(آرشيف nala4u) ; من اليمين; البطريريك مار ايشاي شمعون , الغادر سمكو الشيكاكي مقتولا ومرميا على الارض, الشهيد البطريرك مار بنيامين شمعون ومار ايليا آبونا .
بقلم الشماس بينخس القس خوشابا القس هرمز
(جرائم البيت الأبوي ـ بيث ابونا) ;الرسالة 2
26 / 09 / 2019
http://nala4u.com
ليس خافيا على احد ان عملية التوريث هذه لم تقتصر على رسامة البطريرك فقط وانما تعدى الى ابعد من ذلك فشمل المطارنة والاساقفة ومن نفس العوائل , هذا كله من اجل الجاه والمال ( ويمكن ملاحظة في صفحة 33 الممتلكات والعقارات المذكورة كما جاءت في الصكوك الشرعية بأسم البطريرك شمعون بن فرج بن اسحاق الباصيدي في عهد المملكة التركمانية في عام 1490م بموجب تأريخ الوثيقة في خزانة البطريركية الكلدانية في الموصل هذه الممتلكات التي اشتراها البطريرك لبني بيته .. من نفس المصدر صفحة32 ـ 35
وكما بدأوا برسم الأطفال لدرجات المطارنة والاساقفة والبطاركة التي سنذكرها لاحقا طمعا بالجاه والمال حتى طفح الكيل ثم جاء البطريرك التاسع الذي قام في البيت الابوي سنة 1551م وهو البطريرك شمعون ماما وكان صغيرا في السن لم يتجاوزالثامنة من عمره وسمي باسم سابقه خنانيشوع ورسم مطرابوليطا واقيم ولي عهد. وحين توفي البطريرك جلس هو على كرسي ساليق وطيسفون ودعي بر ماما السادس …انتهى الاقتباس
فقد سئم ابناء الطائفة من النظام الوراثي الجديد بعد أن قام البطاركة الأبويين بأمتناع رسم المطارنة ايضا من خارج عشيرتهم, فشكلت الطائفة هيئة خاصة وأختارت الراهب سولاقا من رهبنة الدير الريان هرمز وأرسل الى روما لدى البابا يوليوس الثالث ورسم بطريكا واسبغ عليه اسما بطريرك الموصل في أشور الشرقية… اقرأ للمرحوم الكاردينال دلي في كتابه الموسوم المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق ص 134 .
ونقرا في صفحة ص46 من كتاب مار ايليا بيث ابونا ان شمعون برماما منح رسامة اسقفية لأثنين وهما لا يزالان طفلان في سن الثامنة من العمر.ولم يكن يقيم رؤساء اساقفة من خارج بيته .
وبعد أن مكث يوحنا سولاقا سنتين في روما عاد الى الشرق وهو البطريرك الأول الذي أعتلى السدة البطريركية في أمد (دياربكر) وكان هذا الانشقاق الاول الذي حدث في كنيسة المشرق, ولكن بر ماما لم يقف مكتوف الأيدي وأمتلأ غضبا لأنه يدرك أن مقامه سيصغر وخصمه سيسمو ويقضي على البطريركية الوراثية وجشعهم فوشا باشا العمادية ودعا سولاقا لزيارته كضيف فقبض عليه وأمر بقتله.
تلك كانت علة أنقسام الكنيسة والشعب ومنها نبع وتصاعد نهر الشقاقات والنزاعات والخصومات مما سبب في ضعف وتعثر الكنيسة والشعب الاشوري وهذه الجريمة اعتبرها ابشع من جريمة سمكو لأن سمكو كان أغا مسلما وهنا المجرم الحقيقي هو البطريرك برماما خليفة يسوع المسيح على الأرض, وهكذا سوف تتولى جرائم اخرى سنذكرها لاحقا . هل هذا واضح يا اخي الشماس جيمس ايشا برجم الموقر فقد شهد شاهد من اهلها, وما جنت براقش الا على نفسها.
وفي عهد شمعون دنخا (1680ـ 1693) حدثت جريمة أخرى في القوش كانت حادثة القتل بين الأخوة على البطريركية وبموجب القانون الذي شنه شمعون الباصيدي, كانت ولاية العهد من حق ايشوعاب بن دنخا لكونه ابن الأخ الكبير للبطريرك الا انه كان ساذجا بليدا وخنانيشوع رغم انه كان الأصغر الا انه كان يفوقه ذكاءا وعلما وخبرة وحكمة فطلبت الرعية من البطريرك أن يقيمه نائبا له والبطريرك ذاته كان يميل اليه ومع ذلك تريث لفترة خشية ان تعم الاضطرابات وانشقاقات بين ال بيته, ولكن الجماعة الحت عليه وطلبت أهمال ايشوعاب وأختيار خنانيشوع لفضائله وخصائله الحميدة لذا اذعن البطريرك لطلبهم ودعا حنانيشوع ووضع يده عليه ومنحه الرتبة المطرابوليطية فصار ولي عهد كرسي المشرق.
وهكذا استعر الغيظ في قلب دنخا الذي رأى كيف ابعد ابنه ايشوعاب وحرمه من سدة البطريركية وراحت بذرة الشر تنمو في داخله. وفي عيد يوم الفنطيقوسطي وبينما كان المسكين يصلي بصحبة البطريرك صلاة الصبح دخل دنخا الكنيسة كعادته بهدوء ووقار, وفجأة اقتحم جوق المصلين وهجم على خنانيشوع وكان هذا يردد سبحوأ للرب يا جميع الأرض … ورشقه بسهم قاتل في قلبه وخرجوا من الكنيسة ومعه ابنه وهرب الى الجبل ومن هناك الى أن وصل الى اورمية عند البطريرك شمعون الرابع الجالس على كرسي اورمية وروى قصته للبطريرك والأساقفة ومكث عندهم ولقي هناك من الجماعة كل الأحترام لكونه سليل البيت الأبوي البطريركي وبعد تسع سنوات توفي بطريرك اورمية فأقاموا ايشوعاب بن دنخا بطريركا عليهم ولم يرق له البقاء في بلاد العجم فنقل كرسيه الى قودشانس سنة 1621م.
وهكذا يسدل الستار على هذه العائلة التي بدأها دنخا بقتل أبن اخيه وانتهت بمقتل مار ايشاي شمعون وهوالتاسع عشر في سلسلة البطاركة الشمعونيين على يد داؤد ابن مالك ياقو الحليف الاقوى لمار شمعون وذلك في يوم 7 تشرين الثاني 1975 في الولايات المتحدة الأمركية , ولا ننسى ان الشهيد مار بنيامين ايضا قتل غدرا على ايدي سمكو الشيكاكي, وهكذا فمن مجريات الأحداث المختصرة والتي تم ذكرها يستنتج المرء ان الخلط ما بين المهام الروحانية والمادية وبمعنى اخر ان عملية الخلط ما بين السياسة والدين تكون نتائجها وخيمة على الفرد والمجتمع لا بل كارثية ولا تحمد عقباها ولا زال البعض يحاول جاهدا الاستمرار بنفس النهج ولم يتعض من هذا التأريخ المرير.
لمتابعة الجزء الاول; انقرعلى الرابط ادناه