سقوط بغداد / قصة قصيرة

بقلم جان يلدا خوشابا
الموضوع; سقوط بغداد / قصة قصيرة

02 / 05 / 2022
http://nala4u.com

اد في نيسان 2003
أيام قبل سقوط بغداد

كانت كل الشوراع تقريباً فارغة وأنا في السيارة مع ابن عمي على الخط السريع الذي يعبر دجلة عائدين من حي الدورة الى منطقة الكراج
طلبت من ابن عمي الإسراع لان الأوضاع كانت مضطربة والسماء ملبدة بالدخان والغبار والناس في احاديثهم اليومية كانوا في حيرة وخوف
حتى الحكومة كانت في دوامة ولا تواجد لها في الساحات او الميادين فقد سقطت المدن العراقية كأحجار الدومينو
وانفرط الجيش واهتزت معنوياته .
لا أحد كان يعلم ما سيحدث غداً وما مصير البشر والبلد
كان الهلع والخوف من الغد كبيراً وهو المسيطر على أفكار ‏واحاديث البغداديين …. ولا أحد يعلم بمصيره غداً او بعده
كان الكل روحه ، قلبه وعقله معلقة ببغداد وعلى سلامتها

فالدبابات باتاً على الأبواب وسمعنا إنهم على أبواب حي الدورة وأنهم وصلوا اليوسفية وأنهم هنا وهنالك !!!؟
وقد يدخلوا في اي لحظة علينا
والطائرات الحربية كانت قد وصلت قبلهم وتلاعبوا بالبنايات والبشر وقامت الطائرات بدك بغداد دكاً بلا رحمة وبلا هوادة
وصلنا والخوف يهز الكيان و يعصر القلب
مشينا في تلك الأزقة التي كانت يوماً ملعباً وروحاً وبهجة لنا
أصبحت تلك اللحظة وكانها مهجورة متروكة مبتورة
لم أرى شخصاً على الإطلاق حتى وصلت بيتنا وعندها رأيت الجميع يبكي ، حزين
أعصابه منهارة .
ركضت أمي نحوي تقبلني وهي تبكي وتحمد الرب على سلامتي وتُقبل رأسي ، يدي ووجهي
وقالت وهي في حالة غليان وحزن وخوف : لا تخرج بعد اليوم ياولدي أرجوك أتوسل إليك
فالأحوال والاخبار ليست على ما يرام
وبغداد في خطر في خطر يا ولدي وعلى وشك السقوط والانهيار
ولا ندري ما سيحدث لنا في الغد
فالغد والبلد كما يبدو يا ولدي ليس لنا بل لغيرنا
وهنا اتوقف وأنحني امام كلماتها وكما قالتها وللتاريخ :
الغد والبلد كما يبدو ليس لنا بل لغيرنا؟

والبقية وما جرى في اليوم التالي أصبحت معلومة للجميع .

****************************************************************************

https://www.youtube.com/channel/UC49bG5CL9sD0YN_Pj51qX3Q

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, ثقافة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.