بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
مهمة مالك خوشابا للاتصال بالحلفاء وطلب المساعدة منهم / الجزء الثالث والاخير
27 / 11 / 2013
http://nala4u.com
وبعد انتهاء مدة الاربعة ايام التي طلبها الدكتور باكرات عاد كل من الاستاذ شموئيل يلدا والشماس طليا يوناذم واسخريا شمعون وتوما كوركيس لاستلام جواب رسالة ملك خوشابا . وعند وصولهم قرب القلعة دخل شخصان منهم الى بستانها وبقي الاخران خارج البستان ثم تسلق الشماس طليا حائط القلعة المقابل للمنطقة التي يسكنها الاسرى الاثوريين فنزل من باب السطح . وعلم من الاسرى بانه قد تم تسفير الدكتور باكرات وجميع الاجانب من قبل القوات التركية الى تبريز كاسرى حرب.. عاد حاملا معه قليلا من الخبز والزبيب واخبر رفاقه بذلك فعادوا جميعا الى مخبئهم في سياوش . ولما وصل مالك خوشابا وحمايته الى ذلك المخبا ارسل الشماس كندلو بثيون لدخول القلعة والتي دخلها بسهولة لان جنود الاتراك كانوا قد غادروها ولم يبقى فيها الا بعض الحرس من الايرانيين فقط وتاخر كثيرا داخل القلعة منتظرا تجهيزهم بتلاتة اكياس من الخبز وبعض علب الحليب وهرب معه ثلاثة من الاسرى كما وارادت عدة نساء للهرب معهم الا ان مالك خوشابا رفض ذلك لاعتقاده بعدم تمكنهم من تحمل الرحلة في فصل الشتاء القارص والسير ليلا في تلك الجبال الوعرة . وغادروا المخبا ليلا الى جبل سيري ومنه الى قلعة دمدمة حيث مكثوا يومين في تلك الوديان ثم تابعوا سفرهم الى ميناء خان تخت على بحيرة اورميا التي كانت القوات التركية لا تزال موجودة فيها . وهنالك التقوا بشخص يدعى احمد ومعه اربعة نساء واطفالهن الذين كانوا في حالة يرثى لها من الجوع الشديد فقدموا لهم ما عندهم من الخبز والزبيب واعطوهم بعض النقود ولما راى احمد نبلهم وشهامتهم واحسانهم له ولعائلته بالرغم من انهم كانوا من اعدائه تبرع ان يقوم بدور الدليل لهم في تلك المناطق والطرق غير المعروفة لهم ايفاء منه لمعروفهم له . وكان يقوم بشراء الخبز لهم وهم بعيدون عن انظار الايرانيين فتحمل المشقات والمتاعب من اجلهم بكل اخلاص وامانة . ولما وصلوا قمة الجبل الواقع بالقرب من مدينة ( ماراغا ) التي كانت تسكنها جالية ارمنية ارسل مالك خوشابا رسالة مع احمد مبينا فيها بعض المعلومات عن مصير الاثوريين فسلمها احمد الى شخص ارمني والذي سلمها بدوره الى الدكتور يوئيل البازي ( شقيق القس دانيال ومن عمومة اغا بطرس ) والذي كان يسكن مع عائلته في هذه المدينة حيث يمارس الطب فيها . ولما قرا الدكتور يوئيل رسالة مالك خوشابا دعاه ورفاقه الى داره حالا وقبلوا دعوته ودخلوا الدار من البستان . رحب بهم كثيرا فانشرحوا وارتاحوا جدا لانهم لاول مرة يدخلون دارا مريحة وياكلون طعاما مطبوخا منذ اشهر . وزودهم الدكتور يوئيل بمعلومات وافية عن الاثوريين وقال لهم انه من الصعب عليهم السير في المناطق الجبلية في فصل الشتاء من جراء البرد والثلوج لذا يتوجب عليهم السير في الطرق الاعتيادية في السهول وبدون سلاح على ان يرسل معهم شخصا ارمنيا كدليل لهم حتى زنكان حيث ان مقدمة القوات الانكليزية قد وصلتها . فتحركوا على طريق زنكان / قزوين بعد تركهم لسلاحهم في ماراغا لدى الدكتور يوئيل وابقوا معهم بعض المسدسات والخناجر مخفية تحت ملابسهم . وعند وصولهم الى زنكان اتصل مالك خوشابا بقائد القوات الانكليزية معرفا نفسه به فاستقبله بترحاب كبير وامر بتقديم كل ما يحتاجونه من الطعام والملابس ثم اتصل بالقنصل الانكليزي مبينا له وضعهم بالتفصيل . اعطى مالك خوشابا لاحمد بعد ان انتهت مهمته معهم مبلغا من المال وكتاب توصية الى الاثوريين والمبشرين وتم تكريمه من قبلهم اكراما للمساعدة التي قدمها لمالك خوشابا ورفاقه .
وعندما عرف احمد بان الشخص الذي كانوا يسمونه الشماس اوديشو كان مالك خوشابا نفسه…
قال ( انني كنت اشعر بان هذه الشخصية لم تكن شخصية عادية لما كنت المسه من تصرفاته الراقية واطاعة رفاقه لاوامره في اصعب الظروف) وبعد مكوثهم يومين في زنكان . وردت برقية من القائد العام للقوات البريطانية في قزوين يطلب فيها حضور مالك خوشابا الى قزوين . وعليه سافر اليها مستصحبا معه ابنه داؤود وابن خاله باكوس عوديشو ثم تبعه بقية رفاقهم فالتحقوا بهم في همدان . وكان في همدان عدد كبير من اثوريي اورميا الذين اجتمعوا في احدى الكنائس فالقى عليهم مالك خوشابا كلمة مبينا فيها تفاصيل رحلته ومهمته . ثم اقيم احتفال كبير لمالك خوشابا ورفاقه من قبل قائد القوات الانكليزية والارساليات الامريكية والاثوريين الموجودين في همدان احتفاء بهم ثم غادروا الى كرمنشاه ومنها الى بايتخت فخانقين واخيرا الى بعقوبة في العراق حيث وصلوا اليها في الاول من كانون الاول سنة 1918 وكتب الجنرال اوستن المسؤول عن المخيمات التي كان يسكنها الاثوريين في بعقوبة في كتابه (المدينة البيضاء) عن رحله مالك خوشابا ورفاقه بانها من اخطر المجازفات في ذلك العصر لما انطوت عليه من المخاطر وتميزت به الشجاعة الخارقة وتحمل الصعاب والفطنة المذهلة والدراية الفائقة …….
لقد بدات رحلة مالك خوشابا المكلف بها في 14 حزيران 1918 اي قبل وصول الطائرة البريطانية الى اورميا بعدة ايام ولو كان وصول الطائرة قد تم قبل سفر مالك خوشابا لكان الموقف قد تغير ولكان مالك خوشابا يقود القوات الاثورية في حالة غياب اغا بطرس بذهابه الى ساين قلعة ولكن مشيئة الرب ارادت ان تكون الامور هكذا فليس لنا سوى الرضوخ لمشيئته , الرحمة للشهداء الذين ذبحوا في اورميا والذين يقدر عددهم باكثر من خمسة عشر الف شهيد ……
تنويه من نالافوريو
علينا ان نذكر المشاهد والمستمع الكريم في الجزء الثاني فاتنا ان نذكر بان المقاتل لا زار اوشانا بيث كوكا الذي قام بحرق جسر جيماني لمنع وصول الاعداء فقد جرح في تلك العملية واستشهد اخاه اثناء تلك المعارك
والكلام التي قالته والدة لازار له (مبروك جروحك ولدي ) هي لرفع من عزيمته ومعنوياته
نشكر الاستاذ عمانوئيل كيوركيس سخريا لايضاح هذه المعلومة والاستاذ عمانوئيل كيوركيس سخريا هو حفيد سخريا شمعون احد رفاق مالك خوشابا الاثنى العشر الذي شارك في هذه الرحلة الشاقة لخدمة قضيتهم الوطنية والقومية
التعليق
نقتبس من الجزء الاول
بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بالقوات الاثورية في معركة سيري وقرب نفاذ عتادها فكان لا بد من ايجاد مخرج لهذا الموقف فاجتمع المجلس المذكور برئاسة دكتر شيت لمناقشة الموقف المتازم وتوصل المجتمعون بضرورة الاتصال بالحلفاء وطلب النجدة منهم باسرع وقت ممكن وكان المنفذ الوحيد هو الوصول الى القوات الانكليزية المتقدمة من بغداد الى الموصل ووقع الاختيار على اغا بطرس للقيام بهذه المهمة ولكن اغا بطرس اعتذر لانه ليس له معرفة يطبيعة المنطقة حيث انه تركها منذ ان طردته عشيرته مع عائلته بسبب قضية مقتل ابن عمه على يد شقيقه سهوا وكذلك لعدم مهرفته بالعشائر الكردية المتواجدة في المنطقة ولذلك اقترح اغا بطرس على المؤتمرين ان يكلف مالك خوشابا بهذه المهمة لتوفر كل ما سبق فيه ولذا قرر المؤتمرون بان يقوم مالك خوشابا بتنفيذ هذه المهمة على ان يصتصحب معه قو صغيرة لاجل حمايته لان واجبه يتطلب منه شق طريقه في صفوف الاعداء للوصول الى القوات الانكليزية وتم تزويده بالكتاب التالي :
المصادر :
مذكرات الاستاذ شموئيل يلدا الذي كان مشاركا في هذه المهمة
من كتاب القس يوئيل وردة الامة الاثورية لن تموت
مذكرات الشماس داود الاشوتي
تاريخ اشور كلدو للقس شموئيل داو
التعليق
بعد هذه الشهادة والوثيقة التاريخية وبعظمة لسان اغا بطرس باقتراحه بان توكل المهمة لرفيقه التوأم مالك خوشابا علينا ان نتسائل
هل يمكن القول بان اغا بطرس قد تخاذل او تبجح بهذه الحجج لعدم قيامه بهذه المهمة ؟
الجواب; كلا والف كلا وحاشا ان يتخاذل اغا بطرس في أداء مهامه الوطنية والقومية
وماذا عن نفر قليل من المحسوبين على الاشوريين الذين يدعون ويتبجحون بانهزام مالك وخوشابا ورفاقه من ساحة المعركة؟
الجواب; شهادة ووثيقة رفيقه التوأم اغا بطرس وذلك باسناد المهمة الى مالك خوشابا واستنادا على المصادر المذكورة اعلاه
لأهمية المادة, لذا اعيد نشرها مع التقدير