بقلم فواد الكنجي
الموضوع ; رأي حول قرار اندماج الحركة الديمقراطية الآشورية وحزب أبناء النهرين على الصعيدين التنظيمي والقومي الآشوري
09 / 03 / 2024
http://nala4u.com
لاشكّ بأن عملية توحيد الجهود وتقليص الفوارق سيزيد من ثقل التنظيم على الساحة السياسية، وسيبعث الأمل في نفوس كوادره وأعضائه ومؤازريه، أما بالنسبة للجماهير الآشورية فهناك ما نرتأيه لكسب ثقتهم من جديد، سنأتي لذكره بعد قليل.
على المستوى التنظيمي:
رغم حدة التراشق والخلافات الساخنة التي شهدناها بين الطرفين منذ عام 2013 ولكن بعد أن أدركوا خاصة عادة اللحمة من جديد،إ نحوالأعضاء والمؤازرين مشدودة أنظاربقيت يقيناً مقدار الإخفاق والتراجع الذي مني به الطرفين، حيث تقلص دورهما على الساحة السياسية العراقية، واستمر بالأنحدار حتى أنتهت الأمور بإزاحتهما من التمثيل الرسمي داخل مجلس النواب والحكومة العراقية. في هذه الأثناء، وبعد أن تم رسميا إعلان الأندماج بين الطرفين، بدأت أنظار الشارع القومي الآشوري تتوجه صوب هذا الحدث، أما على الصعيد التنظيمي فبدون أدنى شك سادت علامات الرضى والأرتياح، وتأججت جذوة الأمل من جديد في قلوب الأعضاء والمؤازرين.
على الصعيد القومي الآشوري:
بالنسبة للجماهير الآشورية، وعلى وجه الخصوص المهتمين بالشأن القومي الآشوري!، لازال الموقف ميالاً للحذر الشديد المصحوب بكثير من الشك والحساسية، خاصة وإننا اطلعنا على ما جاء في متن وثيقة التوحيد. فعلى مستوى المطالب القومية المطروحة في الوثيقة، هناك ما يتحتم الإشارة إليه ومناقشته بإسهاب، ولكننا سوف نتجنب هنا الحديث عن هذا الجانب، بأنتظار البيان الذي سيصدر عقب المؤتمر المزمع عقده قريباً.
ما يمكننا هنا التطرق إليه بأعتباره من الأولويات التي تضع المؤتمرين أمام تحدٍ كبير هو مسالة التسمية، فرغم تمسك معدي الوثيقة باعتماد مصطلح “شعبنا” المبهم، ولكننا قرأنا في الفقرة الخاصة بالتسمية إشارة واضحة الى تبني التنظيم العمل بالاعتماد على “الأسس
والمفاهيم الفكرية القومية الآشورية”، وهذه هي المرة الأولى التي يشار إليها رسمياً منذ انعقاد مؤتمر التسمية عام 2003، نأمل أن لا يقع ذلك ضمن مشروع التسويق الإعلامي القومي السياسي.
ما نرتأي أن يلفت أنتباه المؤتمرين، والذي سيكون بمثابة صمام الأمان للعمل على إعادة الثقة مجددا بالتنظيم!، هو وجوب التوقف بشكل جدي ومسؤول عند موضوع الهوية القومية الآشورية، ولا نعتقد هناك داعٍ للعودة والتذكير بشكل مفصل بالنتائج السلبية الكارثية التي آلت إليها عملية إقحام الهوية القومية الآشورية في صراع التسميات، أيّ كانت الأسباب والنوايا حينها، فاليوم إذا كان المؤتمرين على قناعة تامة لتبني الهوية الآشورية، والعمل وفق الأسس والمباديء الفكرية الآشورية!، وكون الحركة الديمقراطية الآشورية شكلت الى جانب المنظمة الآثورية الديمقراطية أحد القطبين الرئيسيين الذين عملا على التهيئة لأنعقاد مؤتمر التسمية عام 2003!، عليه يتحتم على المؤتمرين تقديم توضيح وافِ، وبشفافية تامة، عن هذا الموضوع، هذا إذا كانت هناك رغبة حقيقية للعودة مجدداً للتمسك بالهوية الآشورية، غير ذلك سوف يبقى الشك سيد الموقف، ولا أعتقد سيكون هناك مجال لفرصة أخرى مستقبلاً لإصلاح الموقف.
بأنتظار البيان الختامي للمؤتمر المرتقب ومقرراته، آملين أن يكون بمستوى التحدِ الذي يواجهه الشعب الآشوري أرضاً وحقوقاً ووجود، حينها سيكون لنا عودة.
سامي هاويل
8- 3 – 2024