بقلم الدكتور جميل حنا
الموضوع; سقوط سلطة الأستبداد لنظام بشارالأسد الديكتاتوري
21 / 12 / 2024
http://nala4u.com
الثامن من كانون الثاني يوم تاريخي بالنسبة للشعب السوري الذي طوى صفحة تاريخية مظلمة.كانت مليئة بالقهروالمذلة والخنوع والظلم,والحرمان من الحرية الحقيقية والتعبيرعن الرأي الشخصي الحر المخالف لرأس السلطة الحاكمة والنظام السياسي في البلد.هذا اليوم أصبح حكم عائلة الأسد على مدى 54 عاماً من الماضي وطويت صفحة سوداء في تاريخ سوريا, من سحق الكرامات والأضطهاد والملاحقات والتمييز العنصري القومي والمذهبي والسياسي.
في الثامن من كانون الأول دشن الشعب السوري فجر تاريخ جديد لبناء سوريا المستقبل,وفرض تغيير دراماتيكي على كيان النظام السلطوي القائم منذ عقود طويلة.وكان ذلك ثمرة عقود طويلة من النضال الوطني والكفاح وتحمل المشقات من أجل إنهاء الحكم الديكتاتوري وطغيان عائلة الأسد.على مدى عقود طويلة عانى الشعب السوري من سلطة الأستبداد السياسي وقمع أجهزة المخابرات وفرض الرعب والزج بالمواطنين في غياهب السجون المظلمة والتعرض للتعذيب وسحق الكرامات الشخصية والأعدامات خارج الأطرالتشريعية أوأدنى حد من المحاكمات القانونية.حلم المواطن السوري في الحرية والكرامة لم تغب في أي لحظة من فكره ووجدانه سواء في السر أو العلن , بالرغم من كل أساليب القمع ومحاربة الناس بلقمة عيشهم.
الشعب السوري حاله كحال الكثير من شعوب العالم قدم تضحيات جسيمة من أجل نيل الحرية والتخلص من النظام الديكتاتوري.والحرية ثمنها باهظ جداً, تدفع أثمانها غالياً حياة الكثيرمن البشر.وقد تكون دماء الشهداء وتضحياتهم كفيلة بتحقيق آمال الشعوب في الحياة الحرة والكريمة والعيش بأمان. وقد تفشل في تحقيق الأهداف النبيلة,التي ضحت الشعوب كثيراً من أجلها.والأمثلة في تاريخ البشرية مليئ بالمآسي والثورات التي خاضتها الشعوب من أجل الحرية,وهدم بنية النظام القديم القائم على التسلط والطغيان وأنعدام العدالة والمساواة.لا يعني في كل الأحوال أن النجاح سيكون حليف الشعوب وهم يخوضون كفاحهم من أجل الحرية. ولكن حركة الشعوب ونضالهم من أجل نيل الحرية لن يتوقف,وهذا ما أثبته تاريخ الشعوب في مختلف بقاع العالم ,والتربص بالحرية والنيل منها كان وما زال هدفاً,لأعداء الحرية الحقيقية وكمثال على ذلك الثورة الفرنسية 1789تعرضت لإنتكاسات من قبل الثوار أنفسهم وثورة أكتوبر 1917 في روسيا القيصرية وثورات الشعوب من أجل التحرر والحرية والأستقلال,وكفاح الشعوب ضد الدول الأستعمارية, والأستقلال لم يحقق الحرية للشعوب المضطهدة ولا المساواة ولا العدالة ولا الكرامة الإنسانية في كل الحالات,بل كانت دماء وحياة الملايين من الشهداء في العالم كرست أنظمة سياسية ديكتاتورية دموية أستبدادية, كمثال على ذلك الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ولكن الشعوب لم تيأس أمام هذا الواقع الأليم ولم يستسلم للواقع المريرومتابعة مسيرة النضال وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق الحرية الحقيقية والقضاء وإسقاط أنظمة الطغيان والأستبداد.
إذا كان الشعب السوري بشكل عام عانى أو لنقل شرائح واسعة منه من الإضطهاد والظلم والحرمان من الحرية.فأن الآشوريين قد عانوا الكثير أيضاً من ويلات طبيعة السلطات الحاكمة العربية العنصرية منذ أستلام حزب البعث السلطة السياسية بإنقلاب عسكري 1963. لقد تعرض الآشوريون إلى الإضطهاد القومي والحرمان من ممارسة حقوقهم كشعب أصيل, من النسيج الوطني السوري.وقد تم الأستيلاء على ممتلكاتهم وأراضيهم وأغلاق مدارسهم الخاصة التعليمية للغة السريانية الآشورية وكذلك نواديهم الرياضية والثقافية, والتمييزالديني والقومي.لقد آمن السريان الآشوريين بالعيش المشترك وساهموا في بناء الوطن وشاركوا في كفاح الشعب السوري من أجل الحرية والاستقلال وتحملوا السراء والضراء مع بقية أطياف المجتمع السوري في كافة المراحل التاريخية,منذ ترسيم حدود الدولة السورية الحديثة وفق إتفاقية سايكس- بيكو.لقد أنخرط الآشوريون في النضال الوطني من أجل بناء نظام سياسي علماني تعددي يتم فيه تدوال السلطة سلمياً يرتكزعلى أسس المواثيق والمعاهدات الدولية والأعلان العالمي لحقوق الإنسان, وميثاق الأمم المتحدة بخصوص الشعوب الأصيلة.
الأقراربدستوروطني سوري يفصل قيادة الدولة عن الدين, ويعمل على بناء المؤسسات المدنية في المجتمع للمشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية,وقضاء مستقل عن السلطة السياسية.ومن هذا المنطلق نؤكد على موقفنا الوطني الحر ونقول ” الدين لله والوطن للجميع” ولذا لا مكان للشريعة الأسلامية في قيادة الدولة وخاصة في مجتمع متعدد القوميات والأديان, ويبقى الأحترام للمسلمين والمسيحيين واليهود وجميع الطوائف الدينية والعلمانيين. أن العمل من أجل تحقيق الديمقراطية والمساواة بين كافة أطياف المجتمع السوري مسؤولية وطنية تخدم التطور والعيش المشترك بروح وطنية وليس بروح التعصب الديني والطائفي والقومي. يجب العمل على تحقيق الحرية والديمقراطية الحقيقية وليست ديمقراطية العددية وصناديق الأقتراع بل الديمقراطية التي تأخذ بعين الأعتبار التنوع القومي والديني. وخاصة أننا نعيش في ظل دولة تضم مكونات عرقية ودينية مختلفة يجب أن تراعى مصالحها وحقوقها القومية وخصائصها ومميزاتها التي تضمن استمراريتها في الوجود وهذا يعد غنا ثقافيا وحضاريا للبلد, وليس إنتقاصاً لأي مكون وطني.
أهداف ثورة الشعب السوري بكل مكوناتهم الوطنية والقومية والدينية المتنوعة, أهداف نبيلة وتطبيقه والألتزام بها واجب أخلاقي ووطني وينسجم مع القيم والمبادىء الإنسانية, والمواثيق والمعاهدات الدولية. الأنحراف وسلب وعدم تطبيق المطاليب الحقيقية للشعب السوري في الحرية والحقوق والمساواة والعدالة وأسس العيش المشترك بين الجميع بدون تمييز سيعتبر طعناً في الظهر.وتطبيق المبادىء التالية سيضمن بناء دولة عصرية مزدهرة ويعيش جميع المواطنين بآمان وسلام وعيش مشترك قائم على الأحترام والتعاون.
سوريا الحرة,سوريا المستقبل , يجب أن تكون دولة علمانية ديمقراطية تعددية موحدة,سوريا العيش المشترك بأمان وسلام بين مختلف أطياف المجتمع,يحتاج إلى التزام أخلاقي وإنساني ودستور يرتكز على النقاط التالية:
الألتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية والأعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة بخصوص الشعوب الأصيلة.
تحقيق المساواة التامة بين كافة المكونات العرقية والدينية السورية,وضمان المشاركة الفعلية لهم في كافة أجهزة الدولة,وعدم ربط تبوئ أي منصب في الدولة من قمة هرم السلطة إلى أدناه بأي دين أوعرق.
الأعتراف دستوريا بالحقوق القومية وبالهوية الشعب السرياني الآشوري كمكون أصيل من النسيج الوطني السوري, وبلغتهم القومي والوطنية.
نبذ العنف والكراهية والتمييز العنصري القومي والديني.
نبذ سياسة الأقصاء والتهميش المتعمد للشعب الآشوري ودوره الحضاري والوطني في بناء سوريا قديما وحديثا.
البدأ بفتح صفحة جديدة بين مختلف مكونات المجتمع السوري بتنوعه القومي والديني لترسيخ أسس العيش المشترك والمواطنة الحقيقية والحقوق المتساوية بدون تمييزعنصري ديني أو قومي أوطائفي.
جميع القوى السياسية والحراك الثوري بتنوعه الديني والقومي والناس العاديين من طيف المجتمع السوري يقفون أمام تحديات الأختبار المصيري وقيادة بلدهم نحو الاستقرار والأزدهار والتقدم والسلام أو الاستمرار في دوامة العنف والدمار وإراقة الدماء وعدم الاستقراروفرض مشاريع عنصرية لا تنسجم مع تنوع النسيج الوطني السوري.
2024-12-09