بقلم سليمان يوسف
الموضوع; (مسيحيو المشرق) وخطر (الحركات التبشيرية الغربية) !!!
11 / 06 / 2022
http://nala4u.com
(مسيحيو المشرق) وخطر (الحركات التبشيرية الغربية) !!! في الخامس عشر من أيار الماضي تم افتتاح (كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية) في حي (الآربوية) بمدينة القامشلي السورية- أتباع هذه الكنيسة يُعرفون بـ” جماعة الأخوة “. سبق وأن افتتحت كنائس مماثلة لهذه الطائفة المستحدثة في مدينة الحسكة والمالكية(ديريك). الاحتفال لم يكن بتدشين (دارة عبادة) جديد في مدينة القامشلي ، بقدر ما كان احتفالاً بافتتاح (داراً – مركزاً) للحركة التبشيرية الإنجيلية البروتستانتية، التي ظهرت في الغرب الأوربي الأمريكي في القرن الثامن عشر . (الحركة الإنجيلية البروتستانتية) من الحركات الدينية الأكثر نشاطاً على صعيد “التبشير المذهبي” ،خاصة في (العالم النامي)، حيث تستغل الظروف المعيشية والاجتماعية الصعبة للشعوب الفقيرة لجذبها وضمها الى مذهبها، من خلال تقديم المساعدات لها. افتتاح كنائس جديدة متفرعة عن (الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية) في سوريا، هي ثمرة لاستمرار نشاط الحركات التبشيرية المشبوهة للكنائس الغربية(الكاثوليكية والبروتستانتية) في المجتمعات المسيحية المشرقية الأصيلة. كما هو معلوم (الحركات التبشيرية الغربية) المشبوهة، بدأت تتغلغل في المجتمعات المسيحية في المشرق، مهد المسيحية، منذ القرن السابع عشر. المتابع لمسار ونهج الحركات التبشيرية الغربية، يدرك جيداً بأن الهدف الأساسي لهذه الحركات ليس ( روحي – ديني) والتبشير بالمسيحية ، من خلال تقديم التفسير الصحيح للإنجيل، كما تدعي، وإنما لسلخ (الشعوب المسيحية المشرقية) عن تاريخها وعن ثقافتها وهويتها الخاصة وإلحاقها بالثقافات والهويات الغربية، مستغلة رسالة (المحبة والتسامح) للسيد المسيح له كل المجد . طبعاً ، التبعية الطائفية والمذهبية تلحقها ويترتب عليها (تبعية سياسية) للمركز.
اللافت أن أكثر أتباع الطائفة الجديدة (كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية) في الجزيرة السورية، هم من أبناء (الكنيسة السريانية الأرثوذكسية) وبشكل أقل من الكنيسة الكلدانية والكنائس الأخرى ، ممن يعيشون أزمة انتماء ثقافي وأزمة (هوية قومية)، الى جانب الفراغ الروحي والاجتماعي. هذا يعني أن توسع وانتشار (كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية) جاء بشكل أساسي على حساب (الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية)، أم الكنائس المشرقية. الكنيسة السريانية، كمؤسسة (دينية وتربوية واجتماعية)، بإهمالها وإسقاطها لـ(البعد القومي) لهويتها ، تتحمل قسط كبير من المسؤولية عن هروب أتباعها وأبناءها ولجوئهم الى الكنائس والمذاهب الغربية الدخيلة على المنطقة . مواجهة خطر ( كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية) على مستقبل (الكنيسة السريانية الأرثوذكسية) وعلى بقية الكنائس المشرقية الأصيلة( الكلدانية ، الآشورية ، الأرمنية ، القبطية ) لن يكون بمقاطعتها والاحتجاج على وجودها وعلى نشاطها التبشيري، وإنما يكون بالتركيز على (البعد القومي) الى جانب (العقيدة الدينة والعامل الروحي) ، بمعنى ثمة حاجة ملحة وضرورة لتعزيز (الروح القومية) لدى أبناء وأتباع ورعية الكنيسة السريانية . وهذا يتطلب بذل جهد كبير من المؤسسات والمجالس الكنسية للإسراع الى وضع برامج ومناهج توعية وتثقيف تنمي وتعزز لدى أبناء الكنيسة مشاعر الاعتزاز بلغتها السريانية وثقافتها وهويتها القومية. للكنائس المشرقية في سوريا وبقية دول المنطقة مدارس وجمعيات ثقافية واجتماعية خاصة بها ، توفر لها البيئة المناسبة والفرصة لتعليم لغاتها ونشر ثقافتها وملء الفراغ الروحي والثقافي لدى أبناءها والتعريف بتاريخ وهوية الكنائس المشرقية وأهميتها في الحفاظ على خصوصية وهوية الشعوب المسيحية المشرقية المتجذرة في هذا المشرق.
شخصياً ، لولا إدراكي للخصوصية التاريخية والثقافية لكنيستي السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية، أم الكنائس المشرقية، ولو لا قناعتي وإيماني بان أتباع هذه الكنيسة من (السريان المشارقة) ينتمون الى (الأمة الآشورية) العريقة ولولا تقديري لأهمية ودور الكنيسة ، كمؤسسة، في الحفاظ على اللغة السريانية وعلى الخصوصية الثقافية والتاريخية الأصيلة للسريان الآشوريين، ما كنت تمسك بهذه الكنيسة، وكان من السهل على الحركة الإنجيلية والحركات التبشيرية الغربية الأخرى المشبوهة، سلخي وسلخ أبنائي عن كنيستنا السريانية وعن انتمائنا لآشوريتنا . التسلح بـ(الانتماء القومي) هو الحصن المنيع لمواجهة خطر (كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية) وخطر الحركات التبشيرية الغربية الأخرى و المشبوهة.
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ولغة .
****************************************************************************************************
https://www.youtube.com/channel/UC49bG5CL9sD0YN_Pj51qX3Q