بقلم سليمان يوسف
الموضوع; من خطف (مطارنة حلب) ؟
20 / 04 / 2022
http://nala4u.com
من خطف (مطارنة حلب) ؟: مؤلم أن يبقى هذا السؤال من غير جواب وقد مضى تسع سنوات على خطف المطارنة ومصيرهما مازال مجهولاً ،المطران (يوحنا ابراهيم) للسريان الأرثوذكس والمطران (بولس يازجي) للروم الأرثوذكس، في حلب وتوابعها. تسع سنوات والسجال مستمر بين من يتهم النظام السوري وبين من يتهم جماعات اسلامية متشدد مقربة من المعارضة السورية بخطف المطارنة. عدم تبني أية جهة مسؤولية خطفهما ترك هذا السجال مفتوحاً . بغياب المعلومات الموثقة والمؤكدة عن الجهة الخاطفة ، تبقى اتهامات الطرفين مجرد (اتهامات سياسية). في هذا المقال نذكر ببعض وقائع (عملية الخطف) وما رافقها من تصريحات ، علها تُحرك (قضية المطارنة) المنسية، رغم حساسيتها وأهميتها على الصعيد المسيحي والوطني السوري ، وقد تفيد المتابع في تكوين فكرة عن هوية الجهة التي خطفت المطارنة، وهم بمهمة إنسانية( التفاوض مع مجموعات اسلامية لأجل اطلاق سراح بعض المخطوفين بينهم كاهن وراهب) في قرية كفر داعل بريف حلب بالقرب من الحدود التركية.
عملية الخطف تمت يوم 22 نيسان من عام 2013 من قبل (مجموعة اسلامية مسلحة ). قيل بأنها شيشانية، مقربة من المعارضة السورية وتتلقى دعماً من حكومة أردوغان الاسلامية في تركيا. الخاطفون ، اقتادوا المطارنة الى جهة مجهولة ، بعد أن قتلوا السائق واطلقوا سراح المرافق. مع انتشار خبر اختطاف (مطارنة حلب) خرج على فضائية العربية الأستاذ (جورج صبرا) (رئيس المجلس الوطني السوري المعارض) – قبل تشكيل (الإتلاف المعارض)- صبرا قال بالحرف: ” المطارنة في مكان آمن وبصحة جيدة وسيفرج عنهم بعد ساعات قليلة “هذا الكلام سمعته باذني .. كلام صبرا لا يحتاج إلى تحليل أو تفسير . فهو يشير الى أن الجهة الخاطفة هي مقربة من المعارضة التي كان صبرا أحد قادتها .قطعاً، أقول هذا ليس دفاعاً عن النظام السوري . المرافق للمطران (يوحنا ابراهيم)، الأستاذ( فؤاد إيليا) ، أطلقوا سراحه وهو معارض معروف من ذات الحزب الذي ينتمي اليه جورج صبرا ( حزب الشعب الديمقراطي السوري)، كان يعرف سابقاً بـ ( الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي، يتزعمه المعارض البارز رياض الترك) .. بعد عملية الخطف سافر (فؤاد) الى تركيا واقام فيها لسنوات ربما مازال في تركيا. (فؤاد إيليا) هو الشاهد الوحيد والحي على عملية خطف المطارنة لكنه التزم الصمت طيلة هذه السنوات و لم أسمع بأنه أتهم (النظام السوري) بالوقوف وراء عملية خطف المطارنة . الرئيس المستقيل لما يسمى بـ” الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”،( أحمد معاذ الخطيب) اتهم ما سماها “أيادي خارجية” بعملية الخطف لإشعال نار الفتنة في سوريا. الخطيب ، قال: ” ثمة العشرات من الأجهزة الغربية التي تأكل وتنام في بيوت بعض أبنائنا السوريين”…. بعض المعارضين اتهموا النظام السوري بخطف المطارنة على خلفية مقابلة للمطران يوحنا ابراهيم مع فضائية (بي بي سي) والتي وجه فيها انتقادات للنظام فيما يخص طريقة تعاطيه مع الأزمة السورية الراهنة . علماً، أن كلام المطران كان أقرب الى العتاب من الانتقاد للنظام . للعلم، أن المطران (يوحنا ابراهيم) كان اكثر رجال الكنيسة السريانية قربا من النظام السوري، منذ أيام (حافظ الأسد). ولهذا يستبعد جداً أن يكون خطف المطارنة له علاقة بهذه المقابلة . لو افترضنا صحة هذه الفرضية ، ما ذنب المطران (بولس يازجي) حتى يختطف بجريرة المطران يوحنا؟؟ . في لقاء عابر ،آذار 2007 ،مع المطران يوحنا بمدينة حلب سألني: ألا تخشى من أن مواقفك وكتاباتك الناقدة للنظام قد تسبب اعتقالك ودخولك السجن؟. هناك من المعارضين من ذهب للقول : “بأن النظام هو من خطط لخطف المطارنة لتخويف المسيحيين من الانتفاضة عبر تشويه صورة الثوار ووصمهم بالإرهاب والتكفير” . أخيراً: أياً تكون الجهة الخاطفة ، قضية المطارنة المخطوفين تلخص محنة مسيحيي سوريا والمشرق بوقوعهم على مدى التاريخ ضحية حروب وصراعات الآخرين .