بقلم سامي هاويل
أنتخابات،، مزايدات، أتهامات، وأمور أخرى
22/ 03 / 2014
http://nala4u.com
مرة أخرى يُطل علينا موسم الأنتخابات العراقية وأمتنا الآشورية تنظر إلى هذا الأستحقاق القومي والوطني بحسرة وخيبة أمل. فلا التمثيل يوماً كان قومياً ، ولا الترشيح اليوم أيضاً يأخذ منحاَ قوميا، وما لدينا على الساحة هو بقايا تنظيمات كانت قومية النهج بالأمس القريب ساقتها قياداتها لترتدي وشاح رجال الدين وتحصر أجنداتها بين المصلحة الحزبية والمنفعة الشخصية، وأُخرى وُلدت من جديد لكن مشوهة، ليصبح أرتباط أجنداتها الخجولة بالقضية القومية مقتصر على الأنتماء الديني المسيحي.
قبل أنطلاقة الحملة الأنتخابية بشكلها الرسمي، قدحت الشرارة في جلبابهم لينطلقوا من جديد بحملتهم العرجاء القبيحة قبل الموعد المحدد، تتخللها الأتهامات والتراشق الإعلامي فيما بينهم، والتي من المؤكد سيرافقها عرض عضلات ومزايدات على فتات من صدقات العرب والأكراد يتاجرون بها لإغفال الفرد الآشوري كي يهب صوته لهم من جديد.
أحزاب يعتبرون أنفسهم قوميون بينما هم أبعد من ذلك بكثير، تنظيمات تدعي العمل الجبهوي بإنضوائهم تحت لواء تجمع التنظيمات، يتبادلون الزيارات وينشروا صورها بأبتساماتهم العريضة المزيفة بينما نرى بوضوح كيف باتت الثقة معدومة بينهم، لا أحد منهم يجروء أن يدير ظهره للآخر، كل منهم يمسك بإحكام قبضة خنجره المسموم ليصيب ظهر الآخر، يخرجون للعمل من أجل شعبهم المسيحي، وككل مرة يعودوا وجعبهم فارغة. ليقتلوا الأمل من جديد في نفس الفرد الآشوري.
متسولون بكل معنى الكلمة يجوبون شوارع الغرب، يستجدون أصوات أبناء جلدتهم ليستغلوها لمصالحهم لا غيرها، لينتهي الزمن بهم عالة على شعبهم!!!. يرتكبون الحماقات الواحدة تلو الأًخرى ويغضون الطرف عن معاناة الشعب، لا بل يتاجرون بمقدسات الأمة ويماسون العهر السياسي في رابعة النهار دون خجل، والأنكى من هذا كله “يستخفون بعقول الآشوريين”، نسمعهم يتخبطون بتصريحاتهم يميناً وشمالاً، ولكنهم يمتهنون بدعة التظليل ببراعة، فأكاذيبهم تقشعرُّ لها الأبدان وتشمئز منها القلوب.
مدارس ، رفع التجاوزات ، أستنكارات ، أيضاحات خجولة ، وعود كاذبة ، أجندات لعينة ، فتح ساقيات الري ، توزيع معدات طبية ، حليب أطفال ، أكياس طحين ، عيادات متنقلة ، زيارات ميدانية ، تصريحات بهلوانية ، أتهامات ، تخوين ، كلها سلع فاسدة تُباع لأبناء شعبهم المنكوب في قاعات الندوات دون واعز من ضمير، وكأن الشعب الآشوري باكمله تربى في ميتم، أما القضية الآشورية فهي للمتاجرة بها مع الغريب. لا عتب عليهم طالما روتين التصفيق بعد أنتهاء ندواتهم ساري المفعول، إننا فعلاً نعيش أزمة عقل وقِلة مسؤولية.
تسمعهم يقولون ، شعبنا ! أُمتنا ! سمونا ما شِئتم ، كلدوآشوريين سريان ، كلدان سريان آشوريين ، سورايا ، مسيحي، لا يهم، فالمهم الوحدة !!! أي وحدة ومن أجل ماذا؟؟ أين هي؟؟ وحدة من مع من ؟؟، كلها على بعضها ليست إلا حزمة سكاكين مسمومة طعنوا بها قضيتنا الآشورية في الخاصرة ولا زالوا يفعلون. ولا من رقيب ولا من رادع ولا وازع من ضمير.
أحدهم يوقع على قوانين جائرة تمس قدسية شعبه، والآخر يعمل جلّ طاقته ليقدم أرضه للغريب على طبق من ذهب ، وثالث بلا حياء يدعو شعبه المسيحي لمراجعة مكاتب المفوضية لكي يحصلوا على كامل حقوقهم ؟؟؟؟؟ يصرح وكأن الشعب الآشوري بأكمله معاق فكرياً! يالها من سخرية القدر.
ورابع، عضو برلمان لم نسمع عنه شيئاً طيلة الأربعة سنوات، بينما نراه يتلعثم حين توجه إليه الأسئلة في الإعلام المسموع، يرد على سؤال وربع من مجموع خمسة أو ستة أسئلة، وأية ردود ؟، وهو في سفرة عائلية الى الغرب بينما القرارات تُمرر في البرلمان!!، ليست مهمة، فالمهم هو محاولة ضمان دورة برلمانية أًخرى.
عليكم أن تعلموا أيها السادة، إنكم أصبحتم عبأً ثقيلاً على أكتاف الأرامل واليتامى من أبناء شعبكم المُعذب المُهجر فأنتم تقتاتون على حسابهم، لقد ساهمتم في تفحيل معاناته، وسخرتم صوته الثمين من أجل منافعكم الشخصية ولا زلتم تنوون المزيد، لا فائدة منكم على الإطلاق ، لستم برعاة صالحين بعد أن تعاقدتم مع الذئاب، ولا أمل بكم. تعلمون جيداً إنكم عاجزون فلماذا الضحك على الآخرين؟. عليكم أن تصححوا مساركم بدأً بالأعتذار لإمتكم قبل فوات الأوان، بحرقة وحسرة على شعبي الآشوري وقضيته العادلة أسمحوا لي لأقول لكم ” عليكم اللعنة لقد خذلتمونا “
وأنت أيها الآشوري، عليك أن تختار بين دور المغفل اليائس والقومي الغيور، وبين التخاذل ومواجهة الصعاب، وبين القبول أو رفض الواقع المرير، وبين الركون في الزاوية والعمل الدؤوب في المسار الصائب، إنه التحدي الأكبر، فأما أن نكون أو لا نكون.
سامي هاويل- سدني