بقلم سليمان يوسف
الموضوع; مغالطات (سياسية – تاريخية) أم رغبة جامحة في التكريد؟
shuosin@gmail.com
08 / 12 / 2023
http://nala4u.com
مغالطات (سياسية – تاريخية) أم رغبة جامحة في التكريد؟. الزعيم الكردي التركي ( عبدالله أوجلان) ،المعروف بـ( آبو)، فك الله أسره من سجون (الفاشية التركية): يقول ( آبو) : ” إن نهاية كافة الأنظمة السياسية التي تعتمد على العنف المجرد تؤدي الى نهاية مماثلة، فهذه السياسة الإمبريالية، التي أخذت أرثها من سرغون الأكادي وتكاملت مع حمورابي البابلي والتي نُفذت من قبل الآشوريين ، كانت تعني جهنم لشعوب الشرق الأوسط “… (الصورة مع أقوال أوجلان ، عن كتاب.. وطن الشمس – جزء أول ص7 .. لعبدالله قره مان).
ربط “الجحيم”، الذي تعيشه شعوب الشرق الأوسط جراء السياسات الحمقاء لأنظمة وحكومات (فاشية استبدادية فاسدة)، بملوك وعظماء ( بابل وآشور) هي قراءة خاطئة مؤدلجة لأحداث ومحطات تاريخية مضى عليها أكثر من 2500 عام . من دون شك، جميع الإمبراطوريات، قديماً وحديثاً، قامت وتوسعت من خلال الحروب والحملات العسكرية . لكن ما من مصادر تاريخية تتحدث عن أن الملوك الآشوريين لجأوا إلى العنف المفرط أو (المجرد) ضد الشعوب والأمم الخاضعة لسيطرتهم، كما فعلت الكثير من الإمبراطوريات ، منها (الإمبراطورية العثمانية الإسلامية) التي نفذت عمليات تطهير عرقي وديني بحق المسيحيين من أرمن وآشوريين ، بمشاركة كردية واسعة. ملوك ( أكاد ،بابل ، آشور) وضعوا أقدم الشرائع المكتوبة ” شريعة حمورابي” ،أقاموا أعظم (حضارة إنسانية) عرفها العالم القديم، معالمها شاخصة شامخة على امتداد (بلاد ما بين النهرين – بلاد آشور).لو أن هؤلاء الملوك العظماء لجأوا إلى العنف المفرط أو “المجرد ” ضد شعوب وأقوام المستعمرات البابلية الآشورية ، لما سقطت الإمبراطورية (الآشورية -البابلية)، أقوى الإمبراطوريات عرفها العالم القديم ، ولكان للآشوريين اليوم دولتهم في موطنهم التاريخي (بلاد آشور).
جاء في كتاب (مختارات 1 ص 95 ) لـ( عبدالله أوج آلان) :”في القرن العاشر ق .م كانت البلاد التي تضم ما بين النهرين مهداً للحضارة قد تم تقطير ثقافات الشعوب الى أن تم التوصل لارقى القيم الانسانية مشخصة في صورة الشعب الكردي..”.. يضيف “الشعب الكردي من أقدم الشعوب في المنطقة وهو صاحب الفضل في بناء تلك الحضارة الراقية حضارة ما بين النهرين..”. كما معظم السياسيين والكتاب الكرد حين يكتبون عن تاريخ المنطقة وشعوبها، ما كتبه السيد (عبدالله أوج آلان) هو كلام (إنشائي)، لا يمت الى حقائق التاريخ بشيء ،يفتقر إلى المصادر التاريخية المحايدة والموثوق بها..إنها الرغبة الجامحة لدى القوميين الكرد في تكريد كل شيء البشر والحجر.. . هنا أورد ما قاله الباحث الكردي العراقي المتخصص بتاريخ شعوب الشرق الأوسط من جامعة السوربون الدكتور (عمر ميران)، يقول: “المنطقة التي يسمونها، كردستان، كلما ذُكرت أمامي وأنا ابن تلك المنطقة، أشعر بالاشمئزاز لما تحمله هذه التسمية من عنصريه بغيضه. هذا الاسم يلغي الوجود الفعلي للكثير من القوميات المتواجدة فيها، من آشوريين وإيزيديين وعرب وتركمان وغيرهم. إنهم يريدون أن يُفهموا العالم بأن الأكراد كانوا أصحاب حضارة وعلم، وكل هذا غير وارد تاريخياً، وليس له أي إثبات علمي. علما أن معالم الحضارة الآشورية، الموجودة في نفس المنطقة، ما تزال قائمه هناك”.
ما كان يجب أن يقع الزعيم الكردي ( عبدالله أوج آلان ) ، في مثل هذه المغالطات السياسية والتاريخية، وهو بنظر أنصاره من الأكراد ” مفكر ومنظر وفيلسوف الحركة الكردية المعاصرة ” .. في بحثٍ مختصر وموثق ، تناولت فيه المغالطات التي وردت في الكتاب المشار اليه للسيد (آبو) (مختارات 1 ). صديق مقرب من (عبدالله أوج آلان) أوصل له البحث – حينها في تسعينيات القرن الماضي كان آبو يقيم في دمشق – . وفق ما نقل لي الصديق، أن (آبو) قرأ وباهتمام البحث وأعقب عليه بالقول “قد أقع في مغالطات تاريخية لأنني لست بمؤرخ ولا بباحث تاريخي”. اعتراف ( آبو ) لا يعني بأنه سيعيد النظر بقراءته لتاريخ المنطقة وشعوبها وبأنه سيصحح الأخطاء والمغالطات السياسية والتاريخية التي وقع فيها. لأن كل ما قاله وكتبه، إن كان حقيقة أم لا، بات جزءاً أساسياً وثابتاً من “عقيدة وأيديولوجية” الحزب الذي أسسه ويتزعمه ( حزب العمال الكردستاني – pkk).
تنويه: حينها كنت عضواً في (المنظمة الآثورية الديمقراطية) والبحث نشر باسم المنظمة (مكتب الثقافة والإعلام).. أين هم اليوم القائمون على المنظمة من تلك المواقف والمبادئ القومية الثابتة ومن الخطاب الآشوري الجريء المتمحور حول (القضية الآشورية) والرافض لتزيف تاريخ وحضارة بلاد آشور وتكريد موطن الآشوريين؟؟؟.. لأسف أنهم تخلوا عن كل شيء لقاء مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة .
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية , تاريخ ولغة ,وغير ملزم ما تسمى بكردستان .