هل اللغة الآرامية كانت لغة السيد المسيح؟

بقلم آشور بيث شليمون
هل اللغة الآرامية كانت لغة السيد المسيح ؟!

04/ 04 / 2011
http://nala4u.com

من المعروف أن شعوبنا وكل المذاهب تتفق في الهلال الخصيب بافتخارها معا بأن السيد المسيح المخلص تحدث باللغة الآرامية، وعلى هذا تعطي الأهمية الكبرى لهذه اللغة وبافتخارهم بها لأنهم الناطقين بها .

إنه لمن الضروري ونحن على عتبة الألفية الثالثة كي لا نقع في فخ المفاهيم الأسطورية التي مع احترامي الكبير لديانة عظيمة كالمسيحية لتقع في مستنقع مروجي هذه الأفكار الباطلة، وليكن معلوما سواء الرب يسوع المسيح تكلم بهذه اللغة أم لا ، فهذا وطبق مفاهيم وعقيدة المسيحية لن يغير شيئا منها، أي بما معناه لو كان حقا السيد المسيح اعتبر اللغة الارامية لغته، فإن الناطقين بها فيما إذا وجدوا لن تكون لهم ” تأشيرة لدخول الفردوس ” بل ما يؤمن للفرد به، هو إيمانه بالسيد المسيح الذي سفك دمه على خشبة الصليب لغفران خطايانا والتقيد بتعاليمه السمحاء السلمية .

إن معضلة اللغة هي شغلنا الشاغل اليوم للأسف، ولكن شخصيا وبإختصار سلطت الأضواء عليها في كثير من كتاباتي بأن اللغة الآرامية، تعد اليوم لغة منقرضة كما هو مصير كل اللغات القديمة بدءا بالأكادية ( الآشورية البابلية ) والكنعانية والابلية( العمورية ) والآرامية والكلدانية وظهرت لغة جديدة على أنقاض تلك اللهجات اللغات لغة حديثة وهي السريانية والتي هي باختصار لغة تكونت من مجموع اللغات المنقرضة المذكورة أعلاه وبفعل الأبجدية الحديثة الكنعانية ، والعامل الموحد الأكبر لها كانت الديانية المسيحية التي جمعت هذه الأمم جميعا في بوتقة واحدة وشكلت معا مجتمعا كي يكون الداعية الأكبر في نشر الديانة المسيحية وهذا ما حصل وعلى أيدي أجدادنا من أبناء الكنيستين الشقيقتين النسطورية واليعقوبية.

وخلاصة القول يمكننا القول أن ” السريان والسريانية ” لهي مدلول اللغة الحديثة والثقافة ” ولم تكن كيانا قوميا سياسيا اطلاقا وعلى هذا نجد ما قالته السيدة ” نينا بيغوليسفكايا وترجمة الدكتور خلف الجراد في كتابها الموسوم ” ثقافة السريان في القرون الوسطى ” في الموضوع هذا وما يعنيه هذا المصطلح :

” … أما مصطلح ” سريانية ” فانه يستخدم في هذا المؤلف ( ثقافة السريان ) حسب التقليد المتبع منذ مدة طويلة، ويقصد به اللغة والثفافات، التي سادت في القرون الوسطى ( بدءا من القرنين الثاني والثالث للميلاد ) في أراضي الشرق الادنى ومناطقه وعلى الأخص في سوريا وشمال ما بين النهرين …. “

والآن لنعود الى الموضوع الرئيسي وهو هل السيد المسيح المخلص تكلم باللغة الارامية ؟
من خلال الدراسات التي اضطلعت عليها هناك دون شك ان السيد المسيح نطق بهذه اللغة وطبقا لقائليها كونه من منطقة الجليل في فلسطين والجليل هذه حتما كانت تضم شعوبا مختلفة وبالأخص الآرامية التي قد نفاها أجدادنا الآشوريين اليها ، ومن ثم هي على مرمى حجر من دمشق القاعدة الآرامية ، وكذلك أيضا كانت المنطقة قريبة من الساحل السوري الناطق باللغة الكنعانية حتى أن الكنعانية هذه كان لها على اللغة العبرية تأثيرا كبيرا حيث كما يقول الباحثون ان السيد المسيح قد استخدم اللغتين أي الآرامية والكنعانية الى جانب لغته العبرية .
وهنا لأستشهد بالكتاب المقدس لعله يفي بالمراد بالنص التالي من أعمال الرسل والأصحاح السادس والعشرون والعدد 12-15:

” … ولما كنت ذاهبا في ذلك اليوم الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورا من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي . فلما سقطنا جميعا على الأرض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية ، شاول شاول لماذا تضطهدني …. فقلت أنا من أنت يا سيد فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده “

والخلاصة، إن السيد المسيح هو ابن الله الحي القدير بوسعه أن يتكلم أي لغة ، ومن دون شك بأن يتكلم بلغات المنطقة والحيز الجغرافي الذي وجد فيه حيث عاشت هذه الشعوب الكنعانية، الآرامية والعبرانية جنبا الى جنب، ولكن ذلك لا يعني أي امتياز لهذه الشعوب اطلاقا بمجرد استخدامه هذه اللغات ، حيث السيد المسيح رسالته كانت للعالم أجمع، وينبغي علينا ألا نشوه هذه الرسالة المقدسة بأساطير خرافية .

آشور بيث شليمون


هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, ثقافة, دين, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.