ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
الموضوع; حياةُ آدمَ الأوّلِ First Adam’s Life By Kāmil Ifrāyim Salāma Alṭīf (1899-1983)
06 / 07 / 2024
http://nala4u.com
בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון, 2021, כרך א’ עמ’ 33–36. كامل إفرايم سلامة ألْطيف: جمع المادّة وكتبها بالعربيّة والأمين صدقة ترجمها إلى العبريّة.
سبعة أيّام آدمَ وحوّاء في جنّة عَدَن
في البداية خلق الله السماواتِ والأرضَ، ثمّ خلق الأيّام، الشمس والقمر وكلّ الكواكب، الأشجار، الحيوانات، الطيور والدبيب. أخيرًا، أراد أن يخلُق الإنسان ليُدير كلَّ هذه المخلوقات. لهذا، بنى هيكلًا من التراب ونفخ في أنفه نسمة الحياة فصار آدمُ جسمًا حيّا [تكوين 2: 7؛ اُنظر حسيب شحادة، الترجمة العربيّة لتوراة السامريّين، المجلّد الأوّل: سفر التكوين وسفر الخروج. القدس: الأكاديمية الوطنيّة الإسرائيليّة للعلوم والآداب، 1989، ص. 9]. زوّده بعقل ليراقبَ كلّ أعمال الباري. كان آدم ابنَ عشرين سنة عندما خُلق [على ما يبدو وفق التقليد السامريّ]. وحينما فتح عينيه، فهم العالَم وخالقه، ونطق بالكلمات الأولى: الله إلهنا، الله واحد.
صورة آدمَ كانت شبيهةً بصورة الملائكة، لأنّه ميّز صورته عن شكل كلّ الحيوانات. وقد كان آدمُ يخاف دائمًا من هذه الحيوانات، للانقضاض عليه. ذات يوم، وقع آدمُ في سُبات، أخذ اللله ضِلعًا من أضلاعه وصنع منها امرأة جميلة المنظر.
عندما رآها قال: عظْم من عظامي ولحم من لحمي لذلك تسمّى امرأة [تكوين 2: 23؛ اُنظر حسيب شحادة، ص. 11]. وضعهما الله في جنّة عدن ليتمتّعا بفاكهة أشجارها. الله نهاهما عنِ الاقترابَ من شجرة المعرفة، ما داما موجوديْن في الجنّة. كما نهاهما عن تناول فاكهة تلك الشجرة، وإلّا فسيُميتهما.
لقد فسّر حكماءُ الطائفة السامريّة شجرةَ المعرفة هذه، بتفسيرات مختلفة، وكلّ مفسِّر قدّم تفسيرًا مختلفا. كان من قال إنّ الشجرةَ شجرةُ تفّاح، لذلك يقال إنّ العظمة في عُنْق الرجُل والمرأة هي تفّاحة أبينا آدم. والدي، المرحوم المغفور له، إفرايم سلامة الدنفيّ، ذهب إلى أنّ المقصودَ ”كرْمة العنب“، كما ورد في كتابه الموسوم ”قطف الأزهار“ [قرابة الألف صفحة، كما أبلغني الصديق الأمين صدقة، 7 كانون ثان 2023] وهو شرح لكلّ التوراة؛ ويقول إنّ اللهَ حظر على آدم مسّ الكرمة قبل أن ينضج العنب.
عوقب أبونا آدمُ مرّتين في حياته. المرّة الأولى، عندما أغرى الثعبان، أخبثُ من كلّ وحشيّة الصحراء، زوجتَه وسألها حقًّا قال الله لا تأكلا من كلّ شجر الجنان؟ فأجابتِ الزوجة: من ثمر الجنان نأكل ومن ثمر الشجرة هذه التي في وسط الجنان قال الله لا تأكلا منها ولا تدنيا بها كيلا تموتا [تكوين 3: 1-3؛ اُنظر حسيب شحادة، ص. 11-13].
أجابها الثعبان: ”لا موتًا تموتان …انّ في يوم أكلكما منها تنجلي بصيرتكا وتصيران كالملائكة عارفي الخير والشرّ“ [تكوين 3: 4-5؛ اُنظر حسيب شحادة، ص. 13]. عندها رغبت المرأة في الأكل من الشجرة، ذهبت وأكلت وأعطت زوجها آدمَ أيضًا فأكلا، في تلك الساعة، نزع الله عنهما رداءَ الجلْد الذي ألبسهما به، حين دخلا جنّة عدن فأصبحا عُريانيْن، فرأى كلّ منهما عَوْرةَ الآخر، فأخذا أوراقَ تين وصنعا منها أحْزِمة.
المرّة الثانية كانت عندما كان آدمُ داخلَ الجنّة، سمِع صوتًا عاليًا صارخًا من داخل جنّة عدن. اِرتعب آدم جدًّا لأنّّه علِم أنّ هذا كان صوت الله، راح واختبأ. إلهه أخرجه من جنّة عدن لفلاحة الأرض، وطرده مع زوجته، ”واسكن شرقيّ جنان النعيم الأشباح“ [تكوين 3: 24؛ حسيب شحادة، ص. 15].
النقطة التي ينبغي التوقّف عندها هي: ما هي شجرة المعرفة؟ لا أستطيع أن أُنكر بأنّ شجرة المعرفة هي سفر التوراة، الذي خُلق يومَ خلق العالَم. وقد أكّد ذلك مَرْقِه، كبير الحكماء، بقوله: مشيئة الله هي الألواح، مشيئته التي نفّذها في ستّة أيّام [الخليقة]، وأقتبس ما كتبه الربّان إلعزر بن فينحس أيضًا ”خطّ يد وقارك، قبله بعظمة، الكتاب العظيم من أيّام الخليقة“.
عندما طُرِد أبونا آدمُ من جنّة عدن، أخذ معه ثلاثة كتب عظيمة وهي: كتاب الأعاجيب، كتاب النجوم وكتاب الحروب. وعندما أسكن الله الأشباح/الكروبيم شرقيّ جنّة عدن، ثمّة في المدخل لميع السيوف المتقلّبة، ولم يكن مثيلًا لها سوى شخصِ ملاكٍ واقف لمنع كلّ متحدّر من نسْل آدمَ، منَ الاقتراب من مدخل جنّة عدن. لذلك قيل: ”لحفظ طريق شجرة الحيوة“ [تكوين 3: 24؛ حسيب شحادة، ص. 15].
سكن آدمُ في جبل جريزيم، جبل البرَكة، مائةَ عام. قضى كلَّ أوقاته هناك بالتوْبة، بالصلاة وبعبادة خالقه. وفي النهاية، نزَل من هناك إلى نابلس، وسكن فيها مع زوجته. عاشا وحدَهما، وكانا يشاهدان معاشرة الحيواناتِ. كان آدم يرى زوجته عاريةً، بلا ملابس. أُثيرت شهوتُه فجامعها، ولدت ابنًا سمّاه قايين. حملت ثانية فولدت ابنًا وسمّته هابيل. هما أولدا بنات أيضا.
آدم يبحث عن نورَ موسى في أبنائه
آدمُ لم يكن سعيدًا في داخله، عندما نظر إلى وجهَي قايين وهابيل؛ لأنّه لم يرَ علامة الصورة الملائكيّة، صورة سيّدنا موسى. قرأ آدم في الكتب الثلاثة التي كانت معه، بأنّ واحدًا من نسله سيحمل الاسم موسى، وسيكون ذا صورة نور جنّة عدن. لذلك، بدأ آدمُ بالصلاة ملتمسًا من إله كلّ الخليقة أن يُريه نور سيّدنا موسى. بعث الله لآدمَ ملاكًا ليعلّمَه الاسم يهوه (الاسم الصريح)، وهو عندنا ”شمه“، وهذا الاسم مكتوب بالترتيب العكسي ”هشم“ الذي كان ينطق به الكاهن الأكبر في أيّام الربّانين [المقصود: عهد الكهنة الكبار من سلالة فنحاس التي انتهت في أواخر القرن التاسع عشر ومجيء كهنة من ذريّة إيتامار شقيق فنحاس نجل هارون. أشكر صديقي الكاهن عزيز يعقوب النابلسيّ على إيفائي بهذه المعلومة، إلكترونيًّا في الثامن من كانون ثان العام 2023، وصديقي الأمين صدقة أجابني: الرببساه، الرباربس، في الثامن عشر من كانون ثان 2023 ] في سبوت الأعياد، الأعياد ورؤوس الشهور. حظر الله على آدمَ أن يعلّم ذلك لنسله إلّا بإذن خاصّ.
كبُر الفتيان وقدّما قرابين لإلههما: ”… فعطف الله الى هابيل والى هديته والى قايين والى هديته لم يعطف“ [تكوين 4: 4-5؛ حسيب شحادة، ص. 17]، وسكن كلّ منهما بعيدًا عن أبيه وأمّه. ذات يوم، خرج آدم من محلّه ونظر نحوَ السماء، وإذ يرى أنّ العالَمَ مظلمٌ، كسوف الشمس وخسوف القمر، برق ورعد من كلّ الجهات. قال: الله أعلمُ ماذا حدث، قد يكون أحدُ ابنيّ عمل شرًّا بشقيقه؟ خرج يستفسر من ملاكه ما مدلول الأمر. عندها علم آدم أن قايين قتل أخاه هابيل.
غادر آدمُ نابلس وانتقل للسكن في وادي بادان [البادان/ الباذان يقع 5 كم شمال شرقيّ نابلس، منطقة خلّابة، كثيرة الينابيع، جنوب شرقيّ طلّوزه]، وعند مرور قرن من الزمان على توبته، حبلت زوجته وولدت ابنا. نظر آدم إلى جبينه ورأى صورة النور الذي تمنّاه.
دعا اسمه شث ”اذ جعل لي الله خلفًا آخر عوض هابيل اذ قتله قايين“ [تكوين 4: 25؛ حسيب شحادة، ص. 19]. ولشث وُلد انوش وانوش أولد قينن الذي أولد مهلّليل وهذا أولد يرذ الذي أولد حنوك الذي أولد مثوشلح الذي أولد لمك. وولد للمك ابن في أيّام أبيه آدم أبينا. عندها قال آدم عن هذا الابن: ”هذا يسلّينا من أعمالنا ومن شقاء أيدينا من الارض التي لعنها الله“ [تكوين 5: 29؛ حسيب شحادة، ص. 23، 25] ودعا اسمَه نوحًا.
عرف آدمُ من قراءته، صلاتِه وتعلّمه اسمَ الله، بأنّ طوفانًا سيحدث زمن نوح ويُفسد كلّ الأرض.
حينما آن أوان آدمُ للموت، اِستدعى كلّ أفراد ذُرّيّته ومنها نوح، إلى مكان سُكناه في وادي البادان، وطلب منهم نقل جُثمانه إلى مكان اسمه عيول مطه، في سهل الخليل/حبرون، إذ هناك مغارة مخصّصة لدفن الصدّيقين. أطاع أبناؤه أباهم وفعلوا ما أمرهم به. وحتّى يوم وفاته، علّم آدم نوحًا الاسمَ الصريح أي يهوه، بعد أن أذِن له ملك العالمين بتعليمه هذا الأمر العزيز.
بعد موت آدم، مات مثوشلح ولمك ونوح، ودُفنوا في المغارة ذاتها، ولذلك تدعى باسم ”قرية أربع“. نعرف ذلك من كتاب الأساطير. قُسِّمتِ التوراةُ إلى ثلاثة أقسام: القسم الأوّل للخارجين من جنّة عدن، الثاني للخارجين من سفينة/فُلْك نوح، والثالث للمختونين. دُفِنت في هذه المغارة نساءُ الصدّيقين الثلاث – سارة زوجة إبراهيم، رفقة زوجة إسحاق، ليئة زوجة يعقوب. في حين أنّ رحيل زوجة يعقوب، ماتت بحيضها، ولذلك دُفنت عند مدخل بيت لحم أَفْراتة.
هكذا تعلّمتُ من قِصص الأوائل، عن أبينا آدمَ عليه السلام، ولم يبقَ لي إلّا الصلاة للخالق ليَهديَني لكلّ خير، ويرحمني برحماته الوفيرة، ويدلّني على فِعل الإحسان والخير، ويحميني من كلّ عدوّ شِرّير، ويضمن السلام العائلي.
سلامُ الله على سيّد الأنبياء والمرسَلين، موسى الأمين صاحب التوراة. دعونا نتمنّى كلُّنا أن يعلّمَنا صلاتَه يومَ العِقاب والثَّواب.