بقلم سليمان يوسف
الموضوع; فاجعة (محرقة بغديدا الآشورية المسيحية، في محافظة نينوى، شمال العراق – 26 ايلول 2023): عروس بغديدا
shuosin@gmail.com
03 / 10 / 2023
https://nala4u.com
فاجعة (محرقة بغديدا الآشورية المسيحية، في محافظة نينوى، شمال العراق – 26 ايلول 2023): عروس بغديدا هذه المحرقة، أحدثت جرحاً عميقاً جديداً في الجسد الآشوري المنهك بالجروح .. فتحت (الذاكرة التاريخية الأليمة) للشعب الآشوري ، المثقلة بجبال من الآلام والأحزان.. أن يتحول (حفل زفاف) بظرف ثوان معدودة إلى (حريق كبير وجحيم قاتل) يلتهم صالة الحفل والمئات ممن هم بداخلها بظرف لحظات، حدث عليه الكثير الكثير من إشارات الاستفهام حول (ظروفه و أسبابه ودوافعه) ..بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن شهود العيان” أن أجهزة التبريد كانت تحترق قبل إطلاق الألعاب النارية .. وأن شخصاً أبلغ صاحب القاعة بأن أجهزة التبريد قد أطفئت ، دون أن يعلم أنها كانت تحترق واحترق معها الجدار من الخلف “.. العريس (ريفان) ، المفجوع بعرسه المأساوي، صرح في مقابلة مع شبكة (سكاي نيوز) البريطانية ” الحريق بدأ بطريقة ما في السقف وليس نتيجة شرارة انطلقت من الألعاب النارية.. قد يكون تماسًا كهربائيًا لا أعرف، لكنه بدأ في السقف.. شعرنا بالحرارة وعندما سمعت صوت طقطقة نظرت إلى السقف .. بدأ السقف، الذي كان مصنوعًا بالكامل من النايلون، في الذوبان.. ولم يستغرق الأمر سوى ثوانٍ”.. يضيف ” أصحاب القاعة أخبروهم أن الألعاب النارية كانت كهربائية، ويمكنك وضع يدك أو حتى البلاستيك عليها ولن يحترق “. كلام العريس وروايات شهود عيان ناجون من المحرقة كذلك مقاطع فيديو من داخل الصالة تداولاتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ، جميعها تعزز القناعة بوجود يد خفية (جهة ما ) تقف خلف هذه (الجريمة المروعة) بحق ناس لا ذنب لهم ، ذنبهم الوحيد أنهم لبوا دعوة المشاركة في (حفل زفاف) ..
الطبقة (السياسية والإدارية والقضائية والتشريعية) الحاكمة للعراق، وهي قوى (طائفية ،عرقية، قبلية ) ( عربية\سنية شيعية ..كردية) ، تبارت في التباكي على ضحايا (محرقة بغديدا)، للتبرؤ والتهرب من المسؤولية وللظهور بمظهر (العراقي الوطني الشريف) الحريص على أمن وحياة الآشوريين المسيحيين العراقيين. فيما الحقيقة أن هؤلاء المتسلطون على العراق والعراقيين ، الغارقون في الفساد السياسي والمالي والأخلاقي ، هم سبب المحرقة وهم سبب تفقير وتجويع الشعب العراقي وسبب كل محن ومآسي العراقيين . أنهم يحكمون العراق وفق عقلية “الغازي المحتل” الساعي للتخلص من (السكان الأصليين) . نعم أنهم عنصريون وطائفيون وفاشيون ، ميليشياتهم استباحت دماء وأملاك المسيحيين العراقيين ،يعملون بكل الطرق والوسائل للتخلص من الآشوريين ( سرياناً كلداناً) سكان العراق الأوائل.
النتائج الهزيلة والسخيفة للتحقيق،التي اعلنتها وزارة الداخلية العراقية، المراد منها تمييع القضية و (التغطية على الجريمة وعلى المسؤولين عنها ). حصر أسباب وظروف المحرقة بـ”الألعاب النارية” وبعدم إمتلاك صاحب القاعة إجازة ممارسة أعمال وبأن القاعة أقيمت على أرض متجاوز عليه ، يعتبر استكمالاً لفصول المحرقة ولمخطط تهجير الآشوريين والمسيحيين العراقيين من موطنهم التاريخي ، طبعاً و للتغطية على الجريمة الكبيرة بحق الآشوريين والمسيحيين العراقيين .. كل هذه العدد الكبير من الشهداء والجرحى والمصابين وكل الدموع ،التي سالت حزناُ على شهداء المحرقة، وعذابات الجرحى و صرخات الأطفال و الأرامل والثكالى واليتامى، لم ولن توقظ (الضمائر الميتة) لمنظومة الفساد وللحثالات البشرية وأسافل القوم، وإلا لشاهدنا بعض الاستقالات من الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية العراقية، ولخرج العراقيين بمظاهرات احتجاج تضامناً مع ضحايا المحرقة والتنديد بها ، والمطالبة بالكشف عن المسؤولين عنها ومعاقبتهم . حين تنتهي لجنة التحقيق إلى نتائج هزيلة وسخيفة وتقفل ملف القضية بهذه السرعة، تترك الباب مفتوحاً لمنظومة الفساد و لمافيات مصاصي دماء البشر، لارتكاب مزيد من الجرائم والمجاز والإبادات بحق العراق و العراقيين . على المرجعيات الآشورية المسيحية العراقية( السياسية والقومية والدينية) ، رفض النتائج التي أعلنتها لجنة التحقيق العراقية والمطالبة بـ(لجنة تحقيق دولية) بمحرقة بغديدا.. ( الصورة المرفقة للعريس والعروس المفجوعين بعرسهم المأساوي) ..