباركة: الكثيرون لا يجيدون ثقافة الأعتذار ويتمادون في أخطائهم وتعنّتهم مع أسفي الشديد. ومليون شكر لكِ والى المزيد من هذه المقالات الهادفة وبالصميم وبارككِ الرب.

مسعود هرمز النوفلي
23/2/2012

تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ولغة وتاريخ .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.