القناة ترحب بكم للادلاء بشهاداتكم وبارائكم المحترمة مباشرة او بارسال البصمات الصوتية وغيرها من المشاركات للقناة والتي تهم الجميع.
لطفا..للاشتراك في القناة; انقر على خاصية الاشتراك و( لايك + تعليق ) ليصلكم كل ماهو قيم من شهادات واحداث.
youtube.com/@Nala4uTv
https://twitter.com/Nala4uTv
Kindly..to subscribe to the channel; Just click on the subscription feature
بقل سامي هاويل
أولوية القضية على الوحدة
03/ 06 / 2013
http://nala4u.com
بداية أود التوضيح بأنني عندما أتطرق الى المسألة القومية في إطارها الآشوري المشروع لا أنطلق من أنتمائي الكنسي أو العشائري كما يفعل دُعاة القومية الحديثي العهد, ولم أكن يوما لأفكر في عملية فرض تسمية كما يراها ويروج لها هذا البعض, لأنني لا أنظر الى الآشورية كتسمية, بل أُدركها كهوية ومسيرة متكاملة تحمل كل مفاصل ومقومات القضية المشروعة المعمدة بدماء الشهداء, ومعروفة على نطاق واسع كونها مطروحة في محافل دولية منذ بدايات القرن المنصرم, بالإضافة الى الأرث الهائل من الأدبيات والوثائق التي تركها اجدادنا بمختلف أنتماءاتهم الكنسية في هذا المجال الى جانب كل المكتشفات التاريخية ونتاجات البحوث التي قدمها كافة الخبراء الأجانب في هذا الشأن. وأنا مؤمن بأن قضايا الأمم تتوارثها الأجيال ويتحتم عليها صيانتها ورفدها بالفكر النير والأيمان المطلق بمشروعيتها, ولا يجوز المساس بثوابتها تحت أي ظرف كان, لأن ذلك يعتبر بتر للمسيرة وإسقاط للحق التاريخي وإضاعة لكل التضحيات التي قُدمت قرباناً على مذبح تلك الأمم المقدس. ولكن الفكر القومي الآشوري في هذه الأيام حوصر في أُطر ضيقة وزُج به في صراع عقيم أفقده صورته الحقيقية, فأختُزلت الآشورية لتكون طرف في الجدل الدائر بعد أن كانت الهوية القومية الجامعة لهذه الأمة, لذا أجد نفسي وكما يفعل كل الخيرين من أبناء أُمتنا الآشورية مضطراُ للدفاع عن مشروعيتها منطلقاُ من مبدأ يجعلني أشعر بأني لا أملك فيها أكثر مما يملكه بقية أبناء أُمتي أي كان معتقدهم الديني وأنتمائهم الكنسي, ولا أُزايد في آشوريتي على الآخرين كما يدعي بعضهم زوراً وبهتاناً ويستخدموها كذريعة لتمرير مشاريعهم الخطيرة, بل أنني أكن لهم الأحترام عندما أدعي بأننا جميعاُ أبناء الأمة الآشورية, ولم يخطر ببالي يوماً لألغي بها أيمان ومعتقد الآخرين, كون الآشورية ليست ملكاً لي بل أنني أشعر في عمق أعماقي بأنني خادم لها ولأمتي التي أُقدسها. فإذا كان هناك من لا يشعروا بالأنتماء إليها فما جدوى الوحدة مع هؤلاء؟
وبالعودة للبدء بالدخول في موضوع المقال هذا أقول, في اليوم الأول الذي مزق أنشقاق كنيسة المشرق جسد الأمة الآشورية, وُلد خطاب الوحدة, ويبدو أنه في هذا الزمن قد شاخ, لا بل عندما تتناوله اليوم بعض الأقلام المزاجية بمفاهيم هلامية نشعر أنه قد أُصيب هذا الخطاب بالخرف.
يستحيل أن يقف ضد الوحدة من يدعي الحب والحرص على أمته, ومن يفعل ذلك فهو لا يمتلك صفات القومي الحقيقي, ويخلو كيانه من المشاعر الصادقة تجاه أمته, فمن المؤكد أنه ينطلق من مصالحه الخاصة أو قد يكون عميلاً يعمل لصالح الغرباء, أو أنه لا يُدرك المسار الذي هو فيه كونه تبعية ينفذ ما يُمليه عليه البعض في هذا النحو.
لكي أُبدي رأيي المتواضع في الوحدة الحقيقية لابد من النظر الى الموضوع بحرص ومسؤولية كونه يخص مستقبل أمة بأكملها, فالوحدة هو شأن مؤسساتي بحت لأننا أمة واحدة , ووحدوية أمتنا التي أؤمن بها يقينا لا تحتاج الى توحيد, فالوحدة هو شأن مؤسساتنا المشتتة, فكنيسة المشرق على سبيل المثال كانت كنيسة جامعة واحدة وبمر الزمن تجزأت نتيجة الأجتهادات اللاهوتية والتدخلات الخارجية, واليوم نعاني من تبعات تلك الأنشطارات لذلك نقول بأن نجاح وحدتها مقرون ب
جهد وتضحيات جمّة ليتم معالجتها في حدودها ومفاهيمها الكنسية دون إقحام الثوابت القومية في هذه العملية, ها نحن نلتمس اليوم قدرة الأكليروس في كنائسنا على المضي في هذا الطريق, وبدورنا نشدّ على أيديهم لتحقيق هذا الأنجاز الذي لطالما حلمت به أجيال من قبلنا ونحن اليوم تواقون اليه. كما إن مؤسساتنا القومية ولاسيما السياسية منها تفتقر الى الخطاب الوحدوي الحقيقي الذي يُمكّنها من أداء دورها الرائد لتحقيق الممكن في هذا الزمن الصعب , وهذا أيضا يتطلب الكثير من الصبر والجهد والخبرة والصدق والتضحية.فالوحدة المؤسساتية هذه هي حقيقية وصادقة ويجب أن تقوم على أساس آلية تحدد إطارها وفق نهج قومي واضح وصريح لا تشوبه العاطفة والمحسوبية, ولا يجب أن يكون أسير الخطابات الفئوية والنظريات المشوهة, كما إنني لا أؤمن بالوحدة التي تصهر فعالياتنا السياسية في بوتقة واحدة ليتم قولبتها في هيكل جديد, كونه سيكون سهل الأستهداف بعكس العمل الجبهوي المتعدد المسارات الذي يصبو الى الهدف الواحد, لأنه يجعل من هذه الفعاليات السياسية مصدر قوة لبعضها البعض وهكذا ستحقق نجاحات في مجال عملها.
لكي نكون قادرين على البدء في وضع خارطة طريق للوحدة الحقيقية يشترط أن نمتلك الخطاب القومي الموحد, لذا يجب إعادة صياغته بصورة دقيقة ومسؤولية عالية بالأعتماد على المعطيات التاريخية , ودراسة موضوعية للحاضر وليس الخضوع له, كونه يعتبر ذلك الفكر الذي يعمل على أنهاء معاناتنا من جراء الواقع المرير, ولا يجب أن تشوبه العاطفة والمحسوبية, حينها سنتمكن من لملمة طاقاتنا المؤسساتية لتشكل كتلة واحدة ذات مزايا وأهداف واضحة تمثل طموح الجماهير, تلك الجماهير التي سوف تشرعن هذه الخطوات بدعمها ومساندتها والتفاعل الأيجابي معها مؤدية بذلك دورها الرائد في رسم مستقبل أجيالها.
أما الوحدة المطروحة على الساحة القومية اليوم بشكلها العاطفي والغير مدروس والمتمثلة بصياغة ترتيب التسميات المفتقرة الى الموضوعية لإنها أسيرة واقع مزري فرضته علينا سلبيات الماضي ومآسي الحاضر,فهذه لا تعتبر وحدة بقدر ما هي تأجيل لأزمات سوف تستفحل لتشكل عقبة جديدة تُضاف الى سابقاتها, فهي ليست كما يبررها البعض تهرباً من مواجهتها بأن نتركها الى المختصين في المستقبل لكي يقرروا بشأنها! لا وحدة ستتم بهذه السذاجة, ولامختصين سيقرروا بشأنها في المستقبل, بل ستشكل عبئً كبيراً على الأجيال يصعب حلها, تماماً مثلما ندفع نحن ثمن تأجيل عُقد الأمس التي أركعتنا اليوم, إننا نسير على خُطى أسلافنا في هذا الصدد كون عقولنا ما زالت مطوقة بقشور الطائفة والعشيرة ويغرينا الطمع في تحقيق المكاسب الذاتية, كما إننا في أعماقنا فقدنا الأمل لينتهي المطاف بنا الى الأنحصار في دائرة العاطفة المجردة من الفكر النهضوي الخلاّب الذي كان يجب أن نحترفه بعد كل التجارب التي مررنا بها كأمة عانت الكثير لتترنح اليوم تحت الثقل الهائل للعُقد المؤجلة.
من جانب آخر وفي إطار ما يسمى بالوحدة المطروحة بشكلها الحالي ذهب الكثير من الطليعة وبالأخص العديد من أصحاب الأقلام البارزة على الساحة القومية الى أيجاد مبررات لسد الثقوب التي لا تُعد ولا تُحصى في جلد الوحدة المزعومة, فكما ذكرنا هناك من يحاول إخفاء مخلفاتها بتأجيل البت بالتسمية الصحيحة الى أجل غير مسمى, وهناك من أبتكر بدعة ( الشعب الواحد) بغية أحتواء أزمة التسميات, وهناك من أختلطت عليه الأمور وساقه العجز الى أتهام الفكر القومي الآشوري بالعنصرية , ولكن لا جدوى من كل ذلك لأن العمل المبني على العاطفة والمستند على الواقع حتماً سيتلاشى وينتهي ولن يبقى له أثر سوى تبعاته السلبية.
إذا كان هناك من يؤمن بأن تسمياتنا الطائفية هي لقوميات مختلفة, فما جدوى الوحدة بين هذه القوميات؟ بالأحرى ذلك يعني إن علاقتنا ببعضنا البعض هي وحدة المعتقد الديني, أما قوميا فهي علاقة جيرة كما هو الحال مع القوميات الأخرى, فالعراقيين هم شعب واحد تنضوي تحت مظلته قوميات متعددة يربطهم الأنتماء الوطني, وهناك من يحاول تطبيق هذه الحالة على أبناء الأمة الواحدة, إن هذا بحق يعتبر كفراً وإلحاداً في المفهوم القومي الدارج.
إن عملية تطعيم الفكر القومي بمفاهيم أُممية وأخرى عروبية جلبها معه من أخفق في مساره السياسي, وإعادة صبه في قوالب فكرية مزدوجة غريبة عن مفاهيم القومية ساهمت بشكل كبير في تشويهه وإقصائه سياسياُ, لذا نرى اليوم بأننا فقدنا خصوصيتنا القومية وبات وجودنا مقروناً بأنتمائنا الديني وها هي قياداتنا القومية السياسية سائرة وهي تلهث وراء مقاعد لتمثل المسيحيين فاقدين خصوصيتهم القومية رسمياُ كمؤسسات سياسية. هكذا أوقعتنا بدع وحدة الزمن البائس في دوامة الصراعات والفرضيات والأبتكارات, وكثر الأختصاصيون في مجال الترقيع التسموي القومي والمذهبي,فاسحين المجال لكل من هبّ ودبّ ليدلو بدلوه المبهم في المجال القومي دون وازع من ضمير, لذلك أمست قضيتنا القومية الآشورية تتلاشى رويداً رويداً مما يضع المخلصين من أبناء أمتنا الآشورية بمختلف أنتماءاتهم الكنسية أمام مسؤولية تاريخية لأيجاد حلول منطقية والعمل وفقها لإزاحة من يقتاتون رزقهم على حساب أُمتنا الآشورية من الساحة القومية ويفوتوا الفرصة على من يتربص بقضيتنا القومية ويحاول النيل من مشروعيتها. ختاماً نقول كلا للوحدة التي شوهت الفكر القومي الناضج وأقصت قضيتنا القومية الآشورية وضاعفت من معاناتنا وقذفتنا في دوامة الفراغ الفكري الذي يدوّي فيه ضجيج الأصوات النشاز لنسير في سبيل آخرته هي نهايتنا المحتومة.
سامي هاويل
سدني – أستراليا
1/6/2013
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ولغة..ولأهمية لذا اعيد نشرها مع التقدير .