بقلم اللواء بولص يوسف ملك خوشابا
الموضوع; مؤامرة اغتيال مار بنيامين ومعركة الثأر (الجزء الثاني)
21/ 11 / 2012
http://nala4u.com
بتاريخ 3 آذار سنة 1918 تحرك ركب مار بنيامين الى كونة شهر للاجتماع باسماعيل اغا ورافقه الرائد الروسي قوندراتو واربعة ضباط روس اخرين الذين كانوا يقودون الفوج الاثوري الذي شكله مار بنيامين من المجندين كما ورافقه كل من شقيقه داود على رأس قوة حراسته المؤلفة من مائة وخمسون جنديا خيالا ومعهم شموئيل خان وشقيقه ايشا ولدي بيجان .
ولما وصل الركب الى كونة شهر تتقدمه مركبة مار بنيامين التي تجرها الخيول حيث كانت الثلوج تتساقط بغزارة استقبله اسماعيل اغا بترحاب كبير حيث كان رجاله متراصين في صفين الصف الاول يحمل السلاح الروسي والصف الثاني يحمل السلاح التركي فاظهر مار بنيامين لاسماعيل اغا اثناء قيامه بتفتيش حرس الشرف سروره البالغ واعجابه الكبير بمظهر رجال اسماعيل اغا اللائق ودرجة انضباطهم فشكره اسماعيل اغا على تلك الالتفاتة ثم قاده الى مكان الاجتماع حيث دخل معهما الرائد الروسي قندراتو والضباط الاربعة وكل من داود شقيق مار بنيامين وشموئيل خان وايشا ولدي بيجان . اما الحرس البالغ عددهم مائة وخمسون خيالا تحت امرة دانيال مالك اسماعيل فبقى في فناء الدار منتظرا انتهاء الاجتماع للعودة الى مدينة خوسراوة.
بينما كان رجال اسماعيل اغا المسلحين قد احتلوا جميع النقاط المسيطرة على حرس مار بنيامين الذين اصبحت حياتهم تحت رحمة رجال اسماعيل اغا دون ان ياخذوا ابسط درجات الحذر لحماية انفسهم وذلك لثقة قادتهم بتلك الصداقة الجديدة التي لم تبدا بعد والتي كانت السبب في هلاك القادة وافراد الحرس الابرياء الذين نحروا كما تنحر الشياه دون ان يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم.
ويقال ان قسما من ذلك الحرس شعر بسوء نوايا مضيفهم واخبروا مار بنيامين بخطورة الموقف طالبين اخذ المبادرة بقتل اسماعيل اغا ومن معه بغية انقاذه الا انه رفض ذلك وعند انتهاء الاجتماع ودع مار بنيامين وحاشيته اسماعيل اغا ولما هم برفع قدمه ليدخل مركبته عاد اسماعيل اغا الى الغرفة المقابلة لها واطلق اول طلقة عليه فاصابته ثم انهالت الطلقات من رجال اسماعيل اغا المسيطرين على السطوح والنوافذ على ذلك الحشر من الناس وخيولهم فامتزجت دمائهم ببعضها وبهذا الاسلوب الجبان تم اغتيال مار بنيامين ومن معه ولم ينج منهم سوى ستة اشخاص فقط بما فيهم داود شقيق مار بنيامين الذي كان قد خرج من الاجتماع قبل انتهائه والرائد الروسي قوندراتو الذي اصيب بجرح فركب حصانه وخرج من الطوق باعجوبة حيث وصل الى خوسراوة ونقل اليها الخبر .
وعليه تقدمت بعض من سرايا فوج المجندين الى كونة شهر على وجه السرعة ولما وصلت الى مكان الحادث خرج داود شقيق مار بنيامين من مخبئه في كنيسة في محلة الارمن وتمكن من التعرف على جثة شقيقه التي كان قد مثل بها ثم جاؤا بها الى خوسراوة حيث دفن في كنيسة ماركوركيس الارمنية.
اما اسماعيل اغا ورجاله فلقد فروا الى الى قلعة جارا مقره الرئيسي حيث قاموا بانجاز استعداداتهم الدفاعية لمجابهة الهجوم الاثوري المحتمل الوقوع …….
التكملة في الجزء المقبل
بولص يوسف ملك خوشابا
لمتابعة الجزء الاول; انقر على الرابط ادناه