بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
سرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو ودماء سميل (مذكرات مالك لوكو شليمون التخومي) / الجزء الاول
03 / 08 / 2013
http://nala4u.com
قبل البدء برواية تسلسل الاحداث ,ارى من الضروري توضيح موقف العشائر الاشورية من وجهتي نظر الطرفين :
الطرف الاول :
مؤيدوا وجهة نظر مالك خوشابا كانوا (4200 ) عائلة حسب ما مثبت في ارشيف وزارة الداخلية العراقية ووزارة المستعمرات البريطانية والرؤساء المؤيدين لهذا الطرف كانوا كل من :
الاسقف مار سركيس :
الاسقف مار يوءآلاها :
مالك خمو البازي :
مالك نمرود جيلو :
مالك يونان جيلو :
مالك مروكي جيلو :
الدكتور بابا فرهاد :
الرئيس خيو عوديشو الاشوتي :
الرئيس شليمون مطلوب كاور :
القس يوسف قليتا :
مالك زيا شمزدين :
القس كينا كورييل البازي :
السيد اسماعيل شوو البازي :
الرئيس شمعون برخيشو :الرئيس كورييل شمعون البازي :
مالك جكو كيو تياري العليا زوج شقيقة مالك ياقو :
اوديشو دديشو تياري العليا :
الرئيس عوديشو انويا الاشوتي :
الرئيس دانيال بارس جيلو :
الرئيس اسماعيل موشي ……
الطرف الثاني :
مؤيدوا وجهة نظر مار ايشاي شمعون كانوا(1650) عائلة والرؤساء المؤيدين لهذا الطرف :
المطران يوسف خنانيشو :
مالك ياقو تياري العليا :
مالك لوكو شليمون تخوما :
القس كوركيس تخوما :
مالك اندريوس جيلو :
مالك داود تخوما :
زادوق انويا الاشوتي :
الرئيس بكو اوشانا الاشوتي :
الرئيس يوخنا هلمون :
الرئيس وردة اوشانا تياري العليا :
الرئيس هرمز يونان تخوما :
شليمون زومايا تخوما :
توما مخمورا البازي :
تيلو داود البازي :
الشماس كنو جيلو :
الشماس يوسف تياري العليا :
الرئيس يوسف صورة تياري العليا :
الرئيس عوديشو خوشابا تياري العليا :
هرمز طليا البازي :
داود والد مارشمعون ………
بعد ان تم العفو عن مالك ياقو عن الاعمال المسلحة التي قام بها والتي سبق ذكرها بضغط من الانكليز عقد اجتماع في متصرفية الموصل والتي اصر فيها مؤيدي مارشمعون على عدم موافقتهم على مشروع الاسكان ما لم ياتيهم ايعاز من قداسة مار ايشاي شمعون والذي كان ممنوع عليه من ترك بغداد دون الموافقة على تخليه عن فكرة السلطة الزمنية التي كان يطالب بها … فطلب كل من المتصرف خليل عزمي والمفتش الاداري العقيد ستافورد والميجر تومسون خبير الاسكان من المطران مار يوسف خنانيشو ومالك اندريوس ومالك ياقو ومالك لوكو الذهاب الى بغداد لمقابلة المارشمعون واقناعه للموافقة على خطة الاسكان والتنازل عن فكرة مطالبته بالسلطة الزمنية فامتنع المطران يوسف خنانيشو من الذهاب بحجة انه رجل دين ولا يتدخل في الامور الدنيوية ولكنه في الحقيقة كان المسؤول الاول في تحريك تلك الاحداث كما ثبت لاحقا كذلك رفض مالك اندريوس قائلا ان ياقو ولوكو يكفيان لتلك المهمة ……
وعليه وافق الاثنان على السفر الى بغداد لاقناع المارشمعون بعدوله عن فكرة السلطة الزمنية فمنحهما الميجر تومسون 9 دنانير اجور سفر وحجز لهما غرفة في فندق مود الا انهما طلبا السفر بواسطة السيارة عن طريق كركوك .. فقال لهما الميجر تومسون بانه سيلحق بهما الى بغداد للاشتراك معهما في اقناع قداسته بقبوله خطة الحكومة نحوه ونحو الاثوريين ……
وألآن نأتي الى ما ذكره المرحوم مالك لوكو شليمون التخومي في مذكراته :
يقول مالك لوكو :
في يوم 11 تموز سنة 1933 وفي الساعة الثانية بعد الظهر عندما انصرفنا من الاجتماع في المتصرفية واتفقنا على السفر الى بغداد لاقناع المارشمعون بالعدول عن فكرة مطالبته بالسلطة الزمنية ذهبنا انا وياقو الى منزل المارشمعون في الدواسة بالموصل . وعند دخولنا غرفة الاستقبال وجدنا سرمة خاتون والمطران يوسف خنانيشو جالسين فيها وقبل ان نسلم عليهما صرخا في وجهنا قائلين لنا ;
(من الذي وكلكما ان تسافرا الى بغداد لاقناع المار شمعون بقبول التنازل عن سلطته الزمنية ؟
اذا كنتما حقا من المخلصين للمارشمعون فعليكما الالتجاء فورا مع رجالكما المسلحين الى قمم الجبال ) ؟
وبقينا صامتين ثم دخلت سورمة خاتون ومعها كل من المطران مار يوسف خنانيشو ومالك ياقو الى غرفتها حيث بقوا مدة نصف ساعة ثم خرج مالك ياقو واخبرني بانهم قد قرروا عدم سفرنا الى بغداد والسفر الى قرية سميل عوضا عن ذلك لاتخاذ الترتيبات اللازمة مع اتباعنا ولما استفسرت منه عن موقفنا بخصوص وعدنا لكل من المتصرف والميجر تومسن بالسفر الى بغداد اجابني بان الحكومة تريد ان تخدعنا بان ترسلنا الى بغداد كي تلقي القبض علينا هناك وترسلنا الى سجن الناصرية … وكان هذا الاتفاق قد تم سرا بين سرمة خاتون والمطران مار يوسف خنانيشو ومالك ياقو ولما كنت صغير السن وقليل التجارب ولم تكن لي المعلومات الكافية عن نوايا العائلة المارشمعونية لذا كنت اصدق كل اقوالها مما ادى الامر بي الى اطاعة اوامرها طاعة عمياء حتى اليوم الذي انكشف لي (عدم مصداقيتها) حيث تاكدت لي كل الحقائق التي كان يرويها المرحوم مالك خوشابا عن هذه العائلة في عام 1932 والتي مع الاسف الشديد لم اصدقها في حينه لانني كما قلت كنت اجهل آنذاك نوايا هذه العائلة . فخرجنا انا وياقو من الموصل ليلا مستقلين سيارة ومتجهين نحو قرية سميل حيث كان مسكن ياقو فيها ومن هناك ذهبنا الى قرية بوسرية التي كان يسكنها اتباعي ابناء عشيرة تخوما . واجتمعنا فيها مع القس كوركيس (ججي) التخومي وبعض رؤساء العشيرة وشرحنا لهم الموقف وما تم الاستنتاج منه وعليه قررنا انا وياقو عبور الحدود العراقية الى سوريا والاتصال بالسلطات الفرنسية لتمهيد الطريق للآثوريين الذين لا يرغبون البقاء في العراق للدخول الى الاراضي السورية وقلت للقس كوركيس بانه اذا نجحنا في مسعانا ساكتب له رسالة وارسلها مع احد الاشخاص المرافقين لنا واذكر فيها بان تجارتنا كانت ناجحة اي ان الاتفاق قد حصل مع السلطات الفرنسية وفي حالة فشلنا في مسعانا كنت اذكر في رسالتي بان تجارتنا غير جيدة واطلب منهم التحرك فورا الى الحدود السورية في حالة نجاح مهمتنا وفي حالة فشلنا فعليهم البقاء في العراق واطاعة جميع اوامر الحكومة العراقية اسوة بغيرهم من الاثوريين الباقين اما نحن انا وياقو كنا سنبقى في سوريا كلاجئين سياسيين لدى السلطات الفرنسية في سوريا لعدم تمكننا من العودة الى العراق ثانية ..
وفي الساعة الثامنة مساء تحركنا ومعنا ثلاثة اشخاص وهم كل من بنيامين مروكل من عشيرة تياري العليا ومكو وموشي من عشيرة تخوما وسرنا ليلا حتى وصلنا عند الفجر قرب قرية ديربون حيث قضينا فترة استراحة على عين ماء كائنة على جبل بيخير منتظرين حلول الظلام لنتمكن من عبور نهر دجلة الى داخل الاراضي السورية .. وتمكنا من العبور اثناء الليل من نقطة تقع جنوب فيشخابور بواسطة كلك صغير مصنوع من القراب .. وفي الصباح وصلنا الى معسكر قوة فرنسية في قرية خانك القريبة من الحدود العراقية واتصلنا بآمرها عارضين عليه قضيتنا فاخذنا حالا بسيارة الى قرية ديرك حيث كان مقر المستشار الفرنسي (كابتن لارست) .
ولما عرضنا عليه قضيتنا مفصلا نقلها بدوره برقيا الى المندوب السامي الفرنسي في بيروت قائلا لنا بانه سيخبرنا بالنتيجة عند ورود الجواب من المندوب السامي … وبينما كنا ننتظر الجواب ارسلت رسالة الى القس كوركيس في العراق مع احد مرافقينا مبينا له فيها باننا سنخبرهم بالنتيجة حال حصولنا عليها طالبا منهم البقاء والمحافظة على الهدوء والسكينة .. الا انه قبل حصولنا على النتيجة وبينما كنا مدعوين لتناول طعام الغذاء في مكان اثري على نهر دجلة من قبل توما البازي الذي كان يسكن هناك جاءنا خيالان من الجندرمة السورية واخبرونا بان حوالي 500 رجل من اتباعنا قد وصلوا مع اسلحتهم من العراق الى قرية خانك … فهرعنا الى هنالك على الفور والتقيت بالقس كوركيس وسالته فيما اذا كان قد استلم رساتلتي اليه. فاجابني بانه قد استلمها الا انهم لم يتمكنوا من الانتظار لان المارشمعون كان قد اخبرهم بواسطة شليمون بن مالك اسماعيل بان الجيش العراقي سوف يتحرك نحو قراهم ويقوم بقتلهم جميعا لذا امرهم بالالتحاق بنا مع سلاحهم فورا قبل ان يتمكن الجيش العراقي من الوصول الى قراهم وسد الطرق بوجههم . ولما اكد كل من سرمة خانم والمطران يوسف خنانيشو هذا الخبر اضطروا الى التحرك والالتحاق بهم … ثم توافدت جماعات اخرى وعبرت النهر حتى بلغ عددها حوالي 900 شخص منهم 600 شخص يحملون اتلسلاح والبقية بدون سلاح تم تعسكرهم في تلك الاراضي الخالية من اي ظل او شجرة تحت اشعة الشمس المحرقة وبدون طعام وبينما نحن في هذه الحالة المزرية اصدر ياقو اوامره الى بعض من رجاله لمنع اي شخص من الاتصال باحد او الاستفسار من اي شخص اخر سواه حول الموضوع ولذا حصل بعض التذمر بين الوافدين ولما قلته باننا كنا بامس الحاجة الى مخرج من ورطتنا ولم نكن الى مظاهر فارغة اجابني ان الوضع يتطلب الكتمان وعدم الاتصال بالآخرين واخذ يتحجج ببعض الحجج … يتبع…
تنويه (nala4u); لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.