القضية الآشورية … مصير كل شعب يتوقف أولاً وقبل كل شيء على حياة الشعب ذاته ونضاله من أجل حقه في الوجود والحياة بحرية.

بقلم سليمان يوسف
الموضوع;
القوميون الكرد و (العقدة التاريخية ) من الحضارة الآشورية

05 / 12 / 2022
http://nala4u.com

القضية الآشورية … مصير كل شعب يتوقف أولاً وقبل كل شيء على حياة الشعب ذاته ونضاله من أجل حقه في الوجود والحياة بحرية. لكن كثيراً ما تلعب الظروف الموضوعية والأوضاع السياسية من ( إقليمية ودولية) دوراً مهماً وأحياناً حاسماً في تقرير مصير هذا الشعب أو ذاك. الشعب الآشوري منذ أن فقد كيانه القومي قبل أكثر من 2600 عام لم تكن الظروف الموضوعية في صالحه، لا بل كانت سبباً أساسياً فيما آلت إليه أوضاعه. فمنذ سقوط الدولة الآشورية ( 612 قبل الميلاد) على أيدي الفرس، والآشوريون ضحية صراعات وحروب بين جيوش الغزاة والمحتلين لوطنهم التاريخي(بلاد ما بين النهرين – بلاد آشور) المقسم اليوم بين العراق وتركيا وسوريا… في العصر الحديث وإبان الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918 )، بفضل التضحيات الكبيرة(آلاف الشهداء) التي قدمها الشعب الآشوري لأجل انتزاع حريته وحقوقه المشروعة بإقامة دولة آشورية وتقرير مصيره على أرضه ، برزت (القضية الآشورية) كإحدى القضايا البارزة والساخنة على جدول (عصبة الأمم) تتطلب حلاً دولياً عادلاً يُنصف الآشوريين . رغم تفكك (الإمبراطورية العثمانية)، التي كان يخضع الآشوريون لحكمها و الوعود التي قطعتها بريطانيا على نفسها بمساعدة الآشوريين في نيل حريتهم واستقلالهم في دولة خاصة بهم وإقرار هذا الحق في معاهدة( لوزان) – البند الخاص بـ (حماية حقوق القوميات والشعوب غير المسلمة الخاضعة للسلطنة العثمانية )- لكن في النهاية مصالح بريطانيا وبقية الدول المنتصرة في الحرب (دول الحلفاء) اقتضت أن لا يكون للآشوريين دولة خاصة بهم . نعم (القضية الآشورية) وقعت ضحية مصالح الدول العظمى ودسائس السياسيين الغربيين. للأسف يبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم على الآشوريين (سرياناً كلداناً) . فهم من جديد وقعوا ضحية حروب وصراعات الآخرين( أطراف محلية وقوى إقليمية ودولية) على أرضهم في كل من العراق وسوريا وتركيا، ومن غير أن تهتم القوى الدولية، التي تدير وتحرك هذه الصراعات ، بحقوق والمستقبل السياسي للشعب الاشوري. الآشوريون بسبب تراجع وانحسار وجودهم على أرضهم باتوا خارج (اللعبة السياسية) التي تدار في المنطقة . قوتهم البشرية المتواضعة لا تساعدهم على التأثير في التوازات والمعادلات السياسية القائمة ، و غير مغرية للقوى العظمى في الرهان عليهم لتقوية نفوذها وخدمة مصالحها الإستراتيجية في هذه المنطقة الحيوية من العالم. طبعاً، (الحكومات اللاوطنية)، العربية والإسلامية، في دول المنطقة منذ نشأتها هي غير معنية بالوجود الآشوري والمسيحي المشرقي عامة ، فهي همشت الآشوريين و المسيحيين و أقصتهم عن الحياة السياسية ، تستخدمهم كـ(ديكور) عند اللزوم لتجميل صورتها القبيحة أمام الرأي العالم العالمي.

تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ولغة .

********************

https://www.youtube.com/@Nala4uTv

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.