بقلم سليمان يوسف
الموضوع; سوريا : النظام والمعارضة ، بين (العداوة) و (الخصومة السياسية)
26 / 11 / 2022
http://nala4u.com
مع تفجر الأزمة السورية 2011 وتصاعد أعمال العنف والعنف المضاد بين السلطة والمعارضة ، طالبت المعارضة أن تنظر للرئيس (بشار الأسد) على أنه “خصم سياسي” لها مطلوب الجلوس معه ومحاورته ، وليس بـ ” عدو” يجب مقاتلته حتى الموت. طبعاً بالمقابل مطلوب من النظام ورأس النظام، النظر الى المعارضة السورية ك”خصم سياسي” عليه القبول والاعتراف بها والجلوس معها وليست بـ “عدو ” يجب مقاتلتها حتى الموت. أهمية هذا الكلام تأتي من أن الحل والمصالحة الوطنية والتسوية السياسية بين الخصوم السياسيين، مهما اختلفوا وتخاصموا ، تبقى ممكنة وواردة بل مطلوبة من الطرفين لأنهاء محنة السوريين وإخراج البلاد من هذا الجحيم الذي انزلقت اليه . أما الحل والتسوية السياسية بين الأعداء غير ممكنة بل مستحيلة . حروب الأعداء لا نهاية لها إلا بنهاية أحد أطرافها ( قاتل يا مقتول) .. النظرة العدائية المتبادلة بين النظام والمعارضة هي السبب الأساسي لفشل جلسات جنيف بين الطرفين وعدم حصول أي اختراق للجدار الفاصل بينهما .. ستبقى حوارات جنيف وغير جنيف بين السلطة والمعارضة عقيمة ومن غير جدوى حتى استمرت عشرات الأعوام ما لم يتخلى كل طرف عن النظرة العدائية للطرف الأخر والبدء بالتعاطي معه كخصم سياسي عليه محاورته وجهاً لوجه وبدون وسيط دولي أو إقليمي…. اليوم وبعد أكثر من عشر سنوات من الحرب الكارثية العبثية بين السوريين وعلى السوريين ، اتضح وتبين أهمية دعوتنا وتأكد بأن لا نهاية لمحنة السوريين إلا بتخلي كل طرف عن النزعة العدائية (العدوانية) للطرف الآخر والتعاطي معه والقبول به كـ” خصم سياسي” لا بديل عن الجلوس معه و محاورته والوصول الى تسوية سياسية على أسس وطنية سليمة والاحتكام الى الشعب في قضية التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيه تجرى بإشراف دولي. يبدو أن المعارضات في مقدمتها ما يسمى بـ” الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” تجد اليوم نفسها مرغمة على تغيير نظرتها الى بشار الأسد من “عدو” يجب مقاتلته حتى الموت، الى خصم سياسي مطلوب منها الجلوس معه للتفاوض والحوار بحثاً عن حل سياسي للمعضلة السورية. التحول لدى المعارضة حصل بضغط من أقرب أصدقائها وحلفائها وداعيميها ( تركيا) الإسلامية الأردوغانية ، التي ترى اليوم بأن مصالحها تتطلب التقرب من الرئيس بشار الأسد ودفع المعارضة للتحاور مع نظامه والوصل الى حل سياسي ينهي المأساة السورية ويضمن للمعارضة شيء من المشاركة في الحكم في “حكومة وحدة وطنية”. طبعاً ، حلاً يعيد لسوريا وحدتها وأمنها ومكانتها في المجتمع الدولي ، حلاً يلبي الشروط والمطالب التركية المتعلقة بأمنها القومي على طول الحدود السورية – التركية، من البحر غرباً الى النهر شرقاً(البحر المتوسط – نهر الدجلة) .
******************
https://www.youtube.com/@Nala4uTv