أكيتو الحاضر الغائب في حاضرة اليونسكو

بقلم د.ابراهيم افرام
أكيتو الحاضر الغائب في حاضرة اليونسكو ..!؟

30 / 03 / 2013
http://nala4u.com

“يبقى جاهلاً إلى الأبد من لا يعرف تاريخ أمته” الفيلسوف الروماني سيسيرو Cicero
إذا كان الأول من نيسان قديماً وبما حمله من دلالات دينية ، فلسفية وعلمية ، لخصت قصة الخلق والتكوين فقد بات اليوم وبما ينطوي عليه من قيم إنسانية ودلالات حضارية وبما له من خصوصية تاريخية واجتماعية عيداً قومياً كبيراً ، يحتفل به مئات الآلاف في بلاد ما بين النهرين بين أحضان الطبيعة ليجعل من هذا الاحتفال مناسبةً قومية ووطنية حقيقية مؤكدين من خلاله باعتزازهم لانتمائهم إلى تاريخه الزاخر الحقبة من الأكادية ، البابلية ، الآشورية ، السريانية وفي وطنهم العراق ، سوريا و تركيا ويشاركهم الاحتفال أبناء جلدتهم قي كل من لبنان وإيران ودول التعاون الاقتصادي(( جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق )) والعشرات من دول المهجر ، ليجعلوا من الطبيعة منبراً حرّاً لهم ليعلنوا على استمرار وجودهم القومي متطلعين إلى مستقبل زاهر مشرق لجميع شعوب المنطقة وفي دول تنعم بالأمن والاستقرار.
هكذا نجد أن طقوس عيد أكيتو تنطوي على دلالات فلسفية وإرهاصات فكرية تركت بصماتها عميقًاً على معظم الفكر الديني والميثولوجي للشرق القديم وليومنا ، هذا الإرث الثقافي ينبغي الحفاظ عليه وإعطائه مكانةٍ تليق به على مستوى الدول المعنية والمنظمات الدولية وخصوصاً منظمة اليونسكو للثقافة والتي من أهدافها تقديم الدعم للمحافظة على الإرث الثقافي للشعوب في جميع بلدان العالم ولما لها دور في تعزيز الحريات الديمقراطية بين البلدان المتعددة والمنظمة تأسست في.
لنلقي نظرة سريعة على ما تم صياغته في هذا المجال ومنذ “إعلان مبادئ التعاون الثقافي الدولي الذي أعتمده المؤتمر العام لليونسكو في دورته الرابعة والتي عقدت عام 1966 وفي ذكرى مرور 20 عاماً على إنشاء منظمة اليونسكو ، حيث تضمن هذا الإعلان من بين ما تضمنه من مبادئ : ” التركيز على أن لكل ثقافة قيمة ومكانة ينبغي احترامها والحفاظ عليها ، وأن لكل شعب حق وعليه وأجب تطوير ثقاته، وأن كل الحضارات بتنوعها وتباينها وبالتأثير المتبادل الذي تمارسه بعضها على البعض ألآخر تشكل جزءاً من تراث الإنسانية المشترك “.
منذ ذلك ألإعلان تعمل المنظمة على تأكيد احترام التنوع الثقافي وتطوير العلاقات بين الشعوب ومساعداتها على أن تتفهم على نحو أفضل الأنماط الخاصة بحياة كل منها وأنه لكل إنسان ولكل شعب حق الانتفاع بالمعرفة والتمتع بآداب وفنون كل الشعوب ، فإذا التنوع الثقافي للشعوب يشكل جزءاً لا يتجزأ من التراث المشترك للإنسانية والإرث الثقافي لأي شعب يتجدد ويغني ويغتني من خلال الاتصال بتراث الشعوب الأخرى ولكي ومن المفروض أن لا يذبل ويموت ألا عندما تفرض عليه العزلة (من توصيات المؤتمر الحكومي الدولي للسياسات الثقافية المنعقد في المكسيك 1982) كما التركيز والتأكيد أيضاً على احترام كل الثقافات على قدم المساواة ، والتأكيد على الطابع الأساسي والحيوي للذاتية أو الهوية الثقافية للمجتمعات والشعوب .
أبناء ثقافة أكيتو الحاضرين في منظمة اليونسكو :
كانت الشعوب وما تزال هي محور الإبداع والتنمية وتطويرها ، وعليه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار إبداعاتها وقدراتها وملكاتها فمن الواجب دعمها للنهوض بها والتأكيد على إنسانيتها وتعزيزها وباعتقادي يسري ذلك كله على الأفراد وهنا سأورد ثلاثة أمثلة من أبناء شعبنا ممن مثلوا بلادهم في منظمة اليونسكو :
الأول : الموسيقار الآشوري السرياني الكبير أبن نينوى التي ومنذ 6763 تحتفل بعيد أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية المرحوم منير بشير والذي توفي في بودابست 28 / 9/1997 ومن جملة المناصب التي شغلها الراحل : نائب رئيس المجلس الدولي للموسيقى في اليونسكو .
الثاني : أنه السياسي الأشوري والأستاذ الجامعي الدكتور في العلاقات والقانون الدولي فلاديمير كالامانوف ، الذي شغل العديد من المناصب في حقبة الاتحاد السوفيتي السابق وما يزال في هذه الأيام والحائز على العديد من الجوائز والميداليات ولا يمكن سردها كلها الآن والذي يهمنا في موضوعنا الآن أذكر منها في عام : ،1989 – 1990 رئيس الجمعية الآشورية في موسكو “Hayadta”، وخلال الفترة 1990 – 1994 رئيس المؤتمر لأشوريي روسيا وبقية الدول الاتحاد السوفيتي ، وخلال الفترة 2002-2009. – الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى اليونسكو في فرنسا ومنذ عام 2010 – المدير ألعام نائب رئيس مجلس محافظي المركز الدولي للتنمية والطاقة وتحت رعاية اليونسكو “روس هايدرو”.
الثالث : بتاريخ 18 فبراير 2011 اختير يلماز كريمو الآشوري عضو البرلمان السويدي وعن الحزب الديمقراطي الاشتراكي عضوا في منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ،اللجنة المدنية لليونسكو وعضو احتياط في اللجنة الخارجية السويدية لليونسكو وذلك لنشاطه الدوؤب في العديد من القضايا التي تدخل في صلب أهداف المنظمة الدولية كالحرية والديمقراطية وحرية التعبير والمحافظة على الإرث الثقافي للشعوب.
أكتيو والأصوات العراقية الأ صيلة :
يحمل الأول من نيسان خصوصية مهمة عبر التاريخ ليس للعراقيين فقط وإنما لشعوب المنطقة فهم يستقبلون هذا العيد بمسيرات الفرح والتي يتم خلالها رفع الأعلام القومية اضافة و بدلالات ورموز تؤشر للأحتفالات التي كانت تقام في الإمبراطورية الاشورية احتفاء بقدوم الربيع وانتصار الخير على الشر وتجدد الحياة وليعم السلام ولكي يكون أكيتو عيداً وطنياً وقومياً ومعترفاً به في وطنه أولا ها هي اصوات عراقية اصيلة وصادقة مشكورة تناشد الحكومة والبرلمان العراقي لتبنيه كعيد وطني وهم كلأ من :
الأول : النائب عماد يوخنا ياقو يوخنا:- ..”أخيراً أتمنى من مجلس النواب أن نسرع بإكمال قانون العطل الرسمية الذي يتضمن يوم واحد من نيسان الذي يعتبر عيداً وطنياً يسمى (أكيتو) رأس السنة البابلية الآشورية الذي كان يحتفل به أجدادنا بهذا العيد لمدة (12) يوماً وأتمنى أن يكون هذا العام أن نزور كمجلس نواب هذا الموقع في هذا اليوم “.( من محضـر جلسـة لمجلس النواب العراقي رقـم 21 الثلاثاء 11 /1/2011 م الجزء الثاني )
الثاني : دعا الدكتور نبيل نور الدين حسين وتحت عنوان أكاديمي آثاري يدعو الحكومة العراقية للاحتفال برأس السنة الكلدانية الآشورية (اكيتو) الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد : دعا الدكتور نبيل نور الدين حسين الحكومة العراقية للاحتفال برأس السنة الكلدانية الاشورية السريانية (اكيتو) من خلال اعتبار يوم الأول من نيسان يوما وطنيا .
الثالث : في سياق الكلمة التي ألقاها ممثل العراق الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور حامد البياتي في نيويورك بتأريخ 21/3/2013 في جلسة مجلس الامن المرقمة (6937) وتقديم التهنئة إلى الآشوريين بمناسبة رأس السنة (أكيتو) مشيراً الى عراقة العراقيين وعمقهم الحضاري والتاريخي وحضر جلسة مجلس الأمن من ممثلية العراق الدائمة لدى الامم المتحدة السيد وليم أشعيا نائب ممثل العراق الدائم والدكتور سلوان رشيد والسيد سرهد فتاح والآنسة بشرى حسن وعدد من دبلوماسيي الممثلية.
أكيتو الغائب في منظمة اليونسكو …!
في الوقت الذي أشكر فيه كل الأخوة الذين مر ذكرهم وخصوصاً الذين ما يزالون يمثلون مؤسساتهم ودولهم على المستويين الوطني في أوطانهم والدولي في المنظمة الدولية بشكل عام ومنظمة اليونسكو للثقافة لجهودهم المشكورة وهنا لا بد توجيه نداء للحكومة والبرلمان العراقي أولاً ومؤسسات شعبنا بكل تسمياتها في أوطاننا ودول المهجر العمل لتبني عيد أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية عيداً وطنياً وتقديم طلب لأدراجه على قائمة التراث البشري القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية ، نعم أن الذي يحز في نفوسنا ألا تكون هناك أيةٍ أشارة لهذا العيد في الكلمة التي وجهتها إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو بمناسبة ((عيد النيروز)) في هذا العام ، لنعمل لكي تطبيق منظمة اليونسكو مبادئها توصياتها ومنها : (توصيات المؤتمر الحكومي الدولي للسياسات الثقافيةـ المكسيك 1982) حيث ترتكز أيضاً على احترام كل الثقافات على قدم المساواة ، والتأكيد على الطابع الأساسي والحيوي للذاتية والهوية الثقافية للمجتمعات والشعوب) .
http://www.xendan.org/arabic/drejaA.aspx?Jmara=11327&Jor=1

الدكتور: أبراهيم أفرام
30/ 3 / 2013

تنويه (نالافوريو): لأهمية هذه المادة..لذا اعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.