بقلم سامي هاويل
أيضاحات لابد منها
16 / 03 / 2012
http://nala4u.com
تعتبر عملية اقتناص شواهد وأحداث مبتورة من التاريخ دون سرد أسبابها ومسبباتها وحقائقها دون لف أو دوران، عملية غير نزيهة تنصب في مصلحة فئة شاذة عن الواقع والتاريخ، ولربما تدخل ضمن أجندات مشبوهة في محاولة لمسخ الحقيقة، واعطاء صورة مبهمة للراي العام ، وبضبابية غير واضحة المعالم. وهذا مرفوض رفضا قاطعا، وخارج عن أصول الحوار المتمدين والموضوعي والشريف، والنزيه, وبعيد كل البعد عن قواعد الكتابة الجادّة والأكاديمية، وتعتبر بحق محاولة لتشويه وتزوير التاريخ.
لقد توهم البعض من متعاطي الكتابة الإلكترونية، التي صار يمارسها كل من هبّ ودبّ، بأن عملية انتقاء ما يفي بأغراض مشاريعهم الانقسامية والتدميرية سوف تلقى صداها بين أبناء شعبنا التي تجمعهم كل مقومات الأمة الواحدة الموحدة أرضا وتاريخا وتراثا ومصيرا. لا بل وصل بهم العقم الفكري إلى درجة أنهم يلفقون أكاذيب، ويأتون بترّهات يصدقونها وحدهم ومن هم على شاكلتهم، في حين ينظر إليها الآخرون بقرف واشمئزاز واستهجان. وهم بذلك أشبه بتلك الصراصير المثقفة والمأجورة التي أمرها المقبور صدام حسن بإعادة كتابة التاريخ على هواه ومزاجه الخاص، وكان في طليعة تلك الصراصير المدعو أحمد سوسة (واسمه الأصلي نسيم سوسة) الذي أسلم وباع دينه ودنياه وآخرته بحفنة من الدنانير، وهاهو الآن قد آل مع سيده القائد الضرورة وكل الذين كانوا على شاكلته، إلى مزبلة التاريخ، ولم يبق من انجازاتهم التاريخية المزيفة سوى روائح الدجل والنفاق مصحوبة في كل محفل باللعنات. ولكن الذي يحزّ في نفوسنا كثيرا هو أن القائمين على هذه العملية التضليلية ينتمون مجازا إلى هذه الأمة. مع أن لدي وطيد الأمل بأن يكون حوارنا هذا دعوة صادقة لإعادة النظر في المواقف العدائية التي لامبرر لها إطلاقا، آملين من الجميع وبدون استثناء, انتهاج أسلوب الحوار القومي الموضوعي والمبني على أسس قويمة ومنطقية، بعيدا عن الهراء الذي لايغني ولايُسمن. ولايخدم بأي حال من الأحوال، قضيتنا القومية المقدسة وخاصة في هذه المرحلة الحرجة والحساسة والمصيرية. فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة، وكبيرة جدا لكل من يعي ويستوعب، ونحن من سيحدد مسار قضيتنا ومآلها ومستقبلها. أما الضالون المضللون فمصيرهم متوقف على حكم الشعب عامة، وطبقته المثقفة والنزيهة والشريفة بشكل خاص. وإن غدا لناظره قريب.
لقد حدثت التغييرات التي تعصف بالمنطقة بلا هوادة، وبشكل سريع وغير متوقع على الإطلاق. بينما نحن الآشوريين نعاني أمراضا مزمنة تكمن في عمق الصراعات الكنسية التي استنزفت مجمل طاقات الأمة الآشورية. لذلك لم نكن مهيئين وجاهزين لخوض غمار هذا الاعصار الجارف والمدمّر. لهذا بقينا على هامش الأحداث والتاريخ نجترّ ماضينا ومآسينا وويلاتنا وخلافاتنا، في حين كان عدونا في كامل الجاهزية للانقضاض على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وبدأ بكتابة صفحات جديدة في تأريخ لم نألفه من قبل, يعاضده في ذلك عن قصد أو عن غباء بعض المسوخ المستكردين والمستعربين الذين نهضوا من نفق التاريخ المظلم, وأصابهم الدوار القومي, وفقدوا رشدهم، وأضاعوا السراط المستقيم، وانتهى بهم المطاف إلى خندق أعداء أمتهم، لا بل يقفون في طليعة هؤلاء الأعداء حيث أنيطت بهم مهام تعكير أجواء التفاهم والتعاضد بين أبناء الشعب الواحد، والعمل بكل ما أوتيو من حقد وضغينة وغباء إلى إدخال قضيتنا القومية في دهاليز الطائفية المقيتة، ودفع عجلة التناحر والتمزق والانشقاق الى الأمام، بحيث وصل الحقد الأعمى ببعض منهم إلى درجة إهانة شهداء الأمة الآشورية بشكل يثير القرف والتقزز والأشمئزاز وبألأخص أميرشهداء هذه الأمة قداسة البطريرك مار بنيامين شمعون الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء ليس على مستوى الأمة الآشورية فحسب وإنما على مستوى العالم بأسره, وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء. تباً لكل من يجول ويصول في الميدان القومي طولا وعرضا بلا مسؤولية وبلا وازع من ضمير وفي طليعتهم بعض رجال الكهنوت الذين لايعملون بتعاليم الوصايا العشر فحسب وإنما يتقطر الحقد من كل مسامات أجسامهم النتنة لكل ما هو آشوري ماض، وحاضر، ومستقبل, ولهذا نتعرض اليوم إلى خسائر فادحة على كل المستويات وفي كل المجالات، وعلى جميع الصعد.
أودّ، وبكل صدق وتفان وإخلاص أن ألفت انتباه جميع الإخوة من أبناء شعبنا الآشوري بكل مذاهبه ومشاربه وتشعباته ومواقفه وبدون استثناء، بأننا شعب واحد وأمة واحدة شاء من شاء وأبى من أبى، نعيش أياما حرجة وهلامية, وفي غاية الصعوبة. ماضينا مشرق بدون شك وبلا مواربة، حاضرنا بائس يدعو إلى الشفقة والرثاء، ومستقبلنا مبهم يشوبه القلق والانتظار بلا أمل. لذلك يفرض علينا الواقع والوجدان والضمير أن نتحلى بالحكمة والصدق والصبر والهدوء حينما نتطرق الى أمورنا الداخلية، ويتحتم علينا الواجب والمسؤولية التاريخية أن نعمل معا جنبا إلى جنب، لإزالة كل العوائق والموانع وسوء التفاهم بيننا لدرء الأخطار المحيقة بنا، وإزالة كافة الأسباب والمسببات التي تضع بيننا الفواصل والنقاط . والعمل يدا واحدة للمحافظة على أمتنا من الانصهار والاندثار، ومن أجل نيل حقوقنا القومية المشروعة على أرض الآباء والأجداد, أرض آشور المقدسة.
سامي هاويل
سدني / أستراليا
تنويه (nala4u);لأهمية المادة…لذا تم إعادة نشرها مع التقدير.