بقلم سليمان يوسف
الموضوع; (الجيش السوري) وليس “الجيش العربي السوري”
shuosin@gmail.com
18 / 02 / 2022
http://nala4u.com
عام 1980 التحقت بالخدمة العسكرية الالزامية – (كلية الحرب الالكترونية). خلال أحد دروس (التوجيه السياسي)، اعترض أحد طلاب الدورة على مصطلح ” الجيش العربي السوري” متذرعاً (بوجود مسيحيين في الجيش) وهم غير عرب (حسب وصفه). ضابط التوجيه السياسي، رد بالقول ” في سوريا الجميع عرب ، مسلمين ومسيحيين.. علينا أن نميز بين الدين والقومية ” . هنا دخلت على خط النقاش وقلت : وأنا أيضاً اعترض على مصطلح “الجيش العربي السوري” ، لأن في الحقيقة يوجد في الجيش السوري من هم ليسوا عرباً. يوجد الآشوري والأرمني والكردي والتركماني والشركسي الى جانب العربي . لهذا الأصح أن يسمى بـ(الجيش السوري) بدلاً من “الجيش العربي السوري”، لأن تعريب الجيش يُفقده (هويته الوطنية السورية) ناهيك عن أنه يُشعر أبناء القوميات الغير عربية بالغبن والمظلومية لما ينطوي عليه هذا المصطلح من طمس وتغييب لهويتهم الخاصة وهي جزء من الهوية الوطنية السورية الجامعة . كلامي شكل صدمة كبيرة لضابط التوجيه السياسي(ضابط الأمن). احتدم النقاش في القاعة وشجع الكثيرين على الحديث والمشاركة في النقاش. قد لا يصدق بعضكم حصول هكذا نقاش وسجال في (وحدة عسكرية) من دون استدعاءات أمنية ، في مرحلة كان قمع النظام للحريات وعسفه بالمعارضين على اشده، والعمليات الارهابية الاجرامية لجماعة الإخوان المسلمين كانت قد بدأت في سوريا. ما أريده قوله : ثمة حاجة وضرورة وطنية لتعميم المفاهيم والمصطلحات الوطنية، على جميع مؤسسات وهيئات ومجالس الدولة(بدون الحاق بها صفة العروبة )، بما فيها اسم الدولة والجيش والنشيد الوطني، حتى يشعر جميع السوريين بمختلف انتماءاتهم (القومية والأثنية والدينية واللغوية والثقافية والسياسية) بان سوريا وطنهم وبأن هويتهم الخاصة هي جزء من (الهوية الوطنية السورية) الجامعة، وبأن سوريا ليست حكراً على قومية أو ديانة أو فئة بعينها. تحييد الدولة والسياسة عن القومية وعن الدين، هو السبيل الوحيد لتعزيز (الهوية الوطنية السورية) الجامعة والعابرة للطوائف والملل وللهويات الفرعية ، ولتحقيق (الاندماج الوطني) بين السوريين، وإنقاذ البلاد والعباد من شرور” الهويات القاتلة ” التي تفتك بجسد الوطن السوري منذ عشر سنوات..