بقلم سليمان يوسف
الموضوع; مدارسنا (السريانية – الأرمنية) رمز حضورنا … ارفعوا أيديكم عنها … احترموا وجودنا .
30 / 11 / 2022
http://nala4u.com
مدارسنا السريانية في القامشلي، وبقية مدن وبلدات الجزيرة، استمرار لأكاديمية ( نصيبين الآشورية) ، اقدم أكاديمية تعليمية في الشرق(القرن الرابع الميلادي).
المدارس الخاصة بالكنائس( السريانية . الآشورية . الكدانية . الأرمنية) في القامشلي وغيرها من مدن وبلدات الجزيرة السورية، عمرها من عمر الدولة السورية … بنيت من تبرعات المؤمنين .. يتم تغطية نفقاتها( رواتب المعلمين والإداريين والمستخدمين وغيرها من النفقات)، من المبالغ المالية( الأقساط) التي يدفعها تلاميذ هذه المدارس. الدولة السورية لم تقدم لها أي دعم مادي( نقدي أو عيني)، لا في الماضي ولا في الحاضر. هذه المدارس ملتزمة بتعليم (مناهج الحكومة السورية) بالاضافة الى أربع حصص لغة سريانية – ارمنية ، سُمح بها كلغة طقس كنسي في إطار هامش الحريات والحقوق الدينية. فهي ليست حقوقاً (ثقافية لغوية) قومية، منحتها الدولة السورية للآشوريين والأرمن، كما يظن ويعتقد البعض. المدارس الخاصة بالكنائس ، تحتضن اليوم أكثر من 5000 آلاف طالب وطالبة(تعليم أساسي – ثانوي) من مختلف مكونات وشرائح المجتمع.
المدارس (السريانية- الأرمنية) لم تعد مجرد مراكز للتربية والتعليم ، وإنما لها ( رمزية وقيمة حضارية وثقافية ومجتمعية) كبيرة وهامة .
إنها عنوان للحضور ( الآشوري – الأرمني) المسيحي في القامشلي وبقية مدن وبلدات الجزيرة السورية.
المدارس الخاصة بالكنائس ،ساهمت وتساهم في تعزيز روح (الوطنية السورية) وتكريس مفاهيم وقيم العيش المشترك والتآخي بين مختلف مكونات مجتمع الجزيرة والمجتمع السوري عامة. بقاء هذه المدارس هو استمرار للرسالة( الوطنية والحضارية) التي تحملها …
لا يجوز، بل ” أثم كبير ” معاملة المدارس الخاصة بالكنائس، عمرها من عمر الدولة السورية ، كما تعامل مدارس خاصة أوجدتها الأزمة السورية الراهنة.
حتى لو لم يكن هدف (سلطات الأمر الواقع الكردية)، ممثلة بما تسمى بـ” الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا” ، اغلاق المدارس الخاصة بالكنائس ، هذه المدارس ستغلق حتماً، إذا ما تم فرض مناهج “الإدارة الكردية” على طلابها . لأن الحكومة السورية ستلغي ترخيصها لهذه المدارس و ما من عائلة مسيحية أو غير مسيحية سترسل أبنائها الى مدارس خاصة تعلم مناهج غير معترف بها ،حتى لو كانت باللغة السريانية أو الأرمنية .. طبعاً، القائمون على “الإدارة الكردية” يعلمون هذا الأمر ..
اغلاق المدارس الخاصة بالكنائس، يعني تقويض وتقييد ( الوجود الآشوري – الأرمني) المسيحي في القامشلي والجزيرة السورية.
إغلاقها يعني طي صفحة مشرقة من صفحات تاريخ مجتمع القامشلي والجزيرة السورية ..
تداعيات إغلاق المدارس الخاصة بـ(الكنائس السريانية الآشورية الكلدانية الأرمنية) لا تقل خطراً عن تداعيات مشاركة الأكراد في (الابادة الجماعية) للأرمن والآشوريين ، التي قررها وبدأها العثمانيون عام 1915…
إغلاق المدارس الخاص بالسريان الآشوريين ، يعني دق مسمار جديد في “نعش” العلاقة ( الآشورية – الكردية)…
إغلاق المدارس السريانية ، يعني أن الآشوريين (سرياناً كلداناً) من جديد وقعوا ضحية صراع الآخرين على أرضهم وفي موطنهم التاريخي ..
” إغلاق المدارس الخاصة بالكنائس ، يمثل رسالة بالغة الخطورة تمس الوجود المسيحي في المنطقة”. هذا ما أكدت عليه المجالس الكنسية في الجزيرة والفرات في بيانها المؤرخ ( 18 آب 2018).
ليس من (الديمقراطية والعدالة والعقلانية والحكمة) فرض مناهج لا تريدها ولا ترغب بها الناس ..
نعم .. مدارسنا (السريانية – الأرمنية) رمز وجودنا واستمرار لرسالتنا (الوطنية والإنسانية الحضارية) المقدسة .. ارفعوا أيدكم عنها..احترموا وجودنا …
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ولغة .
******************
https://www.youtube.com/@Nala4uTv