بقلم د.جميل حنا
الحكم الذاتي للسريان الآشوريين في الجزيرة السورية والإدارة الذاتية في عموم سوريا
05 /10 / 2014
http://nala4u.com
الشعب السوري وعلى مدى ما يقارب من أربعة أعوام يخوض معركة شرسة ضد سلطة الاستبداد وضد صنيعته من المنظمات الارهابية وكافة المنظمات الارهابية المدعومة من دول إقليمية وعالمية.ثورة الشعب السوري السلمية الفريدة من نوعها كانت بمثابة دق ناقوس الخطر,بالنسبة للغالبية الساحقة من الأنظمة في منطقة بلدان الشرق الآوسط التي تفرض سلطانها بمختلف الوسائل على شعوبها.وأن تبني البعض لمطالب ثورة الشعب السوري في الحرية والكرامة كان بهدف أحتواء الثورة وحرفها عن مسارها الصحيح وخطفت الثورة من أبناء سوريا لتكون أداة في تنفيذ المخططات الأقليمة ولتصب في خدمة بقاء سلطة الاستبداد قائمة حتى ولو شكليا من أجل تحقيق أهداف القوى الغازية الخارجية.وتحطيم سوريا بكافة مقدراتها العسكرية والأقتصادية وتكريس الانقسام بين مختلف مكونات المجتمع السوري عرقيا ودينيا وطائفيا والقضاء على وحدة سوريا أرضا وشعبا في الواقع الفعلي.وكان استخدام العنف المفرط بحق المتظاهرين سلميا واستخدام القوة العسكرية بكل ما تملكه في ترسانتها العسكرية ضد الشعب أغرقت ثورة الشعب السلمية في بحر الدماء والدمار, وفتحت الأبواب أمام مصراعيها لأستقدام ودخول القوى الارهابية من مختلف بقاع العالم إلى سوريا.الشعب السوري بالرغم من كل المآسي الفظيعة التي تعرض إليها يتطلع إلى حلول سلمية سياسية لإيقاف الحرب المدمرة التي يشنها نظام الاستبداد والمنظمات الارهابية الكثيرة المتواجدة على أرض سوريا.المعارضة السورية بالرغم من كل الجهود المبذولة لم تستطع إنهاء معاناة الشعب السوري بسبب تخبط الرؤية السياسية وعدم وجود استراتيجية واضحة تطمئن كافة مكونات المجتمع السوري والمجتمع الدولي.والعالم اتخذ موقف متخاذل من ثورة الشعب السوري ولم يقدم له الدعم الحقيقي لوضع حد نهائي لهذه لمعاناته الكارثية.أن ضرب بعض مواقع داعش وغيرها من المنظمات الارهابية التي أتت متأخرة جدا أن كان الهدف منها مسألة الأحتواء وليس القضاء عليها سيعني إطالة آمد الحرب على الشعب السوري لسنوات طويلة.وفي هذه الحالة سيكون الوطن السوري أمام مسألة مصيرية أما الحفاظ على كيان وحدته الوطنية أو إنهيارالوطن وتجزئته حسب مراكز القوى المسيطرة على الأرض والتي ستفرض سياسة الغاب والشرائع الارهابية الظلامية والتعصب القومي الشوفيني.وفي خضم هذا الصراع الدموي هناك قوى وطنية ما زالت تؤمن بالحل السياسي السلمي مع الحفاظ على حق الشعب السوري الدفاع عن نفسه بالقوة العسكرية ضد سلطة الاستبداد والمنظمات الارهابية.وأن الحراك الوطني من أجل التغيير الجذري مستمر بين مختلف شرائح المجتمع السوري وأحدى هذه المجموعات التي تبذل جهودا من أجل سوريا حرة ومستقلة تحقق العدالة السلمية الانتقالية للسلطة وحقوق كافة المكونات العرقية والدينية هي مجموعة قرطبة التشاوري “اللقاء التشاوري الوطني السوري” ومنذ تشكيلها قبل خمسة عشرة شهرا عقدت لقاءات تشاورية للعديد من المكونات العرقية السورية. وبتاريخ 2-3 من كانون الأول2014 كان موعد اللقاء التشاوري السرياني الآشوري في مدريد برعاية وزارة الخارجية الاسبانية والاتحاد الاوربي. وقد حضر جلسة الأفتتاح السيدة آراذاذو بانون دافالوس ممثلة وزارة الخارجية الاسبانية مسؤولة ملف الشرق الآوسط وألقت كلمة وزارة الخارجية في الجلسة الافتتاحية,وكذلك ممثلي الائتلاف الوطني السوري وشخصيات وطنية وأيضا مجموعة عمل قرطبة ألقوا كلماتهم في هذه المناسبة,كما ألقى ممثلي الأحزاب ومؤسسات الشعب السرياني الآشوري كلماتهم التي تعكس رؤيتهم لمستقبل سوريا. وكان لنا الشرف أن نلقي كلمة حزب تحرير آشور في الجلسة الأفتتاحية, التي تقدم رؤيتنا لحل الأزمة ومستقبل سوريا وحقوق الشعب السرياني الآشوري في سوريا الحرة والمستقلة وهذا النص الأساسي.
السادة الكرام
في البدأ نقدم جزيل الشكرللحكومة والشعب الاسباني والسيدة ممثلة وزارة الخارجية ولأتحاد الدول الآوربية لرعايتها هذا اللقاء التشاوري من أجل تقديم العون للشعب السوري لإنهاء أزمته المأساوية.وكذلك الشكرلمجموعة عمل قرطبة ورئيس اللجنة المنظمة للقاء التشاوري الوطني السوري السيد محمد برمو الفاضل على جهودهم الوطنية الصادقة.
الأخوات والأخوة ممثلي الأحزاب ومؤسسات الشعب السرياني الآشوري.
الشعب الآشوري هو أحدى أهم وأعرق وأقدم الشعوب في تاريخ منطقة الشرق الآوسط,والحضارة الآشورية وثقافته ولغته وتاريخه وعلومه المختلفة قدم للإنسانية خدمات جليلة تركت بصماتها بشكل واضح على تطورالمجتمع الإنساني, وكافة الأكتشافات الأثرية والمتحاحف والجامعات العالمية العريقة,وأشهرالباحثين والمؤرخين من مختلف أنحاء العالم يؤكدون على ذلك بدون شك وبالبراهين القاطعة, وهو شعب حي يساهم بكل أخلاص وبكافة مقدراته الفكرية والعملية في بناء الوطن.
الشعب السرياني الآشوري تعرض في تاريخه الحديث والقديم وما زال حتى اليوم إلى مختلف أنواع مجازرالإبادة العرقية وكافة أنواع الاضطهاد القومي والديني لإنهاء وجوده في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام وعلى أرض آشورمن قبل كافة الشعوب والقوى التي غزت المنطقة.
وبسبب ذلك شعبنا أكثر الشعوب المتضررة في المنطقة, ولذا هو أكثر أحساسا وشعورا لآلام الشعب السوري,لأن آلامه من آلام كافة مكونات المجتمع السوري وهو يعاني كما غيره من الوضع المأساوي الذي يمر به وطننا سوريا في ظل نظام الاستبداد ومنذ أكثر من خمسة عقود من الزمن.وخاصة منذ أن شنت سلطة الاستبداد اللاشرعية بتاريخ 15 آذار 2011 حربها الهوجاء المدمرة ضد سوريا وشعبها العظيم,كما يعاني شعبنا من همجية وبربرية المنظمات الإرهابية.
إنهاء الأزمة المأساوية السورية يحتاج إلى إرادة وطنية سياسية صادقة بعيدة كل البعد عن التعصب والتمييز القومي والديني من قبل كافة مكونات المجتمع السوري.ومشاركة كافة مكونات المجتمع السوري فعليا في إنشاء النظام السياسي التعددي العلماني ويتم تداول السلطة سلميا في االبلد.وبدون إستثناء أحدا بغض النظرعن العدد,في صنع القرار السياسي السوري الوطني المستقل.وأنصهارالجميع في بوتقة الوطن السوري, مع ضمان حقوق كافة المكونات العرقية دون إستثاء وتمييز,وبدون أن تمس وحدة سوريا وشعبها. والجزيرة السورية جزء لا يتجزء من سوريا الموحدة وهي لكافة مكوناته من السريان الآشوريين والعرب والكرد والأرمن واليزيديين,ولذا فرض أي مشاريع سياسية قومية عنصرية من جانب أحادي من أي طرف أتى,أومنح أي مكون أي أمتياز دون الأخر يعد إنحرافا عن جوهر أهداف ثورة الشعب السوري وخرقا لميثاق ومعاهدات الأمم المتحدة وتمييزاعنصريا مدانا بكل المقاييس.وإذا أصرا شركائنا في الوطن على منح البعض إمتيازات في الإدارة الذاتية أوالحكم الذاتي فأننا نطالب بأن يكون للسريان الآشوريين ذات الحقوق في الإدارة الذاتية أو الحكم الذاتي.الشعب السرياني الآشوري لا يقبل بإرادته الحرة استبدال ديكتاتورية نظام البعث القومي العنصري بأي شكل من أشكال الديكتاتورية و الاستبداد والظلم والعنصرية تحت أي تسمية كانت.ومن أجل الحفاظ على التواصل الاجتماعي والوحدة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب السوري يلتزم الأمر وجود لغة رسمية واحدة للبلد وفي هذه الحالة العربي هي اللغة المشتركة الرسمية بين الجميع.ويجب إعادة الأعتبار للغة السريانية الآشورية بإعتبارها لغة سوريا القديمةعلى مدى قرون طويلة من الزمن.ونرفض رفضا قاطعا تصنيف سوريا على أساس الدين الأول والثاني والقومية الأولى والثانية واللغة الرسمية الأولى والثانية.لغة القوميات هي ملزمة لأبنائها فقط ولا تفرض على الأخرين إلا طوعا. كما أننا نرفض وبالمطلق نعتنا بأقلية أو جالية مسيحية أو مسيحيين بهدف القضاء والغاء إنتمائنا وهويتنا القومية وأختصار تاريخنا الحضاري والثقافي الذي يمتد إلى أكثرمن سبعة آلاف عام بتاريخ المسيحية.
من أجل بناء الدولة العصرية الحديثة لا بد من دستورعلماني يصاغ على أسس المواثيق والمعاهدات الدولية والاعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة بخصوص الشعوب الأصيلة.دستور يفصل قيادة الدولة عن الدين ويعمل على بناء المؤسات المدنية في المجتمع للمشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية,وقضاء مستقل عن السلطة السياسية.ومن هذا المنطلق نؤكد على رؤيتنا لمستقبل سوريا الديمقراطية,ديمقراطية الحقوق المتساوية وليست ديمقراطية العدد والأصوات الإنتخابية,وخاصة أننا نعيش في ظل دولة تضم مكونات عرقية ودينية مختلفة يجب أن تراعى مصالحها وحقوقها القومية وخصائصها ومميزاتها التي تضمن استمراريتها في الوجود وهذا يعد غنا ثقافيا وحضاريا للبلد.
سوريا المستقبل,سوريا الحرة الموحدة والديمقراطية,سوريا العيش المشترك بأمان وسلام بين مختلف أطياف المجتمع,يحتاج إلى التزام أخلاقي وإنساني ودستور يرتكز على النقاط التالية:
الأعتراف دستوريا بالحقوق القومية وبالهوية الشعب السرياني الآشوري كمكون أصيل من النسيج الوطني السوري
الأعتراف باللغة السريانية الآشورية كللغة وطنية سورية تاريخية قديمة.
الأعتراف دستوريا بالحكم الذاتي للشعب السرياني الآشوري في الجزيرة السورية والإدارة الذاتية في عموم سوريا.
الألتزام بالأحصاءات السكانية قبل سيطرة البعث على مقاليد السلطة,والذي فرض تغييرا ديمغرافيا في مناطق تواجد الشعب السرياني الآشوري في الجزيرة السورية بسبب السياسات القومية العنصرية والقمعية.
إعادة الأراضي والممتلكات والمدارس والنوادي الشعب السرياني الآشوري التي تم الأستيلاء عليها منذ بداية ستينات القرن الماضي وحتى الآن وتعويض كافة المتضررين جراء السياسات التعسفية.
نبذ سياسة الأقصاء والتهميش المتعمد للشعب الآشوري ودوره الحضاري والوطني في بناء سوريا قديما وحديثا
البدأ بفتح صفحة جديدة بين مختلف مكونات المجتمع السوري بتنوعه القومي والديني لترسيخ أسس العيش المشترك والمواطنة الحقيقية والحقوق المتساوية بدون تمييزعنصري ديني أو قومي أوطائفي.
الألتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية والأعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة بخصوص الشعوب الأصيلة.
تحقيق المساواة التامة بين كافة المكونات العرقية والدينية السورية,وضمان المشاركة الفعلية لهم في كافة أجهزة الدولة,وعدم ربط تبوئ أي منصب في الدولة من قمة هرم السلطة إلى أدناه بأي دين أوعرق.
نبذ العنف والكراهية والتمييز العنصري القومي والديني.
تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية لكافة مكونات المجتمع السوري,وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في كافة مجالات الحياة.الانتقال السلمي للسلطة وتطبيق العدالة وتقديم كل الجنات الذين أرتكبوا جرائم بحق الشعب السوري وبحق الإنسانية إلى محاكم عادلة ومستقلة.
وسائل الاعلام الوطنية يجب أن تراعي التنوع القومي والديني للمجتمع السوري,ومنح الجميع فرص متكافئة في المشاركة ببرامج في مختلف أنواع وسائل الأعلام المرئي والمسموع والمقرؤ.التعليم لا بد من وضع مناهج دراسية تتوافق مع متطلبات المجتمع ومع روح العصروالحياة السياسية الجديدة التي تنسجم مع أهداف وروح ثورة الشعب السوري في التقدم والمساواة والحرية والكرامة لكل المواطنين.الكف عن تزييف الحقائق التاريخية والشروع في كتابة التاريخ الحقيقي لسوريا,وليس كما يريد البعض بتاريخ مزيف ينسجم مع طروحاتهم السياسية.
التوزيع العادل للثرة الوطنية.
الأرتقاء بالخطاب السياسي لكافة قوى المعارضة ومن مختلف المكونات العرقية والدينية والسياسية إلى مراتب بناء شراكة مواطنة حقيقية اساسه المساواة التامة في الحقوق والواجبات,من أجل بناء وطن يحس فيه كل فرد بالأمان.الدولة العصرية الديمقراطية العلمانية الحرة ترفض رفضا باتا وجود ميليشيات مسلحة حزبية أو فئوية,تضرب وحدة الوطن واستقراره وتهدد السلم الأهلي.
شكرا للجنة المنظمة على جهودها الصادقة
مدريد ,2014-10-03
د.جميل حنا
تنويه; موقع nala4u يتبنى التسمية الاشورية كقومية وتاريخ ولغة .