بقلم سليمان يوسف
الموضوع; الموسيقار والملحن المبدع ،الآشوري السوري (نوري اسكندر Nouri Iskandar)
shuosin@gmail.com
31 / 12 / 2023
http://nala4u.com
الموسيقار والملحن المبدع ،الآشوري السوري (نوري اسكندر Nouri Iskandar) ، هُجر من سوريا !!.. قد يتفاجأ الكثيرين بهذه المعلومة ، لكنها حقيقة.. نعم.. الراحل الكبير (نوري اسكندر) هُجر من وطنه سوريا ولم يُهاجر رغبة منه بالهجرة و اللجوء عام 2013 إلى (مملكة السويد)، التي توفي فيها يوم 25 ك1 الجاري عن عمر ناهز 85 عاماً . هذا ما كشف عنه المرحوم ( نوري اسكندر)، في إحدى حواراته الصحفية بعد لجوئه إلى السويد، بالقول:” عمري تجاوز السبعين .. أخشى أن تخونني قواي قبل أن أكمل أبحاثي في تحليل الموسيقى السريانية التراثية وأتمم تجاربي بالعلاقات بين المقامات والأجناس الشرقية، وللأسف رغم التكاليف القليلة التي احتجتها للاستمرار في البحث الموسيقي، لم أجد دعماً في بلدي ولا حتى طلبي بإستأجار غرفة تحوي حاسبين آليين وموظف يعينني بأبحاثي، وأعتقد أن الحد الأدنى من المعيشة التي تؤمنه السويد سيساعدني على استمرار وتأمين ما أحتاج إليه لتنويط ما تبقى لي من نتاجات”.
نعم، حين تتخلى الدولة عن مسؤولياتها وواجباتها الوطنية والأخلاقية تجاه (الخامات الوطنية) ، أصحاب الكفاءات والعقول المبدعة، وحين ترفض تقديم لهم ما يحتاجونه للاستمرار في عطاءاتهم و استكمال أبحاثهم، حينها يضطر المبدع للبحث عن مكان آخر لاستكمال مسيرة حياته وعطاءاته وتحقيق طموحاته العلمية… الموسيقار (نوري اسكندر) واحد من العشرات بل من المئات من المبدعين السوريين، الذين اضطروا الى ترك سورياً بحثاُ عن من يقدم له الدعم المادي والمعنوي لاستكمال أبحاثهم وتحقيق طموحاتهم العلمية و العيش الكريم .
الراحل الكبير (نوري اسكندر) ، ابن (مدينة ديرالزور في الجزيرة السورية )، علامة موسيقية عالمية .كنز لا يعوض في مجال الموسيقى السريانية الآشورية والسورية . سفير الموسيقا السريانية والسورية في العالم .. خامة وطنية سورية .. بإبداعاته وعطاءاته الموسيقية المتميزة في مجال ( العزف والتلحين و التنويط)، رفع من شأن الوطن السوري، الذي أحبه وأعطاه ما لم يعطيه أي فنان سوري آخر .. لكن ماذا نقول لدولة يحكمها (نظام ) لا يقدر (الخامات الوطنية المبدعة) ولا يعير اهتماماً لقيمة وأهمية عطاءاتها الوطنية ولا يجد نفسه معنياً بمصيرها ومستقبلها ؟؟؟. نوري، كان يعيش( خبزنا كفاف يومنا) براتبه التقاعدي (، أضطُر على الرحيل وترك سوريا وطلب اللجوء في مملكة السويد، بعد مسيرة من العطاء والإبداع في حقل الموسيقى”عزف تلحين تنويط” دامت أكثر من نصف قرن داخل سوريا.. بعد أن تخلت عنه وخذلته و دفعته لترك سوريا( تهجيره) ، نعت (وزارة الثقافة السورية) الموسيقار (نوري إسكندر). رحيله خسارة كبيرة للموسيقى السريانية الآشورية بالدرجة الأولى وخسارة كبيرة للموسيقى السورية والعالمية بالدرجة الثانية … المجد والخلود لروح الراحل الكبير ، الموسيقار والملحن المبدع الآشوري السوري العالمي ( نوري اسكندر) .
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية , تاريخ ولغة .