بقلم سليمان يوسف
الموضوع; (الإسلام) وتحطيم (المعالم الحضارية)
shuosin@gmail.com
07 / 03 / 2022
http://nala4u.com
(الإسلام) وتحطيم (المعالم الحضارية) : ما قامت به التنظيمات الاسلامية المتشددة من تدمير وتحطيم المعالم والرموز الحضارية في سوريا والعراق والمنطقة ليس بجديد ولا بغريب . إن ظاهرة تحطيم المعالم والرموز الحضارية رافقت الاسلام منذ ظهوره واستمرت الى يومنا هذا. هذه الظاهرة بدأت بتحطيم تماثيل (الآلهة القديمة) في مكة مع بدء الدعوة الاسلامية ،بدعاوى وذريعة إنها من ( الأصنام) ، ومن ثم حرق (مكتبة الإسكندرية) وصولاً الى تحطيم تماثيل (بوذا ) في أفغانستان من قبل حركة طالبان،
وتحطيم تمثال (راس أبي علاء المعري) في معرة النعمان السورية من قبل جبهة النصر الاسلامية ،
و تدمير (معبد بــل) في تدمر السورية( بل) إله بابلي أكادي، يمثل في الديانة البابلية (رب الأرباب)،
وتدمير (اسود آشورية) في حديقة الرشيد في الرقة السورية ،وتحطيم (التحف والآثار التاريخية الآشورية) في نينوى العراقية من قبل تنظيم الدولة الاسلامية- داعش..
(مكتبة الإسكندرية) ،من أكبر مكتبات عصرها، تأسست عام 288 قبل الميلاد. كانت تحتوي على أكثر من 700 ألف لفافة بردية، تتناول مواضيع شتى في العلوم والفنون والآداب والتاريخ والفلسفة والشعر والطب والرياضيات. تؤكد العديد من المصادر التاريخية على أن حرق هذه المكتبة تم من قبل قائد الغزوات الاسلامية على مصر 641 م ( عمرو بن العاص) بأمر من أمير المؤمنين الخليفة(عمر بن الخطاب)، بعد أن استشاره عمرو حول طلب أحد وجهاء الإسكندرية (يوحنا الأجرومي) أخذ المخطوطات من مكتبة الإسكندرية، لينقلها إلى القسطنطينية. رد الخليفة على عمرو بكتاب جاء فيه ” أما ما ذكرت من أمر الكتب فإذا كان ما جاء بها يوافق ما جاء في كتاب الله فلا حاجة لنا به، وإذا خالفه فلا أرب لنا فيه واحرقها “. حقيقة، ثمة (خيط عقائدي) يربط بين جميع (المرجعيات الاسلامية) التي أفتت بتدمير وتحطيم وحرق تلك المعالم والآثار والرموز الحضارية التاريخية النفيسة . ولهذا، هذه الظاهرة الخطيرة لن تنتهي ولن تختفي من المجتمعات الاسلامية ، لأنها ترتبط بـ”العقيدة الاسلامية” الرافضة والنابذة لكل ما لا يتفق معها . ولهذا أيضاً، لا يمكن الحديث اليوم عن ( حضارة اسلامية)، بمعنى ليس للمسلمين (حضارة )خاصة بهم ،يمكن لهم الافتخار والاعتزاز بها، حتى أنهم(المسلمون) لم يتركوا لهم بصمات على (الحضارات الإنسانية) التي عايشوها.