صفحة المهى 20 / حيوانات الشوارع مسؤوليتنا جميعاً أفراداً ومُختصين

بقلم شذى توما مرقوس
الموضوع ; صفحة المهى 20 / حيوانات الشوارع مسؤوليتنا جميعاً أفراداً ومُختصين

https://nala4u.com
05 / 02 / 2025

*****************************

مِنْ أَجلِ عالمٍ مُتوازنٍ وسليمٍ وأَجْمل

 ( سِلْسِلَة صَفْحة المهى لأَخْبار الشَأْن الحيواني وعالَم الطُبِّ البَيْطري )        

 ( التَنوع الحياتي هو أَجْمل ما يَتَميّز بِهِ كوْكبنا الأَرْض، تَصوّروا كوْكباً لَيْس فيهِ سِوى الإِنْسَان كنَموذجٍ لِلحياة ؟ ما هو شعوركُم ؟ )

حيوانات الشوارع مسؤوليتنا جميعاً أفراداً ومُختصين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم : شذى توما مرقوس

الأثنين 20 / كانون الثاني / 2025

ــ ( الحل لظاهرة انتشار الكلاب السائبة هو التعقيم ، ثم التعقيم ، ثم التعقيم )  ــ

التعقيم حالياً هو الحل المتوفر والمأخوذ به عالمياً ، ربّما في المستقبل ومع زيادة درجات التطور العلمي واتساعه تظهر حلول أُخرى .  

ــ (  دور الطبيب البيطري الفعلي في ظاهرة انتشار الكلاب السائبة هو قيادته لحملات التعقيم وليس لحملات التسميم ) ــ .

إلى أخواتي وزميلاتي من الطبيبات البيطريات / إلى إخواني وزملائي من الأطباء البيطريين  

أحييكم جميعاً وأقدر حجم المسؤولية الواقعة فوق أكتافكم من خلال هذه المهنة الكبيرة في حجمها وأهدافها

شعرتُ بخجل كاسرٍ وأنا أرى صوراً لأشخاصٍ يرتدون بزَّة بيضاء ( الصدرية ) ، تمّ الإشارة إليهم على إنهم أطباء بيطريين ، يقومون بتفريق قطع اللحوم المسمومة على الكلاب السائبة  في إحدى حملات الإبادة ، أبشع وأقبح الطرق التي ينتفض لها ليس فقط الضمير الإنساني بل حتى الجماد ، وهي  ( أي الإبادة ) جريمة بكل ما تحملهُ هذه الكلمة من معانٍ وأبعاد .

هذه الصور تتكرر بين حين وآخر ، وتلقي بظل باهت وغير محبذ على مُجمل الرداء الطبي البيطري بكل معانيه  .

ثم كمية اللعنات التي صُبت على رأس الطبيب البيطري من أصحاب التعليقات ولا لوم عليهم في ذلك فلقد خذلهم الطبيب البيطري في دورهِ أشدُّ الخذلان ، إنّهُ لأمرٌ مُحزنٌ ومُرٌّ ، لكنهُ يجب أن يكون حافزاً لتغيير المسار واختيار الحلول الإنسانية ، فعلى مدى الأجيال تمّ اتباع طريقة الإبادة وثبُت فشلها الذريع في حلّ ظاهرة انتشار الكلاب السائبة ، فالكلاب في تكاثر مستمر ومُتتابع ، ولذا يجب إيقاف هذهِ السلسلة بفك إحدى حلقاتها بالتعقيم .

أقول : لا أذكر في مرحلة الدراسة الجامعية أن دخل أحد الأساتذة قاعة المحاضرات وأخبرنا بأن من مهام الطبيب البيطري قتل الكلاب بالتسميم أو بالسلاح ….

دراسة صعبة ومركزة ومتشعبة خمس سنوات ليتخرج بعدها الطبيب البيطري ويساهم في قتل فئة من مرضاه ؟

دور الطبيب البيطري رعاية الحيوانات وعلاجها وتطبيبها والإرشاد للناس ، (هو دور ذو قطبين : الإرشاد والعمل الفعلي من خلال إجراء عمليات التعقيم )  ، وأقصد بالإرشاد هو توعية الناس بضرورة التعامل الحسن مع الحيوانات ، والعمل مع التشجيع على المسارات الصحيحة لحل المشاكل فيما يتعلق بالحيوانات ، وأقف هنا قليلاً لتوضيح المقصد : مثلاً في ظاهرة انتشار الكلاب السائبة يكون دور الطبيب البيطري هو توعية الناس بضرورة التعامل الطيب وليس العدائي مع هذه الحيوانات ، وضرورة تعاونهم وتحمّل مسؤولياتهم في انتشار هذه الظاهرة من خلال التشجيع على تربية الكلاب المحلية ، وتعقيم الحيوانات التي يربونها للحدّ من التكاثر العشوائي ، وإبلاغ الجهات الطبية البيطرية عن المرضى من الكلاب والقطط السائبة لتأخذ هذه الجهات مسؤوليتها في علاج هذه الحيوانات ، وحث الناس على رعاية هذه الحيوانات كلٌّ حسب إمكانياته رغم تواجدها في الشارع ، وأيضاً تحرير نشرات ( يُمكن تعليقها على الحائط في المستوصفات والعيادات والمراكز الطبية البيطرية )  أو عمل محاضرات يتم فيها شرح لغة هذه الحيوانات ، وهي لغة تعتمد على الإشارات والحركات الجسمية التي يقوم بها الكلب ، فتُسهِّلُ بذلك فهم الإنسان لما يريد أن يقولهُ لهُ الحيوان وإصدار رد الفعل المناسب لذلك ، ومشاركة مُدربي الكلاب في هذا المجال مطلوبة .

من جانبها يُمكن للجهات الطبية البيطرية تنظيم دوريات صحية ( شهرية مثلاً ) هدفها هو تشخيص الحيوانات المريضة أو المتعرضة للحوادث مثل الدهس والضرب … وإلخ ، ليقوموا بعلاجها ، وهكذا يتم الحفاظ على الجو الصحي العام للحيوان والإنسان في الشوارع .

أما دور الطبيب البيطري الفعلي في ظاهرة انتشار الكلاب السائبة فهو قيادته لحملات التعقيم وليس لحملات التسميم .

حتى يُعطي التعقيم نتائجهُ يجب أن يكون عملية استمرارية ، فكل حيوان جديد يولد يجب تعقيمه للحدّ والسيطرة على التكاثر العشوائي ، وبعدها بأمد ( ربما سنين ) يتم التهيئة للانتقال إلى التكاثر المنظم والمدروس والمُسيطر عليه .

انتشار ظاهرة الكلاب  ( والقطط ) السائبة بشدّة ليس ذنب الكلاب (  فهي تعيش حياتها كما عهدتها لها الطبيعة ) ، انتشار الظاهرة هي نتيجة حتمية لتخلي الإنسان ( كلُّ فردٍ في المجتمع ) عن مسؤوليته تجاه هذه الحيوانات ، هي شهادة فشل الإنسان في تحمّل مسؤوليته في رعايتها ، ولذا لا يجوز عقابها على ذنبٍ هي لم تقترفهُ ، وإنما هو من صنع الإنسان وتماطله وتكاسله .

كما قرأتُ في صفحات بعض الإخوة إنهُ حالياً توجد سبعة وعشرين كلية طب بيطري في العراق ( لستُ متأكدة من صحة المعلومة حول العدد ) .

سبعة وعشرين كلية طب بيطري في العراق ، ومع هذا لا يمكن السيطرة على ظاهرة انتشار الكلاب السائبة أو حلّها ، ويتم اللجوء إلى أبشع الطرق وأقبحها لقتل الكلاب من خلال السموم أو السلاح .

لو تمّ استخدام كفاءات الكليات هذهِ ( كلٌّ في محافظته ) من خلال تشكيل فرق من الطلبة ــ ( تحت إشراف أساتذتهم ) ــ يقومون بتعقيم الكلاب للحدّ من التكاثر العشوائي المتزايد ، لبدا الفرق واضحاً وملموساً ، بالإضافة إلى التشكيل الأساسي للفُرق من الأطباء البيطريين في المُستشفيات والمستوصفات الطبية البيطرية لِلمُساهمة في ذلك ، وكذلك العيادات الطبية البيطرية .

هناك أيضاً التناقض الفاضح الذي يعيشهُ المجتمع حيث يمتنع ( باستثناء القِلّة ) عن تربية الكلاب المحلية ، بينما يتراكض ويتزاحم لاستيراد وتربية الكلاب الأجنبية .

هنا يجب ملاحظة إن استيراد الكلاب الأجنبية يُضيفُ ثِقلاً زائداً وكبيراً وسلبياً جداً فوق تواجد الكلاب المحلية التي تتضرر ضرراً كبيراً بسبب ذلك حيث تسلبها كل فرص التربية والرعاية والتبني .

حتى لا أُطيل لن أتحدث عن بقية النقاط : بناء الملاجئ للكلاب ، الاستفادة من خدمات مدربي الكلاب لتدريب الكلاب وتهيئتها أما للتبني أو العمل في فرق البحث عن ضحايا الانقاض أو الممنوعات…. إلخ ، أو فرق إنقاذ الغرقى ، أو كلاب الخدمة لرعاية العُميان وغيرهم ، ونقاط أخرى ذكرتها في مقالات سابقة لي ، فالتعقيم هو الأساس لتقوم فوقهُ الخطوات الأخرى .

أختم كل ما سبق بما بدأتهُ :

حيوانات الشوارع مسؤوليتنا جميعاً أفراداً ومُختصين

تحياتي للجميع ، وشكر خاص للمتابعين والمتابعات من خارج الوسط الطبي البيطري .

ــــــــــــــــــــــــــــ

أدناهُ بعض صور حملات الإبادة  للكلاب السائبة  مأخوذة من منشور في صفحة ( شرق العراق ) بعنوان :

حملة لمكافحة الكلاب السائبة في السعدية باستخدام السم ……. وإلخ  ، والمنشور بتاريخ 15 / كانون الثاني / 2025 م .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف ابحاث ودراسات, الارشيف. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.