سجال آشوري سوري

بقلم سليمان يوسف
الموضوع; سجال آشوري سوري

08 / 06 / 2022
http://nala4u.com

الصورة المرفقة لكنيسة (مار ساوا ) في قرية تل طويل الآشورية \ ريف الحسكة، توضح الأضرار التي لحقت بمبنى الكنيسة جراء سقوط قذيفة عليها من الجانب التركي، حيث تجري من حين لآخر اشتباكات بين الجيش المحتل التركي ومرتزقته من فصائل المعارضة السورية من جهة ، وبين المسلحين الأكراد، من جهة أخرى. سقوط قذائف على القرى الآشورية في ريف تل تمر أثار سجالاً في المجتمع الآشوري بين من يرى بأن تركيا تستهدف الآشوريين المسيحيين الآمنين ، وبين من يرى بأن القصف التركي يأتي ردا على قصف (المسلحين الأكراد) لمواقع الجيش التركي ومرتزقته المحتلين لمدينة رأس العين ومدن سورية أخرى . المشهد يبدو معقداً ومتداخلاً بشقيه العسكر والسياسي. لهذا، طبيعي أن يختلف الآشوريون في قراءتهم وتحليلاتهم للصراع القائم في منطقة الجزيرة وسوريا عامة. خلافاتنا السياسية يجب أن لا تبعدنا كآشوريين سوريين عن قضايانا الأساسية(القضية الآشورية) وهي جزء من (القضية الوطنية السورية) العامة.
تركيا المحكومة من قبل حكومة أردوغان الاسلامية هي أكثر الدول الداعمة للجماعات والتنظيمات الاسلامية الإرهابية مثل ( داعش والنصرة والقاعدة وأحرار الشام ) وغيرها . حكومة أردوغان تستغل الحرب السورية لتحقيق أطماعها وأهدافها الإسلامية الاستعمارية في سوريا والمنطقة . ولا نأتي بجديد حين نقول: تركيا العثمانية، نفذت أبشع الجرائم الإنسانية (إبادة جماعية) بحق الآشوريين والأرمن والمسيحيين المشرقيين عموماً. مؤكد أن الدولة التركية اليوم غير معنية وغير حريصة على أمن واستقرار الآشوريين . رغم هذه الحقائق والتاريخ الدموي للدولة التركية العثمانية الاسلامية، أستبعد أن تكون تركيا اليوم تستهدف الآشوريين. اتهام تركيا باستهداف الآشوريين ، يندرج في إطار (الاستثمار السياسي) للصراع الدائر ،من قبل خصوم تركيا. أقول هذا ليس دفاعاً عن تركيا ونظامها الإسلامي، وإنما لا أجد مصلحة لحكومة أردوغان باستهداف الآشوريين الآمنين في قراهم ومناطق سكناهم. الآشوريون في الجزيرة السورية ليسوا بالثقل البشري الكبير ولا يمتلكون القوى العسكرية القادرة على إزعاج تركيا وتهديد أمنها . لهذا، تركيا لا تجد في الآشوريين خصماً لها ، حتى تُدرجهم على قائمة أهدافها في منطقة شرق الفرات. أخيراً: ثمة حقيقة تاريخية علينا كآشوريين (سرياناً كلداناً)أن ندركها وأن لا نسقطها من حساباتنا السياسية، وهي ” منذ سقوط الدولة الآشورية والى تاريخ اليوم ، ونحن ضحايا حروب وصراعات الآخرين(غزاة ومحتلين) على أرضنا وموطننا التاريخي (بلاد ما بين النهرين- بلاد آشور).

*****************************************************************************

https://www.youtube.com/channel/UC49bG5CL9sD0YN_Pj51qX3Q

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.