بقلم جان يلدا خوشابا
الموضوع; ولسن سركيس.. قصة ناجح لإنسان واجه الكثير
31 / 05 / 2022
http://nala4u.com
إنسان طموح محترم وهادئ جداً عرفته من خلال ممارسة كرة القدم هنا في مشيكان
ولسن سركيس من مواليد خانقين لأب اشوري واسمه أدور سركيس وأم كلدانية واسمها ليلى برش
ترك العراق بعمر 14 سنه مع عائلته في بداية الحرب العراقية الإيرانية حيث طلبت الحكومة العراقية وقتها مغادرة عائلته الوطن حيث قالوا لهم أنهم من التبعية الإيرانية ؟؟؟؟؟؟!!!!!!
فغادرو الوطن الى الاْردن ومنها الى امريكا وهم في وضعاً صعباً وحزناً كبير
قاده الطموح بعد كل هذه السنوات إلى أرض الأجداد في رحلة عمل بعد غياباً عسير وطويل وقصري
أخذ كاميرته وعدته وجهز فريق عمل وسافر في مهمة صعبة ومثيرة زار خلالها الكثير من قرنا الجميلة الوديعة واقترب بكاميرته وروحه وعقله الى ابناء شعبنا وتحدث معهم شخصياً وشاركهم الهموم والصعاب.
عمل هذا لانه يعمل على إنجاز فلماً قد يكون فلم العمر وللتاريخ كي يشهد من نكون ومن أين أتينا وما لنا وما علينا
الفلم الذي يحمل إسم Irag Cradle Of Civilization / العراق مهد الحضارة
يقول ولسن في حديثه معي انه ومنذ الصغر كان يحلم ان يكون رساماً لانه مغرم بالخيال والألوان لكنه لم يرسم لوحة واحدة في حياته
لكن الفن والابداع يجري في عروقه وهو المعروف هنا بالأصالة واسمه وعمله والجالية هنا تشهد له
في عمر 17 عمل في التصوير مع مصور أمريكي لمدة 5 سنوات خلالها طلب منه المصور بعد ان عرف قدرة وروية ولسن في الإبداع ونصحه بدراسة التصوير
وفعلاً رحل ولسن الى مدينة شيكاغو ودرس فن التصوير بحرفية وبشهادة مشهود لها
وبعدها عاد الى مشيكان وحاول الحصول على فرصة عمل مع اي مصور لكن الظروف عاكسته ولم يحصل على عمل ولم يفتح له اي انسان او يعطيه الفرصة
شارف على الإفلاس حقاً ولم يعرف ماذا يفعل واين ستقوده الأيام وكيف طارت الأحلام والدراسة والاموال التي أنفقها بالتعليم
حتى جاءه الحظ في شهر Fabمن عام 2002 وهو في حالة نفسية ومتعبة
شخص أمريكي على وشك الزواج ويبحث عن مصور يعرف التصوير مهنياً فتواصل وتحدث مع ولسن وطلب منه القيام بهذا العمل
هب ولسن من مقعده ووعد نفسه وذلك الشخص بإنجاز العمل وتصوير الحفلة لكي تكون حديث الناس والمجتمع فهذه فرصته وعليه إثبات نفسه فهو المصور الوحيد والمسؤول عنها ولاسيما وان الحفلة في عقر دار الجالية وأرقى أنديتها في قاعة Southfield Manor
وفعلاً بعدها عرفني الجميع وأكملت المهمة في حفلات ومناسبات أخرى حتى حصلت عام 2005 على جائزة
الإبداع في فن التصوير لمنطقة ديترويت الكبرى
ويقول ولسن سركيس بداء الناس يعرفوني بعدها قامت شركة تصوير كبيره في ديترويت عام 2007 بتعيني كمصور ومدرب وأستاذ تصوير لمن يرغب بهذا العمل
وهنا يبتسم ويقول هل تعلم رابي جان ان من طلابي من كانوا يرفضون إعطاءي فرصة عمل في السباق لكنني لم ابخل عليهم وعلمتهم المهنه عملياً ونظرياً واستفادوا منها كثيراً ….. فهذه هي الحياة يوم لك ويوم عليك
اما عن رحلته الى الوطن الأم فيقول في جلسه له مع الصديق كلنت قسطو اخذنا الحديث عن لماذا لا يعرفنا الناس ؟ ولماذا لا يعرفون بل ولم يسمعوا عنا خارج ولاية مشيكان ؟ ومن أين اتينا ومن نحن ومن نكون ؟
وما هي حضارتنا وتراثنا وتاريخنا ؟
فقررت ان أقوم بعمل إعلامي كبير وصعب أنشر من خلاله وأتحدث به عن بلد مهد الحضارة بلد بين النهرين وعنا لاننا أصل العراق وأهله
بدات أبحث عن من يساعدني ويدعم الفكرة لكن الفكرة توقفت بسبب جائحة كورونا
وما أن انتهت حتى أتصلت بجمعية Saint Jude of Irag التي فتحت أبوابها ودعمتنا واتفقنا نحن ان ندعمهم فكان الاتفاق
فطرت مع فريق عمل قمنا على إختياره من هنا ومن هنالك الى شمالنا الحبيب أرض الحضاره والقيم والجمال لكنني وجدته مجروحاً محروماً ومهجوراً تقريباً ورغم ذلك يبقى الأجمل والأرقى
فيه ولايزال يعيش ابناء أمتي الطيبين المحبين للسلام والوئام والعيش والبقاء في أرضهم وقراهم
زرت الوطن لعمل الفلم والتصوير وزيارة كل القرى تقريباً والحديث مع الناس وعن احوالهم وعن ما يجري وما يحدث وعن الماضي والحاضر ولإنجاز المهمة سافرت مرتين وبقيت في كل رحلة عمل تقريباً 23 يوم
يقول ولسن بعد عودتي أنني أعمل ليل نهار على إنهاء وانجاز هذا الفلم كي تصل رسالتي الى الجميع ويستفاد منها الجميع وليعلم الجميع من نحن …… ومن نكون .
جان يلدا خوشابا
والبقية تأتي