مع وصول أخبار مذبحة ( مازرتية وبافاوا) السريانيتين لأهالي بنيبيل (600 نسمة من السريان الآشوريين) 8 كم من ماردين، أدرك أهل بنيبيل ماذا ينتظرهم. لهذا استعدوا لمقاومة الغزاة المحتلين المسلمين والدفاع عن أنفسهم. يقول المؤرخ الفرنسي ( إيف ترنون) في كتابه (ماردين الإبادة 1915) نقلاً عن شهود عيان: ” الأكراد حاصروا قرية بنيبيل والسكان قاوموا ، تمترسوا في منازلهم التي فتحوا فيها ثغرات للرمي فكانوا يطلقون منها ولم يخطئوا ابداً ..ولما اطلق الجنود العثمانيون، الذين كانوا يساعدون في الهجوم ، بوقهم عدة مرات معلناً أمراً بالتحرك ، صاح أحد البنيبليين بالجندي الذي كان ينفخ بالبوق ( ألن تخرس يا خنزير) وأطلق عليه رصاصة اخترقت عنقه . وبعد حصار عديم الجدوى ، هرب الأكراد والجنود تاركين عدداً كبيراً من قتلاهم في مواقع الحدث . لسوء الحظ ، عمالقة بنيبيل كانوا خسروا سبعين من رجالهم . عندئذٍ أخذت كل أمرأة بندقية زوجها الشهيد واندفعت تطلق النار في مكانه. وخشية عودة المهاجمين ، باشر القرويون تحضير الأسلحة ، وصناعة الرصاص والبارود. وليتمكنوا من الحصول على أسلحة جديدة باعوا حتى أبواب منازلهم . لكن أحداً لم يجرؤ على التعرض لهؤلاء الأبطال ..” ……التحية لأبطال وبطلات بنيبيل والمجد لأرواح شهدائهم ولأرواح جميع شهداء الابادة(الآشورية- الارمنية ) .