بقلم سليمان يوسف
الموضوع; (المسيحية) ليست المسؤولة عن ” الإخفاقات السياسية للآشوريين “.. لكن !!!
31 / 08 / 2022
http://nala4u.com
منشورنا السابق” ماذا لو لم يعتنق الآشوريون المسيحية” ،أثار سجالاً حامياً بين الأصدقاء والصديقات المهتمين والمتابعين، استوجب هذا التوضيح. نعم، (الدولة الآشورية) سقطت قبل قرون من ظهور (المسيحية) واعتناق الآشوريين لها. فالمسيحية ليست مسؤولة عن “الإخفاقات السياسية” للآشوريين . لكن بدخولهم المسيحية ، فقد الآشوريون الكثير من خصالهم وسماتهم القومية. المسيحية أحدثت ” قطيعة تاريخية” بين الشعب الآشوري وتراثه الحضاري العريق . الكنيسة نبذت وحاربت (التراث الآشوري ) بحجة أنه يعود الى (المرحلة الوثنية). خطورة ما أقدمت عليه الكنيسة، لا يدركها إلا من يعلم بأن “روح الشعوب تكمن في تراثها”. المسيحية ، شوهت الإنسان الآشوري وقتلت فيه(روح المقاومة) بسلخه عن تراثه وتاريخه و إعادة تشكيل وعيه وتكوين شخصيته وفق (العقيدة المسيحية) ،بعيداً عن (الهوية الآشورية )، بل على النقيض منها. لمن يُبرئ (المسيحية) من استمرار حالة (الذل والضياع القومي) التي وصل اليها (الشعب الآشوري) ويتساءل: لماذا المسيحية لم تكن عائقاً أمام تحرر واستقلال شعوب وأمم مسيحية كثيرة ؟؟. لهؤلاء نقول: ثمة فارق كبير بين شعوب، كـ( الآشوريين والأقباط الفراعنة)، اعتنقت المسيحية وهي منهكة جراء الحروب الطويلة تعاني من وطأة استبداد وعسف الغزاة المحتلين لبلادها ، وبين شعوب اعتنقت المسيحية لها دولها تقرر مصيرها بيدها، كما هو حال غالبية الشعوب والأمم المسيحية في العالم. الآشوريون المعذبون ، وجدوا في ” المثل الإنسانية والقيم الروحية للمسيحية ” نوعاً من العزاء والخلاص الروحي لهم. عملوا للآخرة أكثر من العمل لحاضرهم ومستقبلهم ، عملاً بمقولة “مملكتي ليست من هذا العالم”.. عشرات الآلاف من الآشوريين(سرياناً كلداناً) تنسكوا (رهبان)،عزوفهم عن الزواج سبب انخفاضاً كبيراً في تعداد الآشوريين.(الانشقاقات المذهبية) حولت الشعب الآشوري إلى ملل وطوائف ومذاهب كنسية متباعدة بل متخاصمة في مراحلة تاريخية طويلة، كل طائفة تنظر لنفسها اليوم على أنها قومية وأمة بذاتها (الأمة الآشورية .. الأمة السريانية .. الأمة الكلدانية . الأمة الآرامية . الأمة المارونية . ). توحيد هذا الشعب تحت التسمية الآشورية أو تحت أية تسمية أخرى جامعة، بات حلماً صعب المنال. هذه إشكالية حقيقة ومعضلة كبيرة أعاقت في الماضي وتعيق اليوم نضال(حركة التحرر الآشورية).. القول: بأن الكنيسة حافظت على (الاسم الآشوري) وعلى اللغة الآشورية ( السريانية)، ليس دقيقاً ، فيه تجاهل لحقائق تاريخية. الكنائس ( السريانية، الأرثوذكسية والكاثوليكية.. الكلدانية.. المشرق الآشورية، بشقيها..) تحمل تسميات طائفية مذهبية . كنيسة المشرق الآشورية في السابق كانت تسمى (كنيسة فارس) ثم ( الكنيسة النسطورية). عودة الكنيسة إلى (التسمية الآشورية) حصل مع بروز (التيار القومي) في الأوساط الشعبية الآشورية. هذه العودة لا تعني “بأن كنيسة المشرق الآشورية حافظت على الاسم الآشوري والهوية الآشورية” ، إلا إذا كان( الشعب الآشوري) بالنسبة لأصحاب هذا الراي هو فقط أتباع كنيسة المشرق الآشورية، بشقيها، هذا ما أخشاه . فيما يخص اللغة ، الآشوريون الذين التجأوا الى الجبال وتحصنوا بها وعاشوا شبه معزولين عن حياة المدن والمدنية هم اللذين حافظوا على اللغة الآشورية(السريانية) وليست الكنيسة. هذه الحقيقة تفسر اقتصار التحدث باللغة الآشورية(السريانية) على أبناء الريف وانحسار المتحدثين بها في المدن رغم وجود فيها الكثير من الكنائس . معلولا السورية وقرى أخرى في جبل القلمون،( المسلمون الآراميون) أكثر تمسكاً بلغتهم الأم ( الآرامية) من المسيحيين الآراميين .. تعريب (الطقس الكنسي)، ساهم وإلى حد كبير في عملية تعريب الآشوريين(سرياناً كلداناً). ألم يقل البطريرك (زكا) “دم العروبة يجري في عروقنا” . قد يقول البعض إن هذا كله مسؤولية رجال الدين القائمين على الكنائس وليست مسؤولية(المسيحية) . لهؤلاء نقول: ومن الذي ألبس هؤلاء (ثوب الكهنوت) وجعلهم وكلاء الله وأوصياء على الشعب الآشوري، أليست المسيحية ؟؟؟ .
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ولغة
*************************************************
https://www.youtube.com/channel/UC49bG5CL9sD0YN_Pj51qX3Q